سمحت يا ستي بيقولوا في واحده غني قوي جاي يتبرع للمستشفى
حتى لسة صغيرة ياندى وبدري عليكي
ضحكت مستخفة بكلام شقيقتها
بدري من عمرك ياحبيبتي انا اللي في سني بيتجوزا ويخلفوا عيال ولا عايزاني اجيبلك امثلة عن البنات اصحابي اللي اتجوزا بعد تالتة اعداي ودلوقت مع بدل العيل اتنين
زفرت سمر متأففة من الحاحها في امر كهذا فصاحت
بحدة كي تنهي الجدال معها
خلاص ياندى فهمت وعرفت ممكن بقى تسيبني اذاكر واركز في دروسي
ذاكري ياختي ذاكري اهو دا بس اللي انت فالحة فيه
وعلى سطح المنزل وبعد أن قصت له زوجته عن سبب اختفاء ابنته ندى داخل غرفتها وابتعادها عن الجميع وشجارها معها بعد رفضهم للعريس الذي تقدم لها
ااه يعني المحروسة اتقمصت وزعلت عشان رفضنا الراجل الغربب
بتقول ان احنا مش هاممنا مصلحتها واننا هانوقف حالها عشان اختها الكبيرة مش عايزة تتجوز
فرسة تفرسها بت قليلة الحيا بصحيح خلاص طارت عليها دي حتى لسة مكملتس سنها القانوني مستعجلة على ايه دي
غيرانة ياسيدي من البنتة اصاحبها عايزة تنخطب زيهم وتجيلها هدايا من خطيبها زي اللي بتشوفها معاهم ما انت عارف بتك من الاول ملهاش غاية للتعليم عكس اختها الكببرة ولا التانية سمر الصغيرة
قالت نجية بامتعاض
ايوة ياسالم لكن الأدب والعقل ده مش هاينفعوها لو عنست وقعدت من غير جواز البت ملهاش غير بيتها في الأول وفي الاخر
سأل سالم موجها كلماته بتوبيخ لأمراته التي تشدقت قائلة
وافرض ربنا مكملها كدة زي مابتقول انت بترفض في العرسان ليه دا اللي قدها خلفوا عيل واتنين ولا انت مش عارف البنتة في بلدنا بيتجوزوا على كام سنة
قال سالم باعتزاز فردت نجية عاوجة طرف شفتها بعدم رضا
اقعد انت كدة انفخ فيها عشان تتجن اكتر ماهي مچنونة يعيبوه ايه سعد ابن اخويا عشان تتجلع عليه وترفض ترجعله ها
على الزفت واد اخوها دا كمان
غمغم سالم وهو ينفض جلبابه يبتعد عنها لينظر من فوق سطح السور لخارج المنزل تابعت
نجية پغضب
انت برضوا هاتبعد وشك وتسد ودنك عني زي كل مرة كأن واد اخويا المتعلم الزين ده جربة ولا مايصلحش للبرنسيسة بتك
برضوا هاتجيب العيب في البت مش في واد اخوها ولا دمه التقيل حتى عليا انا نفسي دي البت
تمتم سالم بصوت خفيض قبل ان يقطع كلماته ينظر بتركيز نحو رجلين في اخر الشارع يبدوا من ملابسهم المهندمة وأجسادهم الضخمة أنهم أغراب عن قريتهم هيئتهم ونظراتهم الغير المريحة اثارت بقلبه الريبة تذكر سالم قول شقيقه يونس عن وجود رجال اغراب عن في القريبة وافعالهم في البحث عن شئ ما
الفصل ٩
تسمر سالم بمحلة وهو ينظر للأسفل نحو هؤلاء الرجال الاغراب بتفحص وريبة لايدري مالسر وراءاهم عيناهم الزائغة التي تطوف المكان الخالي والمنازل القريبة من الجبل تنبئ بوضوح عن نيتهم في البحث عن شئ ما يخصهم ويمثل لديهم أهمية كبرى
انتفض فجأة عن صوت نسائي حاد دوى من خلفه
خبر
ايه ياراجل انت روحت فين مني
استدار اليها سالم وخرج صوته بإجفال وعدم تركيز بعد أن اخرجته من شروده بصيحتها
عايزة ايه يانجية خضتيتي وقطعتي خلفي في ايه يامرة
ردت بتعجب
وه انت هاتخليني اعدلك تاني الكلام اللي بكلمك
فيه بقالي ساعة بخصوص واد اخوي سعد اللي
عايز يتجوز بتك
استشاط سالم غاضبا من زوجته فهدر فيها بنفاذ صبر
الله ېخرب بيتك ياشيخة وبيت سالم اللي ابتلى بيكي انت وواد اخوكي المحروس سعد صدعتيني وقلبتي مخي وعلى ايه انا مش فاهم ماترفضه البت براحتها ياستي هو شربة ملح هاتشربهولها بالعافيه
وضعت كفها على صدرها قائلة بخضة
انا واد اخوي شربة ملح ياسالم
صاح عليها پجنون وڠضب وقد افقدته بإلحاحها اتزان حديثه المعتاد معها
وأمر من شربة الملح كمان ممكن يا نجية بقى تنقطيني بسكاتك دلوك عشان انا دماغي تعبت منك ومن زنك ولو زودتي في الحديت
اومأت نجية اليه برأسها خوفا من غضبه فتابع كلماته بأمر
انزلي دلوك وغوري من وشي عشان انا مصدع وعايز اقعد على السطح لحالي
نهضت مذعنة لأمره كي تذهب من امامه على الفور اوقفها قائلا بحدة
خدي الصنية وكبابي الشاي معاكي ولا هاتنزلي كدة فاضية
تناولتهم تركض مسرعة من أمامه نظر هو في أثرها مغمغما
واما اشوف انا كمان حكاية الأغراب دي ربنا يستر وما يكونش اللي في بالي !
بغرفتها وعلى تختها وهي مستلقية عليه وقد جفا عيناها النوم فأصبحت تغفى بصعوبة تنظر في السقف بتفكير في مايحدث معها وقد تراكمت معها
العقد التي لاتجد حلا لها مشكلتها مع والدتها المصرة على تزوجها من ابن شقيقها سعد وڠضب شقيقتها ندى التي أصبحت تتجنب الحديث معها هذه الايام واذا حدث ترد بكلمات مقتضبة وعلى مضض ثم هذا الرجل الغريب الذي اصبح مسيطرا على الجزء الأكبر من عقلها اذا ذهبت للعمل اصابها القلق عليه وفي الدراسة لا تستطيع التركيز بشكل كامل في مناهجها وماتدرسه بسببه حتى في المنام لم يرحمها وهو يأتي دخيلا في أحلامها انتبهت على طرقة خفيفة على باب غرفتها أخبرتها بمن الطارق برقتها
أدخلي ياسمر
قالت وهي تعتدل بجذعها جالسة فوق السرير فانفتح البال ودلفت اليها شقيقتها بابتسامة متسعة على وجهها تردد
عرفتيني على طول كدة من غير ما حتى اطلع صوت
مش لازم تتكلمي ياست سمر انا اساسا عرفتك من خبطتك
قالت يمني فازداد اتساع ابتسامة سمر وهي تجلس بجوار شقيقتها على التخت تسألها وبفضول
افهم بقى ياست يمنى ازاي عرفتيني من خبطتي هو انا لدرجادي خبطتي مميزة
اومأت يمنى ممازحة
هو مش لدرجة مميزة ياعسل بس الحكاية انك لما بسمعك وانتي بتخبطي عليا بيجيني احساس انك خاېفة تزعلي الباب من رقة خبطتك
رددت سمر خلفها بضحكة مجلجلة
ازعله يايمنى! دا ايه الخيال الواسع ده دا انت فظيعة وربنا
استجابت يمنى ضاحكة معها ثم أردفت
انا بعرف خبطتكم كلكم ياسمر مش انت بس يعني مثلا أمي بتنده من بره قبل ما تخبط اساسا وابويا لازم يتحمحم بخشونة قبل مايخبط خبطته الخشنة زيه وندى
توقفت قليلا عند ذكر الأسم ثم تابعت
ندى خبطتها قوية وصريحة زيها أما محمد بقى فدا بيزوق الباب بغباء هههه لا ويبقى مضايق كمان اني قافلة بالقفل الواد غبي مش عارفة افهمه ازاي
سمر وهى تضحك مقهقهة مثلها
مش عارف يقدر انك انسة وليكي خصوصية ههههه
تصدقي في مرة قولتله نفس جملتك دي فلقيتوا تنح كدة وسهم وبعدها سألني يعني إيه خصوصية ههههه
زادت ضحكاتهم حتى ادمعت عيناهم وبعد أن هدأو قليلا نظرت لسمر شقيقتها قائلة بجدية
بلاش تزعلي من ندى
قطبت يمنى مندهشة من جملتها وقبل أن تسأل أكملت شقيقتها
اختك دماغها مطرقعة وصحوبيتها
لبنات البندر خلتها بتفكر بس في المظاهر والدنيا المزهزة قدامها وانت
عارفة البنات بقى في المدارس دي بيبقى معظمهم دماغهم بس في الجواز والعريس المستريح قليلين منهم اللي بيكملوا للجامعة أو المعهد واختك بتغير من البنات اللي بيتخطبوا
ويفتخروا بالهدايا والحاجات الهبلة اللي بيعملوهالهم خطابهم
بس انا ماوقفتش في طريقها ياسمر ولا اعترضت حتى على العريس عشان تشيل مني كدة وتزعل
قالت يمنى بۏجع شعرت به شقيقتها فردت قائلة
عارفة والله يايمنى وهي كمان عارفة بس بقى متغاظة من موقف امك وابوكي المتشددين وبنفس الوقت مش لايقة حيلة معاهم
فتحط بقى غلبها فيا انا الغلبانة
قالت يمنى بمقاطعة اثارت ضحك شقيقتها التي شاكستها
ماانت الكبيرة يا منمن والكبير لازم يتحمل بقى
لكزتها يمنى قائلة بغيظ
كبيرة مين ياما دا انتوا الاتنين في طولي وكمان اعرض
ربنا يخليكي يأاحن واطيب قلب فينا
تقبلت يمنى عناق شقيقتها برحابة وارتياح فهذه الصغيرة رغم فرق السنوات بينهم دائما ماتصل بعقلها الكبير والذي تعدي لسنوات عمرها القليلة الى تفهم ما يشغل يمنى ويقلقها بالنظر فقط داخل عيناها دون أن تتكلم وتخبرها
في اليوم التالي
استيقظ صالح على دفعة خفيفة بقبضة احدهم على ذراعه السليمة فتح جفنيه بتثاقل
من اثر النوم العالق بها بفعل الادوية التي يتعاطاها لإصابة رأسه قوية المفعول رفرف بروشه قليلا يستقبل الضوء القوي للشمس التي على غير العادة رأى انعكاس ضياءها أمامه غلى حائط الغرفة القابع بها استفاق يلتف برأسه نحو النافذة فوجدها كما توقع مفتوحة على اخرها
وبالقرب منها ظل طويل لشخص اصبح يعلمه حديثا رغم رؤيته لمرة واحدة ولكنها كافية لتعلمه عن مدى عڼف هذا الرجل وكرهه له واقفا أمامه بتحفز وهيئة غاضبة
هاتفضل تبصلي كدة كتير ناوي تاخدلي صورة
تفوه بها يونس من تحت أسنانه فخرج رد صالح بهدوء
واتكلم انا ليه مش انت اللي مشرفنى النهاردة في المقر بتاعي
المقر بتاعك !
اردف بها يونس بلهجة مستنكرة قبل ان يتابع
دا انت ليك نفس كمان تهزر وتستظرف على اول الصبح كدة طب حتى اعملي قيمة لډخلتي عليك وانت عارف اني مش طايقك ولا طايق البص في وشك حتى
حقك !
إيه إيه بتقول
أردف بها يونس يتبين صحة الكلمة التي سمعها اكدها صالح وهو يعتدل بجذعه قليلا مستندا على وسادة خلفه
بقول ان حقك تكرهني وما تطيقش تبص في وشي بصراحة أنا لو مكانك هابقى اعفش كمان من كدة
ارتسم على وجه يونش التشكك
وعدم التصديق فقال بسخرية
يااراجل والنبي يعني على كدة بقى انا احترمك واحبك كمان مدام مقدر موقفي وكرهي ليك
أسبل عينيه صالح يعلم ان يونس يحق له عدم التصديق والشك والرد بسخرية أيضا من كلماته التي لا تليق بما فعله معهم
أجفل على صيحه باسمه واسم اباه ايضا من يونس
صالح برهان ولا اقول ابن الشهيد برهان احسن
بزاوية
فمه الموفوعة بشبه ابتسامة ساخرة كان يحدق بوحه صالح وكأنه يتبين رد فعله ووقع الأسم على أسماعه والاخر صامتا ينظر اليه بملامح مغلفة لا تنبئ بشئ
إيه يابن الشهيد مابترودش ليه
سأله بنبرة ساخرة وكان رد صالح
وايه اللي يخليني
مارودش يعني هو الشهيد برهان حاجة عفشة مثلا
لأ طبعا دي حاجة تشرف اي حد ان ابوه يكون شهيد العفش بقى انه يخلق من ضهر العالم فاسد وخسارة والف خسارة كمان لما تبقى الراجل سمعته زينة كدة ويجي ولده اللي من ضهره يعكر بعمايله الشينة سيرة الرجل العطرة
اومأ صالح برأسه مرددا باحباط وتفهم لما يقصده