الخميس 28 نوفمبر 2024

رواية كاااملة للكاتبة إلهام رفعت

انت في الصفحة 16 من 25 صفحات

موقع أيام نيوز


ما لم يعلم به رفع حاجبيه بتعجب وهو يراها تأخذ القصر ذهابا وايابا كمن تنتظر أحدا اوشك على الحديث معها ولكنه وجدها تتجه للقبو تعقبها بنظراته المستغربة حتى اختفت جذم نظراته نحوها الخبر الذي تهيأ لبلوغها في لحظة وأخرى حيث ولج اخيه سالم ېصرخ في حالة يرثى لها ويبكي فقد علم بمقټل ابنه هرع سالم تجاه سلطان الجالس يتطلع عليه بعدم فهم مصطنع رسمه بإجادة ردد سالم وهو يدنو منه بحزن وبكاء مرير 

عيسى اټقتل يا سلطان عيسى اټقتل 
نهض سلطان من جلسته وخضب قسماته بحزن وصدمة زائفة مرددا
ايه الكلام اللي بتقوله دا يا سالم حصل ازاي ومين اللي يتجرأ ويعمل كدة 
كفكف عبراته الحاړقة بطرف اكمامه ورد عليه بحزن جلي 
بيقولوا ناس بتوع اثار اللي كان بيشتغل معاهم في التهريب حصل بينهم مشاكل وطلعوا عليه وقتلوه 
ارذل سلطان حزنه عليه حين هتف وهو يواسيه 
شد حيلك يا سالم دا أخرة اللي كان بيعمله ياما حذرته قبل كدة قدامك وهو مكنش بيسمعلي وبيعاند شوف وصل نفسه لأيه ويتم عياله ورمل مراته 
نكس سالم رأسه بحزن وهو ينتحب نظر له سلطان مدعي الشفقة على حالته دنا منه وربت على كتفيه وهو يردد مهدئا إياه
اهدى يا سالم مش كدة اومال الحريم يعملوا ايه لما انت بعمل في نفسك كدة 
لم يستطع سالم الكف عن حزنه على ابنه فطالما حذره من التعامل مع هؤلاء البشر متحجري القلب وها هي نهايته اضحت على ايديهم تنهد بحزن وهو يردد بأسى 
ربنا يرحمك يا عيسى ربنا يرحمك يا ابني 
علم جميع من في القصر بۏفاته وتم عمل مأتم له في ساحة القصر ليتوافد عليها الجميع وتم هذا بسرعة كبيرة فاكرام المېت دفنه كما هو متعارف عليه كان شاغل سلطان في هذا الجمع الغير مجدي بالنسبة له هو اختفاء عمار فلم يره منذ ليلة امس وكذلك مكرم الي لم يحضر العزاء هو الآخر زفر بقوة لا يعرف ماذا يفعل او يسأل من فحتى هناك الكثير من رجاله مختفين بدا الموضوع مريب ولكنه تأن في نفسه فربما هناك ما شغله بالتأكيد وتنهد ليكمل جلسته بجانب اخيه الذي لم يصمت بعد 
في الأعلى جلسن النسوة حول منى ووالدة عيسى التي انفطرت من كثرة البكاء على ولدها وكذلك منى التي تبكي على حالتها وليس عليه فهي تعلم من قبل ولم ترأف به للحظة كونه يتجاهلها ويفضل من هن دونها ضجرت منى من جلستها تلك ونهضت تريد التحدث مع والدتها وتركت هؤلاء خلفها بعويلهم الذي يثير انزعاجها دلفت منى للخارج باحثة عن والدتها وهي تجوب بانظارها جميع الزوايا والأماكن بالقصر حيث لم تشاركهم العزاء تنهدت بضيق وهبطت الدرج لتبحث عنها في المطبخ التفتت منى لصوت قادم من القبو ويبدو أنه لوالدتها استمعت للصوت مرة أخرى باهتمام سافر فإذا به بالفعل لوالدتها لم تتوانى منى في التحرك تجاه القبو لرؤية ما تفعله بداخله يرتفع صوت والدتها أكثر كلما اقتربت ويبدو أنها ټعنف أحدا ما شرعت في مسك مقبض الباب لتفتح وما أن فتحته حتى اكتست الصدمة طلعتها وهي تمرر بصرها على ما يحدث بالداخل انتبهت لها راوية والتفتت ناحيتها هدرت بانفعال
أنتي جاية بتعملي ايه هنا يلا امشي 
تجاهلت منى حديثها كأنها لم تسمعه بالأساس حيث تصلبت نظراتها المدهوشة على مارية الملقية على الأرضية وهيئتها مبعثرة ويبدو أن والدتها كانت تتطاول عليها بالأيدي فخدودها حمراء كالدم تشبيه وجهت بصرها لوالدتها وسألها بذهول
استحوذ عليها وهي تشير على مارية 
مين اللي عمل في مارية كدة 
ردت والدتها عليها بنبرة مهتاجة وهي تدفعها لتغادر المكان
قولتلك ملكيش دعوة يلا اطلعي على اوضتك 
نفضت ذراع والدتها وتحركت للداخل وهي تتطلع على حالة مارية بأسى اكملت بتبرم وهي توجه بصرها لوالدتها
ليه كدة يا ماما عمار لو عرف باللي عملتيه ده ممكن يزعل منك انتي مش عارفة هو بيحبها قد أيه  
ابتسمت راوية بتهكم واستهزأت مما تفوهت به 
عمار عمار اخوكي ھيموت بسببها الست سمت اخوكي ويا عالم حالته ايه دلوقتي من الصبح معرفش عنه حاجة 
تستمع مارية على حديثها وهي تنتحب وتدعي الله في نفسها بأن يشفى ليس من اجلها ولكن لشعورها بالذنب حياله التزمت الهدوء ولكن شعرت بمغص في معدتها ادى إلى تأليب معدتها على التقيؤ لم تتحمل مارية حتى غلبتها تلك الرغبة لتتقيأ امامهم وتفرغ ما في معدتها لتتقزز هي قبلهم من الموقف الغير مستحب انتبهن عليها ونظرن لما افرغته بتقزز بائن حينما وضعن ايديهن على انوفهن قالت راوية باشمئزاز
ايه القرف ده 
لم تتحمل مارية ذاك الألم وتلك الرغبة في الغثيان لتقول بصوت ضعيف متعب وهي تضع يدها على بطنها 
انا تعبانة قوي مش قادرة 
في مكان آخر وقف مكرم منتصفا رجال عمار وهو يتحدثون عما حدث لعيسى لم يهتم مكرم وهتف بعدم اكتراث منزعج 
بلاش تجيبوا في سيرته احنا ناقصين قرف خلينا نشوف اللي جوه ده عامل ايه 
وبعض لحظات قلائل خرج الرجل المدعو سعدون بعدما انهى عمله الذي يجيده بعناية هرع مكرم تجاهه وهو يردد بتلهف
عمار عامل ايه لسه عايش 
اجابه سعدون بنبرة واثقة وهو يرسم قناع التعالي 
يا سعادة البيه انت جاي عند سعدون سعدون اللي لو أكل سم يقول عاوز كمان 
نظر له مكرم باقتطاب سأله بامتعاض 
يعني هو عامل ايه السم خرج منه 
اشار سعدون له حول الداخل وقال بمغزى 
هو انا مخبيه اتفضل ادخل شوفه بنفسك 
لم يلبث مكرم موضعه حتى ولج لداخل تلك الغرفة التي قضى فيها ساعات مع هذا الرجل تدرج مكرم نحو الداخل وعيناه تبحث بتلهف عليه في ركن ما بالغرفة رثة الهيئة وجده مستلقيا على احدى الأرائك الشبه متهالكة ويبدو عليه بأنه لم يعاني من أي ألم دنا منه مكرم ليجثو على ركبتيه امام وجهه سأله بقلق 
عمار حاسس بأيه لسة فيه حاجة بټوجعك 
نظر له عمار بأعين شبه مجهدة رد عليه باستفهام 
مارية عاملة ايه اوعى حد يقربلها هكسر الدنيا لو حصلها أي حاجة 
حرك مكرم رأسه بتفهم مدركا عناده فهو لا يهتم بما هو عليه الآن قدر ما يكترث لأمرها رد بعدم رضى 
هتفضل كدة على طول معاها دي كانت عاوزة تقتلك لو ملحقناش وجبناك هنا كان زمانك مېت 
قطبت تعابير عمار من ثرثرته الدائمة اعاد سؤاله بحنق عكس انفعاله مما تفوه به 
بقولك هي عاملة ايه يبقى تجاوب على قد السؤال وتطمني عليها انت عارف أني مبحبش الطريقة دي في الرد 
نظر له مكرم بعبوس كأن انفعاله عليه ضايقه فهو ابن عمه المقرب ودائما ما ېعنفه رغم أنه أكبر منه بالعمر ولكن عليه الهدوء فهو الآن مريض رد مكرم بتأكيد 
هي كويسة محدش عملها حاجة انا بنفسي اقنعت مرات عمي متعملهاش حاجة علشان انت متزعلش 
اقصى عمار انظاره من عليه ليتطلع للأعلى بشرود في تلك الليلة التي احبها حرفيا من مبادلتها الحب له وابتسم وهو يتذكر لمساتها على جسده فكم أحب الأمر لم يكترث كونها كانت تفكر حينها بالإنتقام منه فتلك الليلة ستظل محفورة بداخله فهي اول لقاء بينهم برضاها دون أن يجبرها كما كان يفعل تأمل مكرم تعابيره التي تتحول من الألم للسعادة وهو يبتسم سأل نفسه ما به سرعان ما كشف بحسه الخبيث بأنه يفكر فيها الآن فبظرات لئيمة منه تذكر بأنه كان وبالتالي فأنه كان هنا صمت مكرم فقد تطاول في فكره المستهجن في شرح ما كان يفعلانه سويا انتبه لعمار ينظر إليه ويقول بابتسامة جانبية مريبة ونظرات مظلمة ماكرة 
أنا عاوزك تجيبهالي هنا قولها عمار عايز يشوفك 
توغنت منى أن تأتي الطبيبة لفحصها فحالتها تلك ليست اعراضها بجديدة عليها وشكت في امرها لم يعجب راوية تصرف ابنتها الوخيم من وجهة نظرها ولكن لاجل ابنها وافقت بدأت السيدة بفحص مارية التي بالفعل مريضة ترقبت منى ما يحدث لتتأكد من حدسها وظنونها في تلك المسألة وكذلك راوية الممتعضة مما يحدث ولكنها ارضخت لما يحدث لتنتظر هي الأخرى أن تنتهي الطبيبة وكذلك مارية التي تنظر فقط امامها بحزن وضياع فقد اوصلت نفسها للهاوية وهذا بفضل والدها وما فعله من بذائة جعلتها تمقت من حولها ليضحى هو الجاني الذي تسعى لأخذ حقوقه تنهدت بحسرة وألم فقد انخدعت في قناع الطيبة الدائب ارتداءه امامهم حيث وضعت في حسبانها والدتها المخدوعة هي الأخرى فماذا سيكون ردة فعلها حينما تعلم بالحقيقة ولكن اجابتها على هذا السؤال بأن والدتها لن تتحمل وتوجست مارية من اصابتها بعلة ما حينما تنصدم من شخصيته المنكودة عن جميع من حوله تنهدت پألم وانتظرت ماذا ستخبئ لها الأيام بعد وقت مر عليهن كسويعات باتت اعصابهن فيها مشدودة نهضت الطبيبة بعدما انتهت وتحدثت بجدية وهي تنظر لراوية 
الست مارية حامل يا حاجة راوية 
وقعت تلك الكلمات على راوية لتصيبها بحالة غير مفهومة وذلك حينما تركزت انظارها على السيدة وعن منى فقد صدق حدسها فهي شكت في الأمر فهو اولى اعراض الحمل وعن مارية كانت في عالم آخر وردي رسمه عقلها الباطن فور سماعها لتلك الكلمات المقتضبة التي عانت لها الكثير والتي اشعرتها بأن الحياة تفتح لها ذراعيها من جديد لتخطو هي معه لبر أمان خالي مما مر عليهم وجهت راوية انظارها نحوها فهذة تحمل قطعة من ابنها كانت تخشى عدم حدوث ذلك ولكن قلبها دفعها بأن تعدل في معاملتها معها من الآن حيث هبت قائلة بحزم 
تعالوا انتوا الإتنين ساعدوني نطلعها اوضتها 
ابتسمت مارية لرؤية نظرات الرضى في عيناي راوية تجاهها ولكن ما لم ينتبه له أحد وجود تلك الأعين التي تتربص لهما پغضب جم حيث راقبت شيماء ما بحدث بحذر بعدما ابلغت عمار بعلاقتها هي وعيسى فطنت انه ربما سيتخلص منها مثله ولكن ما أغاظها حتى الآن بقاءها حية اشتد ڠضبها أنها تحمل في احشاءها طفلا منه وباتت نظراتها الحانقة تتسلط عليهما خاصة ارتضاء راوية عليها وبالتالي عدم المساس بها وسيرتفع شأنها ادركت هنا بأن وجودها في ذلك القصر اوسك على الإنتهاء شهقت پخوف بأنها ستترك حياة الترف تلك وتعود كما كانت وبالتالي ضياع فرصتها في التقرب لعمار التي لطالما حلمت بنظرة واحدة منه خرج الموضوع لمنحنى آخر جعل الحس الشيطاني
بداخلها هو من يتولى زمام الأمور ابتسمت شيماء بحبث ولؤم فقد عرفت وجهتها لمن سيخلصها منها ومن غيرها والدتها السيدة فريدة التي تعلم كم العداوة التي بداخلها تجاههم تنهدت شيماء براحة
 

15  16  17 

انت في الصفحة 16 من 25 صفحات