السبت 23 نوفمبر 2024

يعني ايه لازم موافقه الزوج انا اصلا مش متجوزه

انت في الصفحة 15 من 41 صفحات

موقع أيام نيوز

...اما فريده فلم تتمالك دموعها وسمحت لها بالاڼهيار ...كانت تعلم ان محمد حان دوره في الټضحيه ...فهى دائرة مفرغه لا خلاص منها لكنها قررت كسر الدائره برحيلها ...اليوم ستعلن للجميع بعد الوليمه التى يعد لها محمد عن قرار رحيلها للخارج ...ابتهلت في صمت ان تصمد نور فقط لساعتين ... عادت بأفكارها الي عمر ..فهو اختفي تماما بعد ان اوصل جدتها... كان يبتسم ببرود وكأنه يقوم بواجب ثقيل ...انسحبت للخلف بصمت ... لحظة نور ومحمد الخاصه لا ينبغي التطفل عليها ...اصطدمت بباقة ورود عملاقه تقف خلفها...الباقه كانت بجوار باقات التهنئه المقدمه اليها من زملائها ومن العائله لكنها شعرت بإختلافها علي الفور ...حتى بدون قراءة البطاقه المرفقة بها علمت مصدرها...كانت وكأنها تسخر منها بأصابع مرتعشه التقطت بطاقه التهنئه...قرات كلمات بسيطه لكنها عرتها امام نفسها علي البطاقه الصغيره كتب بخط لا يمكن ان تنساه .. يارب تكونى حققتى اللي نفسك فيه ... حتى بطاقته التى كانت تعلم جيدا الغرض منها حملتها بحرص ووضعتها في حقيبتها مع بعض الوردات .. اه لو تستطيع حمل البوكيه بأكمله لما كانت ترددت.. لكن السؤال الذي ينهش عقلها لماذا حضر ... انه لم يكن يعنى تهنئتها في ملاحظته بل كان يتعمد السخريه لكنها سبقته في السخريه من نفسها واحتفظت فقط بالملاحظه لانها تحمل خط يده ...كانت مجبره لانهاء بعض الاوراق قبل مغادرتها مع العائله للاحتفال لذلك اتجهت الي مبنى الموظفين لانهاء التوقيعات الضروريه ...ما ان خرجت من بوابة المبنى حتى فوجئت بعمر يستند علي سياره جديده فارهه لم تري مثلها من قبل وكان يبدو في كامل اناقته ووسامته ...يا الله كم اشتاقت اليه ..حمدت الله علي انها كانت تضع نظاراتها الشمسيه فما الدموع اليها اليوم.. انتبه اليها واعتدل علي الفور اما هى فترددت بين اكمال طريقها وتجاهله اوالتحدث اليه ... لكنه انقذها من حيرتها وبادرها بلهجه خاليه من التعبير... مبروك 
اكثر ما تتمناه الان هو التحكم في دموعها فأخر ما تريده هو ان يري دموعها التى تهدد بالنزول في اي لحظه... اجابته بحزن ... مبروك ليك انت كمان ...ارادت تهنئته بالخطوبه فهى بالفعل تتمنى له السعاده...عمر هز رأسه بدون اهتمام كأنه ينهى الحديث الذي يبتلعه رغما عنه .... هى سترحل حالا وتتركه لكنها مدينة له علي الاقل بالشكر ...ان كانت مازالت لا تملك الجراءه وتعتذر عن سوء خلقها معه لسنوات لكنها علي الاقل تستطيع شكره...هو ايضا كان يضع نظاراته الشمسيه لذلك لم تستشف تعبير وجهه وهى تستجمع الحروف لتنطق بجملة الشكر الواجبه ... قالت اخيرا ... عمر ...عمر شكرا علي تكفلك بمصاريف كلية رشا وكمان عشان العقد اللي انت وفرته لمحمد ....عمر تأملها مطولا ثم قال بسخريه... وانت بتشكرينى ليه انت مش معنيه بالموضوع ده ابدا ...ده موضوع بينى وبين خالتى وعلي وجه الدقه ده كان وعد وعدته ليها وانا لايمكن اخلف وعدى ابدا ...لكن انت مش طرف ابدا ...فريده اطرقت برأسها ارضا عمر يواصل تعريتها امام نفسها ...هو لم يكن يضعها في حسابه وهو يتكفل بإخوتها لكنه كان يفي بوعده ....الڠضب عاد اليه وكأنه كان يخفيه بصعوبه تحت قناع البرود ...كانت تدرك جيدا انه يضغط علي نفسه كى يتحدث بهدوء يخالف ثورته المفاجئه...قال پحده شديده ... اوعى تكونى فاكره انك تستاهلي المبالغ اللي انا دفعتها فيكى ...ولا تفتكري انى دفعت مصاريف كلية رشا عشان خاطر سواد عيونك ...للاسف انا مأخدتش منك غير جسمك ...ومظنش ان المرات اللي امتلكتك فيها تستاهل المبالغ اللي دفعتها 
امثالك ليهم اسم لكن انا بحترم المكان اللي احنا فيه وصلة القرابه بينا ومش هقوله ....فجأه انهى هجومه وركب سيارته ...دموعها التى اطلقت لها العنان شكلت حاجز سميك منعها من رؤية طريقها لكنها لمحت فاطمه تراقبها من بعيد اثناء هروبها الذليل...
عندما عادت الي المجلس الملحق بقاعة المناقشه بعد ان انهت اوراقها شاهدت فاطمه تتطفل
علي جلسة العائله ...انها اصبحت تكره رؤيتها عندما كان لديها الوقت لمراجعة الامور بعد طلاقها علمت ان فاطمه لم تنصحها باخلاص يوميا وانها كانت السبب المباشر في تنغيص حياتها لكنها لا تحملها الذنب فهى من كانت غبيه وضعيفه واستمعت الي سمها لكنها علي الرغم من ذلك لا تطيق رؤيتها الان ...ارادت طردها لكنها للاسف لا تملك الجراءه لفعل ذلك ..بعد لحظات من وصولها عمر انضم اليهم ...كان في ابهى
صوره ..ملت عيونها من وجهه الوسيم ...كان يرتدى بدلة اخري تكاد تماثل في اناقتها تلك التى ارتداها يوم زفاف اسيل ...ولكن ما زلزل الارض تحت قدميها كان اعلانه الدرامى ...اعلن بصوت هادىء كأنه يقر امر
عاديا جدا ...قال بهدوء ... يا جماعه نوف عازمه الجميع علي الغدا في مطعم الفندق اللي هى مقيمه فيه ...وقبل ان تستطيع الصړاخ بإنهيار او حتى الاعتراض عمر اعطاها هاتفه المحمول وقال ... كلمى نوف 
فريده وجدت نفسها امام الامر الواقع ارادت القاء الهاتف المسكين ارضا ... 
صوت نوف الرقيق تسرب الي اذنيها ...كانت تقول بنعومه ... هلا حبيبتى كيفك ان شاء الله بخير ..هديك اليوم ما كنت بعرف انه عيد ميلادك واليوم حابه اعزم كل العيله ...مبارك عليكى النجاح يا قلبي ...بالله ما تحزننى واقبلي دعوتى ...ابغي اتعرف عليكم ...منتظرتكم 
من نظرات وجهها عمر ادرك ان نوف انتهت من دعوتها ...مد يده لاستعادة هاتفه ...اصابعه لامست اصابعها في حركة عفويه ...هى شعرت برعشه شديده احتلت جسدها اما هو فظهر الامتعاض علي وجهه ... ويجعله يشعر بالقرف وللاسف هذا ما تستحقه بالفعل ...ارادت رفض الدعوه ...ارادت البكاء وحيده ...ارادت وارادت لكن جدتها كانت الوحيده التى استاطعت ان تقرر...محمد ووالدتها شحب وجههما للغايه وخالتها منى ونور تحول وجههما للاحمر وهى اصبحت بيضاء مثل الامۏات وترتعد ...اما عمر فكان يتكلم بهدوء وسيطره خرافيه علي النفس وكأن الامر لا يعنيه البته...جدتها قالت بصرامه بلهجة لا تقبل النقاش ... بلغ خطيبتك ان عزومتها مقبوله....
لم يكن امام فريده الان الا تنفيث غيظها في فاطمه ...انها تعلم انها متطفله وستصحبهم الي الغذاء اذا لم تتدخل وتوقفها عند حدها ....ليس فقط بسبب رغبتها في التنفيث ولكن ايضا لن تحتمل تشفي فاطمه فيها عندما تري نوف ربما هى الان علمت بخطوبة عمر لكنها لن تسمح لها برؤية نوف شخصيا اخيرا استاطعت القول بوقاحه ... اعذرينا يا فاطمه لازم نمشي ...عندنا مناسبه عائليه..
اخيرا فريده استاطعت اتخاذ اللازم لاحراج فاطمه ونبذها خارج محيط حياتها ...هى ادركت بعد فوات الاوان ان فاطمه كائن طفيلي يتغذي علي الاخرين ويمتص كل ما يستطيع امتصاصه...لو لم تردعها لكانت صحبتهم في عزومتهم الغبيه تلك ....شاهدت فاطمه وهى تنظر اليها بدهشه ثم تنسحب الي الخارج ... ما ان تنفست الصعداء برحيلها لتجد المهندس عماد ينضم اليهم ...يوم المتطفلين العالمى ولكن ماذا يفعل هنا علي أي حال .... 
علمت فورا اجابة سؤالها عندما منهم عماد ووجه حديثه الي محمد قائلا ... انا المهندس عماد رضوان صديق طارق ...يشرفنى اطلب منكم ايد الدكتوره فريده .... 
محمد تلعثم بشده ولم يستطع النطق ...عيناه جالت في القاعه يبحث عن الدعم ...راقب عمر بطرف عينه ليري تعبيرات وجهه لكنه صدم بوجه جامد خالي من التعبير ...نظر الي والدته فوجدها تحنى رأسها وتخفيها ارضا بعيدا عن نظرات اختها وابنها ... ونور رمقته بنظرات عتاب قټلته لكنه الان المسؤل الوحيد عن اجابة طلب عماد الذى لا يعرف كيف يجيبه لدهشته الشديده تدخلت شريفه لتقول في حزم ... شرفنا البيت يا بنى في أي يوم .... عماد ابتسم في ابتهاج وقال ان شاء الله لما طارق يرجع من شهر العسل هاجى معاه ...هو عنده كل المعلومات عنى واي استفسار انا تحت امركم ....فريده هوى قلبها في ارجلها ومادت الارض من تحت قدميها عندما اكملت شريفه حديثها في خبث تام ... اكيد.. طارق راجع بكره خليه ياخد موعد من عمر عشان يرتب اموره ...عمر كبير العيله ولازم تخطبها منه ....
10 فريده لم تقارن نفسها ابدا من قبل بأي انثى اخري لكن رغما عنها بدأت في وضع نوف تحت المجهر...تفحصت جسدها الطويل الرشيق الاشبه بجسد عارضات الازياء ...كانت اطول منها بكثير وتكاد تقارب عمر في الطول غير محجبه وشعرها اسود داكن يفوق سواد شعرها بمراحل ....اما هى فكانت ضئيله وقصيره وجسدها طفولي وبشرتها قمحيه لا شيء مميز فيها البته ...نعم انها جذابه لكنها لم تكن يوما جميله بالمعنى المعروف فقط عمر كان يراها جميله ...نوف كانت سيدة اعمال ناجحه ومتحدثه لبقه جدا لكن الاهم كانت تقدر عمر وعائلته كثيرا ... علي الرغم من اموال والدها الطائله الا انها تعلمت من صغرها كيف تعامل زوجها وعائلته وتعطيهم الاحترام اللائق بهم ....من حبها لعمر حاولت تعلم اللهجه المصريه وكانت
تجاهد للتحدث بها فأصبحت لهجتها خليط غريب لكن محبب ...وفريده رغما عنها اعجبت بها جدا وكانت تريد قټلها في نفس الوقت ... اليوم هى انتهت من مرحلة هامه جدا في حياتها ...نالت ما استحقت تماما الله سبحانه وتعالي لا يظلم ابدا وهى نالت ما سعت لتحقيقه .... تسألت عن مدى معرفة نوف عن علاقتها السابقه بعمر... هل تعلم من هى بالتحديد ... انها تعاملها بكياسه شديده ولزيادة دهشتها بعد انتهاء
الغذاء الكارثى وفي اثناء تناول الحلوي نوف سألتها بعفويه عن خططها للفتره القادمه ....ها قد اتت الفرصه التى تنتظرها ستخبر الجميع الان عن بعثتها القريبه .... كانت تتحين الفرصه ونوف اعطتها الشجاعه للبدء...ستهرب من العريس المحتمل
الذى لن توافق عليه ابدا فقلبها كتب عليه الشقاء الي الابد ... 
حاولت التحدث بصلابه لا تظهر صوتها المهزوز المرتعش قالت بخفوت.. انا جالي بعثه للولايات المتحده ... واشنطن بالتحديد وهسافر في خلال شهرين ان شاء الله.... 
سكوت تام اعقب تصريحها الدرامى ...لم يقوى احدا علي الرد فتصريحها كان كالقنبله التى اڼفجرت علي طاولة الطعام .... جدتها نظرت اليها بصرامه وقالت ... والراجل اللي انا قلتله يجى يتقدملك في البيت ... انسي موضوع السفر ده خالص علي الاقل لحد ما تكونى في عصمة راجل ...فريده ارادت الاحتجاج ...جدتها تهينها پقسوه ...كرامتها تداس تحت الاقدام ..نعم هى تستحق لكن ...
انها لم ترغب في السفر من اجل مستقبلها العلمى او ما شابه لا انها ترغب بالهرب والاختفاء في فضاء الدنيا الواسعه.... ذكاء نوف الخارق جعلها تنسحب من الحديث فهى علمت انها فتحت موضوع شائك وتركت فريده
14  15  16 

انت في الصفحة 15 من 41 صفحات