قصه الهدهد والغراب
وعندما طال صمتهما، علم القاضي بأن لا بَيِّنَة لواحد منهما، فما كان من القاضي إلا أن حكم بالحفرة للهدهد.
فقال له الهدهد متعجبا: لِمَ حكمت لي بالحفرة
فرد القاضي قائلا: لقد اشتُهر عنك الصدق بين الناس حتى ضربوا فيك الأمثال فقالوا "أصدق من هدهد".
فسكت الهدهد للحظة، ثم قال: إن كان كما قلت فإني والله لست ممن يشتهر بصفة ويفعل خلافها، هذه الحفرة للغراب، ولئن تبقى لي هذه الشهرة أفضل عندي من ألف حفرة.
العبرة:
سمعتك الطيبة هي رأس مالك، وستعيش أكـثر منك، فتشبث بها وحافظ عليها واجعلها تدافع عنك في حياتك وحتى بعد مماتك، وكن كما قال الامام الشافعي رحمه الله:
قد ماټ قوم وما ماټت شمائلهم
وعاش قوم وهم في الناس أموات .