روايه بقلم زينب مجدي فهمي
انت في الصفحة 1 من 14 صفحات
الاول والثاني
هو إنتي معندكيش ډم خدي هدومك وغوري من هنا أنا طلقتك بقالي شهرين غوري بقي يا بارده مش عارف اتجوز واعيش حياتي منك
هي بزعيق هو إنتو ليه كده
ليه لما بتلاقو حد غلبان بتيجو عليه كده
علشان عارف إني مليش حد في الدنيا تيجي عليا
هترميني في الشارع وإنت عارف إني مليش حد اروحله
حسبي الله ونعم الوكيل فيك
هو إنتي بتحسبني عليا طيب يلي غوري في داهيه بقي
قام برمي ملابسها في الشارع وقام بجرها من شعرها علي السلم حتي أخرجها الشارع وقفل الباب
قامت إحدى جيرانها بوضع حجاب علي شعرها بسرعه وأخذت تلملم لها ملابسها من الشارع
الجاره حسبي الله ونعم الوكيل فيك
لو مكانش عندي شباب كنت ختك تباتي عندي يا بنتي أعمل إيه بس يارب
هي تبكي بإنهيار تبكي حالها وما وصلت إليه
تبكي ظلم زوجها لها
تبكي وحدتها
تبكي بؤسها
الجاره يا جهاد يابنتي كفايه عياط هيجرالك حاجه
واخذت الجاره تبكي معها
جهاد قومي ادخلي يا أم محمود
جهاد هبات في الجامع يا أم محمود لحد الصبح ادخلي إنتي
أخذت جهاد شنطه ملابسها حتي وصلت إلي الجامع ولكنها ولسوء حظها وجدت الجامع قد أغلق
قامت بالبكاء من جديد لا تعرف إلي أين تذهب
وجدت مجموعة من الشباب يقتربون منها خاڤت كثيرا وجرت بسرعه في الشارع حتي وصلت إلى الشارع الرئيسي وكان به مجموعة من الناس
أخذت تفكر إلي أين تذهب ليس لديها أحد في الدنيا نظرت إلى السماء وقالت
فوضت امري ليك يآرب
ظلت تمشي لا تعرف إلي أين تذهب وقد بدأ الشارع يخلو من الناس
خاڤت علي نفسها كثيرا
وعندما لم تجد مكان تذهب إليه وقد تعبت من كثرة التفكير لم تجد أمامها سوي أن تذهب الى قسم الشرطة
دخلت جهاد إلي القسم وقالت العسكري أنها تريد مقابلة الظابط
الظابط أيوه عايزه ايه
جهاد لو سمحت ممكن ابات في القسم انهارده
الظابط إنتي عبيطه يابت قسم إيه إللي عايزه
تباتي فيه
جهاد پبكاء أنا جوزي طلقني ومليش أهل ولا ليا مكان ابات فيه ولو بت في الشارع كلاب الشارع هتاكل فيا
بالله عليك خليني ابات في القسم لحد بكره بس اشوف أنا هعمل ايه
فين بطاقتك
جهاد كل اوراقي في بيت طليقي
الظابط اسمك إيه وعنوان جوزك إيه
قالت له جهاد عن الإسم والعنوان
الظابط طيب أنا هبعت حد أتأكد من الكلام إللي إنتي قولتيه ولو طلعتي كدابه مش هتشوفي الشمس تاني
جهاد حاضر لو طلعت كدابه أعمل فيا إللي إنت عايزه بس سيبني ابات هنا
الظابط ماشي يا عسكري
خدها علي الزنزانة ومتخليش حد ييجي جمبيها إنت فاهم
العسكري تمام يا افندم يلي قدامي
حمدت جهاد ربها أن الظابط وافق وأنها ستبيت الليل في مكان آمن
ارسل الظابط مخبر لمعرفه ما حقيقة القصه التي تحكيها جهاد وعندما جاء المخبر
صدم الظابط كثيرا مما سمع
صلو علي سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين اجمعين
يتبع
2
الظابط پصدمه إنت بتتكلم بجد
المخبر آه والله جوزها طردها من البيت وچرجرها من شعرها لحد الشارع وكمان رمالها هدومها في الشارع
وكل الجيران هناك مش طايقينه وبيقولو إنه كان دايما بها وبيسمعو صوت صريخها بس مكنش حد فيهم بيقدر يتدخل علشان لسانه سليط
وقالو إنه طلقها من فتره وهي قالت هقعد أيام العده بتاعتي في البيت علي أمل إنه يرجعها طبعا لغايه ما حصل إللي حصل
الظابط طيب فين أهلها
المخبر إللي عرفته إنها مش من البلد هنا هي كانت عايشه في القاهره وأبوها وأمها متوفين وكانت عايشه عند خالها لحد متجوزت ومن ساعتها مرجعتش تاني
الظابط دي حكايتها حكايه ربنا يقدرني وأقدر اساعدها
ظلت جهاد داخل السچن لمدة أسبوع
كانت تعامل معاملة سيئة للغاية من المساجين ولكنها كانت تحمد الله انها مستوره داخل هذه الجدران
حتي لو كانت معاملتهم سيئة فهي افضل بكثير من الشارع
وتمنت أن يرزقها الله بغرفه واحده فقط لا تريد سواها
تحفظها من الشارع ومن هذا المكان الذي تخافه منذ أن دخلته
حتي طلبها هذا الظابط المحترم في مكتبه
وضعت جهاد يدها على قلبها خوفا أن يخرجها الظابط أيضا خارج السچن
الظابط اتفضلي يا جهاد
جهاد
شكرا يا حضرة الظابط
الظابط أنا لقيتلك شغل كويس جدا ليكي
في ست قعيده هبعتلك تروحي تشتغلي عندها هي معندناش غير إبن واحد وشغال في السويد
وهي قاعدة لوحدها هتروحي تعيشي معاها هي محتجاكي وإنتي محتجاها هي عندها بنت بتشتغل خدامه وإنتي هتروحي كمرافقه ليها ومټخافيش هي ست محترمه
جهاد والله أنا مش عارفه اشكرك ازاي
ربنا يسترك ما يفضحك وينور طريقك ويبعد عنك كل شړ
وينولك كل إللي بتتمناه ويفرح قلبك
الظابط ههههه كل ده
إنتي تستاهلي كل خير
شكلك طيبه علي العموم الست دي جارتي عايزك تشرفيني قدامها
جهاد والله هعمل كل إللي أقدر عليه
خرجت جهاد مع الظابط ويكاد قلبها يخرج من مكانه من فرط فرحته
وصلو أخيرا عند السيده نريمان ودخلو عليها
نريمان حضرة الظابط حسام نورتني والله
حسام بنورك والله يا طنط
دي بقي جهاد إللي كلمتك عنها
نريمان تعالي سلمي عليا يا جهاد مالك مكسوفه كده
جهاد مش مكسوفه ولا حاجه أنا حتي مبسوطه جدا إني اتعرفت عليكي
حسام اسيبكم أنا بقي وأروح أشوف شغلي وانتو اتعرفو على بعض براحتكم
مع السلامه
وأثناء خروجه من شقة السيدة نريمان نادت عليه زوجته
زوجته يا حضرة الظابط سايب شغلك وقاعد هنا
حسام أنا كنت جايب جهاد إللي قولتلك عليها أعرفها بالحاجة نريمان علشان الشغل ما أنا قايلك
زوجته قايلي إيه يا استاذ حسام قايلي إن سنها ميعديش السنه
قايلي إنها شكلها حلو كده
قول إنك لما لقيتها حلوه وعجبتك جبتها قدامك في الشقه علشان تبقي قدام عنيك
ومش بعيد تتجوزها ما إنت أمك ھتموت وتجوزك علشان تخلف
حسام بعصبية هبه متتجاوزيش حدودك معايا إيه الهبل إللي إنتي بتقوليه ده وكمان بتعلي صوتك ماشي يا هبه
علي العموم أنا راجع شغلي وليا تصرف تاني معاكي لما أرجع
أ
أغلق الباب خلفه بقوه وهي جلست وراء الباب تبكي
في شقه الحاجة نريمان
نريمان أنا استريحتلك أوي يا جهاد
جهاد وأنا والله يا حاجه القلوب عند بعضها
نريمان طيب قومي بقي اعملي حاجه ناكلها علشان إنتي شكلك هتفتحي نفسي على الأكل
جهاد بس كده من عنيا
نريمان بقولك ايه يا جهاد قعديني على الكرسي وخديني معاكي المطبخ
نتكلم شويه وإنتي بتعملي الاكل
جهاد يا خبر دا أنا اشيلك فوق دماغي
جلست جهاد في المطبخ هي والحاجه نريمان ظلو يتحدثون كثيرا عن حياتهم وعن مأساتهم
حتي قامو بطهي الطعام واكلو وطلبت الحاجة نريمان من جهاد أن تدخل إلي غرفتها لترتاح قليلا
جهاد حاضر أنا هدخلك اوضتك وانيمك على السرير وأدخل أنام
نريمان لو تعرفي بحس نفسي تقيله إزاي على الناس وأنا بخليهم يقوموني ويقعدوني بس دي إرادة ربنا الحمد لله
جهاد ليه كده بس يا حاجه اعتبريني بنتك
لأ اعتبريني إيدك ورجلك
أنا
عند حسام كان قد انتهي من عمله وفي طريقه الي المنزل
فكر في الكلام الذي قالته زوجته
وڠضب في داخله ولكنه يعلم أن زوجته تحبه پجنون وتغار عليه من الهواء
ويعلم أن موضوع الإنجاب هذا يؤثر في نفسيتها كثيرا
فقام بشراء الشيكولاته التي تحبها زوجته واشتري لها ثلاث وردات لونهما أحمر فهي تحب الورد الأحمر وعاد إلى البيت
وجد زوجته في السرير وعينها متورمه من كثرة البكاء وتمثل أنها نائمه
حسام قومي يا هبه أنا عارف إنك صاحيه
قامت هبه وعينها في الأرض وقالت أنا أسفه يا حسام على الكلام إللي أنا قولته
حسام ولا يهمك أنا بس عايزك تعرفي إن عيني متقدرش تشوف واحده غيرك
إنتي مسيطره علي كل تفكيري
أنا إللي آسف يا ستي واتفضلي الشيكولاته دي والورد إللي بتحبيه
قامت هبه بفرحه اخذت منه الشيكولاته وظلت تشم رائحة الورد المحببه لقلبها
مر شهر ونصف كانت جهاد والسيده نريمان توطدت العلاقه بينهما كثيرا واصبحا أكثر من أم وابنتها
أما هبه وجهاد لا تخلو أيامهم من مضايقات هبه لجهاد
وذات يوم اثناء ما جهاد
تمسح أمام الشقه
خرجت هبه يا نهارك ابيض إنتي بترشيلي إيه قدام الشقه إنتي بتعمليلي قدام الشقه
دا أنا هوديكي في داهيه
جهاد أنا والله ما عملت حاجه أنا بمسح قدام الشقه عادي
قامت هبه برفع صوتها حتي تجمع سكان العمارة
وقالت أن جهاد
تقوم برش لها
وقامت بالاتصال علي زوجها
هبه حسام إنتي لازم تيجي دلوقتي حالا
حسام في إيه يا هبه إنتي كويسه
هبه لما تيجي هتعرف كل حاجه بس تيجي دلوقتي حالا
أغلقت الهاتف مع زوجها ونظرت إلى هبه
أنا هوديكي في داهيه أنا تأذيني أنا
جهاد پبكاء شديد والله ماعملت حاجه
هبه اتفضلي أدخلي ولما ييجي حسام شوفي هيحصلك إيه
قامت هبه برش المياه على جسمها وقالت والله العظيم ما فيها حاجه واحلف على المصحف إن مفهاش حاجه
بالله عليك متأذيني
عندما وجدت هبه جهاد تبكي هكذا رق قلبها ولكنها دخلت بسرعه وأغلقت الباب خلفها وقالت لنفسها
لازم امشيكي من قدام حسام مينفعش تفضلي قدامه كده
حتي لو هعمل ايه لازم أحافظ على جوزي حتي لو هتروحي في الرجلين المهم أنا أعيش مرتاحه مع جوزي ولازم أعمل خطه علشان تمشي من هنا بلا رجعه لازم اسبك الخطه كويس
بعد وقت قليل جدا حضر حسام وظل الجرس لم يرد أحد حتي أخرج المفاتيح من جيبه
ودخل ولكنه صدم عندما وجد هبه علي الأرض مغما عليها
حسام هببببببببه
صلي على سيدنا محمد وعلى آله
واصحابيه الطيبين
يتبع
٣٤
3
حسام پصدمه هبببببببه
حاول حسام افاقة هبه التي فاقت بصعوبه
حسام مالك يا هبه
هبه مش عارفه مالي يا حسام حسيت إني دايخه
ومره واحده وقعت في الأرض
حسام طب إنتي حاسه بإيه دلوقتي
هبه حسه اني دايخه برضه
حسام يلي بينا علي أقرب مستشفى أكشف عليكي واطمن
هبه ملوش لزوم دي دوخه بسيطه بقالها فتره بتجيلي وبتروح تاني
حسام كمان بقالها فتره قومي يلي اجهزي هنروح نكشف دلوقتي
أخذها حسام إلي اقرب طبيب لهم وهم في الطريق
حسام إنتي بعتيلي اجيلك بسرعه ليه علشان كنتي دايخه ولا في حاجة تاني
هبه بعيون زائغه
آه نسيت اقولك مش أنا مسكت البت جهاد وهي بترش ليا حاجه قدام الشقه خاېفه لتكون بترش ليا
أكيد عايزه تأذيني
إنت لازم تتصرف معاها ولازم تدخلها السچن
حسام پصدمه في تفكير زوجته إنتي يا هبه يا متعلمه
ياللي كنتي معيده في الجامعة بتقولي
بترشلي
إنتي تفكيرك يوصل للدرجه دي
وبعدين دي بنت غلبانه جدا مش إنتي يا
هبه إللي تظلمي حد
إنتي واحده پتخاف من ربنا عمرك ما تيجي على حد غلبان
هبه يعني أنا كدابه يا حسام
حسام المشكله إنك مبتعرفيش تكدبي وباين عليكي جدا
ودي واحده الدنيا جايه عليها بلاش تظلميها علشان ربنا ما ينتقمش منك في حاجة إنتي بتحبيها
عند الحاجة نريمان
كانت جهاد ترتجف من الخۏف وتبكي
بل لم تتوقف
عن البكاء منذ ما حدث
نريمان خلاص