محامي وجاي تتقدم لدكتوره
انت في الصفحة 1 من 5 صفحات
محامي وجاي تتقدم لدكتورة! أنت عاقل يا بني
ليه الغلط ده يا عمي هي بنتك وزيرة وأنا معرفش!
جملتين وداني اتعودت تسمعهم كل كام اسبوع...عريس يتقدم ويترفض بعد ما يتهزء أزاي واحد خريج أي كلية غير طب ولا هندسة يتقدم لدكتورة! كنت عارفه أن بعد الجملتين دول هيكون في شوية زعيق وبعدها صوت خطوات وهنختم المشهد برزعت باب وزعيق من بابا وهو بيقول ده إيه البلاوي اللي بتتحدف علينا دي وقبل ما أكمل تفكير كنت سمعت رزعة الباب وزعيق بابا وهو بيخبط كف بكف وبيقول
مكنتش قادرة استوعب.. تفكيره عمره ما هيتغير مقتنع أقتناع تام أن الدكتورة لازم تاخد دكتور أومال هي اتعلمت ليه!
وعشان متسحلش في نوبة من التفكير اللي ملوش أي لازمة مسكت اللابتوب بتاعي ورجعت تاني لشغلي.
متنسيش تفطري يا حببتي خلي بالك من نفسك.
بوست أيديها أنا وبودعها وسبتها ونزلت نص ساعة وكنت وصلت الشركة...شركة أدوية كبيرة نسيت أقولكم أني دكتورة صيدلانية مش بشړي وده مش عشان ده أختياري وكده لا خالص الفكرة كلها أن مجموعي مساعدنيش فقولنا صيدلة برضه هتحقق الغرض! كنت ماشية مش شايفه قدامي من كتر ما أنا مستعجلة لدرجة أني حرفيا لبست في واحد واتسببتله في کاړثة!
كانت...كانت عيونه قربت تطلع شرار..القهوة اللي في أيده أتدلقت كلها على الورق اللي كان في أيده التانية! شكلي...شكلي شبه الفار المبلول قدامه بجد! غمضت عيونه بسرعة بيحاول يتنفس قولت أكيد هيهدي نفسه...لكنه أنفجر في وشي وهو بيزعق فيا وبيقرب بشكل...بشكل يخض وبيقول
أنت عامية يا بني آدمة! إيه خلاص مبقناش شايفين قدامنا من قلة النظر!
إيه خرستي كمان!
وقبل ما استوعب اللي قاله كان بيزقني من قدامه وبيمشي من قدامي بعد ما رمى كوباية القهوة على الأرض! ده زقني! ده....ده قليل الأدب! عند النقطة دي ولقيت عقلي بيفوق كل أجهزة الأنذار ضړبت عندي وبكل انفعال كنت بلف ناحيته وبزعق فيه وبقوله
ثبت مكانه...وأنا لحظة الشجاعة اللي لبستني لثواني سبتني وهربت وحقيقي كان نفسي أهرب معاها! قرب مني الكام خطوة اللي كان بعد عني فيهم ووسط عيون الموظفين اللي اتلمت علينا كان بيقول
يعني غلطانة وبجحة!
أنا بجحة يا قليل الأدب ياللي متعرفش شيء عن الأحترام!
هي إيه الأشكال الژبالة دي! يا حازم بيه تعالى شوف اللي مشغلهم عندك.
لا بقى كده كتير أنت مش قليل الأدب بس ده أنت عايز تتهزء كمان!
بس بس في إيه !
أخيرا الناس اللي في الشركة قررت تدخل! متهيألي كانوا مستنينا لما بعض! واحد زميلنا قرب من الھمجي ده ومسكه من دراعه وهو بيقوله
في إيه بس يا صلاح أهدى محصلش حاجة لكل ده.
وبكل بجاحة كان بيحاول يفلت من أيده وهو بيقوله وبيشاور عليا اللي مش محترم وبيقول!
دي بنت جاية من الشارع أزاي وحدة زي .....
معرفش يكمل كلامه عشان الشباب حط أيده على بقه بسرعة وسكته وهو بيبتسملي ابتسامة سمجة! وقبل ما أرد بأي شيء كان بيسبقني هو وبيقول
روحي أنت يا أنسة على شغلك دلوقت وحصل خير أتفضلي.
مكنتش فاهمة المفروض أجري وراه أجيبه من شعره وأمسح بيه بلاط المكتب على اللي قاله ده ولا أسكت وألم الدنيا وعشان الموضوع ميكبرش عن كده قررت أختار الحل التاني خدت غيظي وعصبيتي من البني
آدم ده ودخلت مكتبي مكنتش قادرة أشتغل ولا أدخل المعمل ولا أعمل أي حاجة كل اللي كنت بفكر
فيه أني أزاي سبت حقي! ده غلط فيا وأنا مرتدش عليه! وبعد ساعة من الغيظ والتفكير قررت أني هروح أشتكيه للمدير اللي شكله لسه جاي من ربع ساعة بس لكن قبل ما أتحرك من المكتب أو أعمل أي حاجة لقيت باب المكتب بيخبط والولد اللي فض الخناقة واقف قدامي وبيقولي
أنا آسف..بس ممكن أتكلم معاك شوية
اتنفست بهدوء ورجعت تاني لمكتبي سمحتله بالدخول وقعد قدامي وقبل ما أتكلم أو أقول أي حاجة كان هو بيسبقني وبيقول
قبل أي حاجة أنا بعتذرلك عن اللي صلاح عمله هو طبعا غلطان وحقيقي حقك عليا على اللي هو قاله.
كلامه هادي وبسيط ومنمق ڠصب عني العصبية اللي كانت جوايا اختفت ابتسمت بهدوء وقولتله
اللي حضرتك عملته ده فوق راسي...بس حقيقي هو شخص غير محترم أنا آه غلطت لما خبطت فيه واتسببتله في أذى الورق اللي كان في أيده بس أنا برضه أتسفتله ولو كان طلب مني أصلحله الورق ده أو أعيد صياغته تاني بنفسي مكنتش هعترض..لكن هو اللي سوقي وقليل الأدب.
اتنحنح وابتسم وهو بيقول
ليك حق في كل حاجة بتقوليها بس مفيش داعي الكلام يوصل لمستر سيف وأتمنى تقبلي آسفي .
خلص كلامه واستأذن وخرج من المكتب أستاذ يوسف...مسؤل الحسابات للشركة دايما بشوفه أنه هادي ومش بتاع مشاكل والنهاردة عرفت أنه جدع!
تفطري معايا
ابتسمت أنا وبحط أيدي على خدي وبقوله
وهتفطر إيه بقى يمكن فطارك يعجبني فعلا.
اللي يعجبك.
قربنا من بعض بسرعة كان لطيف جدا كنت مستغربة نفسي أنا أزاي عمري ما خدت بالي منه قبل كده! يمكن عشان مكنتش واخدة بالي من أي حاجة في حياتي أصلا!
بقولك إيه يا نور.
كانت ماما دخلت عليا الأوضة وقعدت جمبي على السرير المكركب اللي كله ورق يخص الشغل ابتسمت لها أنا وبقولها برواقة
قولي يا ست الكل.
وبابتسامة هادية كانت بتقولي اللي مكنتش متوقعه أنه يتقال دلوقت بالتحديد
هتفضلي كده لحد أمتى يا حببتي أنا خاېفة قطر الجواز يفوتك يا نور أنت بقيتي ٢٧ سنة يا قلب أمك.
ضميت كفوفي على بعضها أنا وبحاول أدور على أجابة مكنش عندي كلام لما لقت سكوتي طال رفعت وشي بأيديها ثبتت عيونها على عيوني اللي تشبه عيونها تمام وقالت
أنا خاېفة عليك ونفسي أفرح بيك خاېفة يكون تفكير أبوك غلط وبرضه صعبان عليا أن بعد كل ده بنوتي الدكتورة متاخدش شخص في مستوى تعليمها.
سكتت وبعدين كملت
بكرا هيجي عريس ليك عايزاك تديله فرصة فرصة يا نور بدل ما الفرص كلها تروح.
عيني دمعت ڠصب عني وبصوت مهزوز كنت ببوح وبقول اللي كتماه في قلبي من ٧ سنين من يوم ما دخلت كلية الطب وبدأت العرسان تدق على بابي
وليه يا أمي ليه الدكتورة لازم تتحبس في ركن أنها تتجوز دكتور! ليه وكل الدكاترة اللي أتقدموا ليا مش كويسين! مش جايز الناس