همست باسم زوجها
انت في الصفحة 1 من 25 صفحات
البارت الأول..
تجلس على جانب الطريق أمام مقر عمل زوجها كعادتها مؤخرا..
عينيها تنهمر منها عبراتها بلا توقف..بين يوم وليله انقلبت حياتها رأسا على عقب..
ټوفي زوجها الحبيب بعد زواج أستمر لثلاث سنوات فقط وأصبحت أرمله وهي لم تتم عامها الثاني والعشرون..
تدهور بها الحال للغايه.. ووصل بها الأمر أنها تركت شقتها الصغيره التي كانت تسكن بها هي وزوجها بعدما قامت ببيع كافة اثاثها حتي تستطيع الإنفاق على صغيرتها ذات العام والنصف..
سعت كثيرا على أوراق تأمين زوجها لعلها تحصل على راتب شهري ولو قليل يعينها على متطلبات الحياه ولكن سعيها كان دون جدوى..
اغلقت جميع الأبواب بوجهها.. تكاثرت الديون عليها..
حتي بدأت تفقد السيطره على أفعالها حين رأت الجوع والمړض بدأ ينهش ووالدتها وصغيرتها تبكي بستمرار من شدة جوعها..
فحسمت أمرها اليوم.. لن تعود لمنزلها إلا بعدما تصل لصاحب تلك الشركه لعله يساعدها في الحصول على حق زوجها..
ارتجل من السيارات الكثير من رجال الحراسات الخاصه وأسرع أحدهم بفتح باب سياره بيضاء من أحدث الموديلات العالميه..
لم تفكر مرتين وبلمح البصر كانت ركضت بهروله وهي تصرخ مردده اسمه لمرتها الأولى..
تأهب جميع الحرس ووجهو اسلحتهم بوجهها ولكنها لم تأبي لهم وأكملت طريقها إليه..
كان يهم بالخروج من سيارته ولكنه بقي مكانه حين اخترق صړاخها أذنه.. خلع نظازته الشمسيه لتظهر عينيه الجريئه ونظر نحوها بنظراته الحاده..
تركض هي بكل سرعتها وتدفع يد كلا من حاول إيقافها پغضب شديد وهو يشاهد ما تفعله بهدوء ودهشه من هجوم تلك المجنونه التي لم يري وجهها بوضوح حتي الآن..
قالتها وهي تلكم كل من يحاول الاقتراب منها بحقيبة يدها..
اضړبها طلقه خليها تجري من هنا.. بس خف إيدك..
أردف بها فارس بأمر لإحدى حراسه.. لينصاع الحارس له في الحال دون تردد ووجه سلاحھ نحوها وأطلق الڼار عليها باحترافية شديدة..
صړخت پألم حادواتسعت عينيها بذهول حين مرت طلقه ناريه من جانب ذراعها تاركه به چرح ليس بهين بدأ ېنزف بغزاره..
أطبقت جفنيها بوهن لتهبط دمعه حارقه على وجنتيها وهي تهمس بأسم صغيرتها التي أصر والدها أن يسميها على أسمها من شدة عشقه لها..
إسراء..
استجمعت قوتها لأجلها وفتحت عينيها التي بدأ يتطاير منها الشرار دليل على شدة ڠضبها ونظرت بتجاه سيارة ذلك ال فارس..
كان ارتجل هو خارج سيارته ووقف يتابعها بهنجعيه وغرور ظاهر على ملامحه الوسيمه الصارمه وظن انها ستفر هاربه بعد ما حدث لها..
لكنه رفع حاجبيه بدهشه وهو يراها تسير بتجاهه بخطوات متثاقله وجسدها يتهاوي يمينا ويسارا ولكنها تجاهد حتي تصل اليه..
كلما اقتربت تزيد دهشته وذهوله وهو يتمعن النظر بملامحها الجميله حد الفتنه..
هم إحدي الحرس بإيقافها.. لكنه أشار له بيده أن يتركها..
ظل يتابعها وهي تقترب منه ببطء يدل على ضعفها وتألمها الشديد..
ضيق عينيه ورمقها بنظرة متفحصه حين توقفت فجأه قبل أن تصل إليه بعدما تملك منها دوارها وألم ذراعها جعلها تتأوه بقوه قبل أن تستسلم لتهاوي جسدها الذي خاڼها واجبرها على الاستسلام لاغمائها..
ظل واقف مكانه يراقبها ببرود لا يخلي من غروره ظنا منه أنه لن يبالي لمخلوق كما يفعل دائما ولكن تلك الفاتنه حطمت حصونه حتي أنه لم يشعر بقدميه التي قطعت المسافه بينهما بخطوتان
و التقطها بين يديه قبل أن ترتطم بالأرض الصلبه.. رأسها تتوسط صدره.. رفعت عينيها ونظرت له نظرة زلزلت كيانه..
لم تستطيع أي أنثى قبلها أن تأثر به هكذا ولكنه عندما لمح لون عينيها الساحره وملامحها البريئه
حاولت هي الحديث فلم يسعفها لسانها غير نطق اسم ابنتها.. تردده بقلب ملتاع..
إسراء..
همسها وصل لسمع ذلك
بإحدى المناطق الشعبيه.. داخل منزل قديم..بالطابق الأول نجد شقه صغيره للغايه يبدو على اثاثها المتهالك الفقر الشديد.. تجلس امرأه بأواخر عقدها الرابع على الفراش.. حامله حفيدتها على قدميها التي لا تستطيع تحريكهما نهائيا..فقد أصيب
منذ
سنوات
بحاډث افقدها القدره على السير وأصبحت قعيده بالفراشوحتي لم تستطيع شراء كرسيي متحرك نظرا لضيق الحال وثمن علاجها الباهظ..
دموعها تنهمر على وجنتيها دون توقف.. تبكي بمرار على بكاء الصغيره التي تتلوي بين يدها من شدة جوعها.. تحاول تهدئتها بكافة الطرق ولكن دون جدوى..
رفعت عينيها للسماء القرآنية التي تحفظها وهي تمسد بيدها على كافة جسدها وقلبها يستجدي المولى عز وجل أن يرأف بتلك الصغيره..
الحمد لله انك نمتي يابنتي.. يارب تفضلي نايمه على ما أمك ترجع بسلامة وترضعك ويمكن ربنا يكون رضاها وتجبلك حاجه معاها تبل ريقك يا ضنايا..
قالتها إلهام بتمني وهي تزيد من ضم الصغيره مكمله پألم.. الله يرحمه أبوكي عمره ما حوجنا لمخلوق من يوم ما خطب أمك ومن بعد ما راح واحنا الدنيا والناس عماله تلطش فينا شمال ويمين لما استوينا على الأخر وأمك المسكينه مش عارفه تفطمك علشان مش لاقيه حاجه تاكلهالك يا بنتي.. ويا عالم الأيام مخبيلنا أيه تاني.. بس إحنا راضين بأمرك يارب.. راضين وصابرين الحمد لله على كل حال..
طرقات هادئه على الباب جعلتها تزيل عبرتها سريعا وتسمح للطارق بالدخول بلهفه حتي لا تزعج الطرقات حفيدتها..
أدخل يلي بتخبط الباب مفتوح..
خطت فتاه شابه بأوائل العشرينات ترتدي إسدال للصلاه.. حامله بيدها طبق مملوء بالطعام مغطي بالخبز الطازج واقتربت من إلهام وأردفت بابتسامة بشوشه وهي تضعه على كرسيي صغير بجوار الفراش..
سلام عليكم يا خالتي.. عامله ايه انهارده.. بادلتها إلهام الابتسامه وبتنهيده قالت..
وعليكم السلام يا إيمان يا بنتي..
تنقلت بنظرها بينها وبين الطعام وتابعت بعتاب..
ليه بس التعب دا يا بنتي.. احنا مستورين والحمدلله..
ربتت إيمان على كتفها برفق ومالت على الصغيره تقبلها بحب وهي تقول..
ديما مستورين يارب يا خالتي.. بس انا قولت لازم ادوقك الفته من ايدي وتقوليلي رأيك عرفت اعملها زيك المرادي ولا لاء..
تلفتت حولها مكمله بتساؤل..
هي البت إسراء فين علشان تدوقها هي كمان.. لسه مرجعتش من بره ولا ايه..
اجابتها إلهام بقلق بادي على ملامحها..
لسه يا بنتي وخارجه من صباحية ربنا.. قبل ما الساعة تيجي 7 حتي.. لبست عبايتها وخدت ورق جوزها الله يرحمه وجريت على الشركه اللي كان شغال فيها.. ادعيلها ربنا ينصفها المرادي وترجع مجبورة الخاطر..
ظهر الحزن على وجه إيمان وتحدث بإحراج قائله..
والله يا خالتي انا وشي منك انتي و إسراء في الأرض من عمايل تامر جوزي..صمتت لبرهه تحاول التحكم بعبراتها وتابعت بدهشه.. من ساعة مۏت رامي أخوه وانا مش عارفه ايه اللي جراله..جاب القسۏه دي مين علشان يقسي بالشكل دا على مرات أخوه وبنتها اللي من لحمه ودمه!..
أطبقت إلهام عينيها بقوه وبأسف قالت..
جوزك مفكر أن إسراء السبب في مۏت أخوه ومش ناوي يسيب بنتي في حالها يا إيمان..أول ما يعرف انها اشتغلت في اي محل ولا عياده يروحلها ويعملها ڤضيحه لحد ما يطردوها واهي يا حبة عيني طلعت من بدري قبل ما هو يصحي ويشوفها وهي خارجه ويتخانق معها زي عوايده وناسي انه كده بيقطع رزق بنت أخوه قبل ما بيقطع رزقنا.. بس ربنا كبير وقادر ينور بصيرته ولا يبعتله اللي يوقفه عند حده ..
بكت إيمان وهي تقول..
والله يا خالتي أنا غلبت معاه أفهمه واقوله أن مۏت أخوه دي حاجه بأيد ربنا.. بس هو بقى صعب أوي وأسهل حاجه عنده بقت الضړب..
رفعت إلهام يدها ومسحت عبراتها وربتت على وجنتيها بحنان مغمغمه بتعقل..
متقفيش قصاده تاني يا بنتي ولا تجبيلو سيرتنا علشان ميتخانقش معاكي ويله من غير مطرود ارجعي بيتك ليجي فجأه ويعملك حكايه..
أمسكت طبق الطعام ومدت يدها به لها مكمله..
وخدي الأكل دا معاكي أنا وبنتي مش عايزين حاجه من ناحية جوزك غير أنه يسبنا في حالنا..
تطلعت بها إيمان بأعين تملؤها الحزن وبعتاب قالت..
كده يا خالتي عايزه ترجعيني بالأكل و تكسري بخاطري..
إلهام بنبرة حانيه..
يا بنتي انا مش قصدي أكسر بخاطرك..انتي عارفه اني بعتبرك زي إسراء بنتي.. بس مش عايزه أعملك مشاكل زياده مع جوزك..
لو بتعتبرني زي بنتك فعلا يبقي لازم تدوقي عمايل ايديا واطمني يا خالتي الأكل دا انا جيباه من فلوسي اللي أمي بتدهالي لما تيجي تزوني.. مش من فلوس جوزي..
قالتها إيمان وهي ترفع الخبز عن الطبق ليظهر اسفله الكثير من
الأرز الأبيض فوقه قطع من اللحم الشهي وبدأت تطعم
إلهام بيدها
مكمله..
انا عارفه
ان ليكي علاج و لازم تاكلي الأول قبل ما تاخديه..
ابعدت إلهام وجهها سريعا ورفعت يدها ربتت على كفها وهي تقول..
تسلم يا بنتي بس انا مليش نفس دلوقتي.. هستني إسراء لما تيجي وناكل سوا.. قومي أنتي روحي عشان متتأخريش أكتر من كده..
وضعت إيمان الطعام من يدهاوهي تقول پخوف ظهر على محياها..
عندك حق يا خالتي.. انا همشي انا قبل ما يرجع والمرادي ممكن يقطم رقابتي..
ابتسمت لها إلهام قائله.. مع السلامة يابنتي.. ربنا يهدي سرك ويراضيكي بالخلف الصالح يا إيمان يا بنت مني قادر يا كريم..
آمنت إيمان على دعائها وسارت بخطوات مهروله نحو الخارج..
لتسرع إلهام بإيقاظ الصغيره بمنتهي الرفق وهو تقول..
قومي يا ضنايا كلي ربنا عالم بيكي وبعتلك رزق على ما أمك ترجع يا بنتي..
هبطت عبراتها على وجنتيها من جديد حين شعرت بقبضه قوية تعتصر قلبها من شدة قلقها على وحيدتها..
ربنا يحفظك يا إسراء يا بنتي ويفرحك بشبابك ويعوضك عن حزنك وكسرت قلبك يا ضنايا..
.. شركة فارس الدمنهوري المتخصصه لصناعة السيارات..
داخل عياده الشركة الخاصه.. يجلس فارس على إحدى الكراسيي واضعا ساق فوق الأخرى..يتابع الطبيبه وهي تعالج چرح تلك المجنونه التي ألقت نفسها بطريقه حتي سقطت بين يديه..
خلصتي!..
قالها فارس بلهجته الحاده الصارمه..
جعلت الطبيبه تنتفض بفزع وأجابت على الفور..
أيوه يا فندم خلصت..جرحها خد 6 غرز..
هب واقفا وسار
اجابته الطبيبه بعمليه.. واضح أنها بترضع يا فندم..
عقد حاجبيه ونظر للطبيبه نظره حارقه مرددا..
بترضع!..
الطبيبه بتوتر.. احححم ايوه يا فندمودا بيحصل للأم لما البيبي بيكون جعان..
فارس بيه..
همست بها إسراء بضعف وهي تجاهد لفتح عينيها..
همسها وصل لسمع ذلك الواقف.. فعاد بنظره لها.. يرمقها بنظرات ساخره وقد ظن أنها مثل معظم النساء التي تحلم بالوصول له حتي ترتمي أسفل