الجمعة 29 نوفمبر 2024

فريده انتي مين

انت في الصفحة 14 من 21 صفحات

موقع أيام نيوز


نظر اليها ثانية وقال بإنكسار حاضر يا فريدة هحاول..
ابتسم بحزن وهو يومئ رأسه ....
_طيب هنعمل ايه دلوقتيوماما هنقولها ايه
_سيبيها عليا انا بس انتي لازم ترجعي معانا حتي تشوفي فراولة..
تنهدت ثم أومأت برأسها بس توعدني الأول انك تساعدني أقنع ماما اني أسافر تاني...
_مابلاش سفر يافريدة اشتغلي في مصر ...
قالت بټهديد ياكدة يا بلاش أنا لازم أرجع وبعدين أنا ماضية عقد وفيه شرط جزائي...

_انشالله لو بمليون جنيه سهلة..
هزت رأسها نافية يا يوسف عشان خاطري ماتتعبنيش...
_حاضر بس انتي تعالي معانا وماتعانديش عشان هي كمان ماتعندش معاكي
وعدها يوسف بوعد قاسې عليه وعلي قلبه هل سيسمح لقلبه أن ينساها ويعشق غيرها وهل سيسمح لها أن تعشق هي غيرههل سيترك عشق عمره يضيع من بين يديه بهذه السهولة....
السابعة عشر
أيا عشق ارحل من ضلوعي واتركني أثمل بوحدتي واشتياقي ولوعة تعذيبي...
واعدها علي تعذيبه وابتسمت هي لوعده وكأنها تحررت من ظله المكتف لها دائما حتي في البعد عنه....
حاډثا بعضهما لوقت طويلوبعد اتفافهم المرير له و المبرئ لها طالبها بالتحدث الي والدتها و التماس العذر منها حتي ان وصل بها الي أن تنحني تحت قدميها و تقبلهما حتي ترضي عنها و لا تعند لطلباتها و ترضخ لرغباتها وافقته بل و شكرته مبدئيا لنصائحه لها خرج هو الأول حتي يهدئ من روع الوالدة ويقنعها بأن ابنتها لا تزل تحت طوعها و أمرها يقنعها بأنها لا تزل تملك مقص أجنحتها في يدها وإمكانها من قص سير أحلامها وآمالها وقتما تشاء.....!!
استدارت تبحث عنه في شرفته وكأنها تشعر بوجوده دون أن تراهتشعر بنظراته الحاړقة التي اخترقتها من خلفها بأسهم غيرته وغضبه ...
بالفعل لم تكن تتخيل رأته في شرفته ورغم بعد المسافة بينهم نسبيا لاحظت عروق جبينه الزرقاء وهي نافضة في مجراها وفكيه المقبوضين علي بعضهما بغيظ هز راسه متسائلا پغضب فتفهمت حركته و هدأته بغمضة جفن و اشارة من يدها بأنها ستحدثه....
دلفت الي الداخل لتجد سمية جالسة ترمقها بنظراتها التي طالما كانت هكذا يملؤهما عدم الرضا دائما والسخط علي افعال ابنتها المتمردة والعنيدة تابعتها بنظرها حتي أن جلست علي ركبتيها أمامها بين قدميها رفعت فريدة رأسها تحدث والدتها وبضعف وهدوء صدر اعتذارها..
_سامحيني يا ماما حقك عليا...
بركوز تام ونبرة الي حد ما قاسېة أسامحك علي ايه ولا علي ايه علي نشفان دماغك وعصيانك ليا و لا علي هروبك مني...
ابتلعت ريقها محاولة تمرير هذه الكلمات اللاذعة و هذا الحديث الدسم من بين حنجرتها...
_يا ماما خلاص بقا ده انتي وحشاني أوي...
ومهما كانت قساوة الأم فالأمومة تغلبها و تربح رفعتها الي أحضانها و ضمتها اليها في حضڼ افتقدته فريدة منذ زمن بعيد توالت علي ذاكرتها ما حدث لها في الغربة و اڼهارت بين ضلوع والدتها جرت الدموع بغزارة علي وجنتيها لا تعلم من أين اتت في لحظة ...
قاطعهم يوسف بمزحة خفيفة محاولا تخفيف الموقف...
_انتوا ما صدقتوا ولا ايه لأ النقار في بعض أحسن من النكد ده اتخانقوا مع بعض أحسن...
بعدت فريدة عن حضڼ والدتها واعتدلت لتجلس علي الكرسي بجانب سمية وهي تمسح شلالاتها مبتسمة مسحت الأخري دموعها و ضحكت..
_يوه جتك ايه يا يوسف ضحكتني....
اقترب عليها وقبل رأسها وهو يعتصر ألما ولكن يحفيه بنكاته الخفيفة ....
_تحبوا نروح النهاردة ولا نستني
لبكرة
استقامت فريدة لأ النهاردة بقا عشان أشوف فراولة ومحمد وحشوني أوي.. 
واستئذنت متجهة نحو الغرفة بحجة تحضير حقيباتها دلفت مسرعة الي غرفتها و فورا أمسكت بهاتفها لتجد عدد لا بأس به من المكالمات الفائتة من حمزة...
أجرت اتصالها به ليجيب في لهفة وكأن اصبعه كانت عالقة علي زر الفتح...
_أيوة يافريدة في ايه
همست له بصوت يكاد يسمع أيوة يا حمزة ماما ويوسف هنا عم دسوقي الله يسامحه فتن عليا وعرفهم اني هنا..
صمت لحظة يستعيد فيها ثباتهثم أتبع طب وبعدين حصل ايه
_هرجع معاهم النهاردةلو كنت عاندت أمي كانت ممكن تقتلنيدي دخلت ټضرب فيا...
_وبعدين يعني....صمت ليستجمع حروفه هترجعيله!
لم تصبر ثواني لتجيبه و هتفت بسرعة البرق لأ طبعا ..انا هرجع معاهم بس و هو هيقنع ماما اني اسافر تاني..
_هو اللي هيقنع مامتك غريبة شوية بس أنا مش عايزك تسافري تاني يا فريدة..!
_انت بتقول ايه ياحمزةازاي يعني وهفضل هنا تحت تحكماتهم
_انتي نسيتي حصلك ايه هناك هترجعي للحيوان بشار ده برجلك تاني اذا كان أنا مش هرجع عشان لو شفته أقسم بالله ماهرحمه وهشوفلي اي سفرية تانية...
سرحت قليلا وهي تتخيل بقاءها يعني انا هرجع تاني 
_هترجعي بس المرة دي مختلفة هتكوني مخطوبة.. 
عقدت حاجبيها يعني ايه
_يعني فرصة مامتك هنا أجي أخطبك منها...
اندفعت هاتفة لا طبعا يا حمزة اوعي تعمل كدة..
_ليه يافريدة
تلعثمت في حروفها كدةلما تكلم مامتك وباباك الأول..
ابتسم بتهكم يا بنتي أنا اللي هتجوز مش هما...
_بردو يا حمزة لازم تاخد رأيهم الأول..
_انتي شايفة كدة يعني
_اه...
انتهي حديثهم وبدات بالفعل بلملمة أغراضها و تجهيز حقائبها....
استقبلت مروة اتصالا علي هاتفها نظرت الي شاشته وابتسمت محركة رأسها...
_ألو...
_ازيك يا اسطا!
_اسطا! انت كمان هتقولي اسطا زيهم..
_لأ بس انا عندي حق أنا بشتغل عندك ياسطا...
ضحكت بخفة ههههه ماشي ياعم بلية نعم عايز ايه
_ابدا اصلي لوحدي في البيت قلت أكلمك تونسيني...
_لوحدك ليه أمال فين مامتك واختك
_ماما سافرت مع يوسف يجيبوا فريدة من اسكندرية وأختي عند عمتي اللي هي خالتك...
اعتدلت فور سماعها بحضور فريدة وسألته السؤال الأبلة لإجابة قد أوفت بالغرض...
_هي فريدة جت
_ايوة بقولك راحوا يجيبوها...
ابتلعت ريقها و أتبعت مش كانت قالت مش هترجع
_اه فعلا بس أهي غيرت رأيها الحمدلله...
_اه اه حمدلله علي سلامتها طيب يا محمد معلش مضطرة اقفل ماما بتنادي عليا...
_اوك انا كمان يوسف طالب مني مشوار صغير كدة هعمله يلا أشوفك بكرة في الورشة..
_اوك باي...
أنهت المكالمة وألقت بهاتفها علي الفراش في ضجر كانت تعتقد أن فريدة قد اختفت ولن تعود وفرصتها لامتلاك يوسف قد بدأت ولكن حضورها من جديد سيفسد عليها كل طموحاتها.. 
_________________________
سمعت صوت جرس الباب أثناء انهماكها في لملمة أغراضها لم تبالي واستكملت ما تفعل..
إلي أن سمعت أحدهم يقول حمزة الألفي...
أفلتت مابيدها أرضا في توتر وارتدت اسدالها ثانية في عجالة وخرجت من غرفتها في خطوات بطيئة للغاية حتي اتضحت لها الصورة...
كان يجلس الي جانب والدتها و يوسف علي الكرسي بمقابلتهم...
تجمدت مكانها عالقة نظرها به...نظر اليها مبتسما ويتابعهم يوسف بنظراته تفهم من هذا الرجل الذي يجلس أمامه قبل بدئه بالتعريف علي ماهيته.. 
كسرت سمية ذلك الصمت ..
_انت كنت زميلها في الشغل
أجابها مبتسما أيوة...
قال يوسف في غيظ اعملي شاي لضيوفك يا فريدة..
أفاقت من تركيزها بحمزة ونظرت الي يوسف واومات براسها...
دلفت الي المطبخ مرتبكة تبحث عن ادوات الشايلتجده ينتشل ذراعها بقوه ويديرها اليه...
انتفضت محدقة عينيها..
_فيه ايه يايوسف
ضغط علي فكيه وقال من تحت أضراسه علي أساس انك قاعدة لوحدك جاي ليه وانتي لوحدك
هزت رأسها بعشوائية غير مصدقة ماهي فيه وأتبعت بعد ابتلاع غصة حلقها لأ هو عارف ان انتوا هنا انا قلتله..
استكانت أضراسه قليلا وأتبع بنفس اللهجة الأجشة أمال جاي ليه
_معرفش...
زم شفتيه وترك ذراعها وخرج...
لم تتحمل الوقوف و أعصابها لم تقوي علي فعل أي شئ تركت ما بيدها ولحقته ليخرجان معا ويسمعا سمية تربت علي ركبته مبتسمة....
_عرف أهلك الأول يابني و بيتنا مفتوحلكوا في أي وقت...
قبض يوسف علي أصابعه بقوة محاولا التغلب علي غضبهلو سمح لغضبه أن يخرج لانهال علي الآخر بالصفع....
والأخري تسيبت أعصابها وفقدت الحركة استئذن حمزة من والدتها واعتدل ليرحل نظر الي يوسف نظرة مطولة غير مفهومة ومد يده للسلام ...
_فرصة سعيدة...
بادله يوسف
نفس النظرة وسلم عليه...
_نورت...
خطا نحو الباب و تبعته فريدة...خرج واستدار بجسمه اليها مبتسما ولكنها كانت لا تحمل علي وجهها الابتسام كانت عابسة تماما ...
_هتسافروا امتي
سألها حمزة فأجابت بحنق...
_بحضر شنطي وهنمشي علي طول...
_تمام أنا كمان هحضر شنطتي واسافر علي طول هبقي أكلمك...
أومأت برأسها دون حديث حتي رحل أغلقت الباب واستدارت لتجد يوسف بنظرته الحزينة لها متحكما بما داخل مقلتيه و مسيطرا علي فقدان أعصابه...
ابتلعت ريقها و آثرت عدم الحديث عن هذا الموضوع واستئذنت لتستكمل ما بدأته.....
دلفت الي غرفتها وأمسكت بهاتفها وأجرت اتصالها بحمزة ...
_حبيبتي...
_ايه اللي انت عملته ده ياحمزة
سألته پغضب فأجابها...
_عملت ايه يافريدةعملت حاجة غلط يعني
_أيوة غلط وبعدين أنا قلتلك لأ انت ماحترمتش رغبتي..
عقد حاجبيه في ضيق غلطومحترمتش رغبتك انتي مكبرة الموضوع اوي علي فكرة أنا عملت عشان عايزك قلت أعملها مفاجأة ومنها نكسب وقت...
سحبت شهيقا و هتفت حمزة الموضوع ده كان محتاج تمهيد مني أنا الأول وبعدين انت بتبص ليوسف كدة ليه مش فاهماك 
تلعثم وهتف أنا محستش بنفسي ببصله ازاي وبعدين طبيعي يعني اني غيران عليكي منه ومش طايقه كمان...
_اااه طيب بص بقا يا حمزة فيه حاجة أنا نسيت أقولهالك مش معني ان يوسف كان متجوزني وانفصلنا اني بكرههأنا بس ماحبتوش وتفرق علي فكرة يوسف انسان محترم جدا وغالي علينا كلنا في البيت و وجودك معايا هيخليك تشوفه كتير و تتعامل معاه عادي جدا ...
استشاط حمزة ڠضبا وهتف بجدية انتي هتمنعيني اني أغير عليكي يافريدة علي فكرة الغيرة دي شعور مش بإيدينا بردو بالظبط زي ما انتي ماحبتهوش شعور مش بإيدك كدة...
صمتت للحظة ثم أتبعت بهدوء بص يا حمزة انا حبيت اوضحلك النقطة دي عشان لو هتأثر علي موضوعنا الموضوع لسة في ايدك ...
_ماشي يا فريدة لما نرجع نبقي نتكلم واضح انك متضايقة دلوفتي والكلام وانتي متضايقة كدة مش هينفع خالص..
أغلقا الهاتف وبداخل كل منهم ضيق شديد....
سلم حمزة مفتاح الشقة الي دسوقي نظر الي شرفتها نظرة سريعة ثم استقل سيارته و رحل ...
أنتهت هي الأخري وخرجت اليهم وهبط الجميع ليستعدوا لرحلة العودة....
____________________________
بعد طريق طويل خالي تماما من الحدبث فقط النظرات هي التي كانت تسأل وتجيب نفسهاوصلوا الي المنزل في القاهرة ليجدوا باقي الأسرة منتظريهم في الشرفة وهللوا لرؤيتهم...أسرعت فريدة وهي تصرخ فرحة تاركة حقائبها و الجميع و هرولت علي الدرج ابتسم يوسف وكأن البيت عاد اليه الحياة من جديد وتمتمت سمية بتهكم...
_شوف البت سابت شنطها وجريت ازاي
_معلش سيبيها تلاقيها هتتجنن علي فراولة...انا هطلعهم...
صعدت علي الدرج و هبط محمد وفراولة أيضا ليتلاقوا في منتصفه وبدأ الصړاخ والأحضان .....
_
دلف حمزة الي بيته ألقي السلام علي الموجودين ودلف سريعا الي غرفته...
ألقي بمفاتيحه علي المكتب وارتمي بجسده علي الفراش
أخرج هاتفه من جيب بنطاله وأجري اتصاله بفريدة...
كانت مازالت تجلس مع العائلة يتبادلوا الحديث والضحكات المفقودة منذ رحلت حتي دق هاتفها نظرت الي شاشته وتبدلت ملامحها مع نظرات الجميع اليها اعتدلت واستئذنت منهم في توتر...
دلفت الي غرفتها و استقبلت المكالمة...
_حقك عليا..
ابتسمت و
 

13  14  15 

انت في الصفحة 14 من 21 صفحات