كنت واقفه في البلكونه وشفت المشهد ده بالصدفه
عندنا بنتين تؤام بيتهم قصاد بيتنا، الإتنين متجوزين وكانوا جايين زيارة لأهلهم عشان فرح أخوهم الوحيد.
وبرغـم إنهم كانوا شبه بعض بالظبط إلا أنهم اللي يشوفهم المرة دي يتعــجب، معقولة دول تؤام؟
واحدة منهم شــايلة عيل على كتفها وتلاتة كمان جــرّاهم وراها وباين على جوزها تاجر كبير وميسور الحال، واستقبال أهلها لزوجها كانت على أكمل وجه، أما اختها كانت ترتــدي فسـ ـتان بسيط جدًا وزوجها جايبها في توكتوك عادي، وطلَّع من جيبه ٥٠ جينه، وقالها ” خليهم معاكي ”
طبــطبت على إيده وقالتله ” بس أنا مش محــتاجاهم ” فبصلها بحــزن وقالها ” إنتي مفكرة معييش فلوس؟ لا ياماما ده أنا ممكن أوزنك فلوس بس أنا بحوش بس ” فخدت منه الخمسين جينه بضحكة وهو بينكــشها وبيحاول يضحكها.
ولما قــرَّب من البيت عشان يدخل لقى إن أهلها بيدَّعوا إنهم مشغولين ومحدش فيهم استقبله بشكل لطيف
فمراته حاولت تمســكه من إيده وتضحك في وشه، راح بــاس على راسها بابتسامة وحاول يتصنع إنه مزعــلش ومشى. وتقريبًا ده كله لمجــرد إنه على قده ?.
بس بعدها لاقيت إن الموضوع ليه أبــعاد تانية، وهو إنه كمان مبيخلفش! أختها حاولت تـضايقها بالكلام، وحاولي تطلـقي وتعيشي سنك إنتي ماســكة فيه على إيه ده، لا فلوس ولا شكل ولا عيال!
ويشاء ربك بعد سنة ونص، التاجر يخــسر فلوسه، والتاني يسافر السعــودية في السنة دي. مشروع ونجح جدًا خلال ست شهور وبعد فترة كبيرة جات لأهلها وهي تنجب وعلى وشك ولادة، فبنادي عليها بسألها عن صحتها، قعدت تحكيلي عن جوزها وقد إيه بيحبها، لدرجة إنه كان قايل إن العيــب منه هو عشان محدش من اهله يجرحــها بكلمة، ومع ذلك كان بيســتحمل أهلها.
وشها كان منوّر وهي بتحكي تحســها كده طايرة من الفرحة ، على الجانب التاني أختها كانت واقفة على الطــلاق بسبب قلة الفلوس!
لولا جوز أختها اللي كانوا بيقــللوا منه أتدخل في الموضوع وقالهم متحــملوش هم انا اللي هتصرف وشغله معاه في المشروع وحقيقي عوض ربنا لما بيجي بيــبهر كل اللي حوالينا، وفعلاً ياجماعة في شخص بينور ملامحنا حتى لو ظروفه على قده بحنيته وحبه، وحنانه عليكي وشخص ممكن يضحك علينا الناس مهما كان معاه فلوس، وفي النــهاية لو اتخيرنا بين الحنية والفلوس هنختار دايمًا الشخص الحنين لأن الشخص الحنين رزق