يعني ايه ما طلعتش هي
للمرة الثانية على التوالي قرأت هوية المتصل فتنهدت بقوة وأجابت عليه في نبرة جادة
أيوة
ضيق عيناه باستغراب من نبرة صوتها لكنه أجاب بصوت لين
عاملة إيه ياحبيبتي
كويسة يا رائد وإنت
لم تتغير نبرتها بل كانت مثل السابقة
تماما وربما أشد حزم وجدية مما جعله يسألها بحيرة
أنا كويس إنتي في حاجة مضيقاكي ولا إيه !
لا عادي مفيش حاجة
رائد بترقب لردها وصوت رجولي جاد
زينة واضح من صوتك إن في
حاجة حصلت قوليلي في إيه !
كانت قد عزمت أنها لن تسأله لكن كلما تتذكر تلك الفتاة وتقذف لذهنها صورتها تشتعل غيظا من أسلوبها والطريقة التي تحدثت بها معها
زينة بصرامة
في الكافيه قاعدة بشرب قهوة وفجأة لقيت واحدة وقفت جنبي وبتقولي إنتي زينة خطيبة رائد قولتلها إيوة ولما سألتها هي مين ضحكت بطريقة مستفزة وقالتلي معقول رائد مقالكيش أنا مين وفي الآخر تقولي اسأليه هو أفضل مين أنا وهو يقولك
انقطع صوته في الهاتف للحظات حتى عاد واجابها بصوت غليظ
زينة باقتضاب
والله معرفش أنا بسألك إنت هي كانت لبسها مش لطيف وطريقتها كمان في الكلام وشعرها صبغاه احمر وحاجة كدا تسد النفس
لعڼ في نفسه پغضب وهو يمسح على وجهه متأففا بصوت منخفض ثم هدر بصوت حاني ومحب
متشغليش بالك ياحبيبتي يمكن تكون واحدة تعرفني من الشغل أنا بتعامل في الشغل مع ناس كتير إنتي عارفة أكيد واحدة مش كويسة وحبت تضايقك بالكلام لو هي تعرفني صح يعني
اممم ما أنا قولت برضوا إنت هتعرف الأشكال دي منين !
رائد باسما وهو يجيبها بمداعبة
سيبك منها مش معقول خطوبتنا بكرا وهتبقى مضايقة في وشي عشان واحدة معرفهاش أساسا
طيب ما هي تعرفك يا رائد !!
رائد موضحا بلطف
ياحبيبتي وهو لازم كل اللي يعرفني اكون عارفه !
طيب خلاص متستهلش افكر فيها من الأساس
بظبط كدا ياروحي احنا دلوقتي ورانا حجات أهم نفكر فيها
اكملت زينة بدلا منه وهي تبتسم باتساع
زي الخطوبة مثلا
رائد ضاحكا ببساطة
آه مثلا !!
سمع صوت ضحكتها الرقيقة يرتفع في الهاتف ولم يتكلم حتى لا يفسد لحظات ضحكها فقط استمع لها وهي تضحك !
فتحت عيناها دفعة واحدة بزعر ثم استقامت جالسة في الفراش وهي تلهث بقسمات وجه مڤزوعة التفتت بسرعة ومدت يدها لكبس الكهرباء حتى تفتح الضوء بقت تحدق أمامها في خوف أنها المرة الثالثة التي تراودها فيها الكوابيس في أحلامهما هذه الليلة رفعت نظرها بتلقائية لساعة الحائط فتجد الساعة تخطت الثانية بعد منتصف الليل تجولت بنظرها في أرجاء الغرفة بحثا عنه ولكن لا أثر له تشعر بالنعاس الشديد ولكن الخۏف هو الشعور الغالب عليها أكثر الآن تخشى أن تنام وحدها فيزورها الکابوس الرابع هذه المرة
انزلت قدماها من الفراش ووقفت ثم سارت إلى خارج الغرفة ومن الغرفة إلى الدرج تنزله بتمهل كان الظلام الدامس يملأ الطابق السفلي من المنزل انتهت من نزول الدرج وسارت ببطء شديد حتى لا تصطدم بشيء وبتلقائية خرجت همسة خائڤة منها دون أن ترى شيء
عدنان !
ثلاث ثواني بالضبط بعد همستها وانفتح ضوء التحفة المنزلية الصغيرة الاباجوره الموضوعة فوق منضدة صغيرة بالقرب من الأريكة ورأته جالسا فوق الأريكة و يلتفت برأسه لها للخلف هامسا
أنا هنا ياجلنار
تنهدت الصعداء براحة وهدأت نفسها المرتعدة بعد رؤيتها له تحركت نحوه بهدوء ثم جلست على آخر الأريكة بجواره في صمت فسمعته يسألها بتعجب
إيه اللي صحاكي !
هزت كتفيها تجيبه في خفوت دون أن تخبره بالسبب الحقيقي
عادي
استنكر ردها بكلمة واحدة لكنه لم يعقب فأخذت ټخطف إليه نظرات خلسة وهي تراه يرجع برأسه للخلف على
ظهر الأريكة ويغمض عيناه بسكون لم تتمكن من منع لسانها الذي تحدث وسأله
إنت ليه قاعد هنا وفي الضلمة للوقت ده
خرجت تنهيدة منه تبعها رده بصوت رخيم
حبيت اقعد وحدي شوية
رفعت كفها تغلق فمها الذي انفتح لتتثاؤب وتجيب عليه
بصوت غير واضح بعض الشيء
معلش قطعت عليك خلوتك
الټفت لها برأسه يتطلعها مبتسما مدققا النظر في وجهها وعيناها الناعسة ثم يهمس
إنتي متأكدة إن مفيش حاجة !!
هزت رأسها بالإيجاب وهي تفرك عيناها كالأطفال وحين تطلعت إليه بوضوح أكثر رأته يبتسم باتساع ونظرات غريبة اضطربت قليلا وهتفت بحيرة
في إيه !!
انحنى برأسه للأمام قليلا إليها وغمغم بلؤم
حلمتي بكوابيس وخاېفة تنامي وحدك في الأوضة مش كدا
رمقته بدهشة للحظات ذلك الخبيث لم ينسى حين كانت دوما تستيقظ من النوم لذلك السبب وتطلب منه أن يبقى بجوارها حتى تخلد للنوم مرة أخرى
توترت وحركت رأسها نافية بسرعة تهتف
في حزم مزيف
لا وبعدين أكيد مش هخاف من كابوس يعني !
رفع حاجبه بسخرية وهو يضحك بصمت ثم
هدر
طيب تعالي يلا نطلع فوق لأن حتى أنا عايز أنام
جلنار بعناد وغيظ
لا أنا مش عايزة أنام اطلع إنت براحتك
زفر بعدم حيلة مبتسما وبقى جالسا مكانه ثم
أمسك بهاتفه وبدأ يتصفح به وهي تجاهد بكل قوتها حتى لا تنغلق عيناها وتنام تخترق عيناها الهاتف معه تشاهد ما يشاهده في محاولات بائسة منها حتى تطرد النوم من عيناها لكن دون جدوي
عاد يلثم جبهتها مرة أخرى بقبلة مطولة يستنشق رائحتها بقوة وبدون سابق إنذار سقطت دمعة متمردة من عيناه دمعة ألم وندم رآها تحرك رأسها بعفوية
شكلي أنا اللي هقولك متقربيش مني بعد كدا
استمر في صعود الدرج حتى انتهي وسار في الردهة المؤدية لغرفتهم وفتح الباب بقدمه ليدخل ويتجه بها نحو الفراش ثم ينحني للأمام قليلا ويضعها برفق فوقه ويسحب الغطاء على جسدها فتحت هي جزء من عيناها تتطلع إليه بنعاس وعدم ادراك للوضع لكن حين أظلمت الغرفة انتبهت حواسها وهتفت بنعاس وضيق
افتح النور
أنا قاعد معاكي ياجلنار مټخافيش
سمعت صوته فقط ولم تدرك ما يقوله حتى أنها لم تعلق مرة أخرى على الضوء واستسلمت لسلطان نومها
فتح عيناه بصباح اليوم التالي عندما تسلل الضوء لعينه مسببا له الإزعاج الټفت برأسه للجانب فلم يجدها بجواره استقام جالسا ونزل من الفراش وكان سيهم بالذهاب للحمام لولا أن صوت رنين هاتفه أوقفه عاد خطوتين للخلف والتقطه يجيب على المتصل بحزم
الو
أيوة ياعدنان بيه نادر ملوش أي أثر
أجاب عليه بغلظة صوته الرجولي
طيب خلاص اقفل دلوقتي
انهي معه الاتصال وغمغم لنفسه بعينان تلمع بوميض شيطاني مخيف
هتفضل مستخبي مني زي لغاية امتى يعني مسيري هجيبك
وثبت هنا من مقعدها أمام التلفاز مسرعة فور رؤيتها لأبيها وهرولت نحوه تتعلق به في فيحملها هو فوق ذراعيه يلثم شعرها بحب متمتما
صباح الخير ياهنايا
هنا بإشراقة وجه ساحرة
بابي هنروح بليل فرح خالتو زينة
عدنان باستغراب وهو يبتسم لها
مين قالك إن الفرح النهارده !
هنا بعفوية وهي تزم شفتيها بيأس
مامي بس قالت إنت مش هتوافق !
رمقها بدفء وحنو فيغمز بمداعبة هامسا
إنتي عايزة تروحي
أماءت برأسها في إيجاب بابتسامة تملأ وجهها الصغير ثم وجدته يعود ليسألها بترقب أكثر
ومامي
هنا بخبث طفولي جميل محاولة إخفاض نبرة صوتها
أيوة عايزة تروح تمان كمان
سكت لبرهة يتصنع التفكير وهو يبتسم لها بمكر ومشاكسة ثم يتنهد بالأخير مغلوبا على أمره
خلاص هنروح
صاحت بفرحة غامرة وتعلقت برقبته في قوة هاتفة
بحبك أوي يابابي
وأنا كمان بحبك أكتر ياروح بابي
طبع قبلة ناعمة فوق وجنتها ثم انزلها من فوق ذراعيه وغمز لها قبل أن يستدير ويتجه نحو غرفة الصالون فتح الباب وألقى نظرة بعيناه أولا وعندما تأكد من وجودها دخل واقترب منها بخطوات متريثة وقف خلف مقعدها تماما واستند بكفيه فوق الحافة العلوية من المقعد ينحنى عليها قليلا من
الخلف هامسا بالقرب من أذنها
جهزي نفسك بليل عشان نروح خطوبة زينة
فزعت قليلا من صوته المفاجيء خلفها والتفتت برأسها له تتطلعه مدهوشة ثم هدرت أخيرا بعد لحظات من الصمت
هو إنت
رايح !!
حرك حاجبيه بمعنى لا واجاب عليها في لطف
كنت ناوي إني مروحش مليش مزاج احضر افراح يعني بس بما إنك إنتي والأميرة الصغيرة حابين تروحوا خلاص هروح عشانكم
رفعت حاجبها بابتسامة ماكرة تفهم جيدا محاولاته في نيل رضاها وتلافي أخطائه بكل الطرق المتاحة أو تعويضها بمعنى أدق ولكن يؤسفها أن تعترف بأن جميع محاولاته البائسة لن تطفيء نيرانها بسهولة
ردت عليه بجمود تام
شكرا
لم يعقب على جمودها معه فهذا هو المتوقع ولو فعلت العكس سيكون الأمر ليس طبيعي بالنسبة له ابتسم بحنو وهم بأن
العفو يارمانتي
لكنها رجعت برأسها للخلف فورا قبل أن ټلمسها شفتيه وقالت بنظرات مشټعلة
عدنان !
تلاشت ابتسامته وهز رأسه لها بتفهم حتى لا يغضبها أكثر ثم غمغم بهدوء
لو عوزتي حاجة لغاية بليل كلميني
أماءت برأسها في إيجاب ومعالم وجه حازمة بينما هو فأصدر زفيرا حارا قبل أن يستدير وينصرف
في تمام الساعة الثامنة مساءا
يجلس على المقعد
بالأسفل وفوق قدميه تجلس صغيرته التي ترتدي فستان قصير ورائع يناسب
حجمها وطولها ومن اللون الوردي مزخرف بنقوش صغيرة على شكل فراشات من نفس لونه كانت تتحدث مع أبيها بمرح وصوت ضحكتها الطفولية ترتفع في أرجاء المنزل تارة هو يبادلها الضحك وتارة يكتفى بابتسامته ويتولى هو مهمة مداعبتها
رفع رسغه لمستوى نظره يتفقد الساعة حول
يده فتأفف بنفاذ صبر وانزل هنا من فوق قدميه وهو يهتف
خليكي هنا يابابا هروح اشوف ماما اتأخرت ليه
أماءت له بالموافقة وتابعته وهو يصعد الدرج حتى اختفى عن انظارها
هام بها ولم يسمعها جيدا حتى عندما قالت له وهي تلقي نظرة أخيرة على مظهرها أمام المرآة
أنا خلصت خلاص دقيقتين وهنزل وراك
تنزلي فين إنتي عايزة تطلعي بالشكل ده !
ضيقت عيناها بحيرة
من جملته ثم عادت تتفقد مظهرها مرة أخرى أمام المرآة بتشكك هامسة
ماله شكلي ! هو الفستان وحش !
عدنان پغضب بسيط
غيري الفستان ده ياجلنار والبسي واحد كويس
جلنار بعناد وغيظ من لهجته الآمرة
مش هغيره أنا عاجبني
أثارت سخطه أكثر حيث أجابها بعينان ڼارية
لم تبالي بنظراته الڼارية لها وهتفت بإصرار في برود
مش هغيره إنت حتى لبسي هتتحكم فيه !
تململك بين قبضته وهي تشهق بدهشة من فعلته وتحاول دفعه صائحة
بتعمل أيه ابعد !!
عدنان بهمس مخيف وعينان تعطي إنذار أحمر
بساعدك تغيريه بما إنك مش عايز تغيريه بالذوق
جلنار بعصبية وهي تحاول دفعه بعيدا عنها
عدنان ابعد عني احسلك بقولك ابعد م
توقفت عن الكلام حين شعرت بيده تمسك بذراع الفستان لينزله هو لا يمزح سينزع الفستان عنها بنفسه لو استمرت في العناد ابتلعت ريقها بارتباك وصاحت مسرعة باستسلام قبل أن يتمادى أكثر
خلاص هغيره
توقف وهو يبتسم بلؤم ثم رد عليها بخفوت مريب
أيوة كدا شطورة يارمانتي هستناكي برا خمس دقايق وتكوني خلصتي عشان اتأخرنا
ثم تركها واستدار لخارج الغرفة بينما هي فضمت ذراعيها عند صدرها حتى لا يسقط الفستان وبداخلها تشتمه في ڠضب وغيظ
نزعت عنها الفستان وارتدت آخر كان لونه من نفس لون