الارجواز
انت في الصفحة 1 من 5 صفحات
قصة قصيرة
الأراجوز
استيقظ من نومه بعدما أن ألقى الليل بعباءته السوداء على السماء توجه للمطبخ قام بأعداد كوب من الشاى الثقيل كما أعتاد أن يتناوله ليتمكن من استعادة تركيزه بسبب الصداع الذى يلازمه كلما أستيقظ فى ذلك الوقت.
عاد حاملا الكوب جلس على الأريكة الصغيرة التى تتوسط صالة منزله وضع الكوب على المنضدة الخشبية المتواجدة أمامه ما أن فعل حتى رفع عينيه نحو أريكة أخرى فى مواجهته لا يفصلها عنه سوى المنضدة أبتسم وهو يلقي تحية المساء على العرائس المتراصة عليها بجوار بعضها البعض وكأنهم يجلسون عليها.
أمامنا عمل شاق بالغد ياصديقي
أبتسم وهو يهز رأسه وكأنما أجابه ذلك الأخير بأنه على أتم استعداد وجهه نظره للدمية المتواجدة بجوار الأراجوز وهو يخاطبها قائلا
أتمنى أن تكون السيدة بصحة جيدة
قالها وهو يقهقه بشدة بعدما خيل إليه إنها تبتسم وتهز رأسها للأسفل لتجيبه إنها بخير.
تزوج من أحد الفتيات إلا أن زواجه لم يكلل بالنجاح وقبل أن يكتمل العام طلبت زوجته الطلاق.
حاول أن يثنيها عن قرارها كثيرا لكنها كانت تخبره دوما أن شخصيته ضعيفة ولا تشعر لجواره بالأمان
تفاجأ مما فعلته كانت تلك هى القشة التى قسمت ظهر البعير فعل ما أرادته خاصة انه لم يرزق منها بأطفال.
من يومها وهو يعيش بمفرده بداخل المنزل الذى تركه له والده تعينه على تحمل نفقات الحياة بعض المدخرات التى ورثها بالأضافة لعمله بأحد الوظائف الحكومية مما جعل الأمور المادية لا تشكل عبئا بالنسبة له على الأطلاق.
كثيرا ما تتردد كلمات زوجته السابقة فى أذنه وهى تتهمه بالجبن فيشعر بغصة فى حلقه يعلم أن شخصيته ضعيفة فكر فى الذهاب لأحد الأطباء النفسيين فى محاولة لإيجاد حل لكن خوفه من المواجهة حال بينه وبين أن يفعل.
أصبح الجميع يعلم إنه شخص جبان لا يقوى على رد الإهانة مهما مبلغ مداها فبناينه الجسدي