الإثنين 25 نوفمبر 2024

وابتديت اسمع كلام من مامته عمري ما كنت اتصور اني اسمعه

انت في الصفحة 12 من 58 صفحات

موقع أيام نيوز


ان تكون خريجة صيدله لكى تكون على دراية وفهم بمصطلحاتهم وبعيدا عن السكرتارية وضوضائهم الذى لا يطيقه فعرض عليه خالد ان يختار من بين الصيدلانيات اللاتى اتوا للعمل بالمعامل فطلب حمزة ان يراهم جميعا ويختار فيما بينهم
وحدد له خالد مواعيد للمقابلات وكانت حياة اخر من قامت بالدخول الى مكتبه ولا يعلم وقتها لما تذكر زوجته كيت فور رؤيته لحياة فهما الاثنان على النقيض فكيت دائما تخفى وجهها وراء صبغات والوان تكاد تكون قد التصقت بها حتى اثناء نومها اما حياة فوجهها نقى نقاء اللبن ليس عليه اى مستحضرات بل مشرب بحمرة ربانية من كثرة بياضها الشديد 

ترتدى ملابس واسعة انيقة عالية الذوق والرقة خالية من التبهرج وقورة تضع حجابها برقى يغطيها بحشمة اما كيت فكانت كلما تعرت من جزء تتفنن فى اظهار جزء اخر بابتذال شديد
حياة لا ترفع وجهها اثناء الحديث وكان يظنها تبتسم وهى تتكلم حتى تفاجئ ان لها بسمة الاهية مرسومة على تجعلك تركز عينيك على اثناء حديثها مالم ترفع عينيها اما عينيها فحدث ولا حرج فكانت غابة من شجر الزيتون المحمى باوراقه عينيها زيتونة يحاوطها جيش من الرموش البنية الكثيفة التى تجعلك ان نظرت اليك تتيه فيها
اما كيت فكانت عند
ديثها تنظر لمحدثها بجرأة تجعلك تشك فى نواياها لديها شراسة فى ملامحها شرسة فى حديثها ولديها هيئة لا تفارقها عند حديثها من رفع حاجب واحد وهى تنظر اليك بشبه استهزاء واستعلاء نعم كانت كيت جميلة ولكن جمال شرس غير مهذب اما حياة فكان جمالها ملائكى برئ الى ابعد الحدود
كانت حياة صوتها عذب به طلاوة وشجن لذيذ تتحدث بهدوؤ وروية حتى يصل حديثها الى من يحدثها اما كيت فكانت تتحدث بانفعال وعصبية والتى كانت كلما عاتبها عليه ترد بانها تعودت عليه من وحدتها وحياتها البائسة وكانت اجابتها دائما ما تجعله يواسيها على انها ضحېة
وعندما وقع اختياره لحياة كان اجابته على خالد عندما سأله لماذا هى دونا عن غيرها اجابه حمزة بانه احب مظهرها وهدوءها وعندما علم بأنها متزوجة زاد احترامه لها وجعل يناديها بلقب مدام لكى يتذكر دائما انها غير متاحة لاى من كان وكان دائما ماكان يذكر نفسه بانه متزوج من كيت وقرر ان يحاول تغيير كيت الى الافضل ولكنه كان كلما شعر بانه تقدم خطوة يتفاجئ برجوعه عدة خطوات وكم من مرة حاول ان يقربها من حياة علها تنجذب لها وتتغير للافضل مثلما حدث مع رقية ولكنه فشل فشلا زريعا فكانت دائما تتعالى وترفض ولكنه كان سعيدا بعلاقتها مع رقية التى انجذبت لها سريعا وسرعان ما زادت سعادته عندما وجد تأثيرها على لبسها ومظهرها وتصرفاتها فكانت كلما مرت الايام والسنون كلما كان يشعر ان حكمه على هذه الحياة كان صحيحا
وعندما عاد حمزة من ذكرياته امسك هاتفه وبعث لها برسالة ثم اتجه الى فراشه وهو يحاول ان ينال اقل قسط ممكن من الراحة بعدما اوشك الصباح على البلوغ
فى صبيحة اليوم التالى كان حمزة متجها الى مكتبه وكان يخشى الا يجد حياة وكان يدعو الله ان توافق على طلبه اياها او على الاقل تظل بجانبه فى العمل وعندما مر من خلال مكتبها لمحها منكبة على الحاسب تطبع بعض الاوراق وتعطى ظهرها للباب فتسمر بمكانه يتأملها وهى تلتقط الاوراق بيدها لتراجعها وتصفها فى ملف امامها على طاولة الطابعة
حمزة احمممم صباح الخير ياحياة
لتلتفت حياة اتجاهه بابتسامة وجلة صباح الخير يافندم
ليعبث حمزة متوجسا ممكن بعد اذنك تطلبيلى قهوتى وتجيبيلى البوستة
حياة بنفس الخجل امرك يامستر حمزة
ليتجه حمزة الى مكتبه ويجلس واضعا رأسه بين كفيه كمن ينتظر حكما اما بالعفو و اما بالسجن
لتدق حياة الباب ويسمح لها بالدخول فتدخل وكالعادة وجهها يدعو للابتسام وتضع امامه ملفا وتقف صامتة منتظرة اوامره
حمزة وهو يزدرد لعابه اقعدى ياحياة
لتجلس وهى تهمس بالشكر
حمزة وهو يركز بصره على تعبيراتها فكرتى
لتومئ برأسها علامة القبول
حمزة متلهفا وقررتى ايه
لتنكس حياة رأسها وهى تهمس موافقة
لينهض بسرعة وهو يدور حول المكتب ويقول بسعادة شديدة بجد ياحياة بجد انتى موافقة
لتومئ برأسها مرة اخرى
حمزة طب ياللا بينا
حياة على فين
حمزة انا مش قلتلك امبارح انك لو وافقتى هنكتب الكتاب النهاردة عشان لسة فى اجراءات كتير اوى عاوزين نعملها
حياة ايوة بس الساعة لسه ٩ مش هنلاقى مأذون فاتح دلوقتى ممكن نستنى لحد البريك ع الاقل
حمزة متنهدا عندك حق ثم انتفض قائلا ااه صحيح جبتى معاكى قسيمة الطلاق
حياة ياخبر انا نسيتها خالص
حمزة معلش مش مهم .. نروح نجيبها
لترفع حياة راسها متوجسة مين يروح فين
حمزة وقد ادرك ماتخشاه واحنا رايحين للمأذون نعدى على البيت وتطلعى تجيبيها وتنزلى على طول
لتهز حياة راسها بهدوؤ علامة الفهم
حمزة انا متشكر اوى ياحياة
حياة ما حاضرتك قلتها قبل كده
حمزة هى ايه
حياة ماحدش عارف مين هيشكر مين
ليدق الباب ويدخل خالد محييا الجميع وهو يقرأ وجوههم قائلا صباح
 

11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 58 صفحات