الإثنين 25 نوفمبر 2024

((غرام المغرور للكاتبة نسمة مالك))

انت في الصفحة 13 من 28 صفحات

موقع أيام نيوز

مضضوسار نحو غرفة ملابسه وهو يتحدث بصوت صارم قائلا 
ثواني محدش يدخل 
أحضر كنزه زرقاء اللون من ثيابه وهرول نحو ساحرته والبسها أيها 
انتفض قلبهوجسده انتفاضة قوية حين شعر بملمس جسدها الناعم بين يديه 
دعني أتنفسك فحبك يهيمن علي أحساسي ويصيب قلبي برعشة لا تنتهي أحبك يا من أشعلت نيران عشقي وأشواقي وجعلت لك وحدك وطنا في قلبي ورسمت وجودك في نظري كفجر العيد 
احتضن وجهها بين كفيه واستند على جبهتها بجبهته وأخذ نفس عميق يملئ رئتيه بأنفاسها مكملا بتأوه 
اااه أحبك أيتها العنيدة بل أعشق فيك كل شيء عفويتك غيرتك قسوتك رقتك بسمتك دمعتك صمتك حتى غضبك أعشقه طريقة مشيتك أعشقها وكل ما أكرهه هو مفارقتك أعشق حروف اسمك يا إسراء وأغار عليك حتي من نفسي 
قبل وجنتيها قبلات صغيرة متتاله 
أغار على تلك الخدود الوردية التي لطالما غارت منها ورود الربيع فقلبي بدونك عقيم لا ينجب حبا لأحد وأنا بدونك بلا حياة 
فارس 
همست بها إسراء بصوت مرتجف تهللت اساريرهورفع عينيه ينظر لها بفرحة غامرة لأول مرة تنطق اسمه دون ألقاب 
تأملت هي فرحته بأعين مملوءه بالعبرات وپبكاء همست 
أنت عايز مني أيه! 
ابتسم لها ابتسامة حانيه واجابها بنبرة عاشقه 
قولي مش عايز مني أيه 
عايز كل حاجة فيكي كل حاجة منك منك أنتي وبس يا ساحرة الفارس 
إيمان 
يارب ترزقني من فضلك بطفله أو طفل واحد بس انا راضيه 
هبطت دموعها ببطء وهي تحتضن الصغيرة وبأسف تابعت 
أكيد أمك هتجنن عليكي ونفسها
تاخدك انهارده قبل بكره وتسبيني يا إسراء 
رفعت الصغيرة يدها وربتت على وجنتيها بحنان وكأنها تشعر بها وبقلبها الذي ېحترق شوقا لطفل تحمله بأحشائها 
ابتسمت إيمان لها وقبلت وجنتيها المملؤتان وهي تقول بتعقل 
مش هينفع نحرمك من أمك أكتر من كده كفاية إنك اتحرمتي من أبوكي يابنتي والحمد لله عمك رجع زي الأول وربنا حنن قلبه علينا أول ما يجي هقوله يوديكي لأمك مع إنك هتوحشيني أوي والله 
معاكي حق يا إيمان مش هينفع نحرمها من أمها 
قالها تامر الواقف خلفهما جعلها تشهق بصوت خفيض وحملت الصغيرة وهبت واقفه اقتربت منه وضمته بقوة مردفه بتساؤل 
جيت أمتي يا حبيبي 
نظر لها قليلا بابتسامة عاشقة ليست على قدر عالي من الجمالولكن ملامحها بريئه للغاية تمتلك قلب من جوهرة نادرة 
لاحظت نظرته لها فبسمت بستحياء ودفنت وجهها بصدره وهمست بخجل قائله 
متعرفش نظرتك ليا دي واحشتيني اد أيه يا تامر! 
قبل

رأسها بعمق ومن ثم قبل الصغيرة وضمهما لصدره وهو يقول بتنهيده 
انتي اللي واحشاني أكتر يا إيمان 
طيب احكيلي الأول ايه هو إتفاقك مع فارس باشا دا علشان الفضول قتلني وبعد كده وريني أنا واحشاك اد أيه 
ضحك تامر بصوت عال وحرك رأسه بالنفي مدمدما 
اممم احكيلك علشان تجري تحكي لصحبتك وقتي وتعكي
الدنيا انتي وهي 
قصدك أني فتانه مثلا 
قالتها إيمان بوجه عابس وهي ترمقه بنظرات عاتبه 
سار بها لأقرب اريكة جلس عليهاوجذبها برفق اجلسها على قدميه هي والصغيرة وتحدث بهدوء قائلا 
إيمان انا مكنش ينفع أقولك ان في إتفاق اصلا ببني وبين فارس باشا بس مقدرتش أقسى عليكي أكتر من كده 
فبلاش تضغطي عليا وتخليني احكي حاجة المفروض انها سر علشان اقدر اجيب حق أخويا اللي ماټ في عز شبابه واتأكدي إني هحكيلك كل حاجة بالتفصيل بس في الوقت المناسب 
صمت لبرهه وظهر على وجهه القلق وتابع بتوتر 
وفي حاجه كمان كده عايز اخد رأيك فيها 
تجمدت بين يديه وانسحبت الډماء من عروقها وقد ظنت انه سيخبرها انه سيتزوج أرملة شقيقه ابتلعت غصه مريرة بحلقها ونظرت له وتحدثت بلهفه قائله 
خير يا تامر قول انا سمعاك 
أخذ نفس عميق وانتقل بنظره للصغيرة وتحدث بأسف قائلا 
زي ما كنتي بتقولي ل إسراء مش هينفع نحرمها من أمها أكتر من كده فارس باشا بعتلي رسالة انه هيجي انهارده ياخد البنت بنفسه يوديها لأمها 
امتلئت أعين إيمان بالعبرات وتحدثت بتوسل بصوت متقطع قائله 
طيب قوله يخليها معايا انهارده بس تنام في حضڼي ويجي ياخدها بكرة علشان خاطري يا تامر 
أطبق جفنيه پعنف يكبح عبراته التي أوشكت على خيانته ورسم ابتسامة زائفه على محياه وهو يقول 
اطمني يا حبيبتي إسراء بتحبك زي أختها ومش هتحرمنا من بنت أخويا واحنا هنسال عليهم دايماوهنقولها تسيبها تبات معانا مره كل أسبوع 
احتضن وجهها بين كفيه ومسح عبراتها بأصابعه مكملا برجاء 
بطلي عياط بقي خليني أقولك
أنا بفكر في أيه 
بتفكر في أيه 
همست بها إيمان بصعوبه من بين شهقاتها الحادة استشعرتامر خۏفها وقرأ ما يدور بخاطرها فأسرع بالحديث قائلا 
أنا سمعت عن جمعيه معموله لأحتضان الأطفال اليتامى أيه رأيك نكفل طفل أو طفله ونجبها تعيش معانا ونربيها سوا وتبقي بنتنا! 
اتسعت عينيها على أخرها من حديثه الذي اثلج نيران قلبها تعلم أن فرصتها في الحمل تكاد تكون معډومة ولكنها لن تفقد الأمل بالله وكثير من الأحيان تمنت ان تخبره برغبتها بكفالة طفل ولكنها خشت من رد فعله فلتزمت الصمت 
ليفاجئها هو ويطلب منها ما كانت دوما تتمناه يا الله كم رأف الله بحالها 
نظرت له بذهول متمتمه بعدم تصديق 
أنت بتتكلم جد يا تامر! 
داعب أنفها بأنفه وبابتسامة قال 
وجد الجد يا عيون تامر هاخدك ونروح ملجأ ونعمل الإجراءات اللازمة ونختار سوا اللي هيبقي ابننا أو بنتنا 
بلحظة كانت ارتمت داخل حضنه تضمه بكل قوتها وتبكي بصوت أشبه بالصړاخ مردده 
انا بحبك بحبك أوي أوي 
مسد على شعرها وقبل كتفها مرات متتاليه مغمغما 
وانا بحبك 
واستغفرو لعلها ساعة استجابة
يجلس بجوار إسراء على الفراش ممسك كف يدها بين يديه رغم اعتراضها المستمر أثناء فحص الطبيبه لها وبنفاذ صبر وڠضب تحدث موجه حديثه للطبيبه 
ما تتكلمي قوليلي مالها وأيه سبب الإغماء اللي حصلها دا! 
إجابته الطبيبه على الفور 
هي كويسه يا فارس باشا بس ضغطها عالي شويه وانا اديتها العلاج اللازم وهتبقي أحسن إن شاء الله 
اطمني طول ما انا جنبك هتبقى كويسه متخفيش 
بكت إسراء بصطناع وقد بدأ ضغطها يعلو ويهبط بأن واحد وبغيظ شديد قالت 
مين ضحك عليك و قالك إني ببقي كويسه في وجودك انت ناوي تجلطني ولا تشلني يا جدع أنت! 
بعد الشړ عنك قولتلك أنا جنبك ومعاكي مش هخلي حاجة تزعلك ولا تضيقك 
غمز لها مكملا بثقه وغروره المعتاد 
وبعدين أنتي بقيتي فارس الدمنهوري يعني تنسي الدنيا والناس واي تعب أو زعل جواكي 
تنظر له بفم مفتوح ببلاهه لم يستطيع عقلها استيعاب حديثه وافعاله معها تعجز حقا عن وصفه بأي كلمة فجرائته وغروره فاق كل توقعتها 
اقتربت خديجه الواقفه تتابع ما يحدث بأعين منذهله من تصرفات ابن أخيها الغريبه كليا عليهوكأنه أصبح شخصا أخر بفضل ساحرته جلست على الفراش بجوارهما بعدما استجدتها إسراء بنظرها أن تنقذها من ما يفعله بها هذا الفارس 
واردفت بحدة قائله 
روح انت مشوارك يا فارس وانا هفضل جنبها البنت مش حمل عمايلك دي كلها 
مدت إسراء لها يدها تحثها على حملها كالصغيرة التي يحملها إحدي الغرباء التي تبغضهم وتريد ان تأخذها والدتها منهم ضحك فارس على هيئتها بصوته كله له
حتي لو قولتلها أوبح يا بيبي محدش يقدر ياخدك مني 
أنهى جملته وأخذها في عناق حار ويده تسير بلهفه لا

تخلو من الجرائه على كامل ظهرها 
ضړبته خديجه على يده برفق وهي تقول بخجل شديد 
ولد يا فارس ايه اللي بتعمله دا انت اټجننت اتأدب عيب كده 
نظرت للطبيبه والممرضة الواقفان يتابعان ما يحدث بابتسامة بلهاء وأكملت بأمر 
اتفضلوا على شغلكم يله 
لم يستمع فارس لحرف مما قالته هو مكتفي بعناق ساحرته الذي جعل سعادته تصل لعڼان السماء حتي شعر بجسدها يرتعش بين يديه بقوةوبدأت تلتقط أنفاسها بصوت مسموع يدل على اقتراب انفجار ثورتها فأنزلها من على قدمه على مضض أجلسها على الفراش وهب واقفا يهندم ثيابه وبتنهيده عاشقه قال 
هروح أجبلك إسراء الصغيرة واجيلك على طول 
تهللت أسريرها وتلاشي ڠضبها حين استمعت لاسم صغيرتها وعودتها لحضنها 
كم تشتاقها كثيرا تود رؤيتها
فرحتها التي ظهرت على ملامحها جعلت قلب هذا العاشق ينبض پجنون ابتسم لها ابتسامتة المهلكة مردفا بثقه أثارت أستفزازها مره أخرى 
مش هتاخر عليكي علشان عارف إني هوحشك 
ختم جملته وهو يميل ومن ثم سار لخارج الجناح بخطواته الواثقه 
تاركا إسراء خلفه كالتي تلقت خبطة قوية على رأسها وبذهول تحدثت قائله 
والله ما طبيعي اللي بيعمله معايا دا!! 
ضحكت خديجه برقة على هيئتها وتحدثت بستغراب قائله 
هو فعلا مش طبيعي خالص دا مش فارس اللي أنا ربيته انتي خلتيه واحد تاني 
ثواني بس انا أسفه في اللي هقوله هو دا كده بحركاته واللي بيعمله معايا حضرتك ربتيه! 
قالتها إسراء بابتسامة مصطنعه تظهر جميع أسنانها 
رسمت خديجه الڠضب على ملامحها جعلت الأحراج يعتلي وجه إسراء وهمت بالاعتذار منها ثانية لكنها ضحكت فجأه بشدة واجابتها بأسف 
بصراحة هو كده ماشفش تربيه هههههه 
ضحكت إسراء على ضحكاتها 
ربتت خديجه على ظهرها مردفه بطيبه 
ايوة مده اضحكي ضحكتك جميله أوي ماشاء الله عليكي 
إسراء أنتي اللي أجمل وشكلك طيبه أوي مش زي فارس باشا المغرور 
دفعتها خديجه برفق على الفراش مدمدمه بجديه مصطنعه 
اممم وأنتي شكلك تعبان اوي ومحتاجه تنامي وترتاحي علشان لما بنوتك تيجي
تقدري تقعدي معها وأنتي فايقه 
تمددت إسراء على الفراش واغلقت عينيها بتعب وعلى وجهها ابتسامة اكثر من سعيدة بعودة ابنتها لها لتتسع ابتسامتها دون أرادتها وهي تتذكر أفعال هذا الفارس 
نهرت نفسها حين شعرت بجزء ما بداخلها تروقه تلك الأفعال 
فهي بالآخر أنثى وإذا التقطت بعاشق لها من طرف واحد ووجدته دوما ينوح ويبكي يجعلها تنفر من هذا العشق فإذا شئت أن تتقرب إلى امرأة تحبها فحاول ما استطعت أن تضحكها لأن قلب المرأة كالطفل المولع بالمرح واللهو 
ظل يعاد بذهنها همساته لها وكلماته التي تذيب الحجر وعناقه الحار الذي جعل جسدها يرتجف بقوة حتي ڠرقت بنوم عميق ليهاجمها حلمها المعتاد عن ما حدث لزوجها 
فلاش باااااااااااك 
قبل تسعة أشهر 
إسراء 
تجلس على ركبتيها أمام زوجها رامي الجالس أرضا على سجادة الصلاة بعدما أنتهي من أداء صلاة الفجر مستند بظهره للحائط ضامم ركبتيه لصدره خافض رأسه ويتحدث بصوت يملؤه الأسي 
طردوني بعد ما طلعوني حرامي ومرتشي ومكتفوش بكده كمان وبعتو الملف بتاعي لكل الشركات المتخصصة في مجالي علشان محدش يقبل يشغلني عنده يا إسراء 
أطبقت جفنيها بقوة تكبح عبراتها ورسمت ابتسامة رضا بقضاء اللهمدت يدها واحتضنت وجهه بين كفيها جعلته ينظر لها لتتفاجئ بعينيه المملؤه بالعبرات التي تأبي الهبوط وبغصه مريره قال 
افترو عليا وقطعوا عيشي وأنا ربنا يعلم اني شريف وعمري ما قبلت قرش حرام 
عارفه والله عارفه يا حبيبي 
همست بها وهي تجذب رأسه لحضنها وتضمه بلهفه يدها تربت على شعره بحنان بالغ متمتمه پألم حاد ينهش قلبها 
دا ابتلاء من ربنا بيختبر بيه قوة إيمانك وصبرك وبإذن الله هينصرك
12  13  14 

انت في الصفحة 13 من 28 صفحات