خان غانم بقلم سوما العربي
شايف كده .
كان غانم مازال يقبض على ذراعها و عزام يحاول إبعاده.
أرخى غانم قبضته عن ذراع حلا رويدا رويدا مصډومبل موجوع قلبه يود البكاء ولا يقدر عليه.
اليوم تجمعت عليه الدنيا تدير لها ظهره من جاء كي يلقي بنفسه بين ذراعيها طعنت فؤاده في مقټل.
أبتعد للخلف يردد بتتخطبوا
وضعت حلا عيناها أرضا و كأنها أجرمت في حقه بينما نظر له عزام بإنتصار و قال أيوه يا باشا.
ثم غادر......غادر سريعا يستقل سيارته و هو مازال متحكم بقناع القوة و الجلد.
ظل يقود و يقود و يقود حتى وقف على طريق لا يعرف أين هو لكن كان خالي لجوار قضبان السكك الحديدية.
ترجل من سيارته و وقف في وسط الطريق الخالي تماما بوجهه المحمر و فجأة صړخ أاااااااااااااااااااه
لقد فقد كل شيء حرفيا كل شئ
اليوم طفله حلمه بأسرة سعيدة و كذلك حبيبته .
تخطب لغيره تفضله عليه رغم إعترافه بحبه لها و رغم قلبه الذي قدمه لها على صحن من ذهب .
خارت قواه التي يتلبسها أمام الجميع و نزل على ركبتيه يبكي ... ذلك البكاء الذي أنتوى أن يبكيه في أحضانها و هي ضنت عليه به .
أما في بيت حلا.
وقفت حلا تشعر بنصل حاد في قلبها ألم غير مبرر مطلقا و ألتفت تنظر لعزام الذي استوحش صوته يسأل إيه إلي جايبه هنا
نظرت له بإستنكار تردد ما أعرفش أبقى أسأله هو و لا ما قدرتش.
استعرت عيناه پغضب و ردد بصوت غاضب قصدك إيه
كادت أن تجيبه لولا صوت سميحة التي وقفت تردد بحسم صوتك مايعلاش على بنتي أتفضل خد أهلك و مع السلامة ماعندناش بنات للجواز .
سميحة و هي تشيح بيديها غاضبه هو إيه إلي أي إلي جد مين قال أصلا أننا راضيين
فهتفت والدة عزام بصوت رقيع نعم نعم ! و أنتو تطولوا قال رضينا بالهم و الهم مش راضي بينا ... ده إحنا مالقناش حد نسأله عنكم و لا أصل أو عيلة نرجع لها و نسأل عنها .
صړخت فيها حلا إنتي يا ست أنتي أتكلمي بأدب واحترامي نفسك أنا مش مسكتني عليكي غير إنك من سن أمي... لأ أمي إيه ده أنتي من سن جدتي
حلا طب يالا ياحبيبي خد أمك و أتكل على الله ورينا عرض كتافك .
لكزته في يده بعدائية تزيحه ليتحرك فقال إنتي أتهبلتي و لا أيه هتزوقيني !
تحركت حلا و بدأت تدفع والدته و شقيقته مرددة أه بزوقك أنا ساكته لكم من الصبح أمك تمصمص شفايفها و أختك تتألط
أوي و الي تقول اصلكوا و عيلتكوا إسم الله يا سليل محمد علي باشا يالا برا بيتك بيتك خد الوليه الكوهنة و أختك الحرباية دي و امشوا من هنا.
وصل غانم للمصنع و على وجهه أمارات التعب المغلف بالقسۏة و الجلد ترجل من سيارته بعدما أخذ كامل وقته في إستعادة جمود شخصيته .
و خطى للداخل خطوات واسعه ينتوى الإستفاقه لعمله .
لكنه وجد بعض من
المزارعين واقفين في الممر المؤدي لغرفته و حينما لاحظوه هرولوا ناحيته مرددين باستنكار يا بيه فينك من بدري !
غانم خير في ايه سايبين الأرض ليه و مين يجمع المحصول.
ليجيب أحدهم شغالين يا بيه بأيدينا و سنانا و الله بس إلي بيحصل ده ما يرضيش ربنا جميل من أول النهار و نازل فينا شخط و نطر على الفاضية و المليانة و إحنا ناس كبيرة الشغل مهما إن كتر نتحمله لكن قلة القيمة أهي دي إلي تذل و تقصف العمر.
هز غانم رأسه رافضا لكل ما يقال و سأل و أنا من أمتى عملت معاكم كده
فجاوب الرجل مش أنت بس جميل هو إلي بقاله يومين على ده الحال .
رفع غانم إحدى حاجبيه و قال أه طب تمام روحوا أنتو شوفوا شغلكم و أنا هشوف موضوع عم جميل .
فذهب المزارعين وهو ذهب يتفقد العم جميل .
فوجده يقف في أحد الأركان وهاتفه على أذنه يتحدث فيه بعصبيه مولي ظهره للقادم من خلفه فلم يبصر غانم وهو يقترب منه.
ليسمعه غانم وهو يردد بعصبية شديدة و حده يعني ايه يعني طردتك والخطوبه ما كملتش في إيه يا عزام عايزني اعمل لك ايه اكثر من كده عشان اساعدك يعني ده انا طلعتها لك من بوق
الأسد و جبتها لك خالصه مخلصه على طبق من دهب!! ايه مش عارف تلين دماغها بكلمتين !
اتسعت عينا غانم پصدمه وهو يستمع لما يقال
ظلم مكانه متسمر لم يستطيع التحرك فألتف العم جميل وهو ما زال يتحدث بعصبيه ليصدم بوجود غانم الذي على ما يبدو أستمع لما يقال .
فقد كان ظاهرا بوضوح على ملامحه المصدومه فاتح لفمه لا تسعفه الكلمات ولا يستطيع إيجاد أي مبرر أو تلفيق موقف لما تفوه به منذ ثوان
على الفور أغلق الهاتف دون أي مقدمات ووقف مرتبك أمام غانم الذي نظر له بذهول وردد يعني انت كنت بتميل دماغي وعمال تقنعني بكلامك عشان تمشي حلا وعزام يروح يخطبها مع إنك عارف إني... إني بحبها
حاول العم جميل تمالك نفسه وقال بصوت مهزوز أيوه ما هو ما هو عشانك... أه ... أيوه طبعا عشانك... عشان أحافظ لك على بيتك وعلى أسرتك وعلى حياتك البنت دي كانت خطړ ...خطړ كبير... دي .. دي ... دي غول ... وأنا بحاول أبعده عنك
أثار كلامه خفيظة غانم وقال أنت بتقول أيه ليه عمال تعمل كده وكمان تقوللي عزام راح قابلها وأنا ما قلتلكش ان هو قابلها انا شاكك في الحكايه دي من بدري من ساعه ما البنت دخلت البيت وانت وراها ومش سايبها وما فيش أي حاجه بتبرر اللي أنت بتقوله و الأكيد يعني ان انت مش هتبقى حريص على بيتي اكثر مني ولو هتفضل حد.. يبقى تفضل أنك تساعدني أنا مش تساعد حتت واحد حارس أمن عندي.
جملته الأخيره إستفزت ثبات جميل الإنفعالي لأقصى درجه وفقد السيطره على نفسه لېصرخ فيه وماله يعني حارس الأمن إيه مش بني آدم زيكم
زادت صدمة غانم لما يسمع وظل مبهوت لا يستطيع تصديق أذنه و ما يسمع وأن من يقول هذا الكلام هو العم جميل ولما يفعل!
أرتبك جميل للحظات ثم حاول تمالك نفسه من جديد وقال مندفعا بنفس التهور في محاولة منه لإيجاد حجه أو
مبرر وبعدين أنا عايز احميك من البت دي انت ما تعرفش انا عرفت عنها إيه البت دي جايه لك على كارثه من الأول أنت عارف هي تطلع مين
غانم والله مخططه لي كارثه! هممم وطلعت مين بقى
برود رد غانم وملامحه التي توحي بانه لم يصدق ولو كلمه مما قالها جميل جعلته يندفع أكثر وأكثر وأستخدم أخر كارت لديه وهو يلقي بقنبلته النوويه في وجه غانم مرددا البت دي اللي انت لحد دلوقتي ما سألتهاش أنتي مين ولا منين انا كاشفها من البداية من أول ما أمها جت هنا مع الحكومه مشيت وراها وعرفت بيتها لما انت طلبت مني العنوان .... فاكر عشان تروح تجيبها لما هربت انا بقى سألت عنهم و عرفت أصلها وفصلها وعرفت لك هي مين وإسمها إيه بالكامل و خد عندك الكبيرة بقا البت دي هي اللي سرقتك هي و المحاسب الحرامي إلي جابته .
صمت غانم يجعد مابين حاجبيه يهز رأسه رافضا تلك الفكرة و رافض ما تلقطه أذنه .
فأغتنم جميل الفرصه و أقترب منه بإندفاع يقول و لو مش مصدقني تعالى و أنا أسمعك بنفسك.
أخذه جميل و ذهب به قاصدا تلك الغرفة القڈرة التي أحتجز فيها عادل .
وقف به على أعتاب الغرفه و أوصاه جميل بألا يتحدث.
ثم دلف للداخل وتحدث مع عادل يقول ها اتربيت ولا لسه
عادل لأ لسه لسه فيا الروح وبقاوح شويه
جميل أممم هي البت دي اللي اسمها حلا وعدتك هتديك كام
عادل مالكش فيه وزي ما قلت لك خرجني من هنا احسن لك
التوى جانب فم جميل بإبتسامة ملتويه وقد وصل الى ما يرنوه من البداية بينما غانم يقف عند الباب مصډوم .
صدمات حياته متتالية لا يستطيع إستيعابها مطلقا
وخرج جميل من عند عادل الذي ظل يناديه وهو لم يجيب .
فقد جاء لهدف معين ووصل إليه بنجاح.
أغلق الباب على عادل ووقف امام غانم يردد بإنتصار هاااا شوفت
بقى... شوفت إن كان عندي حق...شوفت ان قلبي عليك.
نظر له غانم بصمت تام ثم غادر دون التفوه بحرف.
و ترك خلفه جميل يقف محتار لا يعرف ما هي ردة الفعل القادمة لغانم وهل صدقه عام لم يصدق وإن صدق فماذا سيفعل
بينما غانم لم يفعل شئ بالفعل لم يفعل
لم يفعل لأنه لا يعلم ما يتوجب عليه فعله .
مصډوم كشخص يأخذ ضربات خلف بعضها متوالية في آن واحد وكل صڤعة أكبر وأعنف من التي سبقتها.
كل ما فعله هو أنه ذهب الى المشفى حيث
زوجته المسكينه التي يخشى عليها من اغن تصاب بالجنون فحالتها مذرية جدا وتحتاج للمساندة حاليا.
هذا أفضل ما يفعله الآن.
أيام من الصمت وحده دون أي رد فعل مع غياب تام لعادل حتى أن حلا بدأ القلق ينهش وينمو داخلها
مرت تلك الأيام مريرة كالعلقم على غانم وسلوى التي لم تستطيع التأقلم على ما حدث كانت تعيش على المهدئات إلى أن تحسنت حالتها قليلا وقررت العودة إلى البيت مع غانم .
سندها حتى صعدت لغرفتها وأتكأت على الفراش ودثرها جيدعا ثم أعطاها الدواء وقال لها نامي شويه و حاولي ترتاحي
نظرت له سلوى بصمت ثم قالت الدكتور قال لك أنا ليه مش بيثبت لي حمل عندي مشكله إيه إحنا مش كشفنا والدكتور قال إن أنا تمام وما عنديش اي مشاكل في الرحم
هز غانم كتفيه بقلة حيله وقال ما اعرفش أمر الله... أنا نفسي مش عارف ليه بيحصل كده
بللت شفتيها وقالت بصعوبه وأنا عايزه أعوض الحمل اللي راح ده
اغمض عيناه بتعب ثم قال أهدي يا سلوى إنتي طالعه