الأحد 24 نوفمبر 2024

((قصه بائع الحلوى))

انت في الصفحة 1 من 3 صفحات

موقع أيام نيوز

أسرعت الخطى نحو موقف الحافلات على أمل اللحاق بأخر واحدة والتى علمت إنها تنطلق فى العاشرة مساءا.
فهذا أول يوم فى عملي الجديد الذى حصلت عليه بالكاد بعد معاناة طالت لأكثر من ثلاثة أشهر نفذت مدخراتي البسيطة خلال الشهر الأول منهم مما جعلني أقترض الكثير من المال لأدبر ماتحتاجه أسرتي الصغيرة المكونه من زوحتي وأبنتي ذات العشرة أعوام.

تمكنت من اللحاق بها وهى على وشك التحرك ألقيت بجسدي المنهك على أول مقعد واجهني شاعرا بسعادة بالغة فما أملكه من المال يكفي بالكاد لدفع ثمن التذكرة وما سيتبقى سأقوم بشراء الخبز به لعمل الشطائر التى ستأخذها أبنتي فى الصباح عند ذهابها للمدرسة.
أخرجت هاتفي المتواضع الذى قمت بشراءه عوضا عن الهاتف الذكي أضطررت لبيعه بسبب ضغوط الحياة.
قمت بالأتصال على أحد الأصدقاء الذى كنت قد تحدثت إليه فى الصباح طالبا منه مبلغ من المال لحين الحصول على راتبى بداية الشهر لم يجب على أتصالاتي المتكررة.
أنتابتني الحيرة الشديدة ماذا سأفعل 
فأنا لا أملك سوى بضعت جنيهات لشراء الخبز وسينفذ بعدها كل ما أملك ولن يكون لدي أى نقود تمكنني من الذهاب للعمل فى الصباح.
شعرت بغصة شديدة فى حلقي وكأنني موشك على الأختناق أعدت الأتصال مرة أخرى على صديقى لكنه لم يرد.
أعدت الهاتف لجيبي جلست شارد الذهن أنظر بعيون زائغه للشارع محاولا إيجاد مخرجا لما أنا فيه.
أفقت من شرودي على شيئ يوضع على المقعد الخالي جواري أدرت عيني فوجدت فتاة من هؤلاء الباعة الجائلين الذين أعتادوا على بيع بضاعتهم بتلك الطريقة لم أعير الأمر أهتمام فذلك أمر معتاد كثيرا ما يحدث.
عدت أنظر للشارع مرة أخرى بعدما أرهقني التفكير كثيرا
عادت الفتاة لألتقاط قطعة الحلوى المغلفة التى وضعتها بجواري قبل قليل.
أخذت أتابعها وهى تلتقط باقى القطع من بقية الركاب الذين لم يكن عددهم يتجاوز أصابع اليد الواحدة وقد جلسوا على مقاعد متفرقة بداخل الحافلة بسبب خلوها فى ذلك الوقت المتأخر.
بعدما أنتهت قامت بوضع الحلوى فى تلك العلبة التى تحملها على يدها اليسرى المصنوعة من الورق المقوى وجلست على أحد المقاعد بالقرب مني.
أخذت أدقق النظر إليها تبدو فى الثانية عشر على أكثر تقدير ذات بشړة بيضاء وعينان سوداء وشعر أسود قصير بعض الشيئ يصل لمؤخرة عنقها فعلت به الأتربة أفاعيلها ترتدي قميص فضفاض أزرق اللون وبنطال أحمر متسخ بشدة فيما يبدو إنه أكبر من قياسها لأنها قامت بثنيه من الأسفل حتى لا يعيق حركتها تنتعل حذاء رياضي أبيض اللون مهترئ بشدة كان مظهرها يوحي بمعاناتها الشديدة التى تعيشها.
لاحظت أننى أنظر إليها تلاقت عيوننا للحظات فا أبتسمت بلطف كاشفة على أسنان ناصعة البياض كانت أبتسامتها مزيجا من البراءة التى أختلطت بالشقاء بها سحر عجيب يجعلها تتسلل لأغوار القلب بسرعة البرق.
نهضت متجه

انت في الصفحة 1 من 3 صفحات