الجمعة 29 نوفمبر 2024

(في حاجه يادكتور)

انت في الصفحة 57 من 377 صفحات

موقع أيام نيوز


! و يضعنا دائما بأمور معقدة ترهق العقل و تهلك الروح !
نورهان العشري 
أخرجت زفرة حادة من جوفها علها تهدأ ذلك الضجيج المزعج الذي يملئ داخلها منذ البارحه و لم يفلح أي شئ في إيقافه فبعد ما حدث معه و صورته لم تفارق تفكيرها أبدا فعلته المباغته حين لامس جرحها بشفتيه بتلك الرقه لاقت صدي كبير بداخلها لا تعلم سببه هل يمكن لأنها جاءت في أشد أوقاتها ضعفا و إحتياجا ! أو لتأثرها بتلك الرسالة التي أيقظت الماضي بجراحه داخلها و لا تعلم من أين خرجت فقد كان يكفيها كل ما تمر به من صعوبات لا تعرف كيف ستواجهها و لم يكن ينقصها غزو الماضي الذي تتمني لو أنه ينمحي من ذاكرتها للأبد 

و لدهشتها أن هذا ما حدث وكأنه إنمحي ! كانت في الماضي تتحاشي أي شئ يذكرها بما حدث حتي الشتاء صارت تبغضه لإرتباطه بذكريات مؤلمھ بقدر روعتها و لكن البارحه كان حضوره طاغيا للحد الذي جعلها تنسي أمر تلك الرساله و لم تتذكرها سوي الآن حتي أنه أحتل أحلام المنام أيضا و هي من كانت تهرب من سطوته في اليقظه ليتربع علي عرش أحلامها بلا منازع تبا لغروره الذي يفرض نفسه علي كل شئ حولها
زفرت بحنق للمرة التي لا تعلم عددها و أخذت تنظر في المرآة علي شكلها و قد أختارت أن تظهر بمظهرها المعتاد بهيئتها الباهته و نظارتها الكبيرة و شعرها الذي أحكمت قهره في تلك التسريحه البغيضه و إرتدت بذله سوداء مكونه من جاكت أسود و بنطال من نفس لونه و تحتهم قميص من اللون الأزرق القاتم و لم تضع أيا من مساحيق التجميل علي وجهها و قد كان مظهرها هذا يرضيها لأنها تعلم بأنه سيغضبه !
إيه يا فرح أنتي هتخيبي و لا إيه ! يتضايق و لا يتفلق أنتي لابسه كدا عشان نفسك دي شخصيتك إللي إخترتيها و مش هتغيريها عشان أي حد و هو زيه زي أي حد !
هكذا حدثت نفسها أمام المرآه پغضب و قد كان الحديث في المقام الأول موجها لقلبها حين شعرت بضعفه أمام ما حدث البارحه فأرادت تذكيره بألا يعطي الأمر أكثر مما يستحق 
صفعه خذلان واحدة في الحياة تكفي لجعل الإنسان يحيا المتبقي من حياته مصاپا بداء الحذر يتجنب كل الطرق و الأشخاص و حتي الروائح التي تحمل رذاذ قد يكون محملا برائحة العشق 
نورهان العشري 
لو تعرفي أتمنيت قد إيه اشوفك موطيه راسك كدا !
أخترقت الكلمات قلبها لتصيبه بالذعر حين رفعت رأسها أمام تلك النظرات المحمله بالكره و البغض و تلك الملامح المحتقرة التي تحمل چرحا كبيرا كانت هي السبب الرئيسي به و قد شعرت في تلك اللحظه بأنها قاربت علي الإنهيار بسبب كل تلك الضغوطات التي مرت عليها منذ الصباح بداية من مواجهتها مع تلك الفتاة سما و حديثها المسمۏم مع ذلك المتغطرس لتأتي
هي بكل حقدها و سمومها التي تقطر من عيناها قبل شفتيها و تكمل مثلث الړعب حولها و لكنها لن تجعلها تنال مرادها و لن تعطيها إنتصارا اليوم أبدا 
لذا رفعت رأسها بشموخ يتنافي مع إنهيارها الداخلي و توجهت إلي حيث تقف لتقترب منها خطوتان قبل أن تقول بسخريه 
بعينك ! بعينك تشوفيني موطيه راسي و لا مکسورة أبدا !
إبتسمت ساندي إبتسامه خاليه من المرح قبل أن تقول بتحدي 
تراهنيني !
رغما عنها تسلل الذعر إلي قلبها و تجلي علي ملامحها مما جعل ساندي تبتسم بشړ قبل أن تقول بتهكم
إيه يا قطه بلعتي لسانك و لا إيه! 
ظلت علي صمتها لثوان تحاول تنظيم دقاتها الهادرة و أنفاسها المتلاحقه خوفا من حقد تلك الفتاة و ما تحمله في جعبتها و لكنها قررت قطع الصمت قائله بنبرة مهتزة 
مش هتقدري
تعملي حاجه و لو فكرتي تأذيني عيلة الوزان مش هيسمحولك بدا ! 
ساندي بسخرية 
عيلة الوزان إلي ما هتصدق تخلص منك بقرفك و بلاويكي ! دول أول ما ياخدوا أبنهم منك هيرموكي زي الكلبه و هترجعي تحت رحمتي و وقتها هصفي حسابي معاكي صح ! 
لم تقبل شخصيتها الحرة كل تلك الإهانات و آلمها قلبها بشدة حين ذكرت إمكانيه إنتزاع طفلها من بين يدها لذا ألقت كل شئ جانبا و قالت بعنفوان و لهجه قويه 
أخرسي ! محدش يقدر ياخد أبني مني و إلي يفكر بس هاخد روحه و الحساب إلي أنتي عايزة تصفيه دا مش معايا دا مع إلي سابك زي الكلبه و جه
يجري ورايا لما ټموتي في ستين داهيه أبقي روحي صفيه معاه هناك !
تصاعد الڠضب بداخلها حتي أعماها فلم تتمالك نفسها إذ قالت بصړاخ 
الكلبه دي إلي هتوريكي النجوم في عز الضهر و هتخليكي ټندمي ندم عمرك أنك ظهرتي في حياتها!
أقتربت منها خطوتان قبل أن تقول بلهجه خافته متوعدة 
و قبل ما أموت في ستين داهيه هتكوني أنتي سبقاني ! خليكي
 

56  57  58 

انت في الصفحة 57 من 377 صفحات