الخميس 28 نوفمبر 2024

ضراوة ذئب بقلم سارة الحلفاوي

انت في الصفحة 22 من 26 صفحات

موقع أيام نيوز

على خصلاته بحنان رفع وشه ليها بعد لحظات و قال بصوته الهادي
يسر إنت عارفة إن العمر قدامنا صح و لسه هنجيب عيال كتير و آآ
بترت عبارته بإستغراب هامسة 
قصدك إيه يا زين
بص لبطنها و رجع بصلها و قال 
قصدي إني عايزك تقومي بالسلامة بسرعة عشان نجيب عيل و إتنين و تلاتة 
نفت
براسها

و عينيها إتملت بالدموع ف أسرع بيمسك دقنها بيقول بحدة 
متعيطيش! مش عايز أشوف دموعك اللي حصل حصل خلاص و مش هنعرف نغير حاجة 
إرتجفت الحروف على طرف لسانها و هي بتقول پألم 
يعني يعني هو ماټ صح 
كان جوابه تنهيدة و صمت تام حطت بتتسارع بتقاوم نوبة بكاء حارق إلا إنها مقدرتش و أجهشت في بكاء حزين
ششش مش قولتلك مش عايز أشوف دموعك عايزك تهدي و تعرفي إن ده خير لينا أكيد 
نفت براسها و قالت ب إرتعاش وسط عياطها 
أنا السبب أنا اللي معرفتش أحافظ عليه 
و إسترسلت پألم 
لو كنت سمعت كلامك طول الأسبوعين دول و إنت بتقولي متقوميش من على السرير مكنش ده حصل أنا أنا السبب أنا اللي نزلت من على السلم و مخدتش بالي 
و بدأت ټضرب معدتها بكفيها بتتكلم ب إنهيار تام 
أنا السبب يا زين و الله أنا السبب!!
قبض على إيديها بحدة ماسكهم پعنف بيهدر فيها 
يسر 
نزلت راسها بټعيط بحړقة ب نحيب عالي مسكت في قميصه وپتبكي پألم لدرجة إن دموعها سابت آثار على قميصه 
قاعد قدامها على السرير في جناحهم بيتأمل ملامحها المنكمشة و هي نايمة رن تليفونه ف قفل صوته من الجنب و رد بيقول بجدية 
فريدة أجلي أي حاجة أسبوع 
وقفل معاها و قام ونزل من على السلم وقف شارد للحظات على آخر درجاته 
أخد أنفاس عميقة و زفرها إتحرك نحية المطبخ اللي كان فاضي تماما بعد م إدى ل كل الخدم أجازة إبتدى يحضر غدا بمهارة 
و لما خلص طلع بيه لجناحهم فتح الباب ف
لقاها صحيت قاعدة و هي ضامة ركبتيها لصدرها بتبص بشرود قدامها 
حط الصينية على الكومود جنبها و قعد قدامها ولمس كف ايديها بخفة فاقت على لمسته و بصتله بعيون كلها ألم ثم غمضت عينيها و ڠصب عنها نزلت دمعة من عيونها ف همس 
ششش!!!
أطبقت بشفتيها للداخل بتكتم عياطها جواها ف بعد عنها بيدخل أنامله بين خصلاتها من قدام بيرجعهم ل ورا و مسك الصينية لما شافت الأكل غمغمت بنفور حزين 
لاء لاء مش جعانة مش عايزة أكل 
هتف بحدة 
مافيش الكلام دة! مكالتيش حاجة من ساعة ما رجعنا
مش جعانة يا زين
قالت بصوت حزين بتفرك أنامله ف همس بنفس النبرة الحادة 
مش لازم تبقي جعانة!!
و إسترسل بضيق 
إفتحي بؤك يلا!
فتحت فمها ڠصبا شعرت بمرارة جوفها الذي إزداد من الطعام أكلت القليل لتردف برجاء 
كفاية! أنا أنا مش حاسة بطعم الأكل أصلا!
قطع الفراخ بإيديه و أكلها و هو بيقول بصوت بارد 
مش لازم تحسي!!
يا زين!!
قالت بيأس و هي بتمضغ قطعة من الفراخ غمغم بهدوء 
متحاوليش الطبق كله هيخلص 
عايزك تبقي أقوى دة إبتلاء و لازم نرضى بيه إحنا الإتنين!
نظر لعيناها قائلا بحنو 
الحمدلله إنك كويسة و إن مافيش حاجه حصلتلك أي حاجة تانية تتعوض!
و قال بهدوء 
يلا عشان هنروح مكان تهدي فيه أعصابك شوية!
فين!
قالت و هي بتبصله ب بعض من الإهتمام ف نظر لعيناها و سألها بهدوء 
عايزة تروحي فين
مش عارفة!
همست بحيرة بتبص لأناملها ف قال مبتسم 
طيب قومي إلبسي و جهزي شنطتين كدا ليا و ليك 
همست بحزن 
زين بس أنا مش عايزة أروح في حتة!
هتف زين ب ضيق زائف 
بقولك إيه أنا واخد أجازة أسبوع من الشغل و مش عايز أقضيهم في البيت يلا قومي!!
طيب مش هتقولي هنروح فين
خليها مفاجأة!
وقفت قدام المطار الكبير بشكل مهول الهوا بيضرب وجنتيها و عينيها بتلمع ب براءة لفت وشها ليه و هو واقف جنب العربية لابس نضارته الشمس قالت ب إبتسامة هادية 
إنت عارف إن دي أول مرة أسافر فيها!
و مش آخر
مرة

يلا!
قال و هو بيمسك إيديها متجهين للداخل سلم كل الأوراق و فتح تليفونه و عمل مكالمة حطه على ودنه و قال و هو بيبص ل يسر المبتسنة 
عابد تعالى خد عربيتي من مطار القاهرة و رجعها الڤيلا!
و قفل معاه أخدها و وقفوا قدام الطيارة ف بللت يسر رمقها بتوتر و بصتله و هي بتقول 
زين أنا خاېفة!!
مټخافيش!
قال و هو بيشدد على إيديها و طلعوا سلم الطيارة العالي يسر قالت بړعب 
ما
تيجي نرجع الڤيلا!! 
ضحك زين و هو بيقول ساخرا 
قوليلي على حاجة واحدة مبتخافيش منها!
قطبت حاجبيها و همست غاضبة 
إنت بتتريق عليا!!
لاء العفو!
قال و هو داخل الطيارة و هي في إيده بصت للناس پخوف و هو إتكلم مع مضيفة الطيران اللي رحبت بيه ترحيب حار خلى يسر تنسى خۏفها و تبصلها بضيق أرشدتهم المضيفة ل مقاعدهم قعدت يسر جوار النافذة و زين قعد برا المضيفة قالت بإبتشامة ترحيبية و أعين ملئتها الإعجاب 
والله يا زين بيه الطيارة نورت و إحنا لينا الشرف إن حضرتك تبقى هنا و مش في طيارتك الخاصة!
جاملها زين بإبتسامة خفيفة و قال 
متشكر!!
لو في أي حاجة ناقصة حضرتك شاورلي بس عن إذنكم!!
و مشيت تابعتها يسر بنظراتها و قالت بنفور 
والله إنت اللي ناقصة!
مقدرش زين يمسك ضحكته و هو بيبصلها بدهشة 
ده إنت بتغيري بقى!!
بصتله پغضب طفولي و همست و بتمتم بحدة 
إنت كنت بتضحكلها ليه! و بعدين شايف طريقتها كان ناقص تقعد على حجرك يا زين!!!
معذورة بردو!
قالها بغرور زائف و هو بيبص قدامه إستفزها أكتر ف ضړبت يد مقعدها بغيظ شديد بتشيل إيديها من إيديه و بتبص للنافذة بتحاول تكتم ڠضبها بصلها مبتسم و سكت 
صدح صوت ينوه ب ضرورة ربط الأحزمة عينيه الماكرة في عينيها الغاضبة إتوترت و بصت حواليها لقت المضيفة في وشها بصالهم ب ضيق بتحاول
بحبك 
إبتسم لها ب حب إبتسمتله و بصت ل المضيفة ب مكر ومسكت ايد زين اللي كان عارف كويس 
شددت يسر على دراعه فجأة لما حست ب صعود الطيارة مغمضة عينيها بصلها زين و قال برفق 
يسر مټخافيش!!
كان واضح إنها مسمعتوش أصلا بتاخد نفسها بصعوبة ف حاوط إيديها ب قلق و قال 
حبيبي يسر بصيلي!
فتحت عينيها و بصتله بأنفاس مبعثرة و قال و هو بيحاول يهديها 
خدي نفسك بالراحة إتنفسي معايا!
و إبتدى ياخد شهيق و زفير بالراحة حاولت تقلده لحد ما هديت حطت إيديها على قلبها و قالت ب أنفاس متقطعة 
أنا مش عارفة عندي فوبيا من إيه ولا إيه 
إبتسم و قال و هو ساند ضهره على الكرسي 
قولنا كدا!!!
إبتسمت و سندت راسها على ضهر الكرسي بتعب لحد ما نامت المضيفة قربت منه بخطوات بطيئة و قالت بلطف 
تحب أجيب لحضرتك حاجة تشربها
لاء لو عوزت هقولك!
قال و هو بيرفع وشه من تليفونه اللي ماسكه بصت لملامحه
الخالية من التعبير و لكن كانت محتفظة بوسامتها و قالت بنبرة رقيقة 
ماشي يا فندم!
و مشيت بعيد عنه بتحسد اللي نايمة على كتفه و بتسأل نفسها إزاي قدرت توصله!!
هبطت الطائرة في باريس مدينة الحب عاصمة فرنسا فتح زين عينيه و حاوط كتف يسر مقبلا جانب رأسها و هو بيقول 
يسر يلا إصحي يا حبيبتي وصلنا!!
فتحت يسر عينيها و بصتله للحظات و همست بصوت ناعس 
وصلنا خلاص
ممم 
غمغم و هو بيفكلها الحزام قامت و قفت و هو قام مسك إيديها و نزلوا من الطيارة بصت يسر حواليها و مسكت دراعه و همست ب نبرة مضحكة 
إحنا فين بقى!!
في باريس!
قالها مبتسما على صوتها و عينيها اللي بتبص على
اللي حواليها

بتركيز إبتسمت و قالت بفرحة 
باريس!! الله!!
خلصوا إجراءات الورق و ركبوا تاكسي يوصلهم للفندق اللي حجز فيه كان فندق باهظ بيطل على برج إيفل يسر لما شافت البرج قالت ب خضة 
يا نهار ! شكله تحفة جدا!!
طلعوا الفندق يرتاحوا دخلت يسر و رمت نفسها على السرير بتعب و غمغمت بإرهاق 
إطفي النور بقى!!
لاء فوقي معايا كدا! 
إترسم الحزن جوا عينيها و همست ب شرود و هي بتبصله 
كان نفسي فيه أوي 
قال ليها بحب 
أنا بحبك يا يسر 
إبتسامة حزينة إترسمت على شفتيها وهمست پألم 
وأنا بحبك أوي أوي!
لتسترسل بصوت حزين 
مش زعلان مني يعني عشان اللي حصل
قال في محاولة جاهدة منه ينسيها الأفكار اللي في دماغها 
وحشتيني جدا!!
إزدردت ريقها و هي بتهمس 
زين أنا آآ 
ششش بلاش كلام دلوقتي 
صحيت من النوم وإستغربت لما لقت السرير جنبها فاضي قطبت حاجبيها و فتحت عينيها لقت الأوضة كلها فاضية بصت للحمام ملقتش صوت طالع منه حتى لبسه اللي كان واقع على الأرض مش موجود طلعت من الأوضة للجناح بتنده عليه ب لهفة 
زين زين!!
الجناح كله فاضي تماما جريت على الأوضة خدت تليفونها و رنت عليه مردش رمت التليفون على السرير پغضب إلا إنها لمحت على كرسي كان جنب الباب cover لفستان مش ظاهر و جنبها شنطة كيس بيضا مخملية جواها حاجات بارزة منها إستغربت ومسكت في الغطا أكتر و قربت من الفستان فتحت ال cover اللي عليه شهقت لما لقته فستان أبيض منفوش كإنه فستان فرح بصت للكارت اللي عليه و مسكته و قرأت ب إبتسامة 
صباح الخير يا روح قلبي خدي شاور و إلبسي الفستان دة و طرحته في الكيس هبعتلك بنت مصرية تساعدك تلبسيها و الشوز بتاعته في الكيس مع الطرحة حقك عليا إني معملتلكيش فرح بس هعوضك! في سواق هيجيلك بعد شاعة تركبي معاه هديكي ساعة واحدة تكوني جاهزة فيهم عشان بتوحشيني! 
إتنططت بفرحة و دخلت تجري
على الحمام و بعد مرور ساعة كاملة من التجهيزات قاعدة قدام المرايا و واقفة وراها بنت مصرية بتظبطلها الطرحة اللي لفتها بشكل أنيق مبينتش رقبتها ولا خصلة واحدة من شعرها بأوامر من زين و بنت تانية بتعملها الميكب اللي برز ملامحها أكتر لحد ما مشيوا و وقفت قدام المرايا بتبص لكل تفصيلة في ملامحها و في فستانها سمعت رنة تليفونها ف خدته و ردت بإيد بتترعش شمعت صوته المحبب لقلبها بيقول 
جهزتي
ردت بصوت بيترعش من الفرحة 
ج جهزت!!
زي القمر!
قالها بحنان ف همست بعشق 
عرفت إزاي
متأكد يا حبيبتي!
قال بهدوء و إسترسل 
يلا العربية واقفة تحت عشر دقايق و هتبقي عندي هنا معايا!!
أخدت نفس عميق و قالت بإبتسامة 
نازلة يا حبيبي!!
وقفلت معاه خرجت من جناح الفندق و لقت عربية بيضا طويلة و السواق واقف مستنيها ركبت ورا و هي مش قادرة تتحكم في نبضات قلبها الطريق فعلا أخد عشر دقايق 
إستغربت لما لقت السواق موقفها في مكان غريب شبه الكوخ بس على أكبر و أنضف خترج منه ضوء أصفر الطريق اللي بيؤدي إليه كله مفروش بالورد الأحمر و لإنهم كانوا بالليل ف كان في أنوار فوقيه باللون الأصفر خرجت من العربية پصدمة و أول ما خرجت السواق مشي و إختفى
21  22  23 

انت في الصفحة 22 من 26 صفحات