مع وقف للتنفيذ((كامله جميع الاجزاء)) للكاتبة دعاء عبد الرحمن
والدته استوقفته قائله
أنت متخانق مع خطيبتك ولا فى حاجه تانيه مش عاوز تقولها
أستدار اليها بنفس الابتسامة الباهته وقال
يا ماما مفيش حاجه والله ولا متخانق ولا فى حاجه كل الحكايه بس تعبان شويه ومحتاج ارتاح
أم فارس مش عادتك يعنى تعامل مهره كده ده أنت كنت بتذاكرلها فى الامتحانات كأنها فى ثانويه عامه
أتجه الى غرفته مره اخرى وهو يقول
دخل غرفته وأغلق الباب خلفه وهى تنظر الى الباب المغلق بدهشه وتقول فى نفسها
لا ده فى حاجه وحاجه كبيرة كمان
أبدل ملابسه والقى بجسده المرهق على فراشه وأغمض عينيه يطلب الاسترخاء قليلا ولكن من اين تأتى الراحه فقلبه غير مستقر أبدا والقلب المجهد يجهد معه البدن دائما لا ينفك الا فى التفكير فى حياته بعد يومين او ثلاثه عند ظهور النتيجه كيف ستكون وماذا سيحدث ان تم رفضه
بعدها بل لا يريد التفكير فيها ابدا
فى المساء وهو يغادر ذكرته لعمله ذكرته والدته بمهره فأومأ برأسه قائلا
حاضر يا ماما
هصالحها ان شاء الله
ولكنه لم يكن لديه أى حماس للصعود اليها او مداعبتها كما كان يفعل فتوجه للمكتب على الفور
أنهى دبلومته التى عكف عليها والتى أهلته للتقدم للماجستير وبدأ فى جمع ما يلزمه من أوراق وكتب وخلافه للبدء فى الماجيستير ولكنه لم يكن متحمسا بالشكل المطلوب فهو لم يحلم يوما بهذه الدرجات العلميه بل كان حلمه الوحيد هو النيابه
طرق الباب ودخل بعد الاسئذان نظر الى الدكتور حمدى نظرة متفحصة وهو يقول ببطء
فى حاجه يا دكتور
نتيجه النيابه طلعت يا فارس
ظهرت الدهشه على وجهه وقال بسرعه
ظهرت! أزاى دى المفروض بكره
قال الاستاذ حمدى بجديه انا عرفتها النهارده الصبح بس قلت لما اشوفك بالليل ابقى ابلغك
خفق قلب فارس وزادت نبضاته بقوة وشعر پألم فى جميع أجزاء جسده ومرت الثوانى عليه ساعات
وهو ينظر فى عينيى الدكتور حمدى اللتان كانتا خاليتان من اى علامات البشرى وهو يقول
أصابه التبلد وعدم التصديق للحظات وهو يكرر ايوا يعنى قبلونى ولا لاء
ربت الاستاذ حمدى على كتفه مشجعا داعما له وهو يقول
أنت أنجزت الدبلومه بسهوله وهتكمل الماجيستير ان شاء الله وبعديها الدكتوراه ومش هتحتاج النيابه دى خالصانت ليك مستقبل كبير فى المحاماه وانا اصلا كنت مستخسرك فى حكاية النيابه دى
طب ليهليه انا جايب التقديرات المطلوبه وجاوبت كل الاسئله اللى اتسألتها فى المقابلات من غير ولا غلطهيبقى ليه طيب ليه
جلس الاستاذ حمدى بجواره وهو يشعر بالاسى لاجله وقال بشفقه
يابنى انت مش عايش فى البلد دى ولا ايهبصراحه يا فارس انا من الاول وانا متأكد من النتيجه حتى من غير ما تدخل الامتحاناتمفيش حد بيتعين فى المهنه دى الا
اذا كان ليه واسطه جامده
يا اما عم او خال او قريب وكيل نيابه وكمان مش اى وكيل نيابه ده لازم يبقى وكيل نيابه مرضى عنه يابنى
ألتفت اليه فارس پحده قائلا مرضى عنه من مين
نظر اليه الاستاذ حمدى قائلا يعنى مش عارف لازم يكون مرضى عليه من مين يا فارساللى هيصدق على قرار تعينه طبعاوأستدرك قائلا وانا يابنى لو كان مرضى عنى كنت اتوسطلك بس انت عارف انى طول عمري راجل دوغرى ومش تبع حد وهما عاوزين حد تباعهم علشان كده كانت وسطتى هتضرك مش هتنفعك
وضع فارس وجهه بين كفيه وهو غير مصدق ما يسمع ها قد أنهارت أحلامه على صخرة الفساد المتفشى فى المجتمع والذى توارثناه