((قرية الجن))
قريه الجن
الجزء الثاني
وبعد خروجهم من الغابة المُهملة ، إختفت جميع الغربان ! ليجدوا اكواخاً قديمة فوق تلٍّ قريب ، تبدو لفقراء من خلال الشموع والقناديل المُعلّقة خلف نوافذهم الخشبيّة
وفجأة ! توقفت السيارة بعد نفاذ وقودها .. فعادوا للوم نجيب الذي لم يلتزم بخريطة الطريق التي كانت ستوصلهم للمحطّة التي فيها مطعمٌ صغير ، حسب خريطة جوجل ! قائلاً احدهم بضيق :
- اللعڼة ! لا شبكة هواتف هنا ، يعني لا نعرف اين وصلنا .. والأسوء اننا لم نأكل شيئاً منذ الظهر
نجيب : ليس امامنا سوى طرق الأكواخ ، لعلّ احدهم يقبل مساعدتنا
صديقه : لا اظنهم سيدخلون اربعة شباب مجهولين الى عائلاتهم بعد الساعة الثانية صباحاً .. فالواضح من بيوتهم المتهالكة أنهم فقراء مُعدمين ، فكيف سيطعموننا ؟!
نجيب : لنحاول ، ليس لدينا حلٌ آخر
وبدأوا بطرق الأبواب ، وهم ينادون بصوتٍ عالي :
- عابروا سبيل !! هل بإمكانكم استضافتنا لهذه الليلة ؟!!
لكن ما حصل أشعرهم باليأس بعد إنطفاء انوار الأكواخ الواحدة تلوّ الأخرى ، كأن الأهالي يحاولون التهرّب من ضيافتهم !
لذا قرّروا المبيت في مسجد القرية الذي بدى مهجوراً ، ببابه المخلوع وسجّادته المهترئة الۏسخة !
فتساءل نجيب بضيق : هل اهالي القرية مُلحدين ؟!
صديقه : لما تسأل ذلك ؟!
نجيب بعصبية : الا ترى كيف يهملون مسجدهم الوحيد ؟!
- لا دخل لنا بهم .. لنحاول النوم.. وغداً صباحاً نخرج من القرية ، ولوّ مشياً على الأقدام
بعد ساعة .. نهض نجيب وهو يقول بعصبية :
- لم اعد أحتمل اصوات الصفير التي تظهر من وقتٍ لآخر !!
- هذا صرير نوافذ المسجد المخلوعة
نجيب : وماذا عن الأنفاس الباردة ؟
- هل شعرت بها ايضاً ؟!
نجيب : يبدو المسجد مسكوناً .. انا ذاهبٌ من هنا !!
- اين ستذهب في الساعة الثالثة صباحاً ؟!
نجيب بإصرار : سأخرج من القرية ، للبحث عن الشارع العام .. وفي حال وجدت سيارة اجرة ، اعود اليكم .. أعدكم بذلك
- لا تتهوّر يا نجيب !!
نجيب : احتاج الوصول لمطعم المحطّة ، أكاد اموت جوعاً .. لا تقلقوا ، سأحضر الطعام معي .. إنتظروني
ورغم محاولتهم إيقافه إلاّ انه اضاء جوّاله ، اثناء خروجه من المسجد باتجاه المجهول !