الأربعاء 27 نوفمبر 2024

(في حاجه يادكتور)

انت في الصفحة 40 من 377 صفحات

موقع أيام نيوز


و متألمه علي حالها و شحوب ملامحها التي كانت تضج بالحياة حين كانت تتحدث مع الفرس فقد كان يستمع إلي حديثها بقلب ممزق و عقل مشتت فكل الإتهامات تشير إلي أنها مذنبه حتي حديثها و نبرة الندم التي تغلفه تؤكد علي ذنبها الكبير الذي لم تستطيع غفرانه لذاتها بينما عيناها الشئ الوحيد الذي ينطق ببرائتها و يكاد قلبه يصدقها بينما عقله ينهره بشده و يحذره من مغبة الوقوع بسحرها الآثر فيتضاعف الذنب بقلبه و هذا ما لن يستطيع إحتماله أبدا !

معظم الخسارات في حياة الإنسان قابله للتعويض إما التجاوز ! و لكن ثمه خسارات مروعه تحمل المۏت في طياتها كأن تخسر شقا من روحك أو تفقد إحدي بطينان قلبك و هذا ما شعرت به 
فرح حين رأت شقيقتها تتوسط الأرضيه الصلبه غارقه بدمائها مھددة بفقدان جنينها فلم تتمالك نفسها إذ خرجت صرخه متألمه من جوفها بينما جسدها أخذ
يهتز بقوة و هي ټحتضنها بالسيارة في طريقهم إلي المشفي و دموعها المتساقطة لا تتوقف أبدا بل أخذت تزداد كلما مرت دقيقه تلو الأخرى دون أن يطمئنهم أحد 
تود لو تكسر تلك الأبواب الزجاجيه و تخترق تلك الغرفه لټحتضنها و تخبرها بأنه لا طاقه لها بالفراق أبدا 
تود أن تصل نبرتها المتألمه إلي أعماق قلبها حتي يتمسك بالحياة و ألا يفقد الأمل مطلقا تريد قطع
وعدا صارما لها بأنها لن تدع أحدا ېؤذيها لكنها ستستبسل في الدفاع عنها حتي المۏت فقط لو تخرج سالمه من هذه الغرفه ! لو تري ضحكتها البريئه تزين وجهها الفاتن مرة ثانيه !
يارب أحفظها يارب و متضرنيش فيها أبدا 
هكذا خرجت الكلمات من أعماق قلبها تناجي ربها بأن يحفظ شقيقتها الغالية و ألا يريها فيها بأسا يبكيها و لم تلحظ ذلك الذي كان يراقب جميع إنفعالاتها بهدوء تام و ملامح صارمة تتنافي مع ذلك الحنان الذي تسرب إلي قلبه دفعة واحده و هو يناظر رأسها المنكث و أكتافها المتهدله و ملامحها المنهزمه حتي خصلات شعرها التي كانت تسترسل بهدوء خلف ظهرها يتساقط منها قطرات الماء لټغرق ملابسها 
و حاوطتها رائحة عطره الممزوج مع رائحه التبغ المميز الذي يتناوله فخلقت شعور من الدفء بداخلها و الذي كانت تفتقده كثيرا و لكنها لم تكن تشعر بذلك فقد كانت خارجه من المرحاض لتوها بعد أن أخذت حماما منعشا لتتفاجئ بتلك الکاړثة التي حدثت و لم تهتم بشأن ملابسها فحمدت ربها أنها قد إرتدت ذلك البنطال القطني القصير نوعا ما و فوقه هذا القميص من نفس قماشه و الذي بفعل المياة المتساقطة من خصلاتها التي لاحظت للتو أنها تركتها منسدله خلف ظهرها 
لم تستطع أن تدير رأسها إليه فقد كانت عيناها تحمل ضعفا كبيرا لم تعتاده خاصة أمامه لذا تمتمت بكلمات شكر مقتضبة لم ترضيه فقد كان يود إقتناص فرصته في رؤيه عيناها الزيتونية دون حواجز فهو يعرف تمام المعرفه بأنها تحتاج أن تشعر بالأمان في تلك اللحظه التي عاشها هو بمفرده و يعلم مدي قساوتها و مرارة شعورها و لم يطاوعه قلبه أن تعيشها منفردة فخرجت الكلمات من فمه خشنه كما هي عادته 
هتبقي كويسه أن شاء الله
بقدر خشونه لهجته و لكنها كانت تحمل دفئا تحتاجه كثيرا أو هكذا كانت تتخيل و قد تمني قلبها لو تناظره في تلك اللحظه حتي تتأكد من صدق تخيلاتها و لكن أبى كبرياءها الظهور بمظهر أنثي بائسه قليلة الحيلة لذا رفعت رأسها تنظر أمامها قائله بصوت متحشرج 
إن شاء الله
كان رجل لا
يعرف المستحيل و لا يقبل الرفض تعود علي إنتزاع ما يريده بمنتهي السهوله و اليسر الذي يتنافي مع ما يقابله معها ف ها هي ترفض توسله الخاڤت الذي لم و لن يفصح عنه أبدا تعانده بشدة لتمنحه ذلك التعطش الغريب لنظره إحتياج واحده من عيناها ! 
و كأن إحتياج كل هؤلاء الناس ممن هم حوله الذين يعتمدون عليه كليا لا يكفيه ليشعر بهذه الرغبه في رؤيه إفتقارها إليه ليس من أجل إرضاء متعته في تحقيق إنتصاراته المتتالية معها و لكن حتي يكون و لأول مرة هو مصدر قوتها !
قطع حديثه الدائر بين ثنايا قلبه خروج الطبيب من غرفه جنة فكان أول من هرول إليه هو سليم الذي قال بقلب لهيف 
طمني يا دكتور 
هرولت هي الآخري و كان هو بجانبها ليتحدث الطبيب قائلا 
الحمد لله قدرنا ننقذها هي و الجنين بإعجوبه و بالرغم من كدا الخطړ لسه قائم 
تجمدت الحروف علي شفتيها بينما قال سالم بفظاظه
يعني إيه الخطړ لسه قائم 
يعني حالتها الصحيه غير مطمئنة لأنها ڼزفت كتير و الهيموجلوبين عندها أقل من الطبيعي أنا مستغرب إزاي الطفل دا لسه ييقاوم و منزلش و تفسيري الوحيد إن دي إرادة ربنا إلي كاتبله أنه يعيش ! 
خرجت الكلمات متلهفه من بين شفتيه 
طب إيه العمل يا دكتور علشان نحافظ عليها هي و
 

39  40  41 

انت في الصفحة 40 من 377 صفحات