قدت السنوات الاخيره وهي معتقده ان الجميع يكرهونها
كانت تخبره بعتاب لماذا وضعتنى في كفة واحده مع فريده واعتزلتنى انا ايضا .. الا تعلم انك قطعه غاليه من قلبي الاحاديث توالت بعذوبه ونوف اثبتت انها متحدثه لبقه ... كانت تتحدث بغنج ولهجتها الخليجيه تجعلها مميزة جدا ... اسيل وزوجها انضما الي طاولتهم وتركا الكوشه خاصتهم وطارق اقترح تقطيع كعكة الزفاف علي الطاولة امامهم احتفالا بخطبة عمر ... الجميع تأمرعليها... في لحظات استقرت الكعكه علي الطاولة العملاقه التى صنعوها ونهض طارق واسيل وعمر ونوف لتقطيعها... الان تلقت عقابها العادل علي كل ما فعلته لعمر ...مشاهدتها لخطبته بأعينها سبب لها الم فاق الاحتمال والامر المثير للشفقه انها مضطره لوضع قناع البرود كى تحافظ علي كرامتها ... فعمر يزدريها ولن تجنى من اظهارها للالم سوى التشفي ...متى تلجأ الي رحابة غرفتها لتبكى بصمت ...انه اسوء احتفال بعيد الميلاد قد يحتفل به أي شخص ....
البوفيه الرئيسى ...تقدم طارق واسيل يتبعهم عمر ونوف التى تتتمايل برشاقه في فستانها الاحمر فستان فريده الاسود ربما كان الاجمل في كل فساتين المدعوات ولكن حيوية نوف وشعرها الاسود اللماع جعلوها تجذب انتباه جميع الحاضرين .... حاولت اللحاق بهم بثقه فهى علي الاقل كانت جميله ومحط انتباه الجميع هى الاخري ...نظرات صديق لطارق لها كانت مفضوحه ... كان ينظر اليها باعجاب واضح جعلها تصمد حتى اخر الزفاف بكرامه .... وعندما اختارت ركن معزول وجلست فيه ....في اثناء مناضلتها للهرب من عماد بلباقه لمحت عمر ينظر اليها نظرات ناريه تنم عن احتقاره الشديد ... حبست دموع الاهانه واصرت علي الاعتذار من عماد بلباقه وانسحبت الي امان طاولة والدتها وشقيقتها انها الان بحاجه الي دعم والدتها المطلق الدى لم تبخل به عليها ابدا ... والدتها ايضا كانت بحاجه الي مواستها فهى كانت تشعر بالذنب ...هى من اجبرتها علي الحضور ومواجهة ذلك الموقف السخيف وايضا لانها لم تتزكر يوم مولدها ...كيف استطاعت النسيان وسببت لفريده كل ذلك الحرج وايضا الالم ...رشا بدأت ثرثره لا تنتهى فريده كانت بحاجة الي ان تلهى نفسها بها فاستمعت اليها بدون تركيز فقط كى تقنع الجميع انها لديها ما تفعله ..وربما لتجبر نفسها ان تتجنب النظر في اتجاه عمر وخطيبته..لكنها وجدت رشا فجأه تصيح بفرح غامر ... فريده الحقى تيته جت الفرح ... في البدايه لم تستوعب كلمات رشا ولكن حينما نظرت الي حيث تشير شاهدت جدتها شريفه تدخل القاعه مستنده علي ذراع خالها سعيد.... اكثر مفاجأه ساره حدثت في حياتها ...الجميع اعتقد ان الجده لن تتمكن من حضور الزفاف بسبب اقامتها في كندا لكن تلك العجوز جهزت مفاجأه للجميع وحضرت الزفاف دون ان تخبر أي احد ....فريده القت بنفسها في فورا وتجمعت العائله بأكملها في انتظار دورهم في الحصول علي .... الجده قالت مبتسمه ... ايه رأيكم في المفاجأه دى ... علي الرغم من سنوات عمرها التى تقارب الثمانين الا انها كانت بصحه جيده ومازالت تحتفظ بروح الفكاهه....قدومها افضل ما حدث لفريده منذ زمان طويل...ستبكى علي قدميها كما اعتادت ان تفعل ...كما فعلت يوم طلاقها عندما لم تجد سوى بيتها للبكاء فيه .... ذهبت اليها مڼهاره محطمه واصابع عمر ترتسم علي وجنتها.... وشريفه لملمت حطامها...وجود الجده خفف من اهتمام الجميع بنوف وفتح احاديث اخري غير خطوبة عمر وعيد ميلاد فريده المنسي ....حمدت الله ان الليله اخيرا قاربت علي الانتهاء وستعود الي غلق غرفتها عليها فالدرس الذى اخذته اليوم كان قاسې كفايه ليعيدها الي انعزالها الاختياري .... شريفه فهمت كل الوضع بذكاء واحتفظت بفريده الي جوارها حتى نهاية الحفل.... شكلت بحنانها درع واقي حماها من الاهانه اكثر من ذلك... رحلة العوده تمت في صمت حتى رشا الثرثاره اسندت رأسها علي نافذة السياره وڠرقت في النوم ... اما فريده فحبست دموعها بصعوبه واستجمعت كل مجهودها كى تصل الي غرفتها بكرامه وتغلقها عليها ....وعندما اصبحت وحيده خلعت الفستان والقته علي الارض وداسته بأرجلها پقسوه .... انتزعت خاتم زفافها الماسي والدبله والقتهم في الدرج بدون اهتمام ....اما جسدها فألقته ايضا علي الفراش وسحبت الغطاء وغطت نفسها جيدا ... دفنت رأسها بين الوسائد وبدأت في البكاء بحريه ...بكت كما لم تبكى من قبل حتى بعد طلاقها ...بكت عمرها الضائع وبكت كرامتها الجريحه ....عودة عمر كانت قاسيه بدرجه غير محتمله ...والالم مزق روحها وحولها الي اشلاء ...رغما عنها شريط الزكريات بدأ منذ البدايه ..غزو الزكريات كان اكبر من قدرتها علي المقاومه فاستسلمت له بيأس ... عادت بزاكرتها ليوم ۏفاة والدها الزكري كانت حيه لدرجة انها عاودها نفس الالم الذى شعرت به يومها وكأنه ټوفي اليوم من جديد.. الجنازه عادت اليها بكل تفاصيلها الدقيقه... المقاومه ترهقها... تستنزفها .. اذن فلتترك الزكريات تمر في رأسها ربما بعد ذلك تتمكن من طى صفحة الماضى الي الابد ....
طرقات خفيفه علي باب غرفتها اجفلتها للغايه ...منذ الوفاه وهى مضطربه وتفزع من أي حركه...والدها الحبيب ټوفي في عمله بهدوء وبدون أي مقدمات ...كانت في كليتها كالمعتاد وعندما وصلت الي المنزل علمت بالفاجعه ...والدها ټوفي وترك خلفه عائلته بلا سند... اصغرهم رشا كانت في الصف الاول الثانوى واكبرهم محمد في السنة الخامسه من كلية الطب البشري ...صدمة ۏفاته الفجائيه كانت شديده الحركه ...كانت تتخيله في كل مكان في الشقه لذلك حبست نفسها
النهوض من الفراش ...حاول الجميع معها لاقناعها بالاكل والشرب لكنهم فشلوا تماما ..في النهايه وضعها اضاف هما لعائلتها فوق همهم الاصلي ...اليوم هو اليوم الرابع بعد الوفاه وايضا اليوم الرابع الذى تمتنع فيه عن الطعام حتى باتت هزيله وضعيفه وتعانى من الجفاف التام ...امتنعت عن تلقي العزاء في والدها ورفضت استقبال المعزيين...فريده تجاهلت الطرقات علي الباب فهى لا قوة لديها الان حتى للرد ورفض دخول القادم فتجاهلتها ظنا منها ان القادم سوف يغادر ...لكن الطارق علي باب غرفتها لم يغادر بل فتح الباب عدة سنتيمترات يراقب منها الغرفه وهو علي استعداد تام للمغادره اذا ما كانت فريده غير محتشمه... الباب فتح لمساحه اكبر ودخل منه عمرفخري ابن خالتها الكبري منى الي غرفتها وترك الباب مفتوح خلفه ...
سمعته يقول... فريده ارجوكى اتماسكى شويه ...كلنا ھنموت في يوم من الايام لكن انتى كده بټنتحري ...طنط سوميه مڼهاره عشانك وانتى بتزودى حزنها ..لازم تكونى قويه عشانها وعشان خاطر اخواتك...جوز خالتى الله يرحمه كان انسان خلوق عارف ربنا وراح لمكان اجمل من هنا بكتير ... قومى صلي وادعيله ربنا يرحمه وتعالي نفكر نعمله صدقه جاريه تنفعه ... لكن انتحارك ده هيفيده بأيه ... كلماته اعادت شهقات الدموع اليها ...بدأت في البكاء ومع بكائها الشديد الرعشه التى تحتلها زادت الي حد غير محتمل وعرقها اصبح غزير وبدأت