الإثنين 25 نوفمبر 2024

روايه اسقطها الشيطان

انت في الصفحة 11 من 27 صفحات

موقع أيام نيوز

أدخلك 
وقف هارون ولف حول مكتبه ونظر لها بجمود 
أه لازم هى مش فوضى يا سدرة انا عندي شغل كتير متعطل ولازم يخلص الليلة وبعدين حكمت مش بلغتك أن انا مشغول جدا ومش فاضي 
أومأت له وعيناها تومض بغيمات من العبرات الكثيفة 
أه بلغتني بس انا حبيت أشوفك قبل ما أطلع أوضتي على العموم انا أسفة على الأزعاج مكنتش أقصد 
لم تنتظر سدرة رده عليها واستدارت عائدة من حيث أتت قبل أن تنهمر دموعها أمامه أغمض هارون عينيه بضيق وأراد أن يوقفها ويضمها لصدره معتذرا عن فظاظته معها لكنه عجز عن فعلها فهو ېخاف من الأنجراف خلف مشاعره الثائرة فيعود الندم حليفه مرة أخرى لذا تحكم في نفسه وعاد إلى مواصلة عمله ثانيا وصعدت سدرة لغرفتها ترتمي على فراشها ټدفن وجهها به وتشبعه بدموعها الحزينة وبعد وقت قليل استطاعت أن توقف البكاء وأعتدلت تمسك حقيبة يدها لتخرج هاتفها منها وسحبت شاشته ونقرت فوقها تهاتف شخصا ما 
ألو
ألو
نزلت دموعها وهى تقول بأصرار 
مفيش فايدة مهما أعمل مش هيتقبلني وعشان كدا انا خلاص نويت اسيبه بس قبل ما اسيبه لازم أخليه يندم أنه فرط فيا 
أنهت مكالمتها وذهبت للمرحاض لكي تغسل وجهها ثم بدلت ملابسها بأخري منزلية مريحة ونامت تفكر في كيفية تنفيذ ما تنتوي فعله 
وفي منزل آخر حيث يوجد زاهر المهدي يعلو صوت ضحكه مجلجلا بعد أن أتته البشرة بقرب تنفيذ أنتقامه الأقوي والأكبر من هارون البنا عدوه اللدود فنظر له أحد أعوانه الأشرار مثله والذي يفعل أي شيء مقابل الحصول على المال وسأله مندهشا عن سبب سعادته المفاجأة فمنذ عدة دقائق كان يغلي ڠضبا 
خير يا زاهر بيه فيها أيه المكالمة دي عشان تفرحك قوي كدا 
ضم زاهر قبضة يعتصرها بقوة وعيناه تلمع پحقد بين 
أخيرا يا غندور هتحصل على أكبر صفقة من هارون البنا الصفقة اللي هتهز قوته في السوق 
نظر له غندور مستفسرا 
صفقة أيه دي 
تحفزت ملامحه بابتسامة عريضة 
صفقة أنشاء ورصف الطرق الجديدة تبع القوات المسلحة الصفقة دي بالمليارات ومكسبها هيوديني في حتة تانية خالص 
لمعت عين غندور بسعادة وأقترب من زاهر يستجدي كرمه كي يمن عليه ببضع الآلاف من الجنيهات 
بتتكلم بجد يا زاهر بيه كدا بقى انا وشي حلو عليك والمفروض تديني الحلاوة على الخبر الجامد ده 
أبتسم زاهر وأومأ له برضا 
عندك حق يا واد يا غندور أنت وشك حلو عليا فعلا وعشان كدا هحلي ليك بوقك 
ثم استدار خلف مكتبه وجلس على مقعده يفتح جاروره السفلي وأخرج
منه رزمتين من المال
ورماهما بلامبلاة على سطح المكتب 
خد يا غندور دول عشرين ألف جنيه مش خسارة ولو العطا رسي عليا ليك قدهم مرتين كمان 
أقترب غندور منه لاهثا ينكب على يده يقبلها بفرحة كبيرة 
ربنا يخليك لينا يا سعادة الباشا وأن شاء الله ربنا هينصرك على أبن الهرمة دا 
ثم اسرع يلتقط المال بيديه يقربه من أنفه يشتمه بأنفاس طويلة ويزفرها ببطئ 
أه يا زاهر باشا مفيش أحسن من ريحة الفلوس 
علا صوت ضحكت زاهر وهو ينظر لها بدونية 
ولسه يا غندر ياما هتشم وتشوف بس أنت خليك كدا معايا 
أومأ غندور وهو يدس النقود بجيب سترته 
انا معاك وتحت أمرك ورجليك في أي وقت يا باشا البشوات كلهم المهم أنك تقدرني ديما 
غامت نظرات زاهر وهو ينظر أمامه بشرود متحدثا من بين أسنانه 
هقدرك طول ما أنت بتجيب ليا أخبار أبن البنا صح ومبتتأخرش عليا 
نهض زاهر وأتجه لغندور يمسكه من ذراعه ويدفعه أمامه حتى خرج من غرفة مكتبه 
يلا بقى يا غندور أنت مش خدت الحلاوة اتوكل أنت دلوقتي عشان جايلي ضيوف وعايز استعد ليهم وأنت معطلني 
أبتسم غندور بسماجة وأومأ له عدة مرات 
حاضر يا زاهر بيه انا هتوكل فريرة وأول ما أعرف حاجة جديدة هجيلك جري أعرفك 
أغمض زاهر عينيه وهو يشير له ناحية الباب 
اخلص بقى يا غندور متبقاش بارد قولت مش فاضيلك دلوقتي 
وما أن غادر ذلك المنافق الخبيث بيت زاهر حتى صعدا الأخير مسرعا للطابق العلوي متجها لغرفة نومه حيث تنتظره أحدى عشيقاته السرية والذي كان معها قبل مجيء غندور فقد استغل غياب زوجته عن المنزل وأحضرها حتى ينال منها كما يفعل دوما مع ساقطاته 
الجزء التاسع 
لم تستطع سدرة أن تحصل على نومة هنيئة فقد باتت ليلتها ساهدة متقلبة على جمر من شوك يلهب قلبها قبل جلدها نهضت من فراشها باكرا كي تأخذ حماما باردا يعيد لها النشاط والحيوية وربما فلح في ضبط مزاجها المتعكر
أيضا وبعد ساعة قضتها في حوض الاستحمام المليئ بسائل رغوي ذو رائحة عطرية مميزة اكتفت بها ووقفت تلف منشفة قطنية حول جسدها الغض وأتجهت للمرأة بعد أن أخذت منشفة أخرى صغيرة تجفف بها خصلات شعرها برفق ووقفت أمامها تنظر لنفسها ومالبثت أن زفرت بضيق فلم يفلح ما فعلته في أن ينسيها ما حدث من هارون وشعرت بنغزات مؤلمة بقلبها جعلت الدموع تترقرق في عينيها وأنهمرت مخرجة معها أهات حزينة نادمة على ما أقترفته في حق نفسها وظلت لفترة حتى نفذت عبراتها وجفت تمالكت نفسها وتنفست بعمق تستجمع قوتها ثم فتحت صنبور المياه وأخذت القليل منه تغسل وجهها لتزيل أثار الدموع عن وجنتيها وخرجت لغرفة الملابس حتى تنتقي منها بعض القطع القطنية المريحة أنتفض قلبها بصخب حين وجدت هارون يقف على باب الغرفة ينظر عليها بأعين تشتعل رغبة وشوق لم تعيره سدرة اهتماما وقررت تجاهله حتى يذوق من نفس الكأس الذي ساقاها منه اختارت منامة من قطعتين وأخذتها عائدة للمرحاض مرة أخرى لكن صوت هارون أوقفها حين ناداها 
سدرة
استدارت تنظر له بضيق 
أفندم عايز أيه 
أقترب هارون منها ببطئ يمد لها يده بورقة مطوية 
دا كشف حسابك في البنك جه أمبارح وأنت عند خالتك خديه وأعرفي رصيدك 
نظرت سدرة للورقة بيده ثم له وهزت رأسها بنفي 
وانا قولتلك قبل كدا انا مش عايزة حاجة من الفلوس دي دي فلوسك ومن حقك أنت مش انا 
أمسك هارون يدها رغم محاولاتها بالأفلات منه ووضع بها الورقة 
وانا قولتلك أن انا خدت حقي كله ودا حقك أنت وياريت تبطلي مقاوحة واسمعي الكلام من غير مناهدة 
أمسكت سدرة يده ووضعت الورقة بها ثم تركته متجة للمرحاض لكنه ترك الورقة تسقط أرضا وأمسك بذراعها يشدها ناحيته وأمسكها من ذراعها الثانية أيضا وهزها برفق 
هتفضلي عنيدة ومبتسمعيش الكلام لغاية أمتى أنا قولت لك قبل كدا أني مبحبش العند وتنشيف الدماغ ده متضطرنيش أن أستخدم العڼف معاك مرة تانية 
لم تستطع سدرة كبح عبراتها وأنهارت مټألمة بسبب ضغطه القوي على ذراعيها فزاد في هزها بقوة 
بطلي عياط مش كل ما أكلمك ټعيطي 
نطقت سدرة بصعوبة من بين شهقاتها 
سيب إيديا أنت بتوجعني 
وكأنه كان مغيبا لم يعي ما فعله الإ حين شعر بتألمها ورأى دموعها فترك ذراعيها ولم يقاوم شعوره نحوها فضمھا له يربت على رأسها التي توسطت صدره ټدفن وجهها به 
طب أهدي مخدتش بالي أن كنت ضاغط على إيدك لدرجة أني ۏجعتك 
بكت سدرة حتى بللت سترته وظل هارون يحتضنها وخافقه ينبض پألم على تألمها بسببه 
خلاص أهدي بقى ومتزعليش حقك عليا 
حاولت سدرة تنظيم أنفاسها والسيطرة على نوبة بكائها وأبتعدت عنه قليلا وأنحت تلتقط ملابسها التي وقعت منها حتى تذهب لارتدائها داخل المرحاض في أثناء ذلك مسح هارون على وجهه كي يقلل من رغبته بها ويجاهد نفسه كي لا يلتقطها مرة أخرى رغما عنها ويذيقها بعضا من العڈاب الذي بات يذوقه كلما لفحته أنفاسها حاول وحاول لكنه بشړ ولديه قدرة
على التحمل ومنذ رأها
بتلك المنشفة التي لا تخفي كثيرا من جسدها الصارخ بالأنوثة وقدرته بدأت في التداعي نهضت سدرة من أنحنائها البسيط 
خير يا بيه بتتصل دلوقتي عايز أيه 
أحمر وجه هارون پغضب وجحظت عيناه ونهض يسحب ملابسه كي يرتديها بعد أن وضع الهاتف بين صدغه وكتفه 
أمتى حصل دا وأزاي متقوليش 
ثم قليلا ثم هدر بصوت مرتفع بعض الشيء 
يعني أيه مش عايز تقلقني هتفضل طول عمرك غبي يا حمدي أزاي تبقى خالتي في المستشفى من أمبارح ومتقوليش قولي أنت في مستشفى أيه 
أنتهى هارون من ارتداء ملابسه وأنهى المكالمة متوعدا إياه عند رؤيته 
متتكلمش كتير حسابك معايا بعدين وسلام دلوقتي انا جاي لك في الطريق 
نظر هارون بأرتباك ناحية سدرة التي أنتهت من لف المنشفة حولها ووقفت تحني رأسها بخجل 
انا آسف يا حبيبتي مضطر أمشي خالتي في المستشفى ولازم أروح لها بسرعة 
تقدمت سدرة منه تمسك ذراعه مستفسرة 
مالها ماما زهرة 
عبثت ملامحه وهو يخبرها بما أخبره به حمدي 
كان عندها غيبوبة سكر والدكتور لحقها الحمدلله 
أمسكت يده تطلب منه رجاء
طيب خدني معاك أشوفها وأطمن عليها 
هز رأسه برفض 
لأ خليك لأن انا هجبها على هنا تاخدي بالك منها على الأقل لغاية ما تتحسن لأن حمدي معظم وقته مشغول معايا في المجموعة وهى مينفعش تقعد لوحدها 
أومأت سدرة بابتسامة وأقتربت
منه تقبل وجنته 
ماشي وانا أن شاء الله هحطها في عيوني وأخلي بالي عليها متقلقش 
ربت هارون على كفها ثم تركها وغادر 
تسلم عيونك انا همشي عشان متأخرش عليهم 
زفرت سدرة براحة بعد أن شعرت بالرضا يغمرها 
مع ألف سلامة يا يا حبيبي 
ثم شرعت ترتدي ملابسها وتهندم نفسها وأثناء ذلك استرعى نظرها شيئا يلمع في أرضية الغرفة فأنحنت تلتقطه فوجدته خاتم هارون الفضة ذو الحجر الكريم الأزرق المفضل لديه فتعجبت من تواجده وخمنت سقوطه منه منذ قليل أخذته وذهبت لغرفته لكي تضعه مع باقي متعلقاته الشخصية أتجهت سدرة لخارج غرفته لكنها توقفت عندما لمحت الكثير من الأوراق مبعثرة على الطاولة فجلست على الأريكة تعيد تنظيمهم وترتيبهم ثم وضعتهم داخل الملف الأحمر الذي وجدته بجانبهم دخلت حكمت عليها ومعها أحدى العاملات تعجبت من وجودها في غرفة هارون فهى تعلم أنها لا تدخلها ونظرت إلى ما تحمله بيدها وسألتها بأهتمام 
خير يا هانم في حاجة 
نظرت لها سدرة بضيق ووقفت تضع الملف على الطاولة بضيق 
أفندم أيه خير دي أنت هتمنعيني أدخل أوضة جوزي ولا هتفتحي ليا سين وجيم 
أحنت حكمت رأسها بأسف 
مقصدش يا هانم انا آسفة 
ثم رفعت وجهها تنظر لها بنزق 
انا بس مش متعودة على وجود حضرتك هنا وعلى العموم دا وقت التنضيف لو تحبي نرجع ونيجي لما تخلصي 
زفرت سدرة وبراكين من حمم غاضبة تتفجر بداخلها 
لأ أتفضلي خدي راحتك انا خلصت وكنت خارجة 
تركتهما سدرة وذهبت لغرفتها وهى تتوعد لتلك الشمطاء بالعقاپ على معاملتها الفظة لها وستبلغ هارون بذلك حتى يضع لها حدود في تعاملها معها وأمسكت هاتفها تتصل منه على رقم غير مسجل عليه وحين استمعت للصوت صاحت بسعادة 
عندي ليك خبر بمليون جنيه اللي كنت عايزه حصل وقريب قوي هنجح وهثبت ليك ده 
وأنهت المكالمة واسترخت في فراشها تغط في نوم عميق بعد قضائها
10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 27 صفحات