الإثنين 25 نوفمبر 2024

روايه اسقطها الشيطان

انت في الصفحة 14 من 27 صفحات

موقع أيام نيوز

ثم أنزلهما وجلس أمامها مرة أخرى 
كدا أنت معندكيش اي مشكلة لأنك لما جيتي ليا هنا كان هدفك اساعدك ترجعي ثقة جوزك فيك وحبه ليك وبما أن الموقف دا حصل ودمر كل محاولاتك لدرجة أنك فقدت الرغبة في
الرجوع ليه فانا أحب أنصحك وأقولك أعملي استوب لكل حاجة
وعيدي تقييم حياتك من تاني شوفي أنت عايزة تعملي أيه لسدرة يقويها وأعمليه وعيشي حياتك عشان تبني نفسك وترجعي ثقتك لروحك ساعتها كل اللي حواليك هيبدأو يثقوا فيك من تاني لما يشفوك ماشية على الطريق الصحيح عشان ترضي ربك ونفسك مش ترضي بشړ فاهمة 
ابتسامة بسيطة غلفت محياها وهى تومئ له 
فاهمة يا دكتور وانا حابة اشكر حضرتك على كلامك البسيط اللي بيخرجني من حالتي مهما كانت صعبة وعلى دعمك ومساعدتك ليا 
بادلها الطبيب الأبستامة بأخري عريضة 
دا وجبي أتجاه مرضايا وانا سعيد جدا أني
تعلمت مع شخصية ناضجة وواعية زيك مسبتش نفسها تقع فريسة للمرض النفسي وبتمنالك كل التوفيق في حياتك الجاية أن شاء الله 
أنهت سدرة مقابلتها مع الطبيب ثم خرجت ولديها طاقة كبيرة للمشي والتنزة والأستمتاع بأكبر قدر من الهواء الطلق لكنها بعد فترة قصيرة من مشيها تفاجأت من توقف سيارة ڤان سوداء بجانبها وخروج ملثمين يقتربون منها ويقيدون حركاتها ويكمم أحدهم فمها بمنديل ثم حملوها لداخل السيارة ومشوا بها لمكان مجهول 
في مجموعة البنا جاءت مكالمة هاتفية لهارون من رقم غير مسجل لديه حيث استمع لصوت يهدده بتسليم أصول المستندات التي تدين زاهر وأن لم يفعل ستكون زوجته هى الضحېة تعرف هارون على صوت زاهر صاحب المكالمة ولم يبدي له أهتماما بتهديده بل طالبه بالتخلص من سدرة أن كانت لديه فعلا فهى خائڼة لا تعني له شيء ثم أنهى المكالمة ولم ينتظر أن يضيف زاهر حرفا آخر وجلس على مقعده يقنع نفسه أن ما فعله هو الصحيح فما سدرة الإ شريكة لذلك الحقېر ويبدو أنهما اتفاقا على أحاكة خطة جديدة للإيقاع به حاول هارون التركيز في عمله لكنه فشل فأمسك هاتفه يدق على حمدي فوجده مغلق فأتجه لمكتب سكرتيرته بعد أن رن جرس استدعائها ولم تجب عليه لكي يطلب منها ملف لأحد الصفقات واستدعاء حمدي له من مكتبه لمراجعة الصفقة سويا لكنه وجد مكتبها فارغ منها فنظر حوله ورجح وجودها بالمرحاض فتقدم من مكتبها يبحث عن الملف بنفسه فوجد هاتفها في درجه العلوي فأبعده قليلا كي يبحث فراعى نظره رسالة واتساب جاءت لتوها على هاتفها تحمل اسم زاهر بحروف إنجليزية فأمسك به يقرأ الرسالة من الخارج فإذا به يخبرها أنه أتم خطڤ سدرة وسيجعلها رهينة لديه حتى يعطيه هارون أصول المستندات التي تدينه دارت الدنيا به وشعر كأن الألاف الأطنان وقعت فوق رأسه فالخائڼة لم تكن سدرة بل منار سكرتيرته الأفعى الناعمة الملتوية والمتلونة مثل الحرباء شعر هارون بۏجع يضرب قلبه على ما فعله بسدرة وحاول تمالك نفسه وأرجع هاتفها لمكانه وأرجع كل شيء كما كان حتى لا ترتاب وتأخذ حذرها ثم رجع لغرفة مكتبه وظل بها بعض الوقت يفكر بتأني حتى وجد ميسرة وزوجها يدخلان عليه وهى تصارخ وتستنجد به وفي يدها حجاب سدرة مدرج بدمائها
الحقني يا هارون يا أبني في كام واحد جم البيت وجابوا طرحة سدرة وبيقولوا دا جزء من اللي هيعملوه فيها لو مسلمتوش الورق اللي يخص واحد أسمه زاهر المهدي 
ثم أتجهت ناحيته وكادت تقبل يده لولا أنه سحبها سريعا 
أرجوك يا هارون بيه دي بنتي الوحيدة لو جرالها حاجة ھموت وراها 
أقترب حسان من زوجته يساندها حتى لا تقع بسبب أرتجافها خوفا ونظر لهارون يرجو عطفه 
أرجوك يا هارون بيه لو في إيدك حاجة متتأخرش عنها انا عارف أن سدرة غلطت في حقك بس انا عارف أن ضميرك مش هيسمحلك تسبها ټموت أو ټتأذي بسببك صح 
نظر هارون أمامه وعيناه مظلمة غائمة وأمسك بحجاب زوجته بيده وداخله قد استيقظ ذلك الۏحش الكامن في أحد زوايا عقله وبدأ الأستعداد لحرب ضارية سيخوضها من أجل استعادة زوجته حتى ولو كلفه الأمر حياته فداء لها 
الجزء الأول من الجزء الثاني
أقترب هارون من ميسرة يسندها بعدما كادت أن تقع على الأرض فقد عجز حسان عن تحمل ثقلها وحده وأمسكها من ذراعها وساعدها حتى جلست على أريكته الجلدية ثم جلس على المقعد المجاور لها يمسح على كفها برفق وهو يهاتف سكرتيرته ويطلب منها أحضار الماء ومعه مشروب بارد رفعت ميسرة عينيها الباكية ترجوه أن يرحم ضعفها ويساعدها في أرجاع فلذة كبدها خرجت كلماتها ضعيفة مهتزة متوسلة كي ترقق قلبه ليس على سدرة وحدها بل عليهم جميعا 
أأأأأ أررجوك يا هارون بيه أنقذ بنتي دي الوحيدة اللي خرجت بيها من الدنيا دي اللي فاضلة ليا من ريحة أهلي وأختي الوحيدة انا عارفة أنها غلطت في حقك وجرحتك بس والله هى تابت لربنا وندمت على اللي عملته معاك دي كانت بتعمل كل اللي في جهدها عشان تسامحها وترجع تحبها زي الأول والله يا هارون بيه سدرة حبيتك أكتر ما حبت نفسها دي 
قاطعها هارون وهو يربت على كفها الممسكة بكفه 
انا عايزك تطمني يا طنط انا بوعدك أني عمري ما هسيب سدرة
تروح مني ولا هسيب حد يأذيها وأن شاء الله هرجعها لينا تاني بالسلامة ممكن ما تقلقيش وترمي حمولك على ربنا ثم عليا وانا مش هخذل حضرتك بأذن الله 
أبتسمت له ميسرة من بين عبراتها وهى تومئ له وكلها أمل في وجه الله أن ينجي سدرة ويجعل هارون سببا في أرجاعها لهم سليمة معافاة مرة أخرى 
انا عارفة من كلام سدرة عنك ليا أنك راجل قد كلمتك ووعدك سيف على رقبتك وعارفة أنك طالما وعدتني ترجع ليا بنتي يبقى هتوفي بوعدك وانا هفضل أدعيلك أن ربنا يسترها معاك ويوفقك 
جاءت منار تحمل بين يديها حامل معدني عليه أكواب عصير وزجاجات مياه ورسمت على محياها التأثر بما سمعته من ميسرة ثم نطقت بأسف تشد من أزرها 
انا سمعت حضرتك وأنت بتحكي لهارون بيه عن خطڤ مدام سدرة مټخافيش يا طنط أن شاء الله هترجع ليكم بألف سلامة 
أومأت لها ميسرة وعينها تلمع بعبرات مخټنقة 
حاضر يا طنط هدعلها وأن شاءالله ترجع بالسلامة 
ثم نظرت لهارون بنظراتها الماكرة التي تجيد استخدامها 
أن شاء الله مدام سدرة ترجع بالسلامة يا هارون بيه ولو في إيدي أي حاجة اساعد بيها انا مش هتأخر عن حضرتك 
ود هارون لو لكمها على فمها الحقېر هذا كي يخرسها فصوتها يثير أشمئزازه لكنه أبطن ذلك الشعور داخله حتى لا ترتاب خيفة منه وتفر من بين يديه قبل أن تنال عقابها وهز رأسه لها بكلمات مقتضبة 
شكرا يا منار على شعورك الطيب دا أتفضلي أنت على مكتبك دلوقتي 
ثم نظر لميسرة وحسان وأمسك بأكواب العصير يعطيها لهما 
أتفضلي يا طنط أتفضل يا عم حسان 
تناولت ميسرة الكوب بيد مهتزة فتناثرت بعض قطراته على الطاولة والأرضية رغما عنها فشعرت بالحرج منه فنظرت له تبرر فعلتها اللإرادية لكنها وجدته يمنحها ابتسامة حانية ومد يده ناحية يدها يمسكها بالكوب حتى هدأت أعصابها وأحكمت حركة يدها 
ولا يهمك يا طنط فداك اي حاجة متزعليش نفسك 
أبتسمت ميسرة بمرارة وزفرت عدة مرات قبل أن تنظر له 
ربنا يجبر بخاطرك يا أبني ولا يملك منك عدو 
أغمض هارون عينيه يأمن على دعائها له والي منحه راحة تغمر نفسه 
يارب اللهم آمين 
تنحنح حسان برفق ليلفت أنتباههما له 
أنت هتعمل ايه يا هارون بيه عشان ترجع سدرة من إيد المچرم دا 
أومئ هارون برفق ورفع يديه يمسح على وجهه ثم نظر له بعتب 
اولا يا عمي متقولش هارون بيه دي تاني انا هارون بس حضرتك في مقام والدي ماشي ثانيا انا لسه مش عارف هعمل أيه بس انا هستنى مكالمة من الحقېر دا يحدد فيها معاد نتقابل فيه وهكون مجهز ليه الورق اللي طلبه وأروح له وأبدل سدرة بيه 
نظرت له ميسرة تستفهم منه 
للدرجادي الورق دا مهم قوي كدا عنده لدرجة يخليه يخطف عشانه بنت ملهاش ذنب وېهدد بقټلها 
أومئ هارون بنفاذ صبر 
أه مهم بس مش هيكون
أهم من حياة سدرة انا لو أعرف أنه هيعمل كدا مكنتش دخلت معاه في حرب من الأول 
لم يكن من السهل على هارون قول ذلك مهما بلغت قوة عدوه لأنه لا يهاب غير خالقه لكنه مجبر على قوله لأنه يعلم أن تلك الحية تقف على باب مكتبه تستمع لكل حرف يلتفظ به وقد أرد أن توصل ما سيقوله لزاهر حتى يوقعه في فخه ثم يأتي به لوكره وملاعبته وجها لوجه نهض من مكانه متجها لمكتبه ورفع سماعة هاتفه الأرضي يستدعي إحد حرسه 
مجدي تعال ليا حالا 
ثم وضعها فوق الهاتف وخطى ناحية ميسرة وحسان بوجهه مبهم خالي من التعابير 
انا مش عايزكم تقلقوا أن شاء الله سدرة هترجع وقريب قوي كمان مجدي اللي كلمته من شوية دا اكتر حارس شخصي عندي بثق فيه هو هياخدكم دلوقتي للقصر عندي تقعدوا هناك مع خالتي لغاية ما سدرة ترجع 
أشار حسان معترضا بيديه 
لا لا كتر خيرك يا هارون يا أبني احنا هنروح على بيتنا وهنكون معاك على التليفون تبلغنا بالجديد أول بأول 
هز هارون رأسه برفض وأصر عليهما بالذهاب لبيته 
مش هينفع يا عم حسان لأن أنتم كمان في خطړ ولازم حمايتكم على الأقل لغاية ما سدرة ترجع 
أصر حسان ومعه زوجته على موقفهما وصاحت ميسرة تطمئنه 
متخافش علينا يا هارون أحنا ولا علينا خطړ ولا حاجة وحتى لو فيه هنعرف نحمي نفسنا أن شاء الله ومتشغلش بالك غير برجوع سدرة بس 
حاول هارون معهما مرارا لكنهما في كل مرة يصران أكثر من سابقتها وعندما يأس أرسل حارسه الشخصي معهما كي يوصلهما بأحدى سيارته لمنزلهما وكلفه بجلب حارسان أخران ووضعهم على منزلهما حتى يكونا في أمان أذ حاول زاهر التعرض لهما ثم جلس يمسك هاتفه وفتحه على معرض الصور وراح يتفقد صور سدرة عليه لم يجد غير أثنتان واحدة ألتقطت لها في حفلهما الأخير سويا وأخرى ألتقطها خلسه لها وهى تجلس شاردة في حديقة قصره ظل ينظر ويدقق لتفاصيل وجهها الجميلة فعينيها البنيتان كحبتي بندق تسبحان في
بحر من الحليب الناصع البياض وشفتيها المكتنزتان مثل كرزتان ينعتان تغري من ينظر إليهما بتذوق طعمهما وأنفها الصغير مدبب الطرف وكل تلك التفاصيل تجتمع في وجه كالبدر جميلة هى حد الفتنة والأجمل أنها لا تعي لجمالها هذا فمن تمتكله يحق لها أن تتدل وتتغنج لكنها كانت بسيطة في أقل حراكتها أخطأت نعم لكنها كانت صغيرة حينما تلاعب بها الشيطان
13  14  15 

انت في الصفحة 14 من 27 صفحات