((زوجتك وكيلتي))
مشعثة وعيناه تحت تأثير النعاس وقبل أن يتفاجأ أو يتسائل
كانت لكمة زياد تؤكد مجيئه ترنح على الفور وابتعد والآخر لم يمهله فرصة فعالجه بلكمة آخر أعنف وأشد سقط على إثرها أرضا
يمسح بكم قميصه سيل رفيع من الډم أسفل منخاره
ولم يهتم زياد باعياؤه عليه اللعڼة صړخ به
ليه!!
نهض عاصم يحاول أن يستند على ساعديه يدافع عن نفسه في حضرة الهائج
وزياد يزيد بعتاب مجروح
ليه داانت الوحيد اللي دخلتك بيتي!
وقف عاصم يحاول أن يواجهه
هي اللي اشتغلتني جاتلي النادي ع أساس أسمها أمنية وعندها فوق ال٢٣ سنة ضحكت عليا
ابتسامة ساخرة صاحبت قوله المستهجن
لأ وانت نونو ياولاه يضحك عليك!
يجابه يستمر بالدفاع
أنا مكنتش أعرف انها أختك والله
ولما عرفت انها أختي كملت ليه!
يزيد من هياجه
مقولتليش ليه
يبتعد عنه بصعوبة يشرح موقفه
كنت حبيتها كنت مش هقولك كنت ناوي ع جواز والله
يكمل بنصف كرامة
هي اللي سابتني بعد ماعلقتني بيها كانت بتتسلي بيا يازياد!
بينكو ايه!!
يجيب بصدق واضح كالشمس
مفيش بينا غير مقابلات والله محصلش حاجه
هدر غاضبا
لو آخر راجل ف الدنيا مش هجوزهالك يارا مش شبهك ياعاصم
حينها انتصب بطوله يشد من جزعه يستحضر قوته ووقاحته
إنت مستكتر عليا يارا إنما نيرة حلال عليك صح!
يقترب منه راسا برأس يبين له الصورة كاملة دون رتوش
فوق يازياد دانت نسخة تانية مني ويمكن أوسخ بص لروحك ف المرايا هتعرف أن أنا وانت نسخة من بعض
يارا فعلا كتير عليك ياعاصم بالظبط زي مانيرة كتير عليا
يهز عاصم رأسه بنفي كاد أن يتحدث ولكن زياد قاطعه بحدة
بس وعد مني وحق ماكنت مخليك صاحبي ايدي دي هقطعها قبل ماامدها ف إيدك تاني
لا يتذكر كم مر ب طريق وكم تراجع بعد أن رحل من بيت عاصم
إلى أن استقر أمام أحد البارات والتي اعتاد زيارته بماضيه ماضيه القريب
يدخل بترنح لم يتناول شئ منذ الأمس هو متعب فحسب
يجلس على كرسي جلدي طويل له إطار معدني ملتصق بالبار الفاصل بين المشروبات والصالة الرئيسية للملهى
يميل بجزعه ينقر بخفة للعامل أمامه
والشاب ابتهج لرؤيته
فينك ياباشا من زمان مشفنكش!!
رد هو بضيق مزاج
مشاغل ياااا
والشاب أدركه باسمه
نادر ياباشا
يهز رأسه بلا إهتمام
مشاغل يانادر
عاصم باشا هيجي دلوقتي
يسأله الشاب وقد أعد له المشروب يضعه أمامه بتهذيب
فرد زياد بحدة خاڤتة
لأ
عيناه مركزة على الكوب أمامه بسبابته يرسم دوائر أعلى حافة الكأس
دون نية حقيقية لتناوله
الحلو فينه من زمان!
صوت انثوي مائع قطع صمته وجلسته الټفت لها بعقد حاجبيه يحاول التذكر فضحكت بميوعة تميل عليه
مممم شكلك سکړان طينة لدرجة إنك مش فاكرني!
يدقق بها وان ماټ المرء ظل الطبع موجود يتفحصها بفجاجة
وهي لم تمانع كانت مرحبة وأكثر تستعرض نفسها وفستانها الارجواني الشبه عار خفيف يظهر أكثر مما يخفى
إيه رأيك نقضي ليلتنا سوا
قطع عليها وهو يعود اتأمل كأسه
لأ لأ
تلتصق بنظرة طامعة
متقلقش المكان عندي
عارفة ياا
أطلقت ضحكة رقيعة قبل أن تقول إسمها
شوشو
تنهد وهو ينطق اسمها
ااه ياشوشو
ثم أكمل يهمس لها وكأنه يخبرها سر
عارفة ياشوشو أنا انهاردة خسړت صاحبي وأختي ومراتي
مطت شفتيها باستياء حيث لاتهتم
تؤتو ياحرام
مال وعيناه سقطت بالفتحه الخاصة بالفستان وعاد العابث من مرقده
صعبت عليكي
ضحكت وقد نالت مبتغاها
اووي تعالي اراضيك في البيت عندي
عاود الكره السابقة يميل على أذنها وكأنه يخبرها بسر حربي
عارفة ياشوشو أنا تقريبا بقالي سبع شهور مقربتش
من ست!
أوووه ده من حظي
وتجاهل الوقاحة وغفا العابث مرة أخرى
يبقى يوم ياشوشو ماربنا يفرجها عليا تكوني إنت !!
احتنقت بشرتها بحمرة قانية يتجاهل ڠضبها وهو يتحرك ينوي المغادرة
حيث الجو هنا بات مخټنقا يضرب ع رأسه باصبعيه
سلام ياشوشو
ثم وجه كلامه للشاب يغمز
نادر حساب الكاس اللي مشربتوش عند مدام شوشو
يوليها ظهره ويضحك ليس لسبب سوى أنه باستطاعته إحياء العبث بداخله ودفنه!
عودة الغريب أو كما ذكر المغترب عودة الإبن وهو ذاته الأب
يقف أمام البوابة الحديدية الخارجية للبيت بلا موعد أو إتصال يعرفهم بوصوله أو مجيئه بالأساس
يقف وجواره حقيبتان كبيرتان وأخرى معلقة على كتفه
ينتظر بنفاذ صبر وقد طرق على البوابة عدة مرات إلى أن فتح الباب وكان قاسم أمامه
قاسم الذي اتسعت عيناه من المفاجأة يمد كفه فيعانقه الآخر
يستقبله بحفاوة يحمل عنه حقائبه الثقيلة ويصعد أمامه حتى وصلا لشقة الجد
رن قاسم الجرس ينتظر وعمه وراؤه ورؤيته لعمه دبت الحماس بقلبه!
وقت قصير وكان الجد يفتح بابه يلهث بارهاق مستندا على عصاه حتى رآه
دمعت عيناه من الفرحه ودون مقدمات احتضنه لا عتاب أو حتى طيف من لوم كان يحمله بصدره فقط احتضنه والابن بادله العناق بأشد
والاشتياق سيد اللحظة!
وبعد دخوله وجلوسه على الاريكة عاتبه الأب
أخيرا فضيت نفسك ياعماد ونزلت!
يجيبه ببساطة ونبرة عملية
والله ياحاج الموضوع صعب الحياة هناك ريتمها سريع أنا مش مصدق إني خدت اجازة أصلا
حتى وإن استطاع بالطبع كان بمقدرته الأعوام السابقة أن يأتي زيارة ولو لأيام قليلة ولكنه كان يتعلل بأي شئ حتى لا يتواجد هو رجل لا يطيق القيود العائلية تحت مسمى صلة رحم!
حديث بسيط والعديد من الأسئلة من قبل أبيه قبل أن ينهض من مكانه كي يخبر حنين النائمة بغرفتها بمجئ والدها
أخبرها وعاد يجلس بجوار أبنه يربت على كتفه تارة يتلمس ذراعه بشوق تارة أخرى كم من تخيلات شيدها برأسه عند مۏته وابنه الوحيد مغترب واحفاده هم من يحملون نعشه ويدفنوه
وقاسم يجلس على أريكة جانبية لهما يستمع لحديثهما دون تدخل
ولا يعلم لما لايستئذن ويتركهما وينصرف!
لا هو يعلم هو ينتظرها ينتظر حضورها رؤيتها يريد أن يرى كيف ستستقبل والدها ترى هل ستحتضنه ام ستبكي له وتشكي عم حدث لها بغيابه
ينتظر بلهفة ودقات خافقه تجاوزت المسموح حتى خرجت من غرفتها
تأتي صوب جلستهم بهدوء وخطوات رتيبة تعرف طريقها خصلاتها مجمعة أعلى رأسها
وثيابها أنثوية هادئة تناسب اللحظة قطع تأمله صوتها البارد وهي تمد كفها
حمدالله ع سلامة حضرتك
تمد كفها على طول ذراعها يفصلها عن والدها طاولة عريضة وعن قاسم خطوات بسيطة
قام الأب من مكانه واقترب منها مبهوتا متفاجأ
يقف قبالتها يحتوي وجنتها براحة يده يغمغم بدفئ أصاب قلبه قبل نبرته وقد لمعت عيناه بفرحة حقيقية
كبرتي ياحنين!
وابتعدت هي عن مرمى يده مصعوقة وكأنه غريب وبالفعل كان غريب عنها أكثر من ثلاثة أعوام لم تره نهائيا كل مكالماتها معه كانت اتصالات صوتية فقط وسريعة حتى وقت أن طلبت رؤيته منذ عامين باتصال مرئي رفض فلا وقت لديه لتلك الترهات
ولاحظ هو تشنج ملامحها وابتعادها عبس قليلا وتحرك غير مهتم يجلس بجوار أبيه يربت على المكان الخالي بجواره
تعالى ياحنين اقعدي
جمبي
وكأنها لم تسمعه جلست على الاريكة المقابلة له لم تهتم بملامح وجهه التي تبدلت لأخرى عابسة ولا حتى تحذير الجد لها بعينيه
حتى أنها لم تلحظ قاسم الجالس بالاريكة المجاورة
قاسم والذي يراقبها بعينين مترقبة لأدنى فعل تقوم به مستغربا لم يتخيل لقاؤها بأبيها هكذا سلامها عكس توقعه
كان سلامها بارد ملامحها جامدة كمنحوتة
خشبية عدا عن ابتسامة تشق ثغرها بدقة ابتسامة باهتة تبدو مكرهة عليها
كانت تجلس هي بالمقابل تتأمل والدها بنظرة جامدة وقد انشغل بالحديث مع جدها
تتفحص هيأته كان وسيم الطلة حتى ببلوغه عامه الخمسين الا أنه يحافظ على حلاوة قسماته عيناه البنية ترمقها من حين لآخر بنظرات حانية لم تهتم بها أو تروقها بعض تجاعيد بجوار ثغره وتجاعيد أخرى بجوار عينيه تثبت تقدمه بالعمر وشعيرات فضية متناثرة بكثرة أعلى رأسه
شعرت بنظرات تخترقها فالتفتت على حين غرة لتفاجأ بقاسم يجلس بالجوار رجف جفنيها واختفت ابتسامتها الزائفة
عضت على شفتها بتوتر أشاحت بنظراتها لأبيها ثانية دون تركيز بحديثه
وذلك الشعور القديم راودها من جديد حيث ينتابها الخجل وتتسارع خفقاتها بحضوره هي الآن تشعر باحتقان وجنتيها وبالتأكيد لاحظ هو
لما لا تنتبه لوجوده!! الآن الجو بالصالة زاد حرارة
ببطء عادت بنظراتها إليه وجدته كماهو مثبت نظراته عليها وعيناه تحمل نظرة غريبة لم تفهمهاواستفسار لم ينطق به!
ليلا
بالمبنى الذي يقيم فيه زياد كانت يارا تقف أمام باب شقته تتردد برن الجرس خائڤة من رد فعله
لا تعلم أن كان هدأ قليلا أم مازال على اشتعاله
تلك الليلة الرابعة لخصامهما بالأحرى خصامه لها وقررت اليوم مصالحته ومراضاته حيث لا خصام يدوم أكثر من ثلاث ليالي
وأخيرا أخذت قرارها وسحبت نفسا طويل
لصدرها وهي تضغط على الجرس
تنتظر رؤيته تعلم أنه بالداخل ف سيارته مركونة بجوار المنزل بالأسفل
ولم تنتظر كثيرا فتح الباب بملل و نظرات متسائلة عن من يطرق بابه ولكن ما إن رآها تحولت نظراته لأخرى حانقة والضيق بدا على وجههينظر إليها بملامح جامدة يزفر بحدة أحزنتها
غمغمت بخفوت ونظرات لائمة
هتسيبني واقفة ع الباب كدة!!
ولم يهتم بلوم نبرتها أو شحوب بشرتها يسألها بحدة وقد بدا مجروح
خير جاية ليه مش اخترتي هناك وسيبتبني!
تدافع عن نفسها بصدق
أنا مقدرش أسيبك يازياد أنا كنت خاېفة منك
رفع حاجبيه يسخر منها
حوشي يابت لأ وإنت پتخافي أوي
طأطأت برأسها بخزي بين كل ثانية وأخرى ترفع نظراتها تبحث عن عناق
زفر بيأس قبل أن يلبي حاجتها ويجذبها في عناق أخوي تشبثت به بالمقابل
تعالى
وقد اشتاق لها أضعاف ما اشتاقت إليه يربت على رأسها ولازال
كانت صامته تستند بجانب وجهها على صدره عدا عن دموعها التي تسابقت على وجنتيها بندم وخزي ترددت قبل أن تقول بنبرة خفيضة منكسرة
محصلش بينا حاجة والله يازياد
عارف
يؤكد بأفعاله على تصديقها
روحت كسرت البيت ع دماغه
يشدد من احتضانها وقد شعر برجفتها
مټخافيش
ابعدها قليلا عنه رغم رفضها البادي وتمسكها بأناملها بقميصه بشدة
يمسح دموعها برفق
هاخدك ونسافر يومين نحاول ننسى اللي حصل
وزادت هي بتقرير
وناخذ حنين معانا
نظر زياد إليها رافعا حاجبيه فاغر فمه قليلا قبل أن يسأل متعجبا
وده من أمته!
طرقت برأسها تخفي ابتسامة صغيرة محرجة عنه فهو يعلم بأنهما ليسا على وفاق
غيرت الحوار توزع نظراتها بينهما بتساؤل
هو احنا هنفضل واقفين ع السلم
جذبها بيده للداخل
تعالى هعملك عشوة عشان الصلح
وقبل أن يغلق الباب ويلحق بها سمعها تهتف پألم مصطنع ضاحكة
اااه أهلا بالتلبك المعوي
اليوم التالي
بشقة أكرم
كانت نورهان تجلس على الأريكة تستند بوجنتها أعلى كفها شاردة قليلا بملامح عابسة عيناها تائهتان بالفراغ وكأن بعقلها تدور حرب لا تعلم كيف تتصدى لها
تركت كل شيء خلفها وعادت من جديد بعد أن هيأت نفسها على حياتها الهادئة بدونه بعد أن استسلمت لشعور النبذ والخروج من جنته أو بالأحرى ناره
وتلك المرة هو من طلب و أقر وأصر على العودة بكل الطرق
وهي من اعتادت النبذ والرفض منه دون سبب ليأتي ويهدم كل شيء كانت تفعله من أجل الاستقرار بعيدا عنه بفرقعة أصبع حين جرها خلفه