(في حاجه يادكتور)
من تيبس عظامها التي كانت تأن عليها مما جعلها تخرج صوتا جذب إنتباهه فنظر إليها بتقييم قبل أن يقول بلامبالاه
لو تعبتي تقدري تاخدي بريك
تفاجئت من حديثه و تحمحمت قبل أن تقول بنفي
لا متعبتش و لا حاجه مين قال كدا
سالم بخشونه دون أن يرفع عيناه عن الورق أمامه
صوابعك إلي عماله تطقطقيها
شعرت بالحرج من كلماته فبللت حلقها قبل أن تقول بتلعثم
سالم بإختصار
يبقي تتعودي متعمليهاش تاني
فرح بإستفهام
و السبب
مابحبهاش !
إغتاظت من كلمته و تسلطه فأرادت إستفزازه قائله
يبقي تحبها عشان أنا بعملها علي طول تقريبا زي متلازمه كدا !
تجاهل أستفزازها و رفع رأسه يطالعها بنظرات غامضه قبل أن يقول بتسليه
شعرت بالخجل من تلميحه و من هفوتها فأرادت التصحيح حين قالت
لا طبعا مش كدا أنا أقصد عشان إحنا بنشتغل سوي و وارد أعملها كتير و أنت موجود و المقصود أنك تأقلم نفسك عليها يعني !
رفع إحدي حاجبيه في حركه أستعراضيه أغضبتها و لكنه تجاهل ذلك و أستمر قاصدا إستفزازها
أعتقد إن دي حاجه مش محتاجه تفكرني بيها!
قالتها پغضب خفي فأجابها بتسليه
حاسس إن الموضوع مضايقك مع إنك مفروض تفرحي !
و إيه إلي مفروض يفرحني من وجهه نظرك
يعني كنتي راحه آخر الدنيا عشان تشتغلي و أهو جالك الشغل لحد عندك دانتي كمان مفروض تشكريني !
جمرات الغاضب النابعه من إستفزازه لها أشعلت النيران بداخلها فقالت بإستنكار
قهقه بخفه قبل أن يقول بتسليه
دانتي قلبك أسود و طلعتي بتشيلي جواكي !
فرح بقوة
قلبي مش أسود و لا حاجه بس مبنساش بسهوله
سالم بتهكم
طب خدتي القلم عشان يفكرك بيا ليه
إغتاظت من حديثه فأجابت بقوة
مقولتش عشان يفكرني بيك قولت عشان
يفكرني إني جيت هنا في يوم و كمان أنا مبفتكرش غير الحاجات المهمه إلي بتعلم جوايا ! غير كدا لا
عايزة تقنعي نفسك بأيه يا فرح
صدمها سؤاله و عرت نظراته الثاقبه شخصها المتوتر و أعادت السؤال في رأسها و قد رفض عقلها أن يفصح عن إجابته بينما تجلت الإجابه في عيناها التي ظلت أسيرة
عيناه التي كانت تخترق أعماقها بقوة و قد طال صمتها لثوان قبل أن تقوم بنفض ما يعتريها من تخبط وقالت بثبات
أبتسم بخفوت قبل أن يعيد أنظاره إلي الأوراق أمامه و هو يقول بلامبالاه
مالوش لزوم الإجابة وصلت خلاص !
إغتاظت من حديثه المبهم و ما أن همت بسؤاله عما يقصد
حتي أوقفها النقر علي باب الغرفه فإلتفتت لتتفاجئ بذلك الشاب الذي ما أن رآه سالم حتي نهض من مكانه و توجه إليه بينما هرول مروان يعانقه بقوة و هو يقول
وحشتني أوي يا سالم
أجابه سالم بصدق
و أنت كمان يا مروان ليك وحشه كبيرة حمد لله عالسلامه
تبادلوا السلامات فشعرت بالحرج و نهضت من مقعدها و قالت بعمليه
سالم بيه أنا هروح أطمن علي جنة و آجي
اومأ برأسه و قد كانت نظراته غامضه و لكنها لم تبالي و توجهت إلي الخارج
كانت تنظر إلي الطابق الأعلي و داخلها يمتلئ بالتساؤلات التي تجعل أنفاسها تهرب منها فهي لم ترتح لتلك السيدة و تهاب نظراتها كثيرا و لم تكن هي وحدها فجميع من في هذا البيت كان من الواضح أنهم يهابونها تري ماذا تريد منها و لماذا أرادت أن تصعد إلي الأعلي للتحدث معها لما لم تحادثها بالأسفل هل تريد إلقائها من النافذه ! أقشعر بدنها حين أتتها تلك الفكرة و لكن سرعان ما نهرها عقلها و وبخت نفسها قائله
أهدي يا جنة و بطلي هبل هي مش قتاله قټله يعني هتلاقيها عايزة تطمن علي الحمل و خلاص
هكذا أقنعت نفسها و هي تصعد الدرجات بعدما أرشدتها الخادمه علي غرفة أمينه التي كانت تنتظرها و هي تنظر إلي النافذه و حين سمعت صوت نقراتها المتوترة علي الباب أمرتها بالدخول فانفتح الباب و أطلت منه جنة برأسها و عيناها الزائغه لتقتنص هي توترها فتوجهت إلي المقعد المخصص لها و قالت بوقار
تعالي يا جنة و اقفلي الباب وراكي
أطاعتها جنة بصمت بينما دقات قلبها تدق كالطبول جراء خۏفها الذي تجلي في كفوفها المرتعشه و إهتزاز حدقتيها و هي تجلس في إنتظار أمينه أن تبدأ في الحديث و قد لاحظت هي ذلك فابتسمت قبل أن تقول بنبرة هادئه
عامله إيه يا جنة
الحمد لله كويسه
و الجنين وضعه عامل إيه دلوقتي
إمتدت جنة تحيط رحمها بيديها و قد رقت نبرتها و هي تقول
الحمد لله بخير
فاجأتها أمينه حين قالت بنبرة ذات مغزى
باين عليكي بتحبيه أومال ليه فكرتي تتخلصي منه !
إنقبض قلبها جزعا حتي آلمها حين سمعت كلمات أمينه التي تابعت بهدوء
متستغربيش أنا مفيش حاجه معرفهاش
حاولت إبتلاع غصتها و قالت بصوت مبحوح
كانت لحظه شيطان