لم تكن تصدق انها خرجت من قسم الشرطه
الحديث الذي يقف في حلقها.. إنها تريد الأعتذار منها ولكنها لا تقوى على فعله.. طبيعتها هكذا وهي تعلم بهذا ولكنها أخطأت بحقها
تركت معلقة التقليب والټفت إليها تخرج الكلمات دفعة واحده من بين شفتيها
انا اسفه يافتون على ظلمي ليكي.. المفروض كنت صدقتك.. كل حاجه كانت باينة انك مسرقتيش .. لكن انا وانتي كنا موضوعين في كفة الإتهام
انا مبعرفش اعتذر ولا اذوق الكلام يافتون.. فاتمني تكوني سامحتني
اعملك قهوه زي ما علمتيني اعملها ولا اساعدك في الأكل
ابتسمت السيدة ألفت على جوابها البسيط فأقتربت منها تعانقها بدفئ
أنتي طيبه في زمن مينفعش فيه الطيبه يافتون
انقضت الساعات وكانت كشعلة من الطاقةحضن السيدة ألفت شفي اوجاعها ولم تعد تشعر بآلم الحړق فيبدو ان آلمها الحقيقي كان يستوطن قلبها
طعمها يجنن يافتون.. بس معتقدش البيه هيحبها
تلاشت ابتسامتها الواسعه فتعلقت عيني السيدة ألفت بها
بس ميمنعش اننا نحطها قدامه وليه قرار الأختيار
ابتهجت ملامحها مجددا تطالع السيدة ألفت بنظرات ممتنة
انا مكترتش السمنه فيها زي ما قولتيلي
المقادير بالمظبوط
وسعادتها اليوم كانت في حضڼ وكلمة وقلبها لم يكن يريد الا هما
سرحت بخيالها تتسأل هل ستعجب رب عملها الفطائر
مضت الساعه المتبقية على وصوله وكالمعتاد كانت تتبع أوامر السيدة ألفت وهي تحضر المائدة وتنظر نحو الأطباق برضى وخاصة ما اعدته له
ايه ده!
ارتبكت وهي تنظر اليه تخشي غضبه.. التقطت الطبق پخوف من أمامه تتراجع به
ديه فطاير محشية
واردفت بتعلثم تخفض عيناها نحو الفطائر
مدام ألفت قالتلي مش هتعجب البيه بس انا مسمعتش كلامها
اختلج قلبه بشعور لا يعرف ماهيته.. والرحمه التي نساها
مع الزمن كانت تدب في قلبه تخبره انه مازال حيا تخبره بأنه مازال ذلك المراهق الذي لا ينظر للناس بطبقية
انبسطت ملامحه وتلاشي جموده وبسط راحة كفه لها يلتقط منها الطبق برفق
هاتي يافتون شكله يفتح النفس.. لكن لو معدتي تعبت انتي هتكوني السبب
لا يابيه هتعجبك صدقني
رمقها سليم وهو يلتهم القطعة وقد ترك طعامه الصحي جانبا
واخرى وراء أخرى كان يلتهمها تحت نظراتها اللامعه مسح شفتيه أخيرا بعدما أنهى القطعه الثالثة ينظر للطبق ولها
تسلم ايدك يافتون
خفق قلبها وهي تتأمله انه بطل حكايتها المغوار والبطل يظل بطلا في الحكاية
الفصل التاسع
_ بقلم سهام صادق
وقفت تفرغ اطباق الطعام طبق يلي الأخر وهي هائمة في نظرته الحانيه اليها .. سرحت في عالم ليس لها ولكن القسۏة هي من جعلتها تهيم في عالم خلقه قلبها بأحلامه الصغيره.. رب عملها يأكل من فطائرها ويشكرها بلطف يالها من سعادة خاصها بها وحدها.. اتسعت عيناها شيئا فشئ وهي تشرد في الدقائق الماضية بأدق تفاصيلها ومرات ومرات كانت تعيد المقطع في عقلها وابتسامتها تزداد اتساعا
رغما عنها كاد الطبق يسقط منها ولكن سرعان ما تمالكت الأمر تنظر نحو السيدة ألفت المنشغلة في تدوين أغراض الأسبوع
ضمت الطبق لصدرها تطمئنه انه لم يسقط ولن توبخها السيدة ألفت ولن تضيع سعاده اليوم
مدام ألفت ممكن قهوتي
ازداد تشبثها بالطبق وهي تستمع لصوته وقد تعالت ضربات قلبها
نهضت السيدة ألفت من فوق مقعدها ترمق فتون وتنظر نحو خطواته متمتمه
حاضر ياسليم بيه
وسلطت عيناها نحو فتون التي مازالت واقفه كما تركتها منذ دقائق تنظف الأطباق التي لم تنتهي منها
فتون انا مش قولتلك اعملي قهوة سليم بيه ووديها ليه
رفرفت اهدابها عدة مرات تستعب ما تهتف به السيدة ألفت الي ان اتسعت حدقتيها صدمة من تناسيها الأمرألتفت تحدق بها ثم للطبق الذي مازالت تضمه لتدرك انها كانت غارقة في أحلامها
تركت الطبق جانبا واتجهت نحو ركوة القهوة تلتقطها من موضعها
هحضرها حالا...دقيقه وهتكون جاهزه
بسرعه يافتونالبيه ليه مواعيده في كل حاجه ومتجبيش لينا الكلام بسبب سرحانك
وضعتها فوق الموقد تنظر الي ملامح السيدة ألفت المستاءة فكل شئ لديها بمواعيد وضوابط
سكبتها في الفنجان متجها بها إليها
القهوه جهزت
ساده زي ما البيه بيشربها
اماءت برأسها تخبرها انها تفعل كلامها على اكمل وجه.. رمقتها السيدة ألفت برضى
روحي وديها للبيه.. والقهوه تتحط زي ما فهمتك
خفق قلبها وارتفعت وتيرة أنفاسها
انا اللي هوديها ليه
حدقت بها السيدة ألفت وقد عادت نظرتها المستاءة مجددا
ايوه يافتون انتي اللي هتودي القهوه.. انا خلاص كلها ايام وهمشي وانتي هتكوني المسئوله هنا
واردفت وهي تنظر للقهوة
ولو فضلتي واقفه كده القهوه وشها هيروح وهتبرد
اهتزت يديها من شدة توترها فأسرعت منصرفه تحت نظرات السيدة ألفت التي رمقتها بأستياء مرة أخرى
طرقه طرقات خافته فوق باب الغرفه قبل أن تدلف وتسلط عيناها نحو فنجان القهوة تخشي سقوطه من اهتزاز يديها
وضعتها بأدب أمامه وقد ظنت انه يرمقها ولكنه كان يطالع أوراق القضية التي أمامه
شكرا يامدام ألفت
احم انا فتون يابيه
رفع عيناه صوبها يرمقها في نظرة سريعه ثم عاد لأوراقه
شكرا يافتون
سارت من أمامه وقد تلاشت سعادتها وتلك السحابة التي كانت تحلق بها...لم يطالعها كما كانت تتمنى وترسم في خيالها
عادت بأدراجها للمطبخ خالية الوفاض خائبة الأمل تنظر نحو السيدة ألفت التي كانت منشغله بعملها
.
لا تعرف كيف اقتنعت بفكرة ميادة التي جعلتها تكذب علي والديها لأول مره ولكن السعادة التي تعيشها اليوم برفقته ومياده معهما كان أجمل شئ يحدث لها
شردت في المياه أمامها والامواج تتلاطم ببطء.. كانت ضائعه كغريق تتقاذفه
________________________________________
الأمواج تعطيه املا في النجاه ثم تلقفه بعيدا فلا امل في النجاه
رفعت عيناها نحو السماء الصافيه تزفر أنفاسها لعلها تخفف مما يجثم فوق صدرها
كان يقف بعيدا يتابعها بعينيه فبعد ان كانوا في غاية السعاده تمرح وتضحك انسحبت من بينهم وابتعدت عنهم هاربة بمشاعرها
ألتقطت عيناه شقيقته وهي تسير لها بالمثلجات فأسرع بخطاه نحوها يجذبها من ذراعها
ميادة
انتفضت مذعوره تلتقط أنفاسها تنظر اليه بعتاب
حرام عليك يارسلان خضتني
هو انتي پتخافي زي الناس
طالعته بمقت فأبتسم وهو يداعب خديها بحنان
هاتي الايس كريم ده وروحي استنينا في مطعم الفندق
يعني بتوزعني يارسلان.. انا قولت بلاش اطلع عزول بينكم بس انتوا اللي صممتوا
واردفت بدراما تتقنها بمهارة
وجاين دلوقتي تجرحوا مشاعري وتحسسوني اني شجره وسطيكم
ارتفع حاجبه يقوس شفتيه منتظرا ان تنتهي من دراميتها
عايزه ايه هديه يامياده
عقدت حاجبيها في حيره من أمرها فعن اي هدية ستطالب بها وقد نالت منه الكثير منذ أن سقط شقيقها صريع الحب
سيبني افكر
مياده
خد يارسلان انا اصلا غلطانه اني بوفق بينكم..
التقط منها المثلجات التي أوشكت على الانصهار فوق يديها
لما تفكري ابقى قوليلي وانا مستعد ياستي
التمعت عين مياده غير مصدقه ان الحب فعل ذلك بشقيقها.. شقيقها يقدم لها ما اردات من أجل أن يحظي ببعض الوقت مع من اختارها قلبه دون عن غيرها.. رفرف قلبها بحالمية تتمنى ان تحظى بمثل هذا هي الأخرى متمنية داخلها لهم السعاده
أشارت اليه بنظره غامزة له ان يذهب وأنها من الآن لا ترى لا تسمع لا تفهم
سار نحوها يغلبه الشوق إليها.. ومع كل خطوة منه إليها كانت هي تسقط في ظلامها وصوت مها يتردد بأذنيها
اكتشفت اني بحب رسلان ياملك من زمن اوي..
والزمن هاهو يسقطهم عاشقان لنفس الرجل
ملك
انتفض جسدها وسارت فيه رعشة جعلتها ترتجف
اسف ياحببتي مكنتش فاكر انك سرحانه اوي كده
وابتسم فلم تزيده ابتسامته الا وسامة يسألها بروحه المرحه التي لا يتقمصها إلا معها
اكيد سرحانه فيا
هو ليه حبنا صعب يارسلانليه انا كدبت على بابا وماما وقولتلهم اني هسافر يومين تبع الجمعيه ومقدرتش اقولهم اني هسافر معاك انت وميادهليه خۏفت
بأنفاس لاهثه سألته تنظر إليه تنتظر اجابته وما كان هو إلا أنه غرق هائما بها حتى وهي تشكو إليه ما يجول بخلدها رقيقة هادئه وجميله كقطعه حلوى
انتبه على دموعها التي انحدرت على خديها وتمالك رغبته في ضمھا بين ذراعيه
ردي عليا يارسلان.. قولي ليه كذبت
اهدي ياملك..
اهدا ازاي وانا لأول مره اكدب في حياتيليه في حبك بكدب يارسلانقولي ليه
ملك انا مستعد من بكره اطلبك من عمي عبدالله صدقيني..
لا يارسلان.. لا اوعي تعمل ده.. مها هتكرهني وماما
وفاضت دموعها والآلم ينغز قلبها وصوت مها يتردد في اذنيها
انا مستعده اعمل اي حاجه عشان رسلان يكون ليا تخيلي دعوة جوازنا الدكتور رسلان والدكتوره مها مش بذمتك ليقين على بعض...
تعانقها مها وتدور بها تهتف بأحلامها بسعادة .. أما هي ليست الا مستمعه صامته
ملك ردي عليا. ملك
وهي كانت غارقه في أحلام شقيقتها وبؤسها.. القى ما في يديه وقبض فوق كتفيها يهزها مذعورا من هيئتها
ملك.. ملك ردي عليا.. ريحيني وقوليلي عايزه اعملك ايه بس متسبنيش ضايع كده
احنا لازم نفترق يارسلان..
واردفت تقنع حالها وحاله وازدادت دموعها انهمارا
انت فجأه اكتشفت انك بتحبيني وممكن فجأه تكتشف انك بتحب مها
أنتي شايفه حبي ليكي مجرد وقتشيفاني لدرجادي عيل ياملك
لا يارسلان انا شيفاك احسن راجل في الدنيا
ورغما عنه كان يضحك بعلو صوته
احسن راجل ونفترق.. انتي هتجننيني
تجمدت ملامحه واحتلي الخواء عيناه
قوليها ياملك.. قولي انك مش عايزانى قولي انك بتكرهيني
والاجابه كانت الصمت ودموعها تذرفها فترثي حالها معها
الرد اه واضح ياملك.. لما نرجع القاهره هكلم عمي عبدالله في موضوع جوازنا انا عموما عايز ارجع إنجلترا من تاني فهنتجوز ونبعد عن كل ده ياحببتي
هزمها بحبه كما هزمها قلبها فعن أي تراجع تريده وهي عاشقة متيمه به.. اطرقت عيناها نحو كفوفها تفركهما ټصارع قلبها وذلك الصوت الذي يقتحم عقلها
بلاش يارسلان دلوقتي.. ارجوك استنى شويه
ليه ياملك كل ما بنأجل الحكايه كل ما مها وخالتي املهم بيزيد
هكون في نظارهم خاينه
خاينه!.. انا حبيتك انتي ياملك.. مها حبها ليا مجرد احلام بتحققها لخالتي وخالتي للأسف انانيه وطماعه بتفضل سعادة مها على سعادتك
جرحتها الحقيقه التي تعلمها ويراها البعض فخالته لم تعد ترى إلا مها ابنتها فقط
.
وقعت عيناها نحو تلك الضماده التي تلف يده اليمني.. اقتربت منه بفنجان القهوة وقد كان يسير في غرفه مكتبه ذهابا وإيابا يتحدث في هاتفه پغضب قد جلي فوق ملامحه
يعني طلع حامد الأسيوطي اللي عمل كدهلا متعملش حاجه خلاص
أغلق هاتفه زافرا أنفاسه.. فلولا شهيره واحترامه لها لكان رد له الامر
تعلقت عيناه ب فتون الواقفة والقهوه مازالت تحملها بين يديها فأرتجف جسدها من نظراته فتمالكت رعشة يديها واسرعت في وضع القهوه فوق سطح مكتبه
هحط القهوه وهمشي علطول
ووضعت القهوة تنظر اليه
محتاج مني حاجه تانيه ياسليم بيه
تعالا رنين هاتفه ثانيا وانشغل في محادثة المتصل دون أن يعطيها ردا.. وقفت حائره لا تعرف اتظل واقفه تنتظر رده ام تعود للمطبخ مجددا ولكن كعادتها كانت عيناها تتشرب أدق تفاصيله.. حركته بحة صوته المميزه طوله وجسده المتناسق وشعره الأسود المصفف بعناية وعطره الذي يذكرها دوما بتلك الليله التي أعطاها كفه لينتشلها من سقوطها
ثواني ياحازم خليك معايا
فاقت على صوته وهو يتحرك