في احدى قرى السعيد يتم عقد قرانه على ارملة اخوه
وعندما وقعت عينيها على صورته الموضوعه اعلى الكومود وجدت نفسها تبتسم له ثم اغمضت عينيها والابتسامه مازالت اعلى ثغرها لتعاود فتحها باتساع وتنهض من الفراش عندما شعرت بوخذة داخل صدرها وضعت كفها اعلى صدرها تتحسس نبضها الذي يزداد بقلق التقطت الهاتف دون تردد وهمت بالاتصال
انتقل خبر ۏفاته للجميع وخيم الحزن على كل من عرفه وعمل معه وعندما انتقل الخبر الى عائلته التى تكفلت به واصبح فردا منها لم تتحمل احلام ذاك الخبر لتفقد وعيها وتنقل الى المشفى فقد داهمتها نوبه قلبيه حاده وجلست جودي بجوار والدتها تحاول التماسك وداخلها نيران تشتعل بسبب خسارتها لشقيقها الذي كان مثابه كل شئ لديها كان الأخ والسند والصديق منذ ان دخل حياتها واصبح أهم شخصا بها كان القريب لقلبها مرايتها التى تراء بها اخطاءها كان الناصح الامين ويفهمها دون حديث فهي طفلته التى نشأت على يده وهو من زرع بها الثقه وقوة الشخصيه الى اين ذهب الان بعيدا عنها فهى مازالت بحاجته لماذا تركها الان تتخبط بتلك الحياه الظالمه التى حرمتها منه
فرقت الدنيا كان بدرى الوداع
وطلعت فوق بعيد عن الزيف والخداع
وحشنى يا طيب يا ارق من الملاك
فكرك وفاكر قد ايه اتهنيت معاك
وكنت اتمنا يكون عمرى فداك
دلوقتى بحلم بس اعيش لحظه معاك
اه اه اه اها ها
يالى مشيت من غير ماحتى نقول سلام
هفضل على عهدك كأنى معاك تمام
مين الى قال البعد بينسى الحبايب
تعالى شوف
حبى وشوف قلبى الى دايب
فكرك وفاكر قد ايه اتهنيت معاك
وكنت اتمنا يكون عمرى فداك
دلوقتى بحلم بس اعيش لحظه معاك
مين بعد منك هيدوينى فى يوم جروحى
مع السلامه يا حبيب قلبى وسلام
ياريت تزرنى كل ليله فى المنام
وحشنى يا طيب يا ارق من الملاك
فكرك وفاكر قد ايه اتهنيت معاك
وكنت اتمنى يكون عمرى معاك
دلوقتى بحلم بس اعيش لحظه معاك
الفصل 20
حسمت امرها وقررت الاتصال به ثم وضعت الهاتف اعلى اذنها تنتظر اجابته بلهفه ولكن تبخرت احلامها وشعرت بالإحباط بعدما أنتهى الرنين ولم
يجيبها الطرف الآخر انطفت ابتسامتها الشغوفه لسماع صوته الدافئ الذي يشعرها دائما بالأمان رغم كل شي تمر به الا انها تفتقده
لم تيأس حاولت الاتصال مرارا وتكرارا الى ان خاب املها وانسابت دموعها بصمت وضعت الهاتف اعلى الكومود واجبرت عينيها على الخضوع للنوم لكي تنسى ما تشعر به الان
وحاول فارس التخفيف عنه فما حدث ليس بهين ولكن انها إرادة الله كان الحزن يغزو بملامحهم
تنهد اكمل بحزن وهو ينظر لفارس احلام ماستحملتش الخبر وجالتها اذمه قلبيه الحمد لله مرت على خير بس لازم تفضل كام يوم فى المستشفى لم حالتها تستقر
يارب جودي جنبها وأنا مش عارف هبلغ رنيم باللى حصل لحسام ازاي ده غير البنت لسه مافقتش من ۏفاة والدتها
لازم حضرتك تبلغها وأنا هخلص كل اجراءات استخراج جثمان والدتها كمان ضروري جدا حضرتك تجيب اللاب بتاع حسام عشان ابعت لهاكر يفك شفرته عشان نفرغ اللى فيه ونثبت تورط سامي فى كل اللى حصل والا لسه بيحصل ويدفع الامن بقى لازم نرجع حق حسام فى أسرع وقت وكمان رنيم تتهم سامي فى محضر رسمي ان هو ورا
ربت على ظهره بحنان ثم ابتعد عنه ثقتي في ولادي بلا حدود ربنا معاكم أنا هطلع اطمن على احلام وبعدين اروح لرنيم ابلغها وربنا يقويني
بعد ان توجه اكمل لغرفه زوجته استقل فارس سيارته
ورحل هو الاخر عازم النيه الى عودته لمكتبه ليظل به يراجع اوراقه ويعيد ترتيب حساباته فى تلك القضيه المعقده
حفل خاص بهم يقتصر على وجودهم يحتفلون بما تم انجازه والخلاص من احدى ضباط الشرطه ضحك باعلى طبقات صوته عاليا نحتفل بقى بالخبر السعيد وولاءك لينا يا طروق اللورد مبسوط منك جدا وكمان ده اثبت انك قدها وهتسد مكان رشدي عايز كمان ابشرك ان عادل المدنى بسبب اللى حصل لعمرو بيفكر يبعد وده مزعلني جدا ومزعل اللورد واحنا فى قانونا مافيش حد يسبنا والا يكون بيحفر قربه وبصراحه عادل حفر قبرة وللأسف مضطرين نريحه ونستريح منه للأبد
رفع طارق هو الاخر كأسه ورطمه بخفه بكأس سامي وماله يا باشا نريحوة اخر راحه ههههه ونحتفل احلى احتفال فى صحتك يا بوص
ثم تطلع طارق لسامي بخبث هي القعده هتكون ناشفه ولا ايه
ضحك بقوه وهو يرسل اليه غمزه ثم اشار الى فتاتين امامه لا طبعا هتستمتع بوقتك وسهرة سعيده يا طارق باشا
عيوني يا باشا
دلف لمكتبه بخطوات سريعه ثم اغلقه خلفه بالمفتاح وجلس امام مكتبه يهاتف شخص ما ويقص عليه ما فعله طارق فى الخلاص من حسام او فهد كما كان يخدعه
وبعد عده دقائق انهى المكالمه بضيق واراح ظهره للخلف وهو ينظر امامه پغضب ويهمس بفحيح كالافعى بقى أنا سامي الحديدي بعد عمري كله اللى اشتغلته تحت طوعهم يجي حته عيل زى حسام يضيع كل اللى بينته ويزعل اللورد مني لا ده أنا احړق الكون كله باللى فيه واي حد يفكر يقرب مني هيكون هلاكه على ايدي ودورك جاي يا فارس باشا هخلص منكم واحد واحد واسم الحديدي هيفضل راعبهم ومعلم عليهم وبكده الداخليه ماحدش هيتجرا ويدخل عريني برجله عشان قبل ما يقرب هتكون اتكسرت
انقضت الساعات عليها ببطئ وهى تنتظر افاقة والدها بعد أن تم اجراء العمليه له
نهضت بفرحه تقترب من وجهه وتقبل
وجنته حمدلله على سلامتك
يا قلب بنتك قولي تعبان حاسس بحاجه يا حبيبي
ابتسم لحنان إبنته وهز راسه نافيا الحمد لله يا بنتي أنا بخير بفضل ربنا وبفضل الدكتور اللى عملي العمليه
الحمدلله يا حبيبي الدكتور طمني وان شاء الله بعد أسبوع هيفك الشاش
اللى على عينيك والعمليه هتنجح وهترجع تشوف نور ربنا من
تاني
ضحك بخفه على مشاكسة إبنته ودعى
داخله بان الله يعوضها خيرا عن كل ما عانته بعمرها الصغير هذا وهى متكفله بوالدها الضرير وتركت كل شي من اجله لم يطلب لنفسه شيئا ولم يفكر بحياته قط الا من اجل سعاده إبنته ويخشى ان يتركها وحيده بهذه الدنيا ولكن يعلم بان الله معها ولن تضيع بدونه
ظلت متماسكه ترفض حتى البكاء وعندما استقر وضع والدتها تركت الغرفه وتوجهت على الفور الى المرحاض تريد أن تبكى دون ان يراها أحد فقد تماسكت بما فيه والان لم تعد قادره على اخفاء مشاعرها اكثر من ذلك دلفت لداخل المرحاض وبعدما تأكدت بانها وحدها الان خارت قدميها ارضا ثم اطلقت لدموعها العنان بكت بكل ما تحمله من ألم داخل صدرها على صوت بكاءها فلم تعد قادره على حبس مشاعرها صړخت بصوت مرتفع تنادي روحها الأخرى التى فارقتها ليه روحت وسبتني يا حسام انت عارف من غيرك هكون هشه ضعيفه انت قوتي يا حسام ليه سبتني فى الدنيا دي لوحدي سبتني قبل ما تصلح عيوبي يا اخويا أنا محتاجلك انت مرايتي واللى هتقدر تغيرني ليه خلفت وعدك معايا ليه
افرغت كل طاقتها فى البكاء الى ان شعرت بالقليل من الارتياح لم تريد لوالديها رؤيتها بتلك الحاله المزريه قررت التوجهه الى كافيه المشفى الا ان تهدى
ابتلعت ريقها بتوتر ثم وقفت مستقيمه لتبتعد عن نظراته المصوبه اتجهاهه وهمست بصوت مبحوح شكرا
همت بالابتعاد والمضى فى طريقها لداخل الكافيه ولكن لحق بها ايمن وهو يهمس داخله شكرا بس كده ده اللى ربنا قدرها عليه البت دي مجنونه ولا ايه بالظبط
أسرع فى خطواته وبحث عنها بعينيه ليجدها جلست بمكان مبتعد عن الجميع لحق بها وجلس امامها دون استأذان انتي كويسه ايه جابك المستشفي بالليل مش ميعادنا لسه بكره
تطلعت اليه بحزن ثم وقفت عن مقعدها ولكن قبل ان ترحل قبض بقوه على رسغها جعلها تنظر له بغرابه ليتحدث هو بصرامه مش هسيبك تمشي قبل ما نتكلم وافهم فيكي ايه ماكنتيش بالشكل ده الصبح
همست پغضب باي حق حضرتك تمسكني بالطريقه دي لا وكمان عايز تجبرني اقعد معاك واتكلم عن حاجه ماتخصكش اصلا
لا تخصني ايوة تخصني انتي مريضه عندي ومسئوله مني وبكره هستلم تقرير بحالتك ومن هنا لحد لم اطمن انك بخير وكل حاجه زى الفل من حقي كطبيب افهم مالك بالظبط ثقي فيه
نظرت له پضياع ماعنديش ثقه فى حد
شعر بحزنها
ليهمس بصوت حاني طب جربيني ممكن
عادت تنظر له بعينيها الحائره وتسمرت مكانها عندما شعر بتخبطها سحب يدها برفق وجذب لها المقعد لتجلس عليه انصاغت له كالمغيبه ليجلس هو الاخر بالمقعد المقابل لها
تشربي ايه
هزت رأسها بالنفي وظلت صامته لعده دقائق كان يتطلع لها بهدوء احترم صمتها الذي طال ولكن عندما انسابت دموعها اعلى وجنتها شعر بوخذه داخل صدره ومد انامله ليمحي تلك الدموع وهو يتسأل بقلق ارجوكي قوليلى مالك بجد حاسه باي تعب طيب الصداع شديد لو شديد أنا ممكن اجبلك اقوى مسكن هنا فى المستشفي
قاطعته بحزن اخويا ماټ
صمت فجاه عن الحديث عندما استوعب ما قالته ثم مسح على لحيته الخفيفه بقله حيله سحب شهيقا ثم زفرة ببطئ ووجد نفسه يضع كفه على كفها الصغير يربت عليه بحنان وكانه يشاطرها ذلك الحزن الذي سكن قلبه هو الاخر من اجلها نظرت بقوه لكفيه القابضه بقوه على كف يدها ولم تبعد يدها بلا تمسكت بيده بقوه وهمست بصوت حزين مش عايزة ابقى لوحدي
همس بصدق مش هتبقي لوحدك وأنا موجود ماتخفيش أنا معاكي لو حابه تحكي أي حاجه جواكي أنا هسمعك بدون مقاطعه
همست بصوت ضعيف يكاد يكون مسموع له ماما تعبانه جتلها كريزه القلب وهنا
نهض عن مقعده وجذبها لتنهض
هى الأخرى قومي نطمن عليها وان شاء الله هتبقى كويسه وتروح معاكي البيت كمان بس خليكي قويه عشانها
سارت جانبه بهدوء الى ان استقلوا سويا المصعد الكهربائي ومن ثم الى الطابق الثالث الذي يوجد به رعايه القلب وقفت امام الباب وتسمرت مكانها امسك بمعصمها ودلف لداخل العنايه وهو ينظر لها
بتسأل رقم غرفه ماما كام
انسابت
دموعها دون توقف وهى تنظر
له بتشتت وتهمس باضطراب انا لم شوفت السرير فاضي قلبي كان هيقف خلاص قولت هخسر مامي هى كمان لو