الخميس 28 نوفمبر 2024

يعني ايه ما طلعتش هي

انت في الصفحة 55 من 86 صفحات

موقع أيام نيوز

علاقته بجلنار هو مبقيش ليه غيرهم دلوقتي لو خسرها هي كمان سعتها فعلا ھيتدمر أنا مبقتش عارف اقولك إيه بجد أنا تعبت
انتهى من كلامها واندفع لأعلى متجها إلى غرفته بينما هي فبقت تعلق نظرها على أثره بسكون وجفاء
!! 
في صباح اليوم
التالي 
كانت لا تزال هنا نائمة وجلنار كان الصداع الشديد يضرب برأسها منذ استيقاظها مسببا لها الآما لا تحتمل حاولت كثيرا
تحمل الألم وتجاهله لكن الأمر أصبح لا يطاق فارتدت ملابسها وقررت الخروج لتذهب إلى الصيدلية القريبة من المنزل تقوم بشراء الأقراص المضادة للصداع وتعود بسرعة قبل أن تستيقظ ابنتها 
خرجت من المنزل وسارت في الحديقة متجة نحو البوابة الرئيسية فلمحت من بعيد عم حامد يجلس مع أثنين من الرجال ويتبادلون أطراف الحديث باستمتاع وضحك كانوا ذو بنية ضخمة وعريضة كأنهم رجال مصارعة ضيقت عيناها بحيرة ولكنها لم تبالي كثيرا فحين يعود ستسأله عن هؤلاء الرجال همت بالعبور من البوابة لكن فورا وثب أحدهم واقفا ووقف أمامها يهتف باحترام 
آسف يا هانم بس مينفعش تطلعي 
نعم !!! 
هم حامد واقفا وابعده من أمامها بنظرة حادة ثم تطلع لجلنار وغمغم بود 
عدنان بيه منبه أن ممنوع حضرتك تطلعي من البيت إنتي وهنا 
التهبت نظراتها وهتفت پغضب 
أنا مليش دعوة بكلام عدنان خلي الاتنين اللي واقفين دول يا عم حامد يبعدوا من وشي بالذوق احسن 
حامد بأسف ونبرة مؤدبة 
يابنتي دي تعليمات عدنان بيه ومنقدرش نكسرها
نقلت نظرهم بينهم في نظرات ڼارية وهي تشتعل من الغيظ فرفعت هاتفها واستدارت مبتعدة عنهم تنوي الاتصال به وهي تهتف بنبرة محتقنة 
خلينا نشوف البيه بتاعكم ده ! 
همت بأن تضغط على زر الاتصال لكنها التفتت بجسدها للخلف فور سماعها لصوت البوابة وهو ينفتح وثم يدخل هو بسيارته وقفت عاقدة ذراعيها أمام صدرها تنتظره أن يوقف السيارة وينزل منها وفور نزوله رمقها باستغراب ثم الټفت برأسه تجاه حامد الذي زم شفتيه للأمام في عدم حيلة ففهم من نظرته ما حدث اتجه نحو جلنار التي تتطلع إليه بعصبية وأمسك بذراعها في لطف وهو يحسها على السير معه هامسا بلهجة شبة آمرة 
تعالي معايا جوا يلا 
استقرت في عينها نظرة ملتهبة وهي تهمس بسخط 
سيب ايدي 
لم يكترث لها واحكم قبضته على ذراعها وهو يأخذها معه للداخل وتسير هي معه مجبرة رغم محاولاتها البائسة في إفلات ذراعها من قبضته أخرج المفتاح وفتح الباب ثم دخل وادخلها معه ليغلق الباب بيده في هدوء ثم يحررها من قبضته وهو يهتف 
أنا مش قولت مفيش خروج من غيري 
جلنار بانفعال 
وهو إنت عايز تحبسني ولا إيه كمان هو ده اللي ناقص !! 
أجابها بهدوء متصنع وهو يبتسم بريبة 
صوتك ميعلاش عليا ياجلنار 
اندفعت نحوه ووقفت أمامه مباشرة تقول بتحدي وهي تثبت نظرها في عيناها بشجاعة 
هعلي صوتي براحتي هتعمل إيه يعني ! 
هو أساسا يغلي منذ أمس ولا يريد أن يلحق بها لهيب نفسه المشټعلة فتمالك أعصابه وهتف بنفس نبرته الهادئة والمزيفة 
كنتي عايزة تروحي فين 
مش لما تقولي إنت الأول مين الرجالة اللي برا دول وبيعملوا إيه ومش عايزاني أخرج ليه ! 
جاوبي على السؤال كنتي رايحة فين ! 
لا يجيبها ولا يحاول حتى اعطائها سبب واحد لما يفعله فإذا كان هو يعاند فهي أشد عنادا منه استدارت وسارت للداخل وهي تهتف بعناد 
طالما مش عايز ترد عليا وأنا كمان مش هرد 
إن زاد النقاش بينهم أكثر من ذلك ستكون النتائج سيئة قرر هو تجاهل الأمر وكأنه لم
يحدث ثم هتف بصوت رجولي غليظ 
أي كان سبب خروجك إيه اديني بقول تاني مفيش خروج من البيت ياجلنار إلا معايا واللي حصل برا ده ميتكررش واضح الكلام ولا أعيد تاني 
طفح الكيل وثارت من السخط حيث التفتت له وصاحت پغضب هادر 
يعني مش كفاية مستحملة كل حاجة منك وكمان عايز تحبسني من غير سبب 
اقترب منها وغمغم في نبرة عادتها لطبيعتها 
طالما قولتلك ممنوع تخرجي يبقى أنا أكيد ليا أسبابي 
بعدين أنا مش حابسك لو عايزة تروحي مكان يبقى معايا أنا 
هدأت ثورتها قليلا واجابته بخفوت 
وهي إيه أسبابك بقى ! 
عدنان متأففا بنفاذ صبر من الحاحها 
لغاية دلوقتي معرفتش نادر فين ومش بعيد يحاول يأذيكي إنتي و هنا فلغاية ما اعرف مكان ده تسمعي الكلام ومن غير جدال 
لوت فمها بتهكم ولم تتفوه بحرف آخر فقط أصدرت تنهيدة حارة واستدارت على وشك الذهاب لغرفتها لكنها رأت هنا تنزل من الدرج وهي تفرك عيناها بنعاس وتهمهم ببعض الكلمات الغير مفهومة وحين وصلت لآخر الدرج رفعت رأسها ورأت أبيها فسارت نحوه في بطء وهي مستمرة في فرك عيناها انحنى عدنان عليها وحملها فوق ذراعيه لاثما شعرها بحنو هامسا 
صباح الفل والياسمين يا ملاكي 
القت برأسها فوق
كتفه والدها مغمضة عيناها بتكاسل فداعب أنفها بسبابته في رفق متمتما 
يلا فوقي يابابا عشان نفطر مع بعض 
أماءت برأسها في إيجاب
دون أن ترفع رأسها عن كتفه أو تفتح عيناها حتى فاتسعت ابتسامته وسار بها باتجاه الدرج يصعد للطابق العلوي ثم يسير نحو غرفتها ويدخل الحمام المحلق بها انزلها على الأرض وهتف بلهجة شبه آمره لكنها لينة وهو يبتسم 
يلا اغسلي وشك 
لا تستطيع مقاومة شعور النوم الذي يهيمن عليها ترغب بالعودة مرة أخرى إلى فراشها وحين كانت تفكر في هذا فتح هو صنبور الماء
وادخل يده تحت الماء يبللها ثم ينثر الماء بلطف على وجهها في مشاكسة فتهتف هي باستياء طفولي 
يوووه يا بابي 
كانت جلنار قد دخلت الغرفة قرأته يقف عند باب الحمام يستند بكتفه عليه ويجيب على هنا بحزم مزيف 
بلاش دلع يلا ولا تحبي اتصل بمس صابرين واقولها متجيش 
فتحت عيناها بدهشة وبلحظة فر النعاس من عيناها لتجيب علي أبيها بفرحة غامرة 
هي مس صابيين صابرين جاية 
امممم جاية عشان تديكي الدرس في البيت 
وثبت فرحا وهي تصرخ هييييه 
بينما جلنار فضيقت عيناها بدهشة واقتربت منه تقف بجواره تهدر بتعجب 
إنت كلمتها وقولتلها تيجي ! 
الټفت برأسه نحوها وغمغم بإيجاب 
أيوة كلمتها هتديها دروسها هنا لغاية ما ترجع الحضانة 
طالت نظرتها إليها لثواني معدودة دون أن تجيب فقط توميء برأسها في صمت لكن نظراتها لم تكن راضية أبدا ورغم ذلك هو تجاهل نظراتها وكأنه لا يلاحظها 
تجلس مهرة على مقعد وتتنقل بعيناها تتفحص كل جزء حولها في تلك الشركة الضخمة والرائعة شعرت بالسعادة والحماس عندما تخيلت فكرة أن تقبل في هذا العمل وكل يوم تأتي لهنا ! بينما كانت تلك الأفكار تجول بذهنها قاطعها صوت السكرتيرة وهي تهتف برسمية وتشير بيدها إلى غرفة المدير التنفيذي عدنان 
آنسة مهرة اتفضلي 
أماءت برأسها في موافقة وهبت واقفة فورا ثم سارت باتجاه الغرفة طرقت طرقتين متتاليتين وانتظرت حتى سمعت صوته يقول ادخل أخذت نفسا عميقا وفتحت الباب ببطء وبعض التوتر ثم دخلت واغلقته خلفها والابتسامة تعلو وجهها باتساع وباللحظة التي وقع فيها نظرها عليه كأن دلو من الماء المثلج سكب فوق رأسها مرت ثلاث ثواني وهي تحدق به بدهشة وعندما رأته سيهم برفع رأسه عن الأوراق التي أمامه استدارت بجسدها مسرعة توليه ظهرها وتهمس لنفسها وهي تقوس وجهها وحاجبيها وكأنها على وشك البكاء 
لا أنا أكيد بيتهأيلي مش معقول يكون هو يعني هعد لتلاتة وابص بسرعة وان شاء الله ميطلعش هو واكون اتصيت في نظري 1 2 3 
ثم التفتت برأسها بسرعة تلقي نظرة خاطفة عليه ولم تكن تتخيل فعادت بوجهها للأمام مرة أخرى وهي تهمهم پصدمة وارتباك 
تغيير في الخطة نعد لتلاتة ونجري
بينما آدم فبمجرد ما التفتت برأسها ولمح وجهها اعتلت وجهه معالم دهشة وهتف 
مهرة !!! 
هرولت هي باتجاه الباب وكانت على وشك أن تمسك بالمقبض وتفتحه لتفر لولا أنه استقام واقفا واسرع إليها يجذبها من ذراعها هاتفا 
خدي رايحة فين إنتي بتعملي إيه هنا ! 
اضطرت على النظر له وهي تبتسم ببلاهة وتقول 
لا مؤاخذة شكلي دخلت أوضة غلط 
وهمت بأن تفتح الباب وتغادر بينما هو فضغط على ذراعها يمنعها من التحرك هاتفا 
استني بقولك أوضة غلط إيه هو CV اللي في معايا ده ليكي بجد !!!! 
توترت وخجلت بشدة
لا تعرف لماذا فوجدت نفسها تجيب عليه بالنفي وهي تطلق ضحكة سريعة بطريقة كوميديا 
لا سرقاه سيبني بقى ياعم الله يكرمك 
مد آدم يده واغلق الباب مرة أخرى بعد أن فتحت جزء منه وهتف بحزم بسيط 
ما تثبتي يابنتي مالك مش على بعضك كدا ليه CV ده بتاعك إنتي ولا لا ! 
أصدرت زفيرا حارا وأماءت له بالإيجاب فلاحت على شفتيه ابتسامة تحمل القليل من الدهشة وهو يترك يدها 
لا الصراحة اندهشت CV بتاعك جميل أوي تعالي اقعدي
لم تبتسم ولم تبدي أي ردة فعل
فقط تتطلع إليه في ذهول وعدم فهم فطرحت سؤالها الأهم بضحكة تشبه السابقة لكنها ساخرة 
وبعدين في الليلة الطين دي بقى إنت مش رسام وفنان بتعمل إيه هنا !! ولا استني متقولش أنا هرد عليك بطريقتك مهرة اقعدي وكفاية كلام لو سمحتي
قالت جملتها الأخيرة وهي تقلده تماما في طريقة التحدث مما جعله يضحك بتلقائية ويهتف من بين ضحكته 
لحقتي تعرفي تقلديني كمان طيب يلا اعملي زي ما قولتي بما إنك عرفتي
أنا هرد عليكي بإيه 
تنهدت بعدم حيلة وهي تبتسم ثم سارت باتجاه المقعد المقابل لمكتبه وجلست عليه فتسمعه يتمتم بجدية 
ده مكتب المدير التنفيذي
عدنان الشافعي اللي هو اخويا في العادة أنا مش بدخل هنا إلا لما يكون مش موجود ويكون في حاجة ضرورية وحظك النهارده إنه مش موجود ولقتيني أنا بس خلينا في المهم دلوقتي لو على حسب CV بتاعك اللي موجود قدامي ده فكل اللي موجود فيه جميل أوي ومؤهلاتك وخبراتك السابقة في
مجال العمل ده رائعة إنتي كنتي شغالة في شركة قبل كدا !
أيوة اشتغلت لفترة في شركة أدوية وكنت شغالة في قسم الحسابات برضوا 
جميل 
انحنت للأمام على سطح المكتب تستند بكفيها عليه وتقول بحماس 
إيه هو أنا كدا اتقبلت خلاص ! 
أعتقد إنك جاية عشان الإنترفيو مش تعرضي CV بتاعك بس وخلاص
ضحكت بلطافة وهي تقول تجيب عليه بعفوية 
يعني أصل أنا قولت بما إننا نعرف بعض فممكن تعدي موضوع الإنترفيو ده واتقبل في الشغل وسايط وكدا يعني ههه
بدأت تثير غيظه حيث رد عليها بحدة بسيطة 
مهرة كلمة تاني وهقولك إنتي و بتاعك برا 
كتمت على فمها وهي تهتف باعتذار حقيقي وخوف من أن يطردها حقا 
لا لا خلاص
هسكت أهو والله اتفضل عشان نبدأ الإنترفيو 
مسح على وجهه متنهدا الصعداء في عدم حيلة ثم بدأ مقابلة العمل معها وهو يسألها عدة أسئلة وكانت تجيب عليه برسمية تامة وجدية بعد أن تخلت تماما عن مزاحها وأسلوبها الطبيعي 
كان جالسا على مقعد عريض ووثير بالصالون وبيده فنجان القهوة يرتشف منه ببطء وهي تجلس على الأريكة المقابلة له تمسك بأحد الكتب وتقرأ فيه بتركيز فقد وصلت المعلمة منذ قليل
54  55  56 

انت في الصفحة 55 من 86 صفحات