السبت 23 نوفمبر 2024

نوفيلا إرث العادات بقلم ډفنا عمر

انت في الصفحة 11 من 12 صفحات

موقع أيام نيوز

افضالك ياجميل وادلعك بقا 
قهقهت بدلال ياراجل انت هيبقا فيك حيل وقتها وانا هبقا بنضارة وحالتي حالة اوعي ياهيما متحبنيش اما اكبر وتقول دي بقيت عجوزة ووحشة ومكرمشة 
علي اساس انا هبقا شباب منا هكبر زيك 
لا يا اخويا ما انتم يا رجالة كل اما بتكبروا عيونكم بتزوغ اكتر وبتطبقوا الشرع بحذافيره واخدلي بالك ياهيما بس وربنا وقتها هموتك مش هتكلفني غير كيلو بطاس 
قهقه بقوة حتي سعل 
كأنها تسمع صدي ضحكاته الأن ابراهيم هنا روحه تعبا المكان أطياف ذكرايتهما معا تصاحبها في كل وقت لا تتركها وحيدة هي تتأنس برصيدهما القصير هذا 
حور معلش انزلي لحماتي وغديها انا خلصت أكلها الأول عشان تاخد علاجها 
اطاعتها قبل ان تتوقف ثانيا شروق انا ملاحظة انك بتتجنبي حماتك دايما تصدريني لرعايتها واوعي تفهميني غلط والله ما مضايقة بالعكس كفاية انها أم الغالي اللي كانت روحه فيها بس عايزة افهم حصل ايه ببنكم 
في فترة كده ملخبطة عدت عليا مكنتش دارية باللي حواليا بس حاسة حاجة اتغيرت صارحيني لو مش يضايقك يعني 
شخصت عين شروق صامته قبل ان تهمس مش كل حاجة ينفع تتقال يا حور احيانا لازم ترمي تفاصيل كتير كانت صعبة في حياتك في قلب بير مالوش قرار عشان تعرفي تعيشي الحاضر وتبني مستقبل اما الماضي راح حتي لو لسه وجعه حي جواكي بس بكفي انك بتحمي اللي حواليكي من شظاياه 
شروق مال كلامك غريب كده كأنه طلاسم انا مش فاهمة حاجة خالص بير ايه وبتحمينا من ايه
من فضولك يا هانم 
فضلت ان تواري شجنها بمزاح زائف مواصلة
انزلي ياحور عشان معاد علاجها قرب وماتفكريش كتير سيبي الدنيا تمشي زي ما هي 
رضخت لها قائلة ماشي اديني هسكت وربنا يصلح الحال ويهدي النفوس 
غامت عين شروق وهي تطالع أثرها مع همهمة خاڤتة
ياريت فعلا النفوس تهدي وتروق تاني يا حور 
بشفقة تراقبها وهي تغدو وتجيء أمامها تطالع النافذة كل دقيقة علها تلمح أحدا لتربت علي كتفها
أهدي ياحور مش كده والله انا حاسة إن ربنا هيجبرنا فيهم وهنملي الدنيا زغاريط انهاردة 
غمغمت وهي تراقب بتوتر بالغ حيز الشارع خارج نافذتها يارب يا شروق أنا كل أملي ربنا يراضيني في عيالي ابراهيم وخديجة ويتخرجوا ويحققوا حلم ابوهم الله يرحمه 
هيحصل أنا عمري قولت حاجة وخابت
هنا التفتت إليها وفاض من عيناها سيل من شكر وامتنان لتلك المخلوق التي كانت تغار منها يوما لم تكن تعلم أن الأيام أدخرتها لها گ شقيقة لم تلدها أمها خاصتا بعد ۏفاة والديها 
أرد جمايلك ازاي يا شروق وقفتك جنبي ودعمك عمري ما هقدر انساه أو ارده حتى تيمور عمهم مستحيل انسى رعايته ليا ولولادي كأنهم ولاده وأكتر 
لامتها برفق أخص عليكي ياحور هو في بنا شكر وكلام من ده أحنا عيلة واحدة ودايما هنكون عون لبعضينا ولادك مايتخيروش عن ولادنا كلهم اخوات ودم واحد 
نجحت ياماما أنا وخديجة نجحنا في الثانوية يا طنط عدينا 98 باركولنا ياناس نجحنا 
بزوبعة صاخبة اقتحم ابراهيم الصغير جلستهما وهو يصيح بسعادة ليتلقفه صدر حور باكية وذراعين ترتعش من فرط فرحتها لا تصدق أنه حصد لها تلك الفرحة بنجاحه حصاد ستضيفه لما حققته معهم وهي تحدث روح زوجها بخلوتها هاهي تمضي على دربه كما كان يتمنى 
وسعي بقي هو انا ماليش حق اباركله 
وقارنت قولها ألف مبروك يا ابراهيم رفعت راسنا وفرحت قلوبنا الله يريح قلبك يا ابني واسترسلت بسعادة طاغية اما اروح اتصل بتيمور وافرحه 
استوقفها استني ياطنط شروق عمو عرف قبل الكل وكمان أخوالي كانوا معايا على التليفون وعرفوا النتيجة في وقتها وشوية هيوصلوا كلهم مع عمو علي هنا 
أمال فين اختك يا ابراهيم 
تحت ياماما عند تيتة خديجة بتوصلها الخبر بنفسها قبل ماتطلع هنا 
مش قولتلك هملى الدنيا زغاريط وأغاني يلا غنوا معايا 
وحياة قلبي وافراحو وهنا في مساه وصباحو
مالقيت فرحان الدنيا زي الفرحنا بنجاحه
كان حلم جميل في خيالنا ولا غابشي في يوم عن بالنا
وبنالنا قصور وفرشنا زهور لحياتنا ومستقبلنا 
صدحت نغمات الفرحة من حلقها بتتابع بهيج وهي تغني جعل قلب حور يرقص وعيناها تبكي وتعود لتعانق ابراهيم وتخبيء وجهها بصدره تتشمم رائحة أبيه فيه هو امتداده وعوض الدنيا لها مع شقيقته بعد مرارة الفقد ها هي تراضيها بنجاح تؤاميها 
طبعا أخذت الأحضان والمباراكات كلها لوحدك يا سي هيما 
ضحكت شروق لمزاح شقيقته التي أتت لتوها وهي تأخذها بعناق جارف نصيبك من
قلبنا وفرحتنا متشال يا ديجا مبروك يا عروسة ابني 
خجلت الفتاة جراء جملتها الأخيرة وهي ترد تهنئتها ثم ارتمت بأحضان والدتها بقوة لتبكي الأخيرة مجددا بقوة 
وبعدين يا ماما هلاقيها منك ولا من تيتة اللي عمالة ټعيط هي كمان هو انتو فرحانين ولا زعلانين ياجماعة 
ضحكت شروق وهي تجفف دموعها من الفرحة يا ديجا ده احنا هنعملكم حفلة جامدة وهفرق علي الشارع كله حلويات هعملها كلها بإيدي حلاوة نجاحكم انتم وولادي 
مش لوحدك ياشروق أنا كمان هعمل اللي اقدر عليه عشان الناس تفرح معانا بولادنا 
إبراهيم طب لحد هنا وهسيبكم بقي تهيصوا واروح انام انا بقالي يومين ماكنتش نمت من القلق عشان النتيجة 
حدجته حور بحنان روح ياحبيبي نام وارتاح نوم الهنا والعافية يا نور عيني 
خديجة بغرور محبب أنا بقا ياهيما مكنتش قلقانة وكنت واثقة

من النتيجة مليون في المية 
يا سيدي علي الناس الواثقة من نفسها 
تلون وجهها بحمرة الخجل وهي تميز صوت ابن العم عتبة من خلفها مستطردا ألف مبروك ليك يا هيما انت وخديجة 
تلاحما أبناء العم بعناق مبادرا الأصغر الله يبارك فيك اظن دلوقت هدخل الجامعة ومش هتعاملني اني صغير بعد كده 
ضحك عتبة يعني هتقدر تلغي فرق ست سنين بنا ازاي برضو هفضل الكبير وانت الصغير ياهيما 
حور وهي تعانقهما معا ربنا يخليكم لبعض يا ولاد 
شروق بخبث طب وبالنسبة لخديجة بنت عمك اللي خلاص داخلة الجامعة برضو صغيرة
اشتعلت وجنتي الصغيرة خديجة من فرط الخجل وقالت وهي تندفع للمغادرة أنا هنزل لتيتة شوية عن اذنكم 
تابع مرورها أمامه وهي تشيح وجهها عنه ليبتسم متفهما خجلها الذي يحبه كما يعشقها هي حد الوله وينتظر بفارغ الصبر أن تتحقق أمنيته بالزواج منه كما وعده أبيه بعد إتمام دراستها الجامعية ويدعوا أن يعينه الله على الانتظار الأعوام الباقية 
بغرفة والده اختلى بنفسه متظاهرا بالنوم ولا أحد يدري برغبته الحقيقية وهو يحتضن صورة أبيه الراحل بعين دامعة وهو يهمس له أنا واختي نجحنا يا بابا ماما كانت بتقولي ان كانت كل أحلامك في اخواتي اللي ماټو الله يرحمهم انك تشوفهم ناجحين ورافعين راسك وادينا اهو يا بابا بنحقق حلمك حتي لو كنا جينا الدنيا بعد ما سبتها كفاية اننا من صلبك وبذرة الأمل اللي خلت ماما تقدر تعيش بعدك 
هنبتدي طريق مستقبلنا بمرحلة جديدة أنا هدخل الطب اللي بحلم بيه وربنا يقويني وعايز اقولك إن عمو تيمور واقف في ضهري وساندني وبيشجعني طول الوقت دايما يقولي ان أنا واختي وماما عايشين في خيرك انت عمو بيحبك اوي يا بابا بشوف جواه حزن لما بتيجي سيرتك حكالي لما كنت بتقف انت وهو علي السطح وتتكلموا سوا تعرف انا بحب اقعد فوق في نفس مكانك 
جرف الصغير عبراته وهي يسترسل بوصلة بوحه الخاصة أمام صورة والده وتعرف كمان يا بابا لما عمو كلمني في التليفون انهاردة وعرف بنجاحنا حسيته كأنه بيبكي بس خبى عني لكن انا فهمت انه بيبكي من فرحته بينا هو فرحان من قلبه علشانا وتيتة مفيش يوم مش بتجيب فيه سيرتك وهي بتحيلكي أنا وخديحة عنك ازاي كنت بار بيها وانا بكمل طريق برك يا بابا بعمل لتيتة كل حاجة بتحبها حكيتلي مرة انك كنت بتفصصلها الرمان بإيديك وتأكلها لما ترجع من شغلك وانا كمان بعمل كده أوعدك يا بابا في كل حاجة هكون مكانك كأنك عايش وأكتر 
أزال بظهر كفه دموعه مجددا وأستطرد
خديجة أختي كمان ليها أحلام كتير عايزة تحققها وانا واثق فيها وأكتر حاجة مفرحاني ان عتبة ابن عمي هيخطبها هتكون مع راجل يصونها ويسعدها أما انا لسه قلبي مقفول معرفش امتى وازاي ممكن احب بس أوعدك انك هتكون اول واحد يعرف سري واكلمه عن حبيبتي اللي لسه في علم الغيب 
قبل وجه أبيه داخل البرواز وواصل ماما بقا دي أعظم أم في العالم مفيش أهم عندها مني انا واختي ماما لسه بتحبك يا بابا سمعت مرة من فترة كبيرة طنط شروق وهي بتحاول تقنعها توافق على عريس قريبها اسمه عمو بدر بس ماما رفضت بشدة وقتها ارتاحت اوي يا بابا أنا مش عايز ماما تتجوز تاني عايزها تفضل لينا احنا وبس وعهد عليا هتفضل تاج راسي واهم ست في حياتي حتى لما اتجوز هكون بار بأمي زي ماكنت انت بار بتيتة خديجة 
طرق خاڤت قاطع خلوته لتعبر والدته وعيناها تلمع بسحابة دامعة وهي تراه يعانق صورة أبيه اقتربت منها فضمته كنت عارفة انك هتيجي هنا تفرح ابوك بيك يا ابراهيم ثم احتوت وجهه بكفيها وهي تتمتم سامحني يا ابني انا سمعت أخر كلامك ڠصب عني وعايزاك تطمن أنا مستحيل اتجوز بعد أبوك عارف ليه
صمت الصغير وهو يناظرها بتقدير وراحة لما قالته لتواصل لأن عمري ما هلاقي زيه رغم ان عشرتنا كانت قصيرة بس الأثر اللي سابه جوايا
يكفيني ويرويني العمر كله لحد ما اموت أنت ابني وراجلي وسندي أنا واختك في الدنيا ربنا يقدرني واكمل رسالتي معاكم عشان يوم ما اقابل ابوكم اقوله اني حافظت على الأمانة وصونتها 
انحني مغدقا وعوده البريئة عليها لينتهي الأمر لنومته الهنيئة فوق قدميها بدلال يستحقه بعد أن حصد لها فرحة نجاحه هو وشقيقته 
همسات ذكرها وشكرها لله تتوالى وأناملها المجعدة تحصي فوق مسبحتها الغالية مسبحة خليلها أبراهيم ذكراه التي لا تفارفها وكل يوم تهب ثواب قرائتها للقرآن لروحه الطاهرة وكل ليلة يزورها ويبتسم بوجهه المضيء تعلم أن ولدها يحظي بنعيم الأخرة ومن غيره يستحق جنة الفردوس العالية وهي عنه راضية كل الرضا 
تيتة 
الټفت لحفيدتها التي أسدلت شعرها الطويل وهي تقول يلا بقي يا ديجا معاد حمام الزيت اللي بتعمليهولي كل أسبوع تعرفي يا تيتة
10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 12 صفحات