قصص دينيه
#حدث_بالفعل_قصة_وعبره
في قديم الزمان ، كان يوجد رجلان اثنان ، يسيران معًا في الصحراء ، ذات الرمال الصفراء ، الناعمة ، وبينما هما يسيران معًا ، إذ بهما قد أصابهما الإعياء الشديد ، من طول الطريق ، واشتداد حرارته ، وحتى يخففان عن بعضهما البعض ، عناء السفر ، أخذا يتحدثان معًا ، ويتبادلان الحديث عن مختلف الأمور المسلية ، التي تهون عليهم قليلًا مما يقاسونه سويًا في الصحراء .
وبينما هما يتحدثان ، إذ بهما قد تجادلا سويًا ، مما غير مجريات الحديث ، وتبدل من حديث من شأنه أن يهون من عناء الطريق ، إلى حديث من شأنه أن يحملهما فوق طاقتهما ، حيث اختلفا معًا اختلافًا شديدًا ، واحتد بينهما الحديث ، مما اضطرهما إلى أن ېصفع أحدهما الرجل الآخر على وجهه ، مما أثار ڠضب الرجل المصفوع على وجهه .
تعجب الرجل الأول مما فعله الرجل المضړوب ، ولكنه لم يهتم لذلك ، وأكمل الرجلان مسيرتهما في الصحراء ، وبينما هما يسيران معًا ، إذ بموقف آخر قد تعرضا له معًا ، فقد غرست قدم الرجل المضړوب ، الأمر الذي دفعه إلى الاستنجاد بالرجل الآخر ، فالرمال وقتها كانت متحركة ، ويمكن أن تجذبه ، وتعيقه بمنتهى السهولة .
دهش الرجل من ذلك أكثر ، وهم بسؤاله ، فقال له : ” يا رجل ، أخبرني ، لماذا تقوم بكتابة الأمور التي نمر بها ؟ وما الفرق بين كتابتك هنا على الصخرة ، وكتابتك السابقة على الرمال ؟ هنا أجابه الرجل ، وقال : ” حينما صفعتني ، فأنت بذلك قد أسأت إلي ، لذا كتبت على الرمال ، وكما ترى ، فإن الرمال تتطاير ، وبالتالي ، ستمحى السيئة التي قمت بفعلها ، مما ينتج عنها مسامحتك ، حيث لم يبق لها أثر .
وحينما أنقذتني من المۏت ، فإنك بذلك قد صنعت لي معروفًا عظيمًا ، لا يمكن أن أنساه ، لذا كتبت على الصخرة ، لأنها لن تمحى مهما حدث ، ومهما مر عليها الزمان ، فالمعروف باقٍ لا يزول أثره ، ثم استأنف قائلًا : ” التسامح من أفضل الخصال ، التي يتسم بها الأقوياء ، فتحلى بالتسامح تسعد ، وتعش مرتاح البال ، فالكتابة على الرمال تعني الوقوف عند الموقف ، والڠضب الشديد منه ، ولكن بمرور الوقت يزول ، ويزول أثره ، فلا تقف كثيرًا عند الإساءة ، وتقدم دائمًا بصنيع المعروف ، وأما عني فقد سامحتك ، ويبقى لك عندي معروف لن يمحى أبدًا ” .
إذا انتهيت من القراءة حرك لسانك ب سبحان الله ولاتبخوا بمشاركة المنشور على صفحاتكم الشخصية وفي جميع المجموعات وجزاكم الله خيرا جميعاً