السبت 23 نوفمبر 2024

((قرية الجن))

موقع أيام نيوز

قريه الجن 
الجزء الثاني 
وبعد خروجهم من الغابة المُهملة ، إختفت جميع الغربان ! ليجدوا اكواخاً قديمة فوق تلٍّ قريب ، تبدو لفقراء من خلال الشموع والقناديل المُعلّقة خلف نوافذهم الخشبيّة

وفجأة ! توقفت السيارة بعد نفاذ وقودها .. فعادوا للوم نجيب الذي لم يلتزم بخريطة الطريق التي كانت ستوصلهم للمحطّة التي فيها مطعمٌ صغير ، حسب خريطة جوجل ! قائلاً احدهم بضيق :

- اللعڼة ! لا شبكة هواتف هنا ، يعني لا نعرف اين وصلنا .. والأسوء اننا لم نأكل شيئاً منذ الظهر  

نجيب : ليس امامنا سوى طرق الأكواخ ، لعلّ احدهم يقبل مساعدتنا

صديقه : لا اظنهم سيدخلون اربعة شباب مجهولين الى عائلاتهم بعد الساعة الثانية صباحاً .. فالواضح من بيوتهم المتهالكة أنهم فقراء مُعدمين ، فكيف سيطعموننا ؟!

نجيب : لنحاول ، ليس لدينا حلٌ آخر

وبدأوا بطرق الأبواب ، وهم ينادون بصوتٍ عالي :

- عابروا سبيل !! هل بإمكانكم استضافتنا لهذه الليلة ؟!!

لكن ما حصل أشعرهم باليأس بعد إنطفاء انوار الأكواخ الواحدة تلوّ الأخرى ، كأن الأهالي يحاولون التهرّب من ضيافتهم !

لذا قرّروا المبيت في مسجد القرية الذي بدى مهجوراً ، ببابه المخلوع وسجّادته المهترئة الۏسخة !

فتساءل نجيب بضيق : هل اهالي القرية مُلحدين ؟!

صديقه : لما تسأل ذلك ؟!

نجيب بعصبية : الا ترى كيف يهملون مسجدهم الوحيد ؟!

- لا دخل لنا بهم .. لنحاول النوم.. وغداً صباحاً نخرج من القرية ، ولوّ مشياً على الأقدام

بعد ساعة .. نهض نجيب وهو يقول بعصبية :

- لم اعد أحتمل اصوات الصفير التي تظهر من وقتٍ لآخر !!

- هذا صرير نوافذ المسجد المخلوعة

نجيب : وماذا عن الأنفاس الباردة ؟

- هل شعرت بها ايضاً ؟!

نجيب : يبدو المسجد مسكوناً .. انا ذاهبٌ من هنا !!

- اين ستذهب في الساعة الثالثة صباحاً ؟!

نجيب بإصرار : سأخرج من القرية ، للبحث عن الشارع العام .. وفي حال وجدت سيارة اجرة ، اعود اليكم .. أعدكم بذلك

- لا تتهوّر يا نجيب !!

نجيب : احتاج الوصول لمطعم المحطّة ، أكاد اموت جوعاً .. لا تقلقوا ، سأحضر الطعام معي .. إنتظروني  

ورغم محاولتهم إيقافه إلاّ انه اضاء جوّاله ، اثناء خروجه من المسجد باتجاه المجهول !