الأربعاء 27 نوفمبر 2024

قصه مشوقه

انت في الصفحة 30 من 69 صفحات

موقع أيام نيوز

نكمل شغلنا .
بالفعل تابعا العمل سويا دون أي حديث خارج نطاق العمل و لكن كان هناك غصه كبيرة عالقه بحنجرتها لا تعلم سببها ..
كانت ترتمي علي الأريكه التي تقبع أمام النافذة و عيناها شاردة و فكرها مشوش و يدها تعانق رحمها بحنان و كأنها تستمد منه القوة التي تدفعها لتكمل طريقها المظلم المليئ بالصعوبات و العراقيل . و الذي لا تدري إلي أين سيأخذها فهؤلاء الناس لا يمكن التخمين بما يفكرون و هي لن ترهق نفسها بالتفكير أكثر بل ستحاول إتخاذ إحتياطاتها حتي لا تسمح لهم بحرمانها من صغيرها أبدا.
إزداد وزنه قليلا بسبب الحمل فتوجهت إلي الباب لتفتحه و سرعان ما تجمدت بمكانها حين شاهدته يقف بشموخ يناظرها بعيناه الغاضبه دوما و التي تحولت إلي حمراء قاتمه لا تعلم السبب الڠضب أم شئ آخر و لم يسعفها التفكير فقد كانت الصدمه تجتاحها فظلت تناظره مشدوهه و هو يبادلها نظراتها بآخري قاتمه فقد كانت جميلة للحد الذي جعله غير قادر علي التفوه بحرف و قد كانت نظراتها الصافيه النابعه من بحرها الأسود اللامع تأسرانه بشدة أهتز لها شئ ما داخل أعماقه و لكن سرعان ما تجاهله و إشتعلت جمراته مرة آخري حين وعي إلي مظهرها فقست ملامحه أكثر و قال پغضب 
أنتي إزاي تفتحي الباب بمنظرك دا
أعادتها كلماته إلي وعيها فخرجت منها شهقه فزع و علي الفور و دون أن تدري أغلقت الباب بقوة في وجهه و قد شعرت بالخجل يغمرها حتي كادت أن تذوب كقطعه من السكر بكوب من الشاي الساخن.
و أخذت دقاتها تهدر پعنف داخل ا من فرط الصدمه و الخجل .
أما عنه فلم يتوقع فعلتها للحد الذي جعله يظل واقفا مكانه غير قادر علي إستيعاب ما حدث فهل حقا أغلقت الباب بوجهه ! 
تلك التي لا يعرف ماذا يسميها تخرج بهذا الرداء الڤاضح لتفتح الباب و تطيح بثباته أمام سحرها الفتاك ثم تأتي من بعدها لتغلق الباب بوجهه بتلك الطريقه 
قام بصفع جبهته پعنف و ألتف عائدا خطوتان للخلف و هو ېعنف نفسه قائلا
غبي ! مكنش لازم تخبط بنفسك عليها. كان مفروض تبعتلها الخدامه تقولها أنك عايزها . أديك أديت الفرصه لوحده متخلفه زي دي تقفل الباب في وشك . 
زفر بحنق و قد كان داخليا يود أن يوبخ نفسه أكثر لتأثره بمظهرها الفاتن الذي باغته حين وقعت عيناه عليها و لكنه قرر تجاهل كل شئ و كأنه لم يحدث و هم بالمغادرة ليتفاجئ بصوت الباب يفتح فالټفت تلقائيا ليجدها
ساندي بتهددك بأيه !
تجمدت في مكانها لثوان حين باغتها بسؤاله الغير متوقع و ناظرته پصدمه
بينما عيناه تناظرانها بتفحص لكل همسه تصدر منها . 
طال صمتها للحد الذي جعله يقترب منها و هو يقول بلهجه فظه 
لآخر مرة هسألك ساندي بتهددك بأيه
أخيرا إستطاعت إخراج الحديث من بين فقالت بإرتباك 
مين قالك إنها بتهددني
سليم بفظاظه
مش مسموحلك تسألي مسموحلك تجاوبي و بس !
عادت جميع حواسها إلي العمل و أزداد ڠضبها من حديثه فقالت بتهكم
و مين إللي حط القوانين
دي 
سليم بإختصار 
أنا !
جنة بجفاء
يبقي تطبقها علي نفسك مش عليا !
أوشك علي الحديث فسمره صرخه قويه جاءت من أمام القصر فجفل الإثنان و هرولا إلي مكان الصړاخ فوجدوا ساندي التي وقفت متسمرة و عيناها تكاد تخرج من محجريهما تناظر البوابه أمامها فالتفتت جنة حيث كانت تنظر فإذا بالډماء تتجمد في عروقها من فرط الصدمه و ضړب عقلها سؤال مباغت و هو
هل يعقل للأموات أن يبعثوا من جديد !!
يتبع ....
الفصل الحادي عشر
إن أردت الفوز بالجنة فعليك طرق باب الصبر. و ياله من باب بدايته طريق شاق مؤلم. فكل شئ يناله الإنسان في هذه الحياة لابد و
أن له ضريبه و الإبتلاءات ماهي إلا ضرائب مقدمه يدفعها الإنسان كلا علي حسب قدره و أقسي تلك الإبتلاءات هي التي تصيب القلب فتدميه و تهلكه و لكن أقوى القلوب من يتخذ الصبر مذهبا فيقاوم و يقاوم حتي يصل إلي النهايه و بمجرد أن يصل تنمحي جميع الآثار و الندوب التي تركتها بصمات رحلته الشاقه إلي جنة أعدت للصابرين ...
نورهان العشري
حازم!
قالتها ساندي ب شفاه مرتعشه و قلب ينتفض پعنف عندما رأت ذلك الشاب الذي لم تر إلا ظهره واقفا بجانب سيارته عندما أوشكت علي المغادرة فقد بدا كثير الشبه بالحبيب الراحل مما أدى إلى صړخة قوية تخرج من بين علي إثرها هرول كلا من سليم و جنة التي تسارعت أنفاسها و هدرت الډماء بعروقها بينما عيناها تطوف فوق ملامح ذلك الغريب الذي كان من ظهره يشبهه كثيرا للحد الذي جعلها تتساءل پصدمه
هل يعقل للأموات أن يبعثوا من جديد و لكن ما أن إستدار حتي فوجئوا أنه لم يكن حازم و دون أن تدري شعرت بنفس قوي يخرج من بين أعماقها بينما سمعت صوت قوي خلفها
مروان.. حمد لله عالسلامه
تجاوزها و تقدم سليم للترحيب بهذا الغريب الذي أقترب منه يعانقه بحرارة و هو يقول بشوق
الله يسلمك يا
سليم .
وحشتني جدا 
أبتعد عنه سليم و هو يبادله الشوق قائلا
أنت كمان ليك وحشه . دا مروان إبن عم حازم !
قالها سليم حين إلتف موجها نظراته لكلا الفتاتين و إستقرت عند جنة التي طالعته پغضب حين شعرت بسخريته التي تجلت علي ملامح وجه و كأنه يخبرها بأن من يحب لا يخطئ فيمن أحب أبدا
لم يكد ينهي جملته حتي تفاجئ من هذا الصوت الطفولي الرقيق لتلك الفتاة الصغيرة الجميلة التي إنسلت من الباب الآخر للسيارة و إستدارت تقف بجانب مروان و كأنها تحتمي به فنظر إليها سليم پصدمه تحولت إلي عطف و إمتدت يده تداعب خصلاتها البنيه المجعدة و هو يقول بحنان
أهلا يا ريتا .. حمد لله عالسلامه .
لم تجبه بل أكتفت بهز رأسها لترد تحيته و إزداد إلتصاقها أكثر بمروان الذي إمتدت يداه ټحتضنها و نظر إلي سليم نظرات ذات مغزى فهمها علي الفور فتنحي يفسح الطريق و هو يقول 
أدخل لماما و البنات جوه دول هيفرحوا أوي لما يشوفوك .
أختتم جملته و توجهت أنظاره إلي تلك التي
كانت ملتزمه الصمت و لكن عيناها عكست صراع داخلي و مشاعر كثيرة أولهما الخيبه و آخرهما القهر و من دون أي حديث توجه مروان الذي حمل الطفله مضيقا عيناه و هو يفرقها بين ساندي و جنه التي إغتاظت بشدة من نظراته الثاقبة لها و لكنها حاولت ألا تظهر شيئا و توجهت بأنظارها إلي تلك التي بدا عليها الألم الذي تجلي في تهدل أكتافها وخطواتها الثقيلة التي كانت تجر ذيول خيبتها الكبيرة و رأسها المنكس كشخص هزمته الحياة في أهم معاركه فلم يعد يدري ماذا عليه أن يفعل 
للحظه أشفقت جنة علي حالها و لكن سخر منها قلبها الذي لا زالت مرارة الغدر عالقه بثناياه .
أخرجها من شرودها صوته الخشن حين قال
ه تجاوبي علي سؤالي و لا أسأله لحد تاني
جفلت من نبرته و مغزي كلماته خاصة حين توجهت أنظاره إلي ساندي التي كانت تجلس خلف مقود سيارتها تراقبهما فإزدادت دقات قلبها و إرتعشت قبل أن تقول 
عايز تعرف إيه
سليم بخشونه 
أنتي عارفه كويس عايز أعرف إيه
زفرت بتعب قبل أن تقول بشفاه مرتجفه
مابتهددنيش بحاجه .
كذابه .
أنا مش كذابه !
قالتها بإنفعال فاقترب منها خطوة قبل أن يقول بتأكيد
لا كذابه . و لو فكرتي تخبي عني تبقي غبيه
! عشان لو حصلت أي حاجه ټأذي عيلتي تاني بسببك صدقيني مش هرحمك . أستغلي الفرصه إني جيت سألتك و جاوبيني . 
زاد الثقل في قلبها و إزداد معه ألمها الكبير و لم تعد تدري ماذا يجب عليها أن تفعل و رغما عنها إرتفع رأسها يطالع ساندي ف لن تقدر علي إخباره بما تهددها
تلك الأفعي و هو لا يساعدها بل يزيد من عڈابها أكثر بطريقته الفظة و أسلوبه العدائي الذي عهدته منه لذا لم تجد أمامها مفر من أن ترتفع يدها و تضعها علي بطنها و قد كان الألم مرتسم علي ملامحها و أقتنصته عيناه لذا قال بلهفه حاول قمعها قدر الإمكان 
تعبانه 
إرتفعت عيناها تطالعه بتعب تجلي علي ملامحها و خرج صوتها ضعيفا حين قالت 
شويه !
زعزعت لهجتها الضعيفه ثباته للحظه و لكنه حاول التحكم في إرادته و قال بلهجه يشوبها اللين 
هتقدري تمشي لحد الملحق
زاد إعيائها و لم تستطع أن تجيبه و شعرت بفوران مفاجئ في معدتها جعلها تهرول إلي جانب إحدي أواني الزرع و تقوم بإفراغ ما في جوفها و قد كانت آناتها ترسل إشارات حسيه إلي
قلبه الذي أجبره علي التقدم نحوها حين وجدها تحاول الإستناد علي أي شئ بجانبها خشية أن تسقط و رغما عنه مد يده لتعانق يدها قبل أن تسقط فإلتفتت تناظره پصدمه و قد إختلطت مياه عيناها و مياه أنفها ليصبح مظهرها مذري و لدهشته لم يجفل أو ينفر بل شعر بالشفقه علي ألمها و قام بإخراج إحدي المناديل الورقيه 
بقيتي أحسن 
أخرجه من تلك الحاله الغريبه صوت الخادمه خلفهم و هي تقول بإحراج 
سليم بيه . الحاجه بتقول لحضرتك لو جنة هانم تعبانه هاتها و أدخلوا جوا ترتاح .
لا لا أنا كويسه . 
متأكدة أنك كويسه
هزت رأسها و قالت بلهفه
آه متأكدة .
كانت كلماتها تتنافي مع ملامح وجهها الشاحبه و لكنه تجاهل ذلك و قال بخشونه
بم إنك كويسه يبقي تعالي عشان نفطر كلنا سوا . و بالمرة تتعرفي علي مروان إلي كنتي
مفكراه حازم !
قال الأخيرة بسخرية أغاظتها و قد عاد إلي عدائيته مرة آخري 
لم تجد مفر في الهروب منهم فقد حانت منها إلتفاته إلي نافذة غرفه الصالون فوجدت عينان ثاقبه تحدق بها في تحد خفي شعرت به فأخذت نفسا عميقا قبل أن تهز برأسها و هي تتوجه خلفه إلي الداخل بخطي مرتعشه فهي لأول مرة ستواجه بمفردها دون أن تكون بجانبها شقيقتها لذلك كان قلبها ينتفض خوفا و كأنها كالحمل الذي أوقعه القدر بين قطيع من الذئاب المفترسه .
قبل أن تصل إلي غرفه الجلوس تفاجئت حين إلتفت إليها و قال بنبرة خفيضة و لكن محذرة
متفكريش إن كلامنا خلص ! ال عايز أعرفه هعرفه . و خليكي فاكرة إني سألتك و أنت هربتي !
ألقى كلماته و تركها ليدخل إلي غرفه الجلوس بينما هي توقفت لثوان تحاول تهدئه قلبها من شدة خفقاته المرتعبه و صارت تردد قائله
اللهم إنها نجعلك في
29  30  31 

انت في الصفحة 30 من 69 صفحات