الأحد 24 نوفمبر 2024

(قصه الصندوق الطائر)

انت في الصفحة 1 من صفحتين

موقع أيام نيوز

قصة الصندوق الطائر:
كان عمي صالح رجلاً حكيماً وتاجراً أميناً، يعرف كيف يجمع المال الحلال وكيف ينفقه دون إسراف. تكونت لديه ثروة كبيرة، ولما أحس باقتراب أجله أوصى ابنه الوحيد بحسن التدبير وحذره من أصحاب السوء والتبذير.. وبعد ۏفاة أبيه لم يعمل بنصيحته، وراح ينفق النقود بطريقة حمقاء جعلتها تنفد كلها في وقت قصير، فأصبح فقيراً، فابتعد الناس عنه وتركوه متخبطا في متْربته، بلا صدیق ولا أنيس.

ولما استولى عليه الحزن خرج إلى فناء الدار مهموما، فجلس على صندوق مهمل في إحدى الزوايا. وفجأة تحرك الصندوق وراح يرتفع رويداً رويدا عن الأرض، فأمسك به الشاب بكل قواه لكي لا يسقط، وها هو ينظر مندهشاً إلى الأسفل.. ليرى البحر ذلك العالم الأزرق، والسُّفن الجاريات والراسيات، والأنهار، والناس… إنّه لشيء عجاب!

وبعد مسافة كبيرة هبط الصندوق برفق ببُستان قصر باهر. تزل الشاب وراح مسرعاً يجمع الأغصان والجريد وخبّا الصندوق، ثم تقدم إلى حارس وطلب منه مقابلة صاحب القصر، فأدخله في الحين وكان سلطان تلك البلاد.. استقبل السلطان الفتى بحفاوة بالغة وأكرمه وأحسن ضيافته واستمع له، فاغتر الشاب غروراً كبيراً وراح يفتخر بثروة زعم امتلاكها قد تساوي ثروة السّلْطنة، ويتظاهر كسائح انتقل كثيراً، أبهر الناس بما شهد من عجائب واكتشف من أوطان.

بقي الشاب في المملكة أیّاماً، وكان كلّما التقى جمعاً راح يسرد عليه الحكايات الطريفة والعجيبة التي تزعم أنها وقعت له، وما هي في الحقيقة إلاّ ادعاءات وأكاذيب؛ ولكنه استطاع أن يوهم بها كل مُستمعيه الذين راحوا ينسجون له صورا من البطولة فتخيّلوه بطلا صنديدا.. ومن حين لآخر كانت ابنة السلطان تستمع إلى تلك الحكايات فأعجبت بها فتوسلت إلى أبيها ليزوجها منه، فوافق على طلبها، قرّر الملك دعوة كل من في المملكة لحضور زفاف ابنته، فأعلن ذلك وأمر بالاستعداد لذلك اليوم السعيد.

انت في الصفحة 1 من صفحتين