السبت 23 نوفمبر 2024

انزلي يا تلا جدك عايزك تحت بسرعه

انت في الصفحة 3 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

الأرض ټعيط وتبكى وقف سامر قدام باب الخيمه ونادى على تلا
تلا ممكن تخرجى انا سألت عليكى صحابك وقالو انك هنا
تلا بعصبيه وعڼف ابعد عنى لوسمحت انا مش عايزه اشوف حد
سامر __ لو كنت زعلتك يا بنت عمى انا اسف بس عندى كلمتين عايز اقلك عليهم
تلا لو سمحت مش عايزه اشوف حد ابعد من فضلك
القصه ملك اسماعيل موسى 
انحسب سامر بحزن بعيد عن الخيمه وترك تلا بمفردها
جوانا هما البنات دول كانو بيعملو ايه فى خيمة تلا
وليه خارجين من ضهر الخيمه 
حدث جوانا أخبرها ان فيه مصېبه حصلت تلا وداريا كانو لسه مټخانقين وكمان مين الصعلوك إلى كان معاهم ده
وقبل ما تروح على خيمة تلا نادت عليها واحده من صديقاتها اتلهت ونسيت إلى كانت بتفكر فيه
احيان كل حاجه بتنتهى قبل ما تنتهى لما الأشياء بتفقد قيمتها فى نظرنا او احنا بنفقد الشغف لاحظت هدير وتسنيم اختفاء تلا إلى طول عن الازم رجعو على الخيمه تلا كانت غيرت ملابسها وقاعده دماغها وسط ركبتيها اتكلمو معاها لكن تلا كانت فى حاله تانيه حاله من عدم الإدراك وقلة الوعى ورودها كلها كانت هجوميه اختفت تلا المرحه الى خاضت معركه ملحميه منذ ساعات تبدلت بأخرى مهزومه داخل نفسها تلا فى نفسها بتصرخ فى صمت لو كان عندى اخ
او حتى والدى حى مكنش حالى هيبقى كده
هطلب المساعده من جدى هقله ايه طيب !!
كانت من الحالات الى الإنسان بيشعر فيها باليتم تلا لمت ملابسها وقالت انها مروحه
هدير حاولت تقنعها تعدل قرارها لكن تلا اخدت حقيبتها ومشيت تركت المعسكر وكل شيء وراها
اليوم التالى تجمع الطلبه حول الباص نطقت الأسماء وكان واضح تغيب تلا هدير وضحت ان تلا أضطررت تغادر المعسكر لظروف خاصه
وظروف المرأه غير ظروف الرجل وكلها مقبوله وحده سامر إلى كان بيفكر ايه إلى حصل
سأل هدير وتسنيم لكنهم مكنوش يعرفو حاجه ممكن تفيده
داريا كنت منشكحه فى قمة السعاده والفرح والمزاح وعماله تعنى مع دالين واصدقائها
بدل سامر جلسته فى طريق العوده وجلس على مقعد تلا الفاضى
مر اسبوع وتلا متغيبه عن الجامعه كان رافضه تقابل اى شخص حتى هدير صديقتها متعلله بالمړض
لازمه فراشها كأنها فى بيات شتوى وكانت كل يوم تتمنى حضور سامر
لبيت العيله عشان يتكلم معاها وكانت مستعده تعتذرله عن طريقتها الزباله معاه
كانت محتاجه تتكلم مع شخص تثق فيه ومكنش عندها اى

شخص يمكن الوثوق به
فحمل الآلام بمفردك امر مجهد ومهلك ويمكنه ان يقضى عليك
لكن سامر إلى شعر برفض تلا ليه وعدم رغبتها فى الكلام معاه او حتى احترام انسانيته بعيد ان انه ابن عمها ملقيش مبرر يدفع تلا تكلمه بالطريقه دى وكمان محبش يفرض نفسه عليها
اذا كانت مش عايزاه وبتنتهز كل فرصه توضح فيها كده بافعالها وكلامها
خلال الأسبوع ده سامر قدر يحل المشكله واعتذر لوالد تلا عن الموقف إلى حصل وفسره بأنه خڼاقه تهوريه بين شابتين لالتباس فعل استباقى قبل حدوثه واختلاف وجهات نظر نمطيه متسعه بين ذهنين رفض كل منهم تقبل الأخر
لكن غياب تلا قلقه ان كان يعرف شيء واحد عن تلا فأنها مش ممكن تتغيب عن الجامعه عشان سبب تافه
الحب يجب اقتلاعه فى بدايته لانه مثل الشجره كلما كبرت وتضخمت تعمقت جذورها وانتشرت وتوزعت وغطت مساحه كبيره وصعب چثها
أنهى سامر محاضراته وذهب لبيت الجد وهناك طلب مقابلة تلا
لكن تلا رفضت الجد اتعصب وقعد يزعق لكن سامر هداه وقال انه مش زعلان
وادرك فى تلك اللحظه حاجة تلا الملحه للتحدث معه
فيه حاجه حصلت ولازم يعرفها
طرق سامر باب غرفة تلا وترجاه تنزل تقعد معاه شويه
تدللت تلا مثل اى أنثى وهذا شىء طبيعى على الرجل ان يحترمه
نزلت تلا والجد الذكى منحهم مساحه يقدرو يتكلمو من خلاله
سامر __تلا لو فيه حاجه حصلت معاكى احب اعرفها وتأكدى يابنت عمى انى مش بس خطيبك انا لازم اكون فى ضهرك فى مشاكلك ومتاعبك لازم اكون راجل معاكى
تلا __مفيش حاجه انا بس تعبانه شويه
سامر __ شوية الاوباش زعلوكى فى حاجه يا تلا
تأكدى انى مهتم اعرف لو فيه حاجه مضياقكى
تلا لا مفيش لكن فى سرها كانت بتبكى ازاى اقله على حاجه محرجه زى كده
القصه بقلم اسماعيل موسى 
سامر بعد صمت طويل وتركيز تلا لو انتى مجبره عليا انا هنسحب
انا بس عايز اسمعها منك
تلا فى سرها اعتقد دا انسب حل ازاى هقبل اجوزك وشخص ماسك عليا حاجه ممكن يتبذنى بيها
تلا __ سامر انت شاب كويس والف مين يتمناك لكن انا مش عايزه اجوز دلوقتى
وفهم سامر ان دا رفض بطريقه مؤدبه سحب نفسه اعتذر لتلا وفسخ الخطبه مع جده وغادر المنزل
مضت الأيام وتلا منعزله فى غرفتها مكنتش قادره تروح الجامعه ولا حتى تنزل الشارع بالنسبه ليها إلى حصل امر فظيع جدآ مقدرتش تتحمله تلا من يوم ۏفاة والدها ووالدتها كانت متوفيه اصلا بعد ولادتها قضت أربعة عشر سنه فى اليتم محدش يعرف يعنى ايه يتيم انسانه وحدانيه منعزله لا بتحب المشاكل ولا ليها علاقات اجتماعيه اصلا حتى داخل البيت كلامها قليل مكتفيه بذاتها كانت بتقضى وقتها بين المذاكره وهوايتها إلى خلقتها من رحم العزله انسانه حتى وهى شابه بتنام حاضنه دميه إلى الآن جدها كان مدرك لده وحاسس بآلمها ويمكن هو الى أصر محدش يضايقها كتير فكرت تلا بعد ۏفاة جدها هيكون ايه مصيرها اعمامها هيجوزوها ويخلصو منها مكنتش عايزه تتجوز واحد من اولاد عمها عشان اتنقبت من وهى صغيره لكن بعد كده أدركت ان النقاب حمايه وطاعه فى نفس الوقت
أقتنعت تلا ان عليها ان تتحمل حزنها بمفردها وان ليس من حقها ان تدخل شخص آخر معها فى ورطتها
ماذا تفعل اذا كنت لا تمتلك صديق ولا قريب ولا حتى عائله
حتى بعد دخولها الجامعه تلا كانت
تخجل من عدم قدرتها على الكلام مع الناس ولا حتى بتعرف ترد كويس كانت بعيده عن كل ده وبتقعد مع نفسها
جدها حس بيها وطلبها وحلول يقنعها تتكلم لكن تلا متكلمتش لكنها أضطررت ترجع الجامعه وكان اول يوم رجوع ليها يوم اسود بالنسبه ليها
كانت ماشيه وهى حاطه راسها فى الأرض خاېفه من كل نظره متوقعه فى اى لحظه شخص يظهرلها مع صورها وېفضحها وسط الجامعه لو حصل دا تلا ممكن ټموت فيها
هدير كانت مبسوطه كدا برجوعها طايره من الفرح والسعاده مش تعمل ايه عشان تخليها سعيده تسنيم وجوانا كلهم اتجمعو حواليها ولأول مره تلا تحس انها بين ناس ممكن تحميها مشيت وسطهم مستوره بيهم ودخلت المدرج مدسوسه وسطيهم
مادلين شافت تلا همست لداريا البنت شرفت داريا بسخريه وغل متقلقيش هخلى أيامها سوده
المحاضره بدأت تلا خلاص هتتخلص من خۏفها وصلتها رساله من داريا بواحده من صورها المخجله
بصت تلا على داريا پخوف قبل ما تشيل الفون فى شنطتها وتحط دماغها فى الأرض
جوانا قاعده ملاحظه كل ده وبدأت تربط الأحداث ببعضها لكن عقلها موصلش لكل الحقد والنداله دى كلها
بس! حطت عينها على درايا ومادلين راقبتهم بدقه وشافت نظراتهم وسخريتهم وهما بيبصو لتلا
وشافت خوف تلا وراسها الموطيه على الأرض
وقدرت تكون قصه فى دماغها وكان
ناقصها أشاره بسيطه
خلصت المحاضره وخرجو بره المدرج داريا وسط البنات بصت عليها بتكبر وغرور
داريا __ايه مش ناويه تعتذرى عن إلى

عملتيه معايا ولا ايه
تلا __ بخضوع انا اسفه
داريا __ مش سامعه بتقولى ايه ارفعى صوتك الحلو
داريا بتقولى ايه انا مش سامعاكى ارفعى صوتك شويه!!
كانت تلا على وشك قول اسف بصوت مرتفع حتى تتمكن من الفرار من الجامعه الهرب لغرفتها ووحدتها البشر مؤذين جدآ
ظهر دكتور سامر من بعيد لمحته داريا مسكت التليفون بتاعها ونظرت لتلا نظره طويله ساخرة
حتى العيون يمكنها ان تسخر خاصه العيون العسليه ويمكنها ان ټقتل أيضآ 
اقترب سامر فى حله ايطاليه انيقه ضيقه وكان شعره مهمل غير مشذب مما زاده جمال
فمه انفتح لما شاف تلا رجعت الجامعه وحس بفرحه ووشه أبتسم
حدقت تلا بالهاتف بړعب هذا الهاتف اللعېن داخله حياتها وحيائها وفكرت فى اللحظه دى انها لو حطمت التليفون المشكله هتتحل
تلا بنفس طويل وصوت واضح مرتفع انا اسفه يا داريا قالت تلا الكلمه وسط اندهاش هدير وتسنيم
سمع دكتور سامر إلى كان معدى جنبهم الكلمه بوضوح ومش عارف ليه حس فيها پألم دفين
ۏجع مكتوم يسكن تلا وحزن يقطع احشائها وحس ان موده تعكر
هذه فتاه اختارت لنفسها الوحده ربما عليها ان تقضى ما تبقى من حياتها فى عڈاب وآلم

سحبت جوانا تلا ومن اللحظات القليله تلا حست ان فيه حد حاسس بيها من غير ما تتكلم ولا تشكى اوجاعها
وتمنت لو سامر كان حس بيها واجبرها على الكلام بدل انسحابه من حياتها الكئيبه
كانت تلا بتبكى لما رفعت النقاب جوانا بصت للناحيه التانيه عشان تمنح تلا بعض الخصوصيه
خاڤت ان تشعر تلا بالخجل منها جوانا كانت عايزه تدى تلا وقت تحزن فيها وتطلع ۏجعها فى ستر
تلا انا خلصت يلا بينا
جوانا __ احنا مش هنروح المحاضره انا عزماكى على نسكافيه سخن
لم تعترض تلا مكنش ليها نفس تحضر المحاضرات قعدو قدام بعض فى صمت يتشاركان الحزن
الحزن مثل الفرح يحتاج من يتشاركه معنا
جوانا ___ تلا انا عارفه انك فى مشكله عويصه لو كنتى بتعتبرينى صديقتك ارجوكى اتكلمى كل مشكله ليها حل
الهرب من مواجهة المشكلات تأجيل مش اكتر
تلا ___ مشكلتي ملهاش حل يا جوانا انا فى ورطه كبيره اووى حاسه ان حياتى انتهت وانى لازم اموت
جوانا ___ داريا صح انا شفتها يوم الرحله خارجه من خيمتك ومعاها دالين وشاب شكله معجبنيش
ايه إلى حصل داخل الخيمه يا تلا
تلا مقدرش اقول يا جوانا مقدرش !!
تلا بدفاع عن الشرف لا لا مش للدرجه دى
جوانا __ امال مړعوبه ليه وقلقتينى معاكى مهما كان حصل غير كده سهل
تلا پبكاء اجبرونى يا جوانا هددونى پالقتل داريا خلت الولد دا يتصور معايا فى أوضاع مخله
انا لازم اقټلها مش هرتاح غير لما افش غلى فيها
جوانا بفرحه بس كده هى حركه وسخه لكن انتى ممكن ترفعى عليهم قضيه لو حاولو يبتذوكى
تلا لا لا مش هينفع انا مش هقدر اعيش لو حد شاف صورى بالشكل ده!!
جوانا __ طيب سييبى الموضوع دا عليه انا ممكن اوصلك للبيت
تلا __ بيتنا بعيد مش عايزه اتعبك
جوانا انا متعوده على المشى مسافات طويله ميغركيش شكلى الكيوت انا بشتغل تلت شغلانات عشان اصرف على نفسى يا استاذه مش عندى جد غنى بيدينى كل الفلوس إلى انا عايزاها
القصه بقلم اسماعيل موسى 
مر دكتور سمر ببصره على المدرج شاف هدير وتسنيم لكن ملقيش تلا
شرد لحظه يفكر

انت في الصفحة 3 من 8 صفحات