حكايه صياد السمك يوسف
انتهى بهما المطاف إلى شرفة واسعة تطل على مرج أخضر فيه من كل شيء بهيج أشجار باسقة وأزهار عطرة وأثمار يانعة عدا النور والقصور التي تحيط به من كل جانب والتي يسكنها الأبيض والأصفر والأحمر والأسود ولما سأل سليم الشيخ عن سر ما يري قال له بصراحة واختصار أنت الآن يا بني في الجزيرة المقدسة وسكان الجزيرة المقدسة من مختلف الأجناس فيهم الأبيض والأصفر والأحمر والأسود. كانوا غرقى فأنقذتهم وكانوا ضالين فأنجدتهم وكانوا مرضى فشفيتهم ثم اصطحبتهم إلى جزيرتي هذه ليسكنوا في قصورها الجميلة ويأكلوا من خيراتها الوفيرة. وهم كما تراهم يعيشون فيها بأمان ولا يعرفون الهموم والأحزان وإنك اليوم واحد منهم وستقيم في قصري هذا ما دمت تذكر أهلك وتحن إلى وطنك ومتى سلوت الأهل ونسيت الوطن فسيكون لك قصر بين قصورهم وستعيش معهم بسلام والآن هذه غرفتك فيها كل ما تطلب وتتمنى ثم مضى شيخ البحر إلى جناحه في القصر من عناء السفر. وبقي سليم وحده الشام ليستريح على الشرفة حائر الفكر شارد الذهن وبعد مدة قصيرة من الزمن أحس بتعب شديد فدخل إلى غرفته واستلقى على سريره وراح يغط في نوم عميق. أما الصياد المسكين يوسف فعندما غابت الشمس ولم يحضر ابنه سليم إلى البيت فإنه ترك زوجته المړيضة وولديه الصغيرين وخرج من