وابتديت اسمع كلام من مامته عمري ما كنت اتصور اني اسمعه
ان تكون خريجة صيدله لكى تكون على دراية وفهم بمصطلحاتهم وبعيدا عن السكرتارية وضوضائهم الذى لا يطيقه فعرض عليه خالد ان يختار من بين الصيدلانيات اللاتى اتوا للعمل بالمعامل فطلب حمزة ان يراهم جميعا ويختار فيما بينهم
وحدد له خالد مواعيد للمقابلات وكانت حياة اخر من قامت بالدخول الى مكتبه ولا يعلم وقتها لما تذكر زوجته كيت فور رؤيته لحياة فهما الاثنان على النقيض فكيت دائما تخفى وجهها وراء صبغات والوان تكاد تكون قد التصقت بها حتى اثناء نومها اما حياة فوجهها نقى نقاء اللبن ليس عليه اى مستحضرات بل مشرب بحمرة ربانية من كثرة بياضها الشديد
حياة لا ترفع وجهها اثناء الحديث وكان يظنها تبتسم وهى تتكلم حتى تفاجئ ان لها بسمة الاهية مرسومة على تجعلك تركز عينيك على اثناء حديثها مالم ترفع عينيها اما عينيها فحدث ولا حرج فكانت غابة من شجر الزيتون المحمى باوراقه عينيها زيتونة يحاوطها جيش من الرموش البنية الكثيفة التى تجعلك ان نظرت اليك تتيه فيها
ديثها تنظر لمحدثها بجرأة تجعلك تشك فى نواياها لديها شراسة فى ملامحها شرسة فى حديثها ولديها هيئة لا تفارقها عند حديثها من رفع حاجب واحد وهى تنظر اليك بشبه استهزاء واستعلاء نعم كانت كيت جميلة ولكن جمال شرس غير مهذب اما حياة فكان جمالها ملائكى برئ الى ابعد الحدود
كانت حياة صوتها عذب به طلاوة وشجن لذيذ تتحدث بهدوؤ وروية حتى يصل حديثها الى من يحدثها اما كيت فكانت تتحدث بانفعال وعصبية والتى كانت كلما عاتبها عليه ترد بانها تعودت عليه من وحدتها وحياتها البائسة وكانت اجابتها دائما ما تجعله يواسيها على انها ضحېة
فى صبيحة اليوم التالى كان حمزة متجها الى مكتبه وكان يخشى الا يجد حياة وكان يدعو الله ان توافق على طلبه اياها او على الاقل تظل بجانبه فى العمل وعندما مر من خلال مكتبها لمحها منكبة على الحاسب تطبع بعض الاوراق وتعطى ظهرها للباب فتسمر بمكانه يتأملها وهى تلتقط الاوراق بيدها لتراجعها وتصفها فى ملف امامها على طاولة الطابعة
لتلتفت حياة اتجاهه بابتسامة وجلة صباح الخير يافندم
ليعبث حمزة متوجسا ممكن بعد اذنك تطلبيلى قهوتى وتجيبيلى البوستة
حياة بنفس الخجل امرك يامستر حمزة
ليتجه حمزة الى مكتبه ويجلس واضعا رأسه بين كفيه كمن ينتظر حكما اما بالعفو و اما بالسجن
لتدق حياة الباب ويسمح لها بالدخول فتدخل وكالعادة وجهها يدعو للابتسام وتضع امامه ملفا وتقف صامتة منتظرة اوامره
لتجلس وهى تهمس بالشكر
حمزة وهو يركز بصره على تعبيراتها فكرتى
لتومئ برأسها علامة القبول
حمزة متلهفا وقررتى ايه
لتنكس حياة رأسها وهى تهمس موافقة
لينهض بسرعة وهو يدور حول المكتب ويقول بسعادة شديدة بجد ياحياة بجد انتى موافقة
لتومئ برأسها مرة اخرى
حمزة طب ياللا بينا
حياة على فين
حمزة انا مش قلتلك امبارح انك لو وافقتى هنكتب الكتاب النهاردة عشان لسة فى اجراءات كتير اوى عاوزين نعملها
حياة ايوة بس الساعة لسه ٩ مش هنلاقى مأذون فاتح دلوقتى ممكن نستنى لحد البريك ع الاقل
حمزة متنهدا عندك حق ثم انتفض قائلا ااه صحيح جبتى معاكى قسيمة الطلاق
حياة ياخبر انا نسيتها خالص
حمزة معلش مش مهم .. نروح نجيبها
لترفع حياة راسها متوجسة مين يروح فين
حمزة وقد ادرك ماتخشاه واحنا رايحين للمأذون نعدى على البيت وتطلعى تجيبيها وتنزلى على طول
لتهز حياة راسها بهدوؤ علامة الفهم
حمزة انا متشكر اوى ياحياة
حياة ما حاضرتك قلتها قبل كده
حمزة هى ايه
حياة ماحدش عارف مين هيشكر مين
ليدق الباب ويدخل خالد محييا الجميع وهو يقرأ وجوههم قائلا صباح