كنت استحم كل يوم في المرحاض
كان زملائي ينظرون إليّ ، لكن أحداً منهم لم يأتِ ليكلّمني..
في نهاية يوم العمل، كل العمال توجهوا نحوي، جلسوا بقربي وسألوني إن كنت أعتبرهم بمثابة إخوتي. وقبل أن أتمكن من الرد كانوا قد قدموا لي أجر يومهم.
وحين حاولت الاعتراض قالوا: يمكن لنا أن نجوع يومنا إذا اقتضى الأمر، لكن ابنتك يجب أن تذهب إلى الجامعة..
ذلك اليوم لم أستحم قبل ذهابي إلى المنزل. لقد ذهبت بصفتي عامل نظافة.
سوف تنهي ابنتي الصغيرة دراستها الجامعية، وهي في هذا الوقت تعمل بدوام جزئي، وأخواتها الثلاث يقمن بإعطاء الدروس، ولم يعد يسمحن لي بالذهاب إلى العمل، لكنهن يصطحبنني إلى حيث كنت أعمل لأتناول الطعام مع زملائي القدامى الذين كانوا يضحكون ويسألون عن سبب تقديم الطعام لهم. وكانت ابنتي تجيبهم: لقد جعتم في ذلك اليوم من أجلي.. ادعوا لي كي أستطيع مساعدتكم في كل الأيام.
كيف لمن عنده هؤلاء البنات أن يشعر بالفقر؟!