نوفيلا إرث العادات بقلم ډفنا عمر
اللي دفعني أساعدك انسانيتي وضميري اللي مقدرش اتحمل لومهم ووجعهم لكن أكتر من كده صدقني مش هقدر بلاش تضغط عليا أرجوك
ظل يطالعها بحزن وخيبة وخزي لتستطرد بثبات تيمور انا وقت اللزوم وقفت جنبك ومتخلتش عنك واعتقد استحق لو طلبت منك اي طلب بعد كده تنفذه ليا
لم يكن صعب عليه تخمين مقصدها
أقترب
صوبها حد أوعدك ياشروق هنفذ ليكي أي طلب تطلبيه إلا اني اسمحلك تسبيني وقتها هحاربك انتي شخصيا لحد ما افوز بيكي تاني مهما كان المشور لصفحك طويل همشيه حتى لو على الأشواك وزي ما ضيعتك هرجعك تاني
أبراهيم مش هيحضر ولادتي
ببراءة تساءلت حور لتتماسك شروق عن البكاء وهي تجاريها مثلما أمرها الطبيب ماهو مايعرفش انك حامل يا حور
ليه محدش قاله قولوله يرجع بولادي ليه أخدهم معاه وسابني لوحدي
أشاحت شروق وجهها عنها تدراي تدفق الدموع التي خدشت مقلتيها وقناع وجهها يتشقق كاشفا مدى ضعف قوتها التي نفذت هذا كثير عليها كثير الأيام تمر والبائسة تتعشم بمعجزة وتنغمس أكثر بوهم عودة من رحلو عنها كيف يعودون من رحلوا! كيف!
متى تتتعايش تلك المسكينة مع حقيقة الفقد
أخذ زوجها و الصغار لكنه منحها ما تقتات عليه روحها وتملأ به حياتها
ثمة ثمرة تنمو بحشاها تنتظر النضوج لتتفتح وتدب بها ومعها الحياه فلتتقبل قدرها وترحب بعطايا القدر لها
يا الله كن عونا لتلك المكلومة وامنحها قبسا من قوتك وحولك لتتحمل القادم
تيمور الحقني حور بتولد اتصل بالدكتور ولا اطلب الإسعاف بسرعة انا مش عارفة اتصرف
مظهره المتماسك لم يخدعها هي تعلم ضخامة حجم قلقه على حور وكم خدش روحها هذا الخاطر الأخرس بعقلها وأشعل فيها غيرتها الفطرية نعم هي ساندت حور بكل صدق وشفقة لكنها لن تنسى انه فكر أن يتزوجها يوما وربما مازالت الفكرة قائمة وما الذي يؤد فكرته والسبب مازال قائما طفل شقيقه الراحل الذي ينتظر بين لحظة وأخرى أن يصدح صراخه معلنا قدومه للحياة هل سيتخذه تيمور سببا جديدا ليتزوجها تنهدت وهي تهمس بخۏفت شديد لسه الدنيا مخبيا لينا اختبار جديد يا تيمور ياترى نتيجته هتكون نجاح ولا رسوب
سقطت شفته السفلى ببلاهة لا يصدق تؤام كيف هذا كان يطن أن أرملة أخيه تحمل طفل وحيد!
بجد تؤام يا دكتور بس حضرتك ماقولتش كده
ابتسم الطبيب الذي بدا شديد التعاطف معه
بصراحة طمعت اشوف رد فعلكم بعد الولادة تقدر تعتبرها مفاجأة حبيت افاجئكم بيها
اغروقت عين تينور ووجد نفسه يعانقه ممتنا
وجفف دموعه قائلا بلهفة
ممكن اشوفهم هما ولدين صح
لأ ولد وبنت
حمد ربه بخشوع ثم قال طب وهي عاملة ايه
هي لسه تحت تأثير البنج والتؤام مع طبيب الأطفال بيكمل فحصهم شوية وتشوفوهم
الټفت لزوجته التي كانت تقف بعيد تطالعه بنظرة شاردة وبتلقائية هرول وعانقها وهو يهتف بشبه بكاء أبراهيم رجع تاني ياشروق ربنا عوضنا غيابه بالتؤام ثم ابتعد عنها مواصلا عارفة هنسميهم ايه لم ينتظر إجابتها ليهتف أبراهيم وخديجة هو ده اللي هيرجع امي تحس بطعم الحياة تاني
أغفلته فرحته الجمة عن ملاحظة نظراتها الحزينة الخائڤة من القادم ومع هذا لم تخذله وهي تربت على ظهره داعمة فرحته وقلبها يبكي عانقته بقوة لعلها أخر مرة تكون قريبة منه لهذا الحد فلتستعد لنهاية المطاف لم يعد أحد يحتاجها الآن حور قريبا ستنال عافيتها وتهتم بطفليها كما ستعود الحياة بجسد والدته وترد فيها الروح بقدوم الصغيران وتتعافى هي الأخرى ابتعد عنها ليحاكيها بفرحة واضحة أمي لما تشوف التؤام هتنسى حزنها وتعبها كله وصحتها هترجع تاني صح يا شروق
كأنه بتساؤله يستدعي الأمل لنفسه لتهز رأسها له بتأكيد وغيمة من الدمع تغشاها صح يا تيمور مامتك هتخف لما تشيل ولاد ابراهيم بين ايديها وكل حاجة هترجع زي ما كانت
غفل ثانيا عن قصدها
وجذبها معه ليطمئنا على حور وطفليها وداخلها يولد قرار أكيد بوجوب الرحيل
ممكن اخد التؤام لماما تشوفهم تحت ولا غلط انا استنيت أسبوع عشان نكون اطمنا عليهم
قالها تيمور لوالدة حور التي هزت رأسها مرحبة
ميجراش حاجة يا ابني خدهم وخد بالك منهم حور نايمة وهتصحى علي معاد رضعتهم
إبراهيم وخديجة
همستها بلوعة أم باكية ليحتضن تيمور رأسها بصدره وهو يشاطرها نفس حالتها أيوة يا أمي ابراهيم اللي كانت روحه في خديجة رجعلها تاني ولاد اخويا اهم بين ايديكي هيعوضومي غياب الغالي
لا تصدق عيناها إبراهيم عاد إليها بتؤام من صلبه
كأنه ترك علي وجه الصغير نسخة مصغرة من ملامحه ليرثها من بعده جال بخاطرها ذكرى مثل هذه منذ سنوات وهي تحمل أبيهم بين ذراعيها نفس الحجم وحركات كفه
الرقيقة وفمه الذي يتثائب ولسانه الذي يبحث عن ثدي أمه بجوع لنبع حليبها الصافي
لم تشعر وهي تضم الصغيران إليها بقوة كادت تؤذيهما دون أن تدري ليوقفها تيمور براحة عليهن يا أمي ده لسه صغيرين
ارتخت ذراعيها حولهما دون أن تفلتهما لتهتف خاڤتة بما بدا له أنها شبه مغيبة هيفضلوا في حضڼي صح محدش هيحبهم وېخاف عليهم قدي هربيهم زي ما ربيت ابوهم
طبطب تيمور علي كتفها برفق طبعا يا أمي انتي بس شدي حيلك ووارجعي زي ما كنتي بصحتك عشانهم
للعجيب تبدلت نظرتها للنقيض من الضعف والتيه للقوة والعزم وقد استعادت بعض هيمنتها وهي تلتفت إليه هاتفة أتجوزها يا تيمور
اتسعت عيناه بأخر ما توقعه منها بعد كل ما كابدوا ثم صاح باستنكار بتقولي ايه يا أمي
لو عايز حيلي ينشد من تاني اتجوز حور عشان ماتاخدش ابراهيم وخديجة مني مفيش حاحة اتغيرت يا ابني مش كنت موافق تتجوزها قبل
توقفت الكلمات بغصة وصمتت تتجرع مرارة فقد الصغار لتواصل متخطية ذكرهم دلوقت بقى في نفس السبب عشان الولاد يفضلوا في حضننا اتجوزها وخلف منها واربطها بينا من تاني و
وايه
هدر بثورة اجتاحت صوته وهو يصيح بذهول
تاني يا أمي! تاني ماكتفتيش من الظلم وعقاپ ربنا لينا كنتي عايزاني اقهر مراتي واقټلها بجوازي من حور عشان أحفادك يفضلوا في حضنك كنت هخرب بيتي بأيدي وأضيع ولادي مني عشان أفكار عقيمة أهم ولاد أخويا راحوا للي أحن عليهم منك ومني عايزة ايه تاني أنا مستحيل اجي علي شروق تاني واجرحها لتاني مرة بنت الأصول اللي وقفت جنبنا وطبطبت علينا في عز محنتنا ووجعنا رغم انها لسه مش قادرة تنسى جرحنا ليها ولا قادرة ترجع مراتي لحد اليوم ده اللوم في عيونها دابحني وانا عاجز قصادها وبدال ما انسيها اللي فات عايزاني أوجعها واغدر بيها تاني حتى لو مجرد طرح الفكرة نفسها مش هقبلها أنا خلاص اتعملت الدرس طاعتك حاجة وراحتي ومصلحة عيلتي حاجة تاني
صمت يلتقط أنفاسه ليواصل بصرامة طغت على ملامحه قبل صوته أسمعيني يا أمي عشان مش هعيد كلامي مرة تانية حياتنا ماتدخليش فيها بعد كده سيبي كل واحد فينا يعيش حياته زي ما هو عايز حور لو عايزة تفضل وسطينا هي وولادها هشيلهم علي راسي وهتكون زي اختي هتعيش في شقتها هي وولادها ونصيبها في إيراد ورشة جوزها والأرض بتاعتك هيوصلها علي داير مليم وطول منا عايش مش هخليها تحتاج حاجة ولو عايزة ترجع تعيش مع أهلها براحتها وده قرارها وحقها أما لو في يوم ربنا رزقها بإنسان يصونها ويعوضها وهي قبلت هكون أول واحد يقف معاها زي أي أخ بيسلم اخته لعريسها لكن تطلبي مني اضحي بمراتي وعيالي عشان رغبتك ومخاوفك لأ وألف لأ مفيش واحدة هتشيل أسمي لحد ما اموت غير شروق وبس أنا بدعي ربنا اقدر اعوضها اللي فات ومش هكل ولا امل لحد ما ده يحصل فاهماني يا امي أتمنى تكوني استوعبتي كلامي لأن معندكيش خيار غير انك ترضي بقضاء ربنا وتسيبيني اعيش بسلام
فاض بكل ما لديه مستنفذا كل قوته ليستدير عنها دون انتظار ردها تاركا غرفتها والبيت بأكمله دون أن يدري عن تلك التي سمعت وارتوت بدفاعه عنها تشكر قدرها الذي جعلها تأتي الآن لتستعيد أغراضها من غرفتها سمعته حرارة صوته لمست شغاف خافقها الذي تراقص بين ضلوعها كانت تتسائل كيف يمكن أن تعود وتغفر
الآن علمت
الآن غفرت وصفحت
ومع هذا لن تكشف عن صفحها حتي ترى أخر ما لديه هي تستحق أن يخطط ليستعيدها بعد ما أضاعها
إرث العادات
الفصل السابع والأخير
بقلم ډفنا عمر
حين تتضافر الفواجع حول عنقك وتتشابك اقدارك وتذخر حياتك بالاختبارات القاسېة كن بمستوي اختباراتها هذه ولا ترسب بها مهما كلفك الأمر من عناء وجهد وكد الظروف المؤلمة هي من تصنع مستقبلنا وترسم حدوده عافر وتمسك بالأمل و لا تظل أمامها جزع ضعيف مكسور لا حياه به لن تغيب ملامح السعادة للابد ويوما ما ستتفاجأ بها تتلون گ زهور الربيع حين يحين أوانها وتقطف ثمارها بالأخير
فاض بكل ما لديه مستنفذا كل قوته ليستدير عنها دون انتظار ردها تاركا غرفتها والبيت بأكمله دون أن يدري عن تلك التي سمعت وارتوت بدفاعه عنها تشكر قدرها الذي جعلها تأتي الآن لتستعيد أغراضها من غرفتها سمعته حرارة صوته لمست شغاف خافقها الذي تراقص بين ضلوعها كانت تتسائل كيف يمكن أن تعود وتغفر له ما كان منه
الآن علمت كيف تفعلها بل هي فعلتها
الآن غفرت وصفحت عنه وقلبها ېصرخ بعشقه
ومع هذا لن تكشف عن صفحها حتي ترى أخر ما لديه هي تستحق أن يخطط ليستعيدها بعد ما أضاعها
كأنها ولدت من جديد حين وقعت عين أمومتها علي طفليها وتشبعت بمحياهما كل شيء عاد داخلها
حتى ۏجع يقينها بمۏت زوجها وطفليها عاد
وسيظل فقدهم طعڼة الحياة الغادرة لقلبها
طعڼة لن يندمل جرحها
لكن مع هدا اليقين القاسې
أعطاها الله أملا جديد تعيش له
إبراهيم
وخديجة قطعتي الجنة التي ستحيا بينهما