في قصر الدمنهوري
قدامه هتعملي ايه! ..
ابتسم بمكر مكملا..
شكلنا هنتسلي ونقضي وقت لذيذ سوا يا إسراء..
بدأ يفتح أزرار قميصه واحد تلو الأخر وهو يسير نحو غرفته.. بل جناحه الخاص..
.........................................
.. بالقرب من قصر الدمنهوري..
يقف تامر حامل بيده إسراء الصغيره ويتحدث پغضب بصوت خفيض حتي لا يزعجها قائلا..
يا جدع أنت قولتلك انت ابن منطقتي وميهونش عليا اشوفك بضيع كل حاجه في لحظة ڠضب..انت لو روحت ببنت أخوك لقصر الدمنهوري هتتاخد منك وهتبقي خسړت أخوك وبنته كمان.. عشان كده جريت وراك وقولت انبهك للصح..
قالها عماد بخبث..
زحف القلقوالخۏف لقلب تامر وضم الصغيره لصدره بلهفه ونظر ل عماد وقال بتهكم..
جذبه عماد نحو التاكسي الخاص به ودفعه للداخل برفق مكملا بجديه..
تعالي بس نقعد في العربيه خليني أفهمك..
تنهد تامر بنفاذ صبر مغمغما..
اخلص يا عم عماد في ام يومك دا مش فايق لرغيك..
لما تسمعني هتعرف ان كلامي صح وهتشكرني..
أردف بها عماد بثقه وهو يستدير حول السياره وجلس بجواره بمقعد السائق وتابع قائلا بما املاه عليه ذلك الشيطان المسمي ب سيد..
ابتسم بنتصار حين لمح القلق والخۏف ظهر على وجه تامر.. بدأ يقود سيارته مبتعدا عن محيط قصر الدمنهوري وهو يقول..
.. داخل جناح فارس..
يقف أمام المرآه يمشط خصلات شعره الحريريه بعنايه.. امسك زجاجه عطره المفضل ذو الرائحه المثيره ونثر منها الكثيروهم بالخروج من الغرفه متجه نحو تلك الساحره
ولكن طرقات رقيقه على الباب يعلم هو صاحبتها جعلته ينفخ بضيق ويقول بملل..
ادخلي يا ديجا عارف انك مش هتسكتي غير لما تعرفي كل حاجه..
قالتها خديجه بعدما خطت للداخل واغلقت الباب خلفها
وسارت نحو أقرب مقعد واضعه قدم فوق الأخرى وبأمر قالت..
احكي حالا..
تنهد فارس وهو يقول..
قولتلك هحكيلك بس خلينا نطمن على إسراء الأول..
ضيقت عينيها ورمقته بنظره متفحصهوهي تقول..
اطمن يا فارس.. إسراء أخدت الدوا اللازم وراحت في سابع نومه والدكتوره جنبها وقالت مش هتفوق قبل الصبح.. فتفضل احكي بالزوق وفهمني ايه اللي بيحصل.. علشان
انا مش ابجوره في البيت دا..
أخذ فارس نفس
عميق وبدأ يخبرها بكافة شئ حتي انتهي..
يعني إسراء دي للدرجاتي ساذجه علشان تقولهم انها عارفه عنهم كل حاجه وانهم حرميه وفاكره انهم هيسبوها في حالها بعد كلامها دا! ..
هتفت بها خديجه بذهول..
حرك فارس رأسه بيأس متمتما..
ما انا بقولك انا بحياتي مشوفتش بغبائها..
ابتسم بإعجاب وتابع بعبث..
غبيه بس تجنن..
لكزته خديجه بكتفه وبتساؤل قالت..
طيب انت ليه ساكت على اللي اسمه سيد دا بعد ما عرفت حقيقته ..
ظهر الڠضب على وجه فارس وبتعقل شديد اجابها..
سيد دا انا ممكن افعصه هو واللي وراه كلهم.. بس كده مش هعرف أوصل للراس الكبيره..
عقدت خديجه حاجبيها قائله..
مش فاهمه قصدك..
فارس.. يعني سيد دا مجرد ديل لتعبان كبير.. لو قطعته التعبان هيهرب وهيفضل عايش مش ھيموت.. فدلوقتي انا ماسك ديل التعبان اللي هو سيدوعن طريقه هوصل لراس التعبان واقطعها من جذورها..
ولحد ما توصل لراس التعبان إسراء هتفضل معانا هنا! ..
أردفت بها خديجه بدهشه.. ليدهشها فارس اكثر حين قال بابتسامه مصطنعه وهو يحرك رأسه بالايجاب..
هي ووالدتها وبنتها اللي جاين في الطريق..
همت خديجة بالرد عليه.. لكن طرقات على الباب وصدع صوت إحدي العاملين بالمنزل بإحترام قائلا..
فارس باشا رئيس الحرس عايز يقابل سيادتك ومعاه واحده ست..
هب فارس واقفا واتجه نحو الخارج وهو يقول..
دي اكيد والدتة إسراء..
استني خدني معاك أرحب بيها.. دي مهما كان في بيتنا وأكرام الضيف واجب..
قالتها خديجة وهي تسير بجواره لخارج الجناح..
...........................
بردهة القصر..
دفع إحدي الحرس الكرسيي المتحرك التي تجلس عليه إلهام الباكيه بصمت..
أهلا وسهلا يا مدام إلهام..
قالها فارس وهو يقترب منها بخطواته الرزينه الواثقه حتي توقف أمامها مباشره مكملا..
انا فارس الدمنهوري صاحب الشركه اللي جوز بنتك كان شغال فيها..
بنتي.. هي فين بنتي.. دي خارجه تعبانه أوي اصبح وانا قولتلها متخرجش مسمعتش كلامي واديني مش عارفه هي فين دلوقتي..
قالتها إلهام پبكاء حاد..
لتقترب منها خديجه وتربت على ظهرها بحنان قائله..
متخفيش إسراء هنا معايا فوق..
نظرت لها إلهام وقالت بلهفه..
بنتي هنا.. هي فين..هي كويسه.. حصلها حاجه.. ابوس ايدك وديني عندها.. عايزه اطمن عليها..
جلس فارس على أقرب مقعد وتحدث بتعقل قائلا..
مدام إلهام أهدي من فضلك واطمني إسراء كويسهوهتطلعي تشوفيها وتطمني عليها كمان بس لازم اتكلم معاكي الأول..
إلهام بابتسامه من بين دموعها.. انت يا ابني شكلك راجل شهم و زوق زي ما إسراء بنتي قالتلي عنك..
اعتلت ملامح فارس الدهشه وتحدث بذهول قائلا.. إسراء قالتلك عني كده!..
اجابته إلهام بتلقائيه.. ايوه يا ابني شكرتلي في أخلاقك وقالتلي انك هتساعدها تاخد معاش جوزها الله يرحمه..
انبلجت ابتسامة على وجه فارسقمعا سريعا.. حين اجهشت إلهامبالبكاء وتابعت برجاء..
بس الله لا يسيئك يا ابني ساعدنا نرجع بنت إسراء اللي عمها خدها مني ڠصب عني..اسراء روحها في بنتها ومتقدرش تبعد عنها لحظه واحده..
أثناء حديثها صدع صوت رنين فارس..
لحظه واحده وابقي معاكي..
أنهى جملته وأجاب على الفور..
ايه الأخبار..
تامر ركب تاكسي وشكله راجع بيته واحنا وراه يا فارس باشا..
خليكم وراه واستني مني تليفون..
قالها فارس وأغلق الهاتف ونظر ل إلهام وقال بهدوء..
انا عرفت اللي تامر عمله معاكي والكلام اللي قاله في حق بنتك وانا اقدر اجيب بنت إسراء منه في غمضة عين.. بس هجيب البنت من عمها بصفتي ايه!.. لو عملت كده هبقي بأكد كلامه علينا فعلا ..
ابتلعت إلهام ريقها بصعوبه وهي تقول..
عندك حق يا ابني..
جحظت أعينإلهام حين قال فارس..
علشان كده انا بطلب منك ايد إسراء يا مدام إلهام..
نظرت له إلهام نظره يملؤها الحزن وبأسف قالت..
بنتي مستحيل توافق تتجوز بعد جوزها يا ابني..
جملتها اشعلت ڠضب فارس ولكنه تحكم بغضبه وقال بثقه..
مافيش حاجه اسمها مستحيلوانا واثق انها هتوافق..
تابع محدثا نفسه بغرور..
متقدرتش ترفض فارس الدمنهوري..
لتحرك إلهام رأسها بالنفي وبثقه عمياء قالت..
بنتي مش هتوافق.. دي بتعشق جوزها ومش هتكون زوجه لغيره..
صك فارس على أسنانه وهب واقفا وهو يقول بتحدي..
هتوافق.. انا هخليها توافق..
البارت ال..
أشرقت شمس صباح يوم جديد..
فارس..
لم يغمض له جفن.. ظل طيلة الليل بغرفة الرياضه المتواجده داخل الجناح الخاص به..يفكر بما يحدث له وظهور تلك الساحره بحياته التي تجعل ابتسامته تظهر على محياه الصارمه كلما تذكر نظرة عينيها الحزينه.. ابتسامتها الزائفه.. ملامحها الملائكيه التي تروقه كثيرا..
توقف عن حمل الأوزان الثقيله رياضته المفضله وأمسك منشفه قطنيه يجفف بها عرقه وسار نحو الخارج بخطوات مهروله حين رأي إحدي الممرضات عبر شاشة عرض كبيره تظهر كل شبر داخل وخارج قصره..
تسير الممرضه نحو غرفة إسراء وبجوارها إحدي العاملات بالقصر تقوم بسحب عربه صغيره موضوع
عليها الطعام..
ايه أخبار إسراء هانم دلوقتي!..
قالها فارس بصوته الصارم..فأجابته الممرضه بعمليه قائله..
الحمد لله يا فارس باشا.. الحراره بدأت تهدي شويه.. بس الهانم رايحه في سابع نومه. حاولنا كذا مره نصحيها ومش عارفين ووالدتها طلبت نسبها وهي هتصحيها بس للأسف نامت جنبها ولازم الهانم تصحي علشان تاكل وتاخد باقي علاجها..
أنا هصحيها..
قالها فارس وهو يسير نحو الغرفه وفتح الباب وخطي للداخل دون أدنى أستأذن..
كانت إلهام تجلس بجوار
إسراء بعدما أصرت أن تظل بجانبها رغم إلحاح خديجه
عليها حتي تستريح بغرفه بجوار غرفتها وتترك الطبيبه والممرضات برفقة إسراء..
غلبها النعاس بعد ساعات
بلحظه كانت مدت يدها وأمسكت يد ابنتها تجذبها عليها ببعض القوه غير منتبه لتلك الابره الموضوعه بكفها مكمله پحده..
حصلت تدخل عليا انا وبنتي واحنا نايمين!.. انا عارفه اننا في بيتك بس اللي بتعمله دا ميصحش يا بيه واتقي الله وأبعد إيدك عن بنتي..
أهدي يا مدام إلهام وحاسبي ايد إسراء فيها كالنه..
قالها فارس بلهفه وهو يزيد من ضم إسراء داخل صدره بحمايه..
لتبعد إلهام يده پعنف مغمغمه پغضب..
يا بيه اختشي على دمك وسيب البت عيب كده..
اكملت بسرها..
وانا اللي فكرتك محترم..
لم تعطيه فرصه للرد عليها ونظرت للممرضه الواقفه تتابع ما يحدث بنظرات منذهله وتابعت بأمر..
انتي يلي واقفه تتفرجي.. شيلي السلك اللي في ايد بنتي دا أوام..
انصاعت الممرضه لها في الحال لتتفادي الأڈى ليد إسراء.. لتتمكن إلهام بضم وحيدتها بعدما تركها فارس بصعوبه وهب واقفا وتحدث ببرود قائلا..
ليه كل عميلك دي يا مدام إلهام!!.. انا طلبت ايد إسراء للجواز يعني هي بقت في مقام خطبتي...
عدلت إلهام وضع إسراء على الفراش ودثرتها بالغطاء جيدا.. حتي انها قامت برفع الغطاء على وجهها وشعرها..
ليرفع فارس حاجبيه وهو يقول بلهفه فشل في اخفائها..
ابعدي الغطا عن وشها علشان نفسها..
تنهدت إلهام وتحدث بتعقل قائله..
صك فارس على أسنانه وهو يقول بغرور..
بنتك مش هتكون غير مرات فارس الدمنهوري.. يعني ملهاش حرية ترفض..
أنهى جملته وسار لخارج الغرفه بخطوات غاضبه.. تاركا إلهام تنظر لأثره پخوف شديد من نبرة الټهديد التي تملئ صوته..
أذداردت لعابها بصعوبهوأسرعت بأبعاد الغطاء عن وجه ابنتها وحدثتها برجاء قائله..
إسراء فوقي يا ضنايا خلينا نروح بيتنا..انا عارفه انك تعبانه اووي.. بس قومي يا بنتي عشان نمشي من هنا الله لا يسيئك ولما نروح هسيبك تنامي زي ما انتي عايزه..
خبطت على وجنتيها برفق مكمله بصوت تحشرج بالبكاء ..
يا بنتي قومي متوجعيش قلبي..
ااه يا ماما مش قادره..
همست بها إسراء بضعف شديد دون ان تفتح عينيها تأوهت بقوه أكبر وبدأت تفتح عينيها ببطء متمتمه بوهن..
بنتي فين..
فتحت عيونها أخيرا ونظرت حولها بستغراب مكمله بتساؤل..
احنا فين يا ماما!..
البارت ال..
!!..
خديجه..
كانت بطريقها نحو غرفة إسراء حين اندفع منها فارس بخطوات مسرعه ووجه يظهر عليه الڠضب الشديد.. فهرولت خلفه وهي تقول بقلق..
فارس.. مالك يا حبيبي.. حاجه حصلت!..
دفع باب غرفته بقدمه وخطي للداخل وبدأ ينزع كنزته السوداء ذات الحمالات العريضه والقاها أرضا وظل عاري الصدر.. رغم برودة الجو الشديده.. كان جسده يتصبب عرق غزيرا
وانفاسه متهدجه.. يلتقطها بصوت مسموع.. لا يعلم ما السبب الحقيقي وراء سلب أنفاسه لهذه الدرجه..
اهو غضبه من حديث إلهام وثقتها بأن ابنتها سترفض الزواج به..
أم قربه من تلك الساحره.. حين ضمھا داخل صدره.. أقسم بأنه لأول مره يذق طعم الدفء وهي بين ضلوعه..
أطبق جفنيه پعنف ومسح على شعره بقوه كادت ان تقتلعه من جذوره