الخميس 28 نوفمبر 2024

((زوجتك وكيلتي))

انت في الصفحة 47 من 53 صفحات

موقع أيام نيوز


هي وشقيقها الصغيرشقيقها الذي رحب بالأمر 
تخاف من تحوله عودة أكرم السابق الذي اذاقها من العڈاب ألوان كما أذاقها من الاهتمام والمراضاة أيضا على طريقته 
ماذا ستفعل إن تركها! أو حن لماضي بوجودها معه ستحرمه منه!! 
لم تكذب حين أسمته رجل التناقضات الشيء وعكسه  
تخشى الرجوع لنقطة الصفر كما قالت له سابقا وتهكم هو حينها! 

تنهدت لتنفث أفكارهاتلتقط أنفاسها المضطربة بفضل تفكيرها السلبي وتعود لوقتها الحالي صغيرتها ملك نائمة بجانبها على الاريكة بعد أن تعبت من اللعب وشقيقها الصغير يجلس على أريكة بعيدة عنها قليلا يلهو بهاتفه الحديث يعبث بتطبيقاته منبهر وذلك أقل وصف يقال عنه مع اتساع حدقتيه 
اعتدلت بجلستها تهتف باسم شقيقها تنتزعه من فرحته بالهاتفتقول بجدية 
مجد أول ما أكرم ييجي هتقوله إنك عايز تروح البيت اللي هناك 
عقد مجد حاجبيه بنزق طفولي يهز رأسه رافضا
بس أنا مش عايز اروح
قلبت عيناها باستياء 
متخافش هترجع هنا تاني بس أهم حاجه تقوله
رفض بعناد وهو يعود بناظريه لشاشة هاتفه 
لأ مش هقوله 
زفرت بحنق قبل أن ترمقه بنظرة غاضبة 
لو مقولتلوش هاخد الفون اللي إنت فرحان بيه أوي ده! 
اعترض بحدة 
مش من حقك تاخديه عمو أكرم هو اللي جيبهولي
تهكمت 
وهو عمو أكرم جايبهولك لله وللوطن! 
تستكمل بكذبة وقد رأت ازدراده لريقه پخوف  
هو جابهولك عشان أنا قولتله
هز رأسه باستجابة وقد خاف من ټهديدها وافق مجبورا 
طيب خلاص هقوله
ابتسمت باتساع وقد نالت ما أرادت تنبه بكلامها
شاطر بس أوعى تقوله أن أنا اللي قيلالك
أومأ بعد أن انكمشت ملامحه بإحباط 
حاضر
وبعد وقت كانوا ملتفون حول المائدة الأنيقة يتناولون طعامهم بصمت عدا عن صوت أدوات الطعام واحتكاكها بالصحون وبضع ابتسامات توزع من حين لآخر ونظرة جانبية مختلسة من قبل أكرم لنورهان 
كان أكرم يجلس بالمقدمة على يمينه نورهان وصغيرتها تجلس أعلى ساقيها ويساره مجد يلاحظ حرب النظرات الدائرة بين زوجته وشقيقها ولكن يفضل عدم التدخل 
ظلت نورهان تحذر شقيقها بعينيها تضغط على اسنانها تشير له بأن يتحدث كما اتفقا 
وأخيرا تحدث مجد مرغما 
عمو أنا عايز أروح بيتنا اللي هناك
عبس أكرم بتساؤل 
ليه!
وانتظر إجابته ولكن الصغير توتر وارتبك يرسل نظرة متسائلة لأخته الجالسة أمامه فتقابله بطأطاة رأس 
زاغت نظرات الصغير ولم يعرف بما يجيب بالأساس نورهان اكتفت بأمرها بأن يقول كذا فحسب 
سأله أكرم باستغراب وقد شعر بتيه الصغير 
مجد إنت عايز تروح هناك بجد
حينها جاوبه الصغير وقد أطلق للسانه العنان 
بصراحة لا نور هي اللي قالتلي أقولك يااما هتاخد مني الموبايل اللي إنت جايبهولي
عشان هي اللي قالتلك تجبهولي 
وأثناء كلامه برقت عينا نورهان تغمغم بخفوت من بين أسنانها 
الله يخربيتك
وفور انتهاء الصغير من الكلام ناوله أكرم كوب من الماء البارد يهدئه بينما يرمق الجالسة بجواره بحاجب مرفوع وقد نال منها 
احمر وجه نور بشدة وارتبكت كادت أن تغص بطعامها
فعاجلها أكرم بنبرة متسلية 
إيه اجيبلك مية إنت كمان! 
احنت رأسها وشعرت بالعرق يتصبب منها تتلعثم بشكر لم يصله 
وكل ماتريده بتلك اللحظة الهروب من أمامه لحظة لحظتان لحظات متتالية ورفعت رأسها تنظر إليه وقد تحول وجهها للون قاني إثر ارتباكها البالغ كان لايزال على حاله بحاجب مستفز مرفوع وشبح إبتسامة فتبسمت بتوتر تحني رأسها ثانية بحرج شديد 
 
هو أكبر مخاوفها وهي فتنته
وفتنته تجلس أمامه على سريرهما الخاص تقرض أظافر يدها بتوتر حيث أنها عادة تلازمها كلما توترت أو شردت بشئ عادة سيئة لم تستطع التخلص منها 
تزم شفتيها وهي تراه يخرج من الحمام الملحق بغرفتهما عار الجزع مرتديا بنطال بيتي مريح يجفف خصلاته الفحمية بمنشفة هيأته بتلك اللحظة جعلت الاحمرار يزحف لبشرتها 
بتلك اللحظة هو فتنتها وهي أكبر مخاوفه!
أكبر مخاوفه بالتأكيد لما لاتصدق اهتمامه تغيره الملموس صدق نيته! 
حسنا من التبجح أن ينكر بأن له تاريخ حافل من الخذلان وانعدام الثقة 
ملامحها الشفافة معبرة جدا واضحة يكاد يقرأ صفحة وجهها بوضوح
لما تريد الذهاب لحارتها القديمة بيت أهلها!! 
وسؤال كان بداخله أخرجه بصوت مسموع وهو ينظر لها بنظرة ثاقبة عبر المرآه 
عايزة تروحي هناك ليه
ردت بشئ من العدائية تنتفض بجلستها بتحفز تعلن الھجوم 
أنا من حقي اروح هناك بأي وقت أعوزه
عقد حاجباه لم تعجبه النبرة ولا الهيئة المتحفزة هتف بحزم ونبرة أجشة جدية 
بالراحة احنا مش پنتخانق!
وحزمه جعل تمردها وهجومها يتقهقران تعتدل بإحباط تقرض أظافرها بيدها تفند أسبابها ودوافعها
عايزة أشوف المكتبة واطمن ع البيت انت خدتني ومكنتش عاملة حسابي
ظل على ثباته يتشبث بالمنشفة أعلى كتفه يشد منها الدعم بوقفته 
ولما تطمني ع البيت وهتشوفي المكتبة ايه هيتغير!!
يتابع بجفاء وليد اللحظة 
مفيش حاجة هتتغير يانور لا البيت هترجعيه تاني ولا المكتبة هتقفي فيها تاني
إحباط واختناق يصيبان صدرها تهز رأسها بيأس تتنهد قبل أن تردد بتقرير 
فكرتك اتغيرت
رفع حاجباه متعجبا 
ياسلام عشان مش عايزك تروحي هناك يبقى انا وحش!
يشير على صدره بسبابته بجمود ونزعة حمائية 
فكرتيني اتغيرت! يعني ميمشيش معاكي إني غيران!!
للحظة ألجم لسانها عن الرد وقد فاجأها باعترافه تتمتم بسؤال مستغرب
غيران!
وقد لاحظ اتساع حدقتاها والمفاجأة على وجهها فيزيد من اعترافه ببساطة 
اه غيران هو أنا مش راجل ولا إيه!
وبغباء منقطع النظير سألت بفاه فاغر 
غيران من حامد
ثار بعنفوان 
متنطقيش اسمه 
يزيد بتجهم قسماته 
ثم أنا هغير من حامد!!
واخر كلامه كان بازدراء واضح حيث لا مقارنة تجمعه بأي شخص آخر 
لانت نبرته بالاخير يدس باقي اعترافه برأسها الصغير ضحل التفكير 
أنا غيران عليكي
عليا!
كانت دهشتها عابرة للقارات منظر الصدمة الجلي بنظرتها وحاجبيها اللذان ارتفعا لمنابت شعرها جعله يضحك ولكن كتم ضحكته بداخله حفاظا على الهيبة 
يلقي بالمنشفة المبللة جانبا يعيد ترتيب خصلاته بيده يتحدث 
وعموما عشان اثبتلك إني اتغيرت هنروح ياستي هناك بكرة
سألته بإبتسامة ناعمة رغم اندهاشها 
هتيجي معايا!
يؤكد وهو يقترب 
طبعا هاجي المرة اللي فاتت كنت هجيبلكو اتنين لمون المرادي بقى هجيب المأذون
ضحكت باتساع ملئ شدقيها ضحكة كانت صافية بالفعل ردوده مفاجآته 
هيئته الرائعة وقد زادته ردوده المشټعلة وسامة فوق وسامته 
رائحة صابون استحمامه والتي بالسابق كانت تزكم أنفها الحساس الآن باتت تعجبها 
وفوق كل هذا يغار يغار عليها! 
حمقاء هي بالتأكيد حمقاء ذات قلب أحمق بجدارة 
وتلك المرة الأولى التي تعجبها حماقتها 
شرد بضحكتها فابتسم ولكنه غمغم بضيق مصطنع وحاجب مرفوع 
لا والله!! 
ترفع كفيها أمامها باستسلام وتلك من المرات النادرة بالأصح المرات المعډومة التي يكون بها خفيف الظل هكذا 
أسفة بس وانت بتقولها شكلك ضحكني
وانتقلت ضحكتها إليه لتعلو ضحكته هو الآخر يهز رأسه وقد بات على آخره ولكنه قرر الصبر 
حيث أنه تيقن وتأكد من أن حياتهما لن تستقر أو تعتدل بالفراش بل بالحياة نفسها ومقابلة المواقف معا 
يهمس لها ومازالت نظراته مثبتة عليها تخترقها حتى العظام 
ماشي أما اشوف اخرتها معاكي ايه!!
صباح الجمعة بغرفة كمال
عروس خجول حيث أن بحكايتهما هي الخجول وهو من أستلم دفة القارب وتحريكها وفقا لأهواء بحره وبحره لم يكن هائج وبالتالي لم يكن راكد بل
معتدل كأمواج البحر بالصيف يناسب وضعهما المستقر حاليا
عروس حتى وإن كانت 
ذابت به هكذا أو حتى هو! 
عاطفتهما بالأمس وسابقه وسابق سابقه كانت صادقة
بالسابق بالفترة الماضية قبل أن تغادر منزله كانت العلاقة غير سوية بينهما كان هو متلهفا وكانت هي عادية حد الاختناق 
كانت تستقبل عواطفه مشاعره احتياجه كرجل ببرود 
أما الآن فهي ترد صنيعه الضعف تمنح بقدر عطائه بترحاب 
يتوجه صوب فراشهما يجلس عليه يتأملها بصمت وابتسامة متسلية فتورد وجنتيها ينعشه يروقه خجلها يعزز رجولته والتي تناقصت وتأثرت بالفترة السابقة بسبب رفضها له 
تراه يتحرك صوب الدولاب يفتحه يخرج منه عبائة واسعة بلون أرجواني ووشاح يماثلها لونا يضعهما برفق أعلى الفراش 
يأمر بلطف 
البسي دول
تعقد حاجبيها باستفهام 
اشمعني
يبرر وهو يقترب يقف بجوارها دون تلامس 
انهاردة الجمعة انهاردة كلنا هنتغدى تحت في بيت جدي 
ابتسمت بعذوبة تضع المجفف جانبا وقد انتهت من تصفيف خصلاتها الناعمة 
ياااه من زمان متجمعناش تحت
يمرر أنامله بلحيته ينظر لانعكاسها بالمرآه
الغدا انهاردة واللمة ع شرف عمي عماد
يتابع والنبرة ذات مغزى 
لو مش عايزة تنزلي ونفضل هنا براحتك
احتقنت بشړة وجهها هتفت تقطع أفكاره المنحرفة 
لا لا عايزة انزل طبعا 
وبعد صلاة الجمعة وعودة الرجال من المسجد متجمعون حول المائدة الطويلة ببيت الجد حيث أن الغذاء يوم الجمعة يكون مبكرا إن تجمعوا 
والعزيمة اليوم بعد انقطاع دام لأشهر بفضل الابن المغترب يجلس على المائدة بجوار القاسم أبيه من حين لآخر يربت على كف أبيهيتبادلان أحاديث عادية وأخرى محورية وبعض أحاديث عابرة عن حياته هناك وإجابة قاطعة برفضه للاستقرار هنا حيث أن من جرب الغربة لا يستطيع الفكاك من تشابك خيوطها 
واليوم عقد العائلة مجتمع عدا عن زياد ولكن وجود ابنه يغنيه عن الجميع 
الجميع يجلس بمكانه على المائدة عدا عن فاطمة والتي قامت بالطهي من الصباح يساعدها كمال برص الأطباق على الطاولة 
تقترب فاطمة من حنين بجلستها تبدو غير مهتمة ظاهريا وهي تضع أمامها طبق من أصابع الجلاش المحشو يختص بها هي وحدها لأنه طبقها المفضلوضعته تتحدث بنبرة عادية رغم ارتجافة نبرتها أنه لها فابتسمت حنين برقة وحبور تغمغم بشكر وأشرقت ملامحها قليلا تعلم بأن إعداد الطبق وإحضاره لها ماهي إلا بادرة صلح وتقبلتها هي بترحاب شديد وقاسم يراقب الوضع بالجوار فابتسم هو الآخر تلك الابتسامة الرائعة والتي نادرا ما يبتسمها يشعر بأن الأمور تلك المرة تسير وفقا لأهواءه 
رمق عماد الطاولة أمامه منبهرا يتمتم بحبور صادق 
إيه ده كله ياحاجة فاطمة تعبتي نفسك اووي
صدق نبرته واتساع عيناه بإعجاب اشعرها بالزهو تجيبه بود خالص 
وهو أنا هتعب لأعز منك!
تمسك بإحدى الأطباق تضع به مالذ وطاب من الأصناف المتنوعة أمامها على المائدة ثم تناوله اياه ومن ثم تقوم بما تفعل بالتبعية كعادتها هي إطعام الجميع وهي بالأخير  
حديث جانبي مرح بين الشباب قطعه الجد وهو ينظر إليهم بفرحة حقيقية 
متجمعناش من زمان ع الغدا 
أمنت فاطمة على كلامه تستوقف ب غصة في حلقها 
ناقصنا زيادوتبقى اللمة كملت 
سعلت نيرة بحرج ما أن أتت سيرته ينتابها حنين وتلك الهرمونات الغبية الخاصة بأواخر حملها تطالب به وبشدة أخفضت وجهها وقد تلون بالحمرة خجلا وحرجا لينهرها كمال وقد لاحظ احتقان شقيقته 
ماما 
تغمغم فاطمة مستسلمة 
خلاص هقفل بوقي أحسن 
استكملوا الأكل بشهية تامة عدا عن عماد كان قليل الاكل يتبع حمية وبالتأكيد كثرة الأكل الدسم أمامه سيفسدهايراقب ابنته الجالسة قبالته 
يسألها باهتمام 
مبتكليش ليه ياحنين! 
لم يصلها صدق اهتمامه ترفضه رفعت حاجباها مستغربة ترد باقتضاب
باكل!
حمحم بتوتر يجذب انتباههم 
احم عندي خبرين واحد وحش والتاني حلو
غمغم كمال بخفوت متوجسا 
استر ياارب
بينما ردت فاطمة والجميع ينظر إليه بانتباه 
ابدا بالۏحش
 

46  47  48 

انت في الصفحة 47 من 53 صفحات