الخميس 28 نوفمبر 2024

يعني ايه ما طلعتش هي

انت في الصفحة 53 من 86 صفحات

موقع أيام نيوز

ده ولسا مفتش
آدم بجدية 
لا مفتش يا عدنان إنت
كان عندك استعداد تطلق جلنار بسببها وكنتوا هتطلقوا بالفعل بس الحمدلله محصلش ودلوقتي اهي جات الفرصة انك تحافظ عليها هي وبنتك ومتخسرهمش 
تطلع لأخيه وهو يبتسم بدفء ثم رتب على كتفه
وهمس باسما 
كبرت وبتديني نصايح كمان يا آدم ! 
بادله الابتسامة وهو يجيب عليه بصوت رخيم 
لا دي مش نصايح يا Boss أنا بقولك الحقيقة اللي إنت مكنتش شايفها 
اكتفى بابتسامته الباهتة فاستكمل الآخر باهتمام 
مش هسألك عرفت مكانهم ولا لا عشان أكيد لقيتهم بس قولي عملت فيهم إيه ! 
نادر هرب بس هجيبه هيروح مني فين يعني 
وفريدة ! 
عدنان بنظرات ڼارية 
لا دي عقابها مختلف معايا 
تنهد آدم الصعداء براحة بعد أن فهم أنه لا ينوي أن يأذيها وهمس 
كويس إنك معملتش فيها حاجة 
عدنان بنظرات تنبع بالشړ والغل 
بس قصاد كدا هخليها تدوق العڈاب أشكال والوان
في تمام الساعة الثانية بعد منتصف الليل 
فتح باب المنزل ودخل ولم يكن المنزل هادئا كالعادة كما اعتاد أن يجده بكل ليلة بل الأصوات المنبعثة من المطبخ أثبتت له أنها مازالت مستيقظة نزع حذائه بجانب الباب وتحرك في اتجاه المطبخ بخطوات متريثة بينما صوت خطواتها وتحركها فكان يصل لأذنه ويشعر به كأنه يراها أمام عيناه 
وصل أخيرا ووقف عن الباب يتطلع لها بصمت وهو يراها تمسك پسكين وتقوم بتقطيع الخيار وترتدي إحدى قمصان النوم خاصتها القصيرة لم يمر الكثير من الوقت وهو يتأملها حتى هتف بصوت رخيم 
بتعملي إيه 
انتفضت في وقفتها بفزع وسرعان ما التفتت بجسدها كاملا له تقول بصوت مزعور 
إنت إمتى جيت !! 
انتظرت أن يجيب عليها لكنه كان ينظر بجمود وبعيناه الثاقبة فتنهدت والتفتت بجسدها مرة أخرى
توليه ظهرها وتهمس 
جعت وبعمل أكل ليا تحب اعملك معايا 
لم
تسمع رد منه أيضا سوى الصمت لحظات معدودة وشعرت به يتقدم نحوها في خطوات مدروسة يقترب ويقترب لا تنكر إن اقترابه المتريث هذا اربكها وخصوصا عندما وجدته يقف بجوارها تماما شبه ملاصقا لها ويجذب من يدها السکين هاتفا بخفوت يحمل بحة صوته الرجولية المريبة 
خبيتي عني ليه 
رفعت رأسها لها وتطلعت في عيناه القوية ياله من جبار رغم خړاب نفسه بعد
كشفه لخېانة فريدة له إلا أنه يتفنن في إظهار القوة والشموخ أمامهم وكأن ما حدث لم يحدث طالت النظر في وجهه بثبات ثم مدت يدها وسحبت السکين من يده وعادت تكمل تقطيع الخيار هامسة 
مكنتش هتصدقني ! 
جذب السکين مرة أخرى من يدها لكن هذه المرة كانت پعنف وهو يجيب عليها بصوت غليظ 
ومجربتيش ليه 
رغبت في أن تجذب السکين من يده وهي ترمقه بحدة وتجيب عليه بغيظ لكنه رجع بيده خلف ظهره يمنعها من أخذ السکين 
عشان مكنش عندي استعداد استحمل كلامك الفارغ لو مصدقتنيش كانت هتحصل مشكلة كالعادة وأنا مليش مزاج اخش في جدال معاك وكنت ممكن تتهمني وتقولي إني غيرانة منها عشان كدا بقول إنها بتخونك
عدنان بنظرات مستاءة وصوت بدأ يصبح خشنا 
فتروحي
تقولي لآدم ومتقوليش ليا 
أنا مقولتش لآدم هو اللي صمم إني اقوله لأنه كان شاكك في تصرفات فريدة زيك وزي وزينا كلنا ولما حس إني عارفة حاجة أصر إني اقوله 
أخذ نفسا عميقا محاولا السيطرة على انفعالاته واجابها بشبه ابتسامة ساخرة ظهرت على شفتيه 
طبعا إنتي شمتانة فيا دلوقتي !
هزت رأسها بالنفي بعد لحظات عابرة من الصمت وهدرت 
تؤتؤ مش شمتانة بالعكس أنا عارفة كويس أوي احساس إنك تتطعن في ضهرك احساس إنك تدي الخير ومتاخدش غير الشړ تمنح الحب وتحصل على الكره وإنت دلوقتي حاسس بكدا زي أنا في اللحظة دي بس اقدر اقولك بقينا متعادلين ياعدنان
رمقها بنظرة مطولة وآخر كلماتها تردد في أذنه بقينا متعادلين ألقت الغاز بتلك الكلمات وكان يتوجب عليه هو إيجاد الحل هي من أعطته الخير ولم تأخذ سوى الشړ منحته الحب وحصلت على الكره وحين لجأت لأبيها طعنها بظهرها وسلمها له عقدوا اتفاقيات دنيئة بينهم حتى يحصل هو عليها ويحصل أبيها على أمواله ومكانته هم الآن في خط التعادل فعليا ولكن الحقيقة أنها هي الرابحة ! 
انتهت من تقطيع الخيار وكذلك طعامها كله فحملت الصحون فوق يديها وخرجت بهم تاركة إياه يقف متسمرا كالصنم خرج خلفها بعد لحظات لكنه ذهب لغرفته ليأخذ حماما دافيء وبعد دقائق طويلة خرج وهو يلف نصفه السفلي بالمنشفة الكبيرة وبيده المنشفة الصغيرة يجفف بها شعره وجدها تقف أمام المرآة تقوم بتسريح شعرها بعد أن انتهت من تناول طعامها تأملها
لثواني ثم القى بالمنشفة التي بيده على الفراش واقترب منها تركت هي الفرشاة وهمت بأن تستدير وتتجه للفراش حتى تخلد للنوم لكن تجمد جسدها بأرضه حين شعرت بذراعه يلفه
أنا آسف
الفصل الخامس والعشرون 
لأول مرة تسمع تلك الجملة منه هل حقا يعتذر منها !! والآن !!! رغم أنه اعتذار ليس بوقته تماما وأنه كان عليه أن يفعله منذ وقت طويل إلا أنها تطلعت في عيناه فرأت الحزن والأسف الصادق نبرته العذبة لا تزال تتردد في أذنها طالت النظرات بينهم حتى قطعت هي اللحظة وهمست بهدوء 
آسف على إيه 
على كل حاجة انتي عندك حق أنا فعلا أناني ودلوقتي بدفع تمن انانيتي دي 
لمسة يده اذابت الكثير وأثرتها بسهولة لا تصدق أن من يقف أمامه هو عدنان صاحب القلب المتحجر هل يعترف لها بخطأه حقا ! يبدو أن حقا الخړاب الذي خلفته تلك المشؤومة لم يكن هينا لمعت عيناها بالعبارات وردت عليه في ابتسامة تحمل القليل من السخرية مع الكثير من الألم 
يااااه دلوقتي بتقول الكلام ده اتأخرت أوي 
عدنان بصوت خاڤت وجميل 
عارف إني اتأخرت بس حبيت أوضح ليكي ندمي حتى لو بمجرد كلمة كنت زي الأعمي ودلوقتي فتحت عيني وبدأت اشوف حجات كتير مكنتش شايفها
رغم سعادتها بكلماتها لكنها لن تخنث وعدها مع ذاتها ستستمر في تنفيذ العهد حتى يحين الوقت المناسب تفهم جيدا ألمه وندمه أنه فضل الأخرى عنها لكن ماذا إن كانت هذه مجرد مشاعر زائفة خرجت منه بلحظات عجزه وحزنه عندما شعر بحاجته لها هل سيتراجع ويتخلى بعد أن يستعيد رباطة جأشه أم سيستمر أثر الكلمات في الوجود والتجديد لا تعرف ويأسفها الاعتراف أنها تخشي الوثوق به ! 
استجمعت رباطة جأشها وابتسمت بلطف في وجه لا يحمل ضغينة أو ڠضب فقط ملامح هادئة وصوت ناعم خرج منها مع ثبات استمدته من أعماقها بصعوبة 
فاهمة ياعدنان بس أنا
من وجهة نظري ياريت نأجل الكلام في الموضوع ده بعدين إنت دلوقتي مرهق وتعبان وأنا كمان عايزة أنام
ليس أحمق حتى لا يقرأ في عيناها نظرات الحزن وعدم الثقة لا تثق بكلامه وربما لا تصدقه حتى ولن يلومها فلديها الحق وكيف تأتي الثقة بين علاقة مبنية على اتفاقيات ورقية منذ البداية

لم يضغط عليها ولم يتفوه بحرف آخر فقط ابتسم بدفء وانحنى عليها قليلا يطبع قبلة رقيقة على جانب جبهتها هامسا 
تصبحي على خير 
بادلته الابتسامة لكن بأخرى باهتة وابتعدت من أمامه بعد ثلاث ثواني بالضبط واتجهت إلى فراشها تسطحت عليه وتدثرت بالغطاء وهي توليه ظهرها وتحدق بالفراغ أمامها في سكون تام تشعر بحركاته وهو يرتدي ملابسه دون أن تراه وبعد دقيقتين بالضبط سمعت خطوات قدمه تتجه نحو الباب وباللحظة التالية كان يفتح الباب
وينصرف بعد أن اغلقه خلفه هبت فورا جالسة وهي تعلق نظرها على الباب بتفكير تتساءل بين نفسها هل غادر المنزل أم خرج ليجلس بالخارج أو بالحديقة ! أزاحت الغطاء عنها ووقفت على قدميها ثم تقدمت بخطواتها نحو الباب تسير بتريث حتى لا تحدث أي ضجة وصلت عند الباب وامسكت بالمقبض وانحنت بجزعة للأمام وهي تديره ببطء شديد وكانت على وشك أن تجذب الباب إليها لكن دفعه هو من الخارج ودخل شهقت بفزع وتراجعت للخلف وهي ترمقه باضطراب بسيط فضيق عيناه متطلعا لها باستغراب وقبل أن يسأل ما بها هتفت هي مسرعة بتوتر ملحوظ 
كنت رايحة اشرب 
نزلت بنظرها إلى جسده فوجدته يرتدي بنطاله الأسود وفوقه قميصه المماثل للون البنطال وفوق قميصه جاكت جلدي لونه بني فسألت بعفوية 
إنت هتمشي تاني ! 
اماء برأسه في إيجاب ثم اندفع نحو طاولة التسريحة يتلقط من فوقها مفاتيح سيارته ويعود في طريقه نحو الباب وهو يحدثها بنبرة رخيمة 
الصبح بدري قبل ما تصحي هنا هاجي عايزة حاجة 
هزت رأسها بالنفي ورغبت بأن
تسأله إلى أين سيذهب لكنها كتمت سؤالها في نفسها وتابعته بصمت وهو يغادر وفور سماعها لصوت غلق باب المنزل استدارت واتجهت لشرفة غرفتها تنظر منها فتراه وهو يستقل بسيارته وينطلق بها وسؤال واحد يتردد في ذهنها تطرحه بفضول هل يذهب لها ! 
أوقف حاتم السيارة على جانب الطريق ثم نظر لها وابتسم متمتما بنبرة عادية 
كلي وأنا هنزل أقف شوية برا 
اماءت له بالموافقة وفور نزوله التقطت الكيس الممتليء بالطعام وأنواع مختلفة من الحلوى قام بشرائها لها عندما أخبرته أنها
جائعة بعد انتهاء اجتماع العمل وعودتهم في طريق المنزل 
فتحت الكيس وأول شيء وقع نظرها عليه كان
الآيس كريم لمعت عيناها بنظرات مشتهية وجذبته فورا تفتحه وتبدأ بأكله في استمتاع وتلذذ وبسبب تركيزها المنصب كله على الآيس الذي بيدها لم تلاحظ نظراته لها من الخارج وهو يلتفت برأسه للخلف يتطلع إليها بتعجب وهي تلتهم الآيس كالأطفال اتسعت ابتسامته حتى ملأت وجهه يمعن النظر بها مستغلا فرصة عدم ملاحظتها له بعد لحظات قصيرة قرر العودة للسيارة فتحرك باتجاه باب مقعده وفتحه ثم دخل واغلقه وهو يتطلع لها باسما ويهتف بمشاكسة 
بالهنا والشفا واضح إنك جعانة أوي فعلا 
أماءت له بالإيجاب وهي تهتف بعفوية 
مش أوي بس الآيس طعمه كتييير
طيب 
حاتم ضاحكا 
أه ما أنا لاحظت إنه عجبك 
تطلعت فيه بتلقائية وهدرت بحيرة 
أنا ما راح أكل كل هاد وحدي طبعا ليش ما بتاكل معي ! 
لا مش جعان كلي إنتي والباقي خليه اتسلي عليه براحتك 
زمت شفتيها بيأس ثم رفعت الأيس لفمها تأكله برقة هم هو بأن يحرك محرك السيارة وينطلق لكنه ألقى نظرة أخيرة عليها فانتبه لجانب ثغرها الذي تلطخ بقطعة صغيرة من الآيس فابتسم وهو يرمقها مطولا ثم مد يده يجذب منديل من عبوة المناديل الصغيرة الموضوعة في الدرج الصغير للسيارة ويمده لها فتطلعت هي ليده الممدودة بمنديل ورقي في حيرة ليضحك ويغمز لها بخبث متعمد منه وهو يشير بيده الأخرى على جانب ثغره رفعت أناملها بتلقائية لجانب فمها تتحسسه وفورا فهمت ما يقصده فجذبت المنديل من يده بقوة ومسحت فمها بإحراج متمتمة في غيظ 
غليظ ! 
بتقولي حاجة ! 
لا ولا شيء 
ضحك بخفة ثم نظر أمامه وحرك محرك السيارة انطلق بها يشق الطرقات فهتف محدثا إياها في لؤم بعد دقيقتين من الصمت 
صحيح هو إنتي اتضايقتي ليه الصبح لما خالتي قالتلك إني عايز اتجوز 
رمقته
52  53  54 

انت في الصفحة 53 من 86 صفحات