القاضي والتاجر
ﻭﺇﺫﺍ ﺑﺎﻟﺮﺟﻞ ﻳﺮﻯ ﺍﻟﻨﺒﻲ ( صل الله عليه وسلم )
ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻣﻪ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻟﻪ :
ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻓﺎﺫﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ ﻭﺃﻗﺮﺋﻪ ﻣﻨﻲ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﻗﻞ ﻟﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ( صلي الله عليه وسلم ) ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻚ ﺃﻥ ﺗﺴﺪﺩ ﻋﻨﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ
ﻓﺈﻥ ﺳﺄﻟﻚ ﻋﻦ ﻋﻼﻣﺔ ﺻﺪﻗﻚ .. ﻓﻘﻞ ﻟﻪ :
ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻼﻣﺘﺎﻥ ؟
ﺍﻷﻭﻟﻰ :
ﺃﻥ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ ﻳﺼﻠﻲ ﻋﻠﻲ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔ ﺃﻟﻒ ﻣﺮﺓ ﻻ ﻳﻘﻄﻌﻬﺎ ﺃﺑﺪﺍًً
ﻭﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ :
ﻓﻠﻤﺎ ﺍﺳﺘﻴﻘﻆ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺃﺳﺮﻉ ﺇﻟﻰ ﻭﺍﻟﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻴﻪ
ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ :
ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ( صل الله عليه وسلم )ﻳﻘﺮﺋﻚ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻚ ﺃﻥ ﺗﺴﺪﺩ ﺩﻳﻨﻲ
ﻓﻘﺎﻝ : ﻭﻛﻢ ﺩﻳﻨﻚ ؟
ﻗﺎﻝ : ﺧﻤﺴﻤﺎﺋﺔ ﺩﻳﻨﺎﺭ
ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ : ﻭﻣﺎ ﻋﻼﻣﺔ ﺻﺪﻗﻚ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻝ ؟
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ : ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻼﻣﺘﺎﻥ
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ : ﺻﺪﻗﺖ ،
ﺛﻢ ﺑﻜﻰ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ : ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺃﻧﻚ ﺃﺧﻄﺄﺕ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﺒﺎﺭﺣﺔ ﻭﻳﺒﺸﺮﻙ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ( صل الله عليه وسلم ) ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻗﺪ ﻭﺻﻠﺖ ﻛﺎﻣﻠﺔ
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ : ﺻﺪﻗﺖ ، ﻭﺍﺯﺩﺍﺩ ﺑﻜﺎﺅﻩ ﻓﺄﻣﺮ ﻟﻪ ﺑﺨﻤﺴﻤﺎﺋﺔ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻣﻦ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻤﺎﻝ ، ﺛﻢ ﺃﻣﺮ ﻟﻪ ﺑﺄﻟﻔﻴﻦ ﻭﺧﻤﺴﻤﺎﺋﺔ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻣﻦ ﻣﺎﻟﻪ ﺍﻟﺨﺎﺹ
ﻓﻠﻤﺎ ﺩﺧﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ..
ﻭﺟﺪ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻳﻨﺘﻈﺮﻩ ﻭﺑﻴﺪﻩ ﻛﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﻣﺎﻝ ﻓﺈﺫﺍ ﺑﺎﻟﻘﺎﺿﻲ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻪ : ﺃﻧﺎ ﺳﺄﺳﺪﺩ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻋﻨﻚ ﻭﻫﺬﻩ ﺧﻤﺴﻤﺎﺋﺔ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻣﻨﻲ ﺇﻟﻴﻚ ؛ ﻷﻧﻨﻲ ﺭﺃﻳﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ( صل الله عليه وسلم ) ﺑﺒﺮﻛﺘﻚ ﻭﺑﺴﺒﺒﻚ
ﻭﺇﺫﺍ ﺑﺎﻟﺘﺎﺟﺮ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻳﺪﺧﻞ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ :
ﻳﺎ ﺳﻴﺪﻱ ﻟﻘﺪ ﻋﻔﻮﺕ ﻋﻨﻪ ﻭﺳﺎﻣﺤﺘﻪ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ ﻭﻫﺬﻩ ﺧﻤﺴﻤﺎﺋﺔ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻫﺪﻳﺔ ﻣﻨﻲ ﺇﻟﻴﻪ ؛ ﻷﻧﻲ ﺭﺃﻳﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ( صل الله عليه وسلم ) ﺑﺒﺮﻛﺘﻪ ﻭﺑﺴﺒﺒﻪ
ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻲ ﺇﻥ ﻋﻔﻮﺕ ﻋﻨﻪ ﻋﻔﻮﻧﺎ ﻋﻨﻚ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ
ﻓﺨﺮﺝ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻟﻔﺮﺣﺔ ﻻ ﺗﺴﻌﻪ ﻭﺃﺳﺮﻉ ﺇﻟﻰ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻭﺃﺧﺒﺮﻫﺎ ﺑﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻩ
ﻛﺎﻥ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﻳﺴﺪﺩ ﻋﻨﻪ ﺧﻤﺴﻤﺎﺋﺔ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻭﻫﺎ ﻫﻮ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺘﻪ ﻭﻳﺤﻤﻞ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺁﻻﻑ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻭﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺇﻧﻤﺎ ﺣﺪﺙ ﺑﺒﺮﻛﺔ ﻭﻓﻀﻞ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ ( صل الله عليه وسلم )