الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية عشقها المستحيل للكاتبة زينب مصطفي كاملة

انت في الصفحة 4 من 35 صفحات

موقع أيام نيوز

من نافذة السياره للطريق لتلاحظ دخولهم الى حي سكني راقي تحيطه الحراسه من كل جانب
تنظر
بدهشه الى سليم المستغرق في العمل
ايه الحراسة دي كلها احنا داخلين معسكر جيش و لا ايه !
يرد سليم وهو يغلق حاسوبه وينظر الى عليا بجديه
الكامبوند ده بيسكن فيه أكبر رجال الاعمال في البلد وطبيعي تكون عليه حراسه مشدده .
ترد عليا وهي تنظر من نافذة السياره وهي تدعي إنها تفهم حديثه
اااااه ...
بس مش فاهمه برضه هما عاوزين حراسه ليه هو حد هيخطفهم
يرد سليم عليها بتهكم
مش عارف ..انتي إيه رأيك يا نابغة عصرك 
ترد عليا بتكبر و هي تتجه ببصرها إليه
أنا أقولك اكيد منظره فارغة كل واحد منهم ماشي ووراه تلاته اربعه بودي جارد زي الحيطه وموقف حراسه قدام بيته علشان يعمل نفسه الشخصيه المهمه الي مفيش زيها .
تشير بيدها الي فيلا كبيره بيضاء اللون تتوسط حدائق واسعه تبدو كالقصر لها بوابه كبيره من الحديد المشغول ويقع على كل جانب منها غرفه للحراسه مملؤه بالحرس المدججين بالسلاح
لتقول بطريقة العالمة بجميع الامور
عندك الفيلا دي مثلا شوف صاحبها حاطط حراس قد إيه زي مايكون اللي عايش فيها ملياردير وهو تلاقيه كل فلوسه قروض من البنوك وعامل الشويتين دول علشان يرسم نفسه عقدة نقص يعني .
يرد عليها سليم بسخريه وهو يرفع حاجبيه بتهكم
ودي بقى معلومات ولا استنتاج بذكائك العظيم 
ترد عليا بثقه وهي تميل للنظر من نافذة السياره
استنتاج بس بكره تقول عليا قالت .
تعقد حاجبيها وهي تنظر لسليم و تقول
هو إحنا داخلين الفيلا بتاعة الحراسه ليه 
تجد سليم ينظر اليها بسخريه 
تفتكري هندخلها ليه 
تتنحنح عليا بحرج وهي تشير بيدها ناحية الفيلا لتقول باحراج وبصوت متقطع به غصه
هو...إنت... صاحب... الفيلا دي 
يرد سليم عليها بسخرية
أيوه أنا اللي كل فلوسي قروض من البنوك واللي بيعمل الشويتين دول علشان عندي عقدة نقص .
تشعر عليا وكأنها ستموت من الشعور بالأحراج لتقول بتلعثم
أنااااا....مقصدش... أقصدي..يعني.. لتصمت وهي لاتجد ماتقوله
يرد سليم باستهزاء عليها
أخيرآ سكتي ومش لاقيه حاجه تقوليها الحمد لله ياريت تخلي استنتجاتك العبقريه لنفسك ولأخر مره بقولك خدي بالك من كلامك علشان متعرضيش نفسك لعقاپ إنتي مش قده و اعتبري ده أخر تحذير ليكي .
تهمهم عليا بصوت منخفض
________________________________________
اعتراضآ على كلامه
أعوذ بالله كل شويه خدي بالك من كلامك ..
لا عقاپ مش عارفه ايه .
يقول سليم پحده ونفاذ صبر
بتقولي إيه بطلي تكلمى نفسك و ارفعي صوتك وإنتي بتتكلمي سمعيني بتقولي إيه .
ترد عليا بتأفف
اوففف مبقولش حاجه بكلم نفسي ولا ده كمان ممنوع 
يرد سليم ببرود جليدي وتكبر
أيوه ممنوع ....ممنوع تكلمي نفسك وانتي معايا مفهوم !
تنظر عليا للجانب الآخر إعتراضا على كلامه
يقول بتحذير هادئ وهو يرفع حاجبه
مفهووووم 
ترد عليا بتأفف
مفهوم
تتفاجئ بالسائق يقوم بفتح باب السياره لها وينتظر نزولها لتنظر لسليم بتساؤل الذي أجاب ببساطه
وصلنا اتفضلي انزلي
تشعر بالتوتر وهي تنزل من السياره لتجد نفسها أمام الفيلا البيضاء الرائعه التي تشبه القصور في فخامتها وتحيط بها حديقه رائعه كبيره ليشير لها سليم أن تتقدمه لتصعد عليا السلالم القليله التي تقود لبوابة الفياه الجميله لينزلها ويتوجه بها ناحية عليا وهو يبتسم ويقول
دي بقى تبقى تالين أختي الصغيره .
أكيد إنتي عليا بنت عمي ..صح !
تبتسم عليا بخجل وهي تقول
أيوه صح .
تقوم تالين بشد عليا للداخل وهي تثرثر
تعالي اعرفك على ماما دي مستنياكي من الصبح .
تجد سيدة جميله أنيقه تجاوزت الخمسين من عمرها.. لا يظهر عليها معالم التقدم في السن تتقدم للترحيب بها
أهلا وسهلا يا بنتي نورتينا .
تمد عليا يديها بخجل لتحيتها
ازي حضرتك يا طنط 
إلا إنها قامت بتجاهل يد عليا الممدوده لها لتقوم باحتضانها عوضآ عن ذلك وهي تقول
ايه طنط دي اسمي قسمت ..ماما قسمت لو مكنش ده يضايقك .
ترد عليا بخجل وهي تشعر إنها على حافة البكاء بسبب ترحيبهم الشديد بها
لاء يضايقني إزاي يا طنط....قصدي يا ماما قسمت .
تضحك قسمت وهي تربت على ظهر عليا
شوفتي يا تالين عليا بتسمع الكلام من أول مره ازاي مش زيك بتنشفي ريقى على أما تسمعي الكلام .
ترد عليها تالين وهي تضحك بشقاوه
بس يا مامتي عليا هتاخد فكره وحشه عني كده .
قسمت وهي تربت على كتف عليا بحنان
أطلعي ياعليا مع تالين فوق هتوريكي اوضتك ارتاحي شويه وغيري هدومك يكون الغدا جهز .
تصعد عليا بصحبة تالين لغرفتها وهي تستمع لحديث والدة سليم معه
على فكره چومانه هي وأخوها ووالدتها هيتغدوا معانا النهارده .
يعقد سليم حاجبيه وهو يقول
انتي شايفه يا ماما إن الوقت مناسب للدعوه دي !
أنا عندي شغل متعطل بقاله إسبوع ومعنديش وقت للمجاملات الاجتماعيه دي .
تقول والدته وهي تحاول اقناعه
ميصحش يابني بلاش تحرجني معاهم اتغدا معانا وبعدين روح الشركه زي ما انت عاوز و أهو تكون إرتحت شويه .
سليم وهو يتنهد بقلة صبر
خلاص يا ماما زي ما انتي عاوزه أنا هاخد حمام و أغير هدومي يكونوا وصلوا .
يترك والدته ويصعد لغرفته
تتوجه قسمت هانم للمطبخ لتوجيه الخدم بتجهيز الطعام للضيوف القادمين.
في نفس التوقيت
.......
صعدت عليا برفقة تالين الى الغرفه المخصصة لها لتجدها غرفه واسعه مفروشه بفرش راقي يغلب عليه اللون الوردي وتزينه لمسات راقيه من اللون الذهبي
تبتسم تالين وهي تقوم بفتح باب الشرفه المطل على حمام السباحه الكبير الذي يتوسط حديقة الفيلا
ايه رأيك في الأوضه لو مش عجباكي في أوض كتير ممكن تختاري منهم اللي يعجبك .
تجد عليا صامته وهي تقريبا لا تستمع لها ولا تنظر لجمال الغرفه المتواجدين بها
تهزها تالين وهي تقول
هيهيي انتي سرحانه في إيه !
تنتبه عليا لحديث تالين معها
معلش أصل أنا تعبانه شويه من السفر .
تقول تالين بمرح
ولا يهمك يا قمر خدي حمام ونامي شويه و ارتاحي لسه حوالي ساعتين على ميعاد الغدا أسيبك علشان ترتاحي بقي .
تسألها عليا سريعا وهي تحاول أن لا تظهر اهتمامها
هي مين چومانه اللي ماما قسمت كانت بتكلم سليم عنها 
ترد تالين بسخريه وهي تمسك بطرف ثوبها وتنحني بطريقه مسرحيه
دي الليدي چومانه المرشحه المثاليه للزواج من سليم بيه المنشاوي .
يشحب وجه عليا وتترنح وهي تشعر بالدوار وأسوء مخاوفها يتحقق أمامها سريعآ
تسندها تالين سريعا وهي تجلسها على السرير
مالك يا عليا في ايه أنا لبخت و لا إيه 
يختنق صوتها بالشعور بالندم وهي تقول
مش عارفه أنا قلت كده إزاي ونسيت حكاية إنك مرات سليم دي بس هو قال إن الموضوع صوري وإنكم متفقين على كده ولا هو مش صوري و لا إيه
ترد عليا وهي تحاول إستعادة سيطرتها على نفسها
لاء هو فعلا صوري زي ما قال بس أنا تعبانه من السفر و من تعب الاسبوع اللي فات هنام شويه وهبقى كويسه .
تنظر لها تالين بشك وعدم تصديق لتقول
تعبانه من السفر!! طيب هاسيبك ترتاحي وتنامي شويه قبل الغدا . لتغادر وتغلق باب الغرفه خلفها
ترتمي عليا على السرير وهي تبكي وتشعر بيأس شديد يغلف قلبها
بعد مرور ساعتين تقريبا
مشطت عليا شعرها في جديله طويله جذابه وإرتدت ثوب بسيط رمادي اللون و الذي رغم بساطته ألا إنه لم يقلل من جمالها الرائع لتسمع طرقات على باب غرفتها
تفتح باب الغرفه سريعا وهي تتخيل أن من بالباب هي تالين لتتفاجئ بسليم يقف بالباب
يقول لها سليم
________________________________________
باقتضاب
ممكن
نتكلم قبل ماتنزلي للغدا
عليا بتوتر
اه طبعا اتفضل .
تشير له بدخول الغرفه
يدخل الغرفه بثقه وهو يواجهها
طبعا أنا مش هعيد عليكي الكلام اللي إتفقنا عليه مش عاوز اي غلط أو لخبطه في الكلام .
تتعمد عليا عدم الفهم لتقول ببرائه مزيفه وهي ترتدي قرط صغير في أذنيها
كلام ايه أنا مش فاهمه هو احنا اتفقنا على حاجه !!
يقول سليم بتحذير وهو يقترب منها ببطء
بقى مش فاكره احنا إتفقنا على ايه
تشعر عليا بالخۏف ولكنها لاتظهر ذلك لترد بتحدي وقد تسلط عليها شيطان الغيره لتقول وهي تتراجع للخلف
لاء مش فاكره
يبتسم سليم فجأه بخبث وهو ينظر إليها ويقول
عندك حق أنا كمان مش فاكر اني اتفقت معاكي على حاجه .ليبدء في فك أزرار قميصه وهو يتجه إليها
تنظر إليه عليا پخوف وهي تحاول الهرب منه
انت بتعمل إيه يا مچنون..!!
يرد سليم بخبث
طالما انا وانتي مش فاكرين أي إتفاق ما بينا يبقى أكيد إتفاق إن جوازنا مع وقف التنفيذ كمان مش فاكرينه ولا إيه 
بس....بس أنا فاكره ...فاكره الاتفاق كله .
يرفع سليم حاجبه بخبث
متأكده 
تهز عليا رأسها سريعا علامة علي الموافقه وهي لاتستطيع كبح دموعها التي أغرقت وجهها
بس أنا فاكره ..والله... فاكره الاتفاق كله 
تقول عليا وسط بكائها وجسدها يهتز من أثر البكاء
فاكره أن أنا بنت عمك وبس ومحدش هيعرف أننا متجوزين لحد مانتطلق بعد سنه .
اغسلي وشك وحصليني على تحت علشان الغدا .
تبتعد عنه وهي تمسح بقايا دموعها بظهر يديها بطريقه طفوليه
مش ..عاوزه.. أنا شبعانه
يذهب بأتجاه الباب وهو يشير لساعة يده
خمس دقايق وتكوني تحت وألا تحبي أقول لهم إنتي مش عاوزه تنزلي ليه .
يتركها تقف مصدومه في منتصف الغرفة ..........
خرج سليم من غرفة عليا ليتوجه سريعآ لغرفته بدلآ من النزول للاسفل..ليغلق باب الغرفه وهو يستند عليه ويتنفس سريعآ كمن كان يركض مئات الاميال وينحني بجزعه للأسفل ويضغط بيده على ركبتيه و هو يحاول التنفس بعمق لتهدئة ضربات قلبه التي تطرق بقوه داخل صدره
ثم يستقيم پحده وهو يحدث نفسه وينهرها بقسۏة
جرى إيه يا سليم حتة عيله هتأثر فيك ... فوق لنفسك من إمتى سليم المنشاوي بيسمح لأي واحده تأثر فيه مشاعره المفاجئ
دا أكيد سببه الارهاق وضغط الشغل بقالي فتره مسهرتش سهره خاصه من بتوع زمان ايوه أكيد ده السبب .
يتبع قوله بنزع ملابسه و يتوجه للحمام الملحق بالغرفه ليأخذ حمام ماء بارد عله يهدئ من قوة غليان مشاعره .
توجهت عليا للأسفل بعد أن اعادت ترتيب ملابسها وغسل وجهها بالماء البارد لتخفي أثار الدموع
تقف في بهو الفيلا تتلفت حولها وهي لاتعرف إلى اين تتجه
تسمع صفير إعجاب قصير يأتي من الخلف لتلتفت لتجد شاب وسيم يكبرها بعدة سنوات هو من يطلق الصفير
تنظر له بدهشه وهو يقترب منها و على وجهه إبتسامه بلهاء وهو يمد يده إليها مرحبا
سمير النويري سبعه وعشرين سنه أعزب وابن ناس وأتحب ايه رأيك 
تنظر اليه عليا بدهشة وهي تقول
رأي في إيه 
يتنهد سمير وهو يمسك قلبه بطريقه مسرحية
أاااه يا قلبي.. حتى صوتك حلو..
يتفاجئ بسليم خلفه يقول بصوت حاد وهو يضرب على كتفه بقوه مبالغ فيها
سلامة قلبك... لو كان تعبك اوي ممكن نستأصله ونريحك منه .
يلتفت لعليا التي تتابع الموقف بدهشه
ويقول پحده وهو يشعر پغضب لا يستطيع تبريره
انتي إيه اللي موقفك كده ..مش قاعده معاهم جوا ليه 
ترد عليا بتلعثم وهي لاتفهم سر غضبه
أصل أنا لسه نازله من فوق ومش عارفه هما قاعدين فين
يشير

انت في الصفحة 4 من 35 صفحات