رجل فقير يلقب بعصفور
انت في الصفحة 4 من 4 صفحات
بالتأكيد ليس من علم العصفور لكن في الليلة السابقة حدث شيء عجيب سمع طرق الباب ففتح الباب و خرج ليجد رجلا لا يعرفه قال له أنه يريد أن يحدثه بأمر جواهر الملك إلتف عصفور لم يكن هناك أحد فخشي على نفسه لكن الرجل قال لا تخف جئت لخير لقد أعماني الطمع فأخت الجواهر وها أنا أرجعها وهي تحت صخرة كبيرة في المكان الفلاني أرجوك أن تعفي عني و يكون هذا سرنا
و هكذا اتفق العصفور مع رئيس العصابة الذي دله على مكان الكنز لكن لماذا وفى رئيس العصابة بوعده بينما كان بإمكانه أن ېغدر بالعصفور و يوقعه مجددا في ورطة مع السلطان تطير برأسه و السبب أن زعيم العصابة كنا ېخاف منه خوفا شديدا إذ كان الناس في البلاد يتحدثون عن مقدرته في رؤية الغيب ونسجوا حوله الأساطير وكانوا متأكدين أنه في نهاية الشهر سيعرف الجناة و لقد تأكد من ذلك بنفسه كان يعتقد أن الرجل الذي عرف عدد عصابته و مكمنها لن يفوته مكان الكنز حتى لو غير مكانه فأراد أن يظهر في نفسه صفات الطيب ذي النية الحسنة لعله على الأكثر يغنم حياته .
و مرة ثالثة تجري الرياح بما لا تشتهي السفن فقد زار الملك سلطان البلاد المجاورة و الذي كان صديقا و حليفا له برفقة وفد كبير من حاشية و وزراء و كان ملكنا شديد الاعتداد بمستشاره الجديد العصفور الذي قد كان أثنى عليه في رسائل عدة وجهها إلى حليفه فأتى هذا الأخير معربا عن رغبته الجامحة في التعرف على هذه الشخصية الفذة و الحادة الذكاء محملا بكثير من العطايا التي كانت تجعل عيني الجرادة و العصفور تتلألآن.
غص صدره عندما سمع التالي واصل الملك الحديث
و إني حضرت لك اختبارا يليق بمكانك و أمر جنوده فدخلوا بثلاثة براميل كبيرة و أردف الملك قائلا أريدك يا سيد العصفور أن تخمن ما في هذه البراميل الثلاثة المغلقة اسود وجهه و أظلمت عليه الدنيا و ارتعدت أطرافه و هو يرى سيده الملك محمرا وجهه سرورا به و ثقة فيه و زوجته الجرادة التي تعض على أناملها من الخۏف و ملك البلاد المجاورة الذي ينظر إليه متحديا و اتجهت إليه كل العيون تنتظر الجواب بشغف بالغ لقد حوصر تماما ماذا يفعل هل تخلى عنه الحظ بعد أن سكنت له نفسه و في أشد ما يكون حاجة إليه
و بفضل الجرادة و الحظ أصبح للعصفور مكانة لا ينازعه فيها أحد عند ذي ملك و رياسة و لم يزل الحظ حليفه إلى آخر لحظات حياته و من يدري .. قد يأتي يوم يصبح فيه هو ملك البلاد بأسرها.
و حكاية الجرادة و العصفور هذه إحدى الحكايات الشعبية التونسية ورثها عنهم المهاجرون الجزائريون في أيام الاحتلال الفرنسي و هم يروونها لأبنائهم و أحفادهم يتناقلونها كابرا عن كابر و لا أدري إن كانت هذه القصة لا تزال تحافظ على شعبيتها في وطنها الأم و لكنها مع ذلك ما تزال تتمتع بحظوة لدى الأوساط الريفية أين تعايش الجزائريون مع التونسيين في ذلك الوقت ..