الأحد 24 نوفمبر 2024

بريئة ولاكن مذنبه ((كامله جميع الاجزاء)) للكاتبه رهف

انت في الصفحة 2 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

انه كما يوجد من هى مثل زوجته لميس يوجد من هى مثل أخته إيمان الجانحة المستهترة والتى لا تهتم إلا بنفسها فقط وتلقى بأحمال مسؤوليتها عن زوجها وأولادها على كل من حولها بل بدأ حالها يصل بها للأخطاء التى ليس فيها ندم أو رجوع .
أفاق من شروده على نداء لميس له وهى تقف أمامه وهى تقول
.. أشرف ايه سرحت فى ايه 
.. ولا حاجة يالميس ...
... انا كنت بسألك ايه اللى حصل 
بدأ فى قص محتوى مكالمته مع والدته بحزن وقلة حيلة فقد كان يتمنى أن يكون له تأثير على هذه الفتاة وان يقيمها ويعيديها للصواب لكن للأسف والده ووالدته من بعده قد اجبروه على اعتزال علاقة أخوته لأخته الصغيرة 
استمعت له لميس وهى صامتة دون أى تعبير على وجهها حتى أنهى كلامه انتظر أن تتحدث لكنها استمرت على صمتها ثم أدارت وجهها ناحية الشارع فقال
... ايه يالميس سكتى ليه 
.. هقول ايه لو اتكلمت هقول كلام يزعلك منى السكوت احسن ...
ابتسم ثم قال ... على قد كلامك ما ساعات بيكون تقيل ومبتحملوش بس معظم الوقت بتكونى على حق قولى اللى عندك ...
... مدام قلت كدة يبقى هتزعل بلاش احسن ...
.. ياستى قولى هتحايل عليكى ...
... أقول ايه ياأشرف أقول إن الغلط مش غلطها قد ما هو غلطكم انتوا ...
قال بدهشة .. احنا 
... اه

انتوا ابوك وامك وانت وخالك كلكم ساعدتوها على كدة ...
... ازاى بقى 
.. فاكر أول سنة اتجوزنا فيها لما اتخانقنا وزعلنا وانا خدت هدومى ورحت عند بابا فاكر ماما عملت ايه 
ابتسم أشرف لما ذكرته به زوجته عن حماته السيدة الرائعة طيبة القلب قد كان يعلم أنها فى منتهى الحكمة لكن كان هذا اول موقف فعلى تظهر له مدى حكمتها واضحة تماما حين حدث مشاجرة بينه وبين لميس ومن غضبه تطاول عليها بالكلام فتركت له المنزل وذهبت لبيت والدها 
وفى نفس الليلة ارتدى ملابسه وهم بالذهاب اليها فتح الباب ليجد أمامه والدة زوجته العجوز تستند على عكازها ومن خلفها تقف لميس مطأطأة الرأس وكأنها هى المخطئة فى حقه بخروجها هكذا أو هذا بالفعل ما اشعرتها به والدتها حتى لا تفعلها مجددا 
... أهلا وسهلا ياطنط اتفضلى ...
... لأ ياأشرف بيتك مش هدخله غير لما تقوللى مالك مش بعادة ټشتم مراتك ولا تقول كلام مش كويس كدة ...
... انا اسف ياطنط انا كنت جاى مدايق وهى نرفزتنى اكتر محستش انا بقول ايه ...
... ومقلتلهاش الكلام ده ليه عشان تراضيها ومتخليهاش تخرج كدة ...
... هو انا لحقت اقول حاجة انا خرجت من ساعة وأما رجعت ملقتهاش ...
قامت السيدة بالالتفات للميس من خلفها قائلة
. .. سمعتى ياأبلة اتفضلى ادخلى بيتك. ..
استدارت لميس ودخلت ووقفت خلف أشرف تابعت والدتها كلامها موجهة الحديث لها
... اسمعى يالميس الكلام ده هقوله مرة واحدة ومش هكرره احنا بن البنات عشان يعمروا ويضللوا على بيتهم واجوازهم وولادهم مش عشان يتنططوا وكل شوية يرجعوا تانى فاهمة أول وآخر مرة تسيبى بيتك هو إللى يسيبه ويطلع برة مش انتى ولو قفلت فى وشك اوى اتصلى بأبوكى يجيلك هنا وساعتها لو متحلتش يبقى ياخدك أبوكى بنفسه وساعتها يكون فى كلام تانى غير كدة مفيش خروج ...
قال أشرف ملاحقا ... لا تانى ولا تالت ياطنط أن شاء الله مش هتتكرر تانى ...
قالت حماته للميس ... يلا خشى ليا كلمتين مع جوزك ...
دخلت لميس وتركتهم على الباب وإلى الآن لم تعرف ابدا ماذا قالت والدتها لأشرف ورفض هو أن يخبرها رغم أنها ترجته كثيرا 
الټفت لحماته وقال .. اتفضلى جوا بس ياطنط مينفعش وقفتك كدة ...
... قلتلك لأ ياأشرف بيتك مش هدخله تانى غير لما أحس انك رضيت لميس بجد مش بس كدة لما أحس كمان أن اللى حصل مش هيتكرر تانى انا جبتها لحد عندك وعلى عينى والله بس انا مش عايزة اخرب عليها وهى شايلة ابنك فى بطنها انا عايزاها تتعلم معنى المسؤولية ويعنى ايه زوجة وبيت بس لو انت ناوى تمشى على كدة عرفنا من دلوقتى عشان نتصرف ...
... قلت لحضرتك انا كنت جاى مدايق من الشغل وهى نرفذتنى اكتر ...
... كل الرجالة بيشتغلوا و بيدايقوا ياأشرف لكن مش كل واحد يشتم مراته بالشكل ده هى كمان عندها شغلها وحامل ده غير شغل بيتها يعنى مش فاضية وقاعدة مستنية يبقى تتحملوا بعض عشان المركب تمشى وإلا هتقفوا وتغرقوا من دلوقتى وانتوا لسة مدخلتوش فى الجد خليك حنين مع مراتك ياابنى انتوا ملكش غيرها وانت عارف كدة كويس وهى كمان ملهاش غيرك ...
.. حاضر ياطنط اتفضلى ادخلى بقى ...
... قلتلك لأ سلام عليكم ...
وابتعدت مستندة على
عكازها خطوة بخطوة حتى نزلت للدور الأرضى ومنه للشارع رغم آلام قدميها لكنها تحملت من أجل عمار بيت ابنتها لم تتركها اسيرة هواها أو ڠضبها لتخرب بيتها وإنما أعطتها درسا بسيطا لتتعلم معنى الحياة الزوجية ودور الزوجة رغم انفطار قلبها من اهانة ابنتها إلا أنها لم تأخذه على أنه أمر نهائى لا رجعة فيه بل الحياة محاولات مستمرة حتى تصل للمنشود .
اتسعت ابتسامة أشرف وهو يتذكر كلام حماته فى موقف بسيط مثل هذا وبالطبع قد فهم مقصد زوجته بتذكيره بموقف كهذا حقا الفرق شاسع بين أفعال والدة زوجته ناحية أبنائها ووالدته ناحيته هو واخته 
حماته دائما ما كانت تعالج كل الأمور فى صالح بيت بناتها وازواجهن لكن والدته دائما تصل بأفعالها لنتائج سيئة لا يحمد عقباها .
قالت لميس لتخرجه من شروده
... افتكرت أمى

عملت ايه 
... طبعا افتكرت ...
.. شوف أمك بقى طردتنا من البيت وفتحته على البحرى لأختك مع أن العمارة كلها ملك حما اختك يعنى الشقة بتاعة جوزها اصلا لكن ازاى عايشة مع أمها أكل وشرب ولبس وكمان شدت ولادها معاها معاشها كله بتصرفه عليهم شالت مسؤوليتهم وابوهم موجود وهو ريح دماغه مادام مفيش حد بيقوله هات فلوس ولما يعوزها تقعد معاه شوية يبعتلها وبعد كدة انزلى عند أمك عودتها وعودته على قلة المسؤولية ناحية بعضهم وناحية ولادهم ومن يومه وهو قليل الأدب فى كلامه ومن يومها وهى بترد عليه ..
...طيب دى أمى انا وخالى بقى ذنبنا ايه ...
... ذنبكم انكم سكتوا على المهزلة دى من البداية وخالك اكتر منك عشان كان له كلمة على أمك اكتر منك ...
...والحل دلوقتى ...
... الحل معروف واى حد عاقل يقوله اختك ترجع تعيش فى شقتها مع جوزها وولادها وجوزها يشيل مسؤولية بيته وولاده وانت ترجع شقتك بدل ما احنا مهددين بالطرد كدة ...
سكت أشرف تماما شعرت لميس بما يحمله زوجها داخله من قلق وحيرة اشفقت عليه وشعرت أن كلامها كان أثقل من اللازم مدت يدها واحتضنت بها كف يده قائلة
... متشلش هم الدنيا كدة قوم شوف أمك واختك الأول وبعدين يحلها ربنا ...
دخل الصغير تيم زات الخمس سنوات يجرى ناحية لميس وهو ېصرخ
.. ماما بصى

انت في الصفحة 2 من 7 صفحات