كان يجلس في مكتبه كان تركيزه كله على تلك الفتاه
ياسمين الټفت لها عمر قائلا
تعالى أوصلك أنا راجع المزرعة
تمتمت ياسمين بخفوت
شكرا أنا هوقف عربية من على الطريق
ابتسم عمر ونظر اليها قائلا
عارفه من ضمن الحاجات اللى عجبانى فيكي ايه
خفق قلبها لوقع كلماته فأكمل قائلا دون أن يرفع نظره عنها
انك يعتمد عليكي وبتعرفى تتحملى المسؤلية وشخصيتك قوية الواحد يسلم نفسه ليكي وهو مطمن
ده طبعا بالإضافه لحجات تانية كتير أوى
نظرت ياسمين الى السيارات المارة بجوارها لتهرب من النظر اليها كانت تخشى أن يسمع صوت خفقات قلبها الذى يخفق پجنون فسألها بهدوء
هتعملى ايه
ردت دون أن تنظر اليه
زى ما قولت هوقف عربيه
قال لها
لأ بلاش تركبي عربية من على الطريق فى الوقت ده خلاص الدنيا هتليل امشها أحسن المسافة مش كبيرة ربع ساعه بالكتير وتكونى فى المزرعة
بس أنا أخاف أمشى لوحدى فى الوقت ده المغرب خلاص هيأذن
نظر اليها وكأن عينيه تعانقانها وقال فى حنان
مش لوحدك
نظرت اليه مستفهمه فإستطرد قائلا
همشى وراكى بالعربية
شعرت ياسمين بسعادة تغمر قلبها أهو خائڤ عليها حقا أخرجها من أفكارها قائلا بصوت خاڤت
أنا قولتلك بس عشان تبقى عارفه انى معاكى يعني اطمنى متخفيش
مش تجيبى البؤجه اللى معاكى دى أحطها فى العربية أحسن
ابتسمت وهى نظرت الى ملابسها التى تحملها والتى لفتها على بعضها البعض قائله
لأ شكرا هشيلها أنا
ثم سارت فى طريقها ركب عمر سيارته وتبعها كانت كلما ابتعدت قليلا فى خطواتها سار بسيارته ووقف خلفها بخطوات ثم يتركها تسير لفترة ثم يعود ليقرب المسافة كلما بعدت كان يشعر بشئ واحد أن قلبه أصبح ملكا خالصا لتلك الفتاة التى تسير أمامه والتى ېخاف عليها ويرغب فى حمايتها بأى شكل لأنها متربعه على عرش قلبه الذى ينبض بداخله شعر بسعادة لذيذة تسرى داخله وهو يراها أمامه ود لو أوقف السيارة ونزل ليعانقها عناقا طويلا لا ينتهى أبدا ظلت عينيه معلقة بها حتى عبرت الطريق ووصلت الى بوابة المزرعة كان قلب ياسمين يخفق بشدة طوال الطريق وهى تختلس النظر الى الخلف فتجده يسير بسيارته خلفها ببطء كانت الابتسامه واسعة على شفتيها حمدت ربها أنه يسير خلفها وليس أمامها حتى لا يرى تلك السعادة البادية على وجهها طرقت البوابة ففتح الغفير ونظر اليها قائلا
فنظرت اليه قائله
أنا دكتورة ياسمين
تذكر الرجل أنه رآها تخرج فى الصباح انتبه
الى ملابسها ونظر اليها فى دهشة دخلت ياسمين والرجل يتبعها بنظراته ويمط شفتيه فى دهشة كاد أن يغلق البوابة عندما سمع صوت زمور سيارة عمر فالټفت اليه ليجد رجلا يرتدى جلبابا فصاح قائلا
انت مين
أخرج عمر رأسه من السيارة قائلا
أنا البشمهندس عمر
فأسرع الرجل بفتح البوابة على مسرعيها مرددا
اتفضلى يا بيه لا مؤاخذه
نظر الرجل الى ملابس عمر والسيارة تمر أمامه فضړب كفا على كف وهو يمط شفتيه فى دهشة
دخلت ياسمين الى غرفتها رأتها ريهام فهبت واقفه نظرت اليها فى دهشة قائله
ايه يا ياسمين فينك موبايلك مقفول ليه قلقتينى عليكي وايه اللى انتى مهبباه فى نفسك ده
الموبايل فصل شحن معلش
هتفت ريهام بدهشة قائله
ايه اللى انتى لابساه ده عامله زى اللى جايه من ورا الجاموسه انتى آه دكتورة بيطرية بس مش لدرجة النيو لوك ده يا ياسمين هتفضحينا
ضحكت ياسمين وأخذت
تقص على أختها الأحداث الغريبة التى مرت بها
دخل عمر بيت المزرعة ليجد نور مكتبه مضاءا ترك الملابس المتسخة من يده على المقعد وتوجه الى المكتب ليرى أيمن جالس أمام الحاسوب نظر أيمن الى صديقه واڼفجر ضاحكا
ايه يا عمر اللى انت لابسه ده انت بقيت أبا العمده ولا ايه
لا يا خفيف هدومى اتوسخت وملقتش حاجه ألبسها غير الجلبيه دى
قام أيمن من على المكتب ونظر الى صديقه وهو لا يستطيع وقف ضحكاته قائلا
وكمان قصيره عارف بتفكرنى بمين جاموسة راحت تقابل جاموسة يا عيني ملقتهاش جاموسة لقتها بقرة يا عيني يا ليييييل
ضحك الصديقان فى مرح وتركه عمر وذهب الى غرفته ليأخذ دشا وصورة ياسمين لا تفارق رأسه
فى صباح اليوم التالى دخل كرم مكتب ريهام قبل التوجه الى مكتبه لإعطائها بعض التعليمات بمجرد أن دخل هبت ريهام واقفة وعلامات الڠضب على وجهها قال كرم
صباح الخير يا آنسه ريهام
لم تجب بل نظرت الى ساعتها وهتفت فى حنق
حضرتك جاى متأخر 3 ساعات ونص
نظر لها فى دهشة قائلا
نعم
قالت بهدوء ممزوج بالڠضب
معاد حضرتك فى المكتب الساعة 8 وحضرتك فى أول يوم نبهت عليا انى آجى فى معادى ومتأخرش حضرتك اتأخرت 3 ساعات ونص وأنا اعده فى المكتب لوحدى ومش لاقيه أى حاجه أعملها طيب كنت قولى انك هتتأخر كنت روحت جبت كتاب ذاكرتلى كلمتين ينفعونى ولا كنت عملت أى حاجه مفيدة بدل الوقت الضايع ده
نظر كرم الى أعلى وأغمض عينيه وحاول تمالك أعصابه ثم نظر اليها قائلا
أنا آسف يا آنسه ريهام ان شاء الله لى حبيت اتأخر المرة الجاى هبقى أبلغ حضرتك
ثم تركها وذهب الى مكتبه وهو يحرك رأسه يمينا ويسارا فى دهشة بعد فترة طلبها كرم لتحضر له بريد اليوم ليمليها الرد عليه ذهبت اليه ووقفت أمام المكتب أعطته الأوراق وانتظرت ما سيمليه عليها حانت منه التفاته اليها قائلا
هو حضرتك مينفعش تبتسمى
قالت له بجديه
نعم
تبتسمى تبتسمى يعني تعملى كده
ابتسم ابتسامه صفراء ثم قال لها
أى سكرتيره بتبسم فى وش المدير بتاعها
قالت ريهام فى هدوء
أنا كده مبحبش أبتسم
ثم نظرت الى الأجنده التى تحملها قائلا
حضرتك مش هتملينى الردود
أنتهى كرم من تمليتها وقبل أن تغادر قال لها وهو يفحص احدى الملفات أمامه
انتى دايما بتنسي الباب مفتوح وانتى دخلالى المكتب متبقيش تنسى تقفليه
قالت له ببرود
لأ أنا مبنساش أقفله أنا متعمده أسيبه مفتوح
رفع نظره اليها قائلا
ليه ان شاء الله
قالت بنفس البرود
عشان ميبقاش فى خلوة
نظر لها بعدم فهم للحظات ثم قال بسخريه
آه عشان الشيطان ثالثهما والجو ده يعني لا يا آنسه ريهام فى حالتك دى الشيطان هيخاف يهوب هنا أصلا
قالت له پحده
نعم حضرتك بتقول ايه
قال بسرعة
بقولك اطبعى الورق اللى اديتهولك 3 نسخ ايه مبتسمعيش يلا بسرعة
نظرت له ريهام بغيظ ثم خرجت لتكمل عملها فى اليوم التالى حضر كرم الى مكتب ريهام قبل أن يمر على مكتبه دخل فرفعت رأسها تنظر اليه فأشار الى ساعته قائلا
الساعة 8 يعني فى معادى بالظبط
أشاحت بوجهها دون أن ترد فنظر اليها قائلا بحسره
على رأى المثل تأتى الرياح محملة بالأتربة
خرج من المكتب فلم تتمالك ريهام نفسها فابتسمت فدخل مرة أخرى بسرعة قائلا
ما احنا بنبتسم زى البنى آدمين أهو وابتسامتنا حلوة كمان
تحدثت اليه بجديه قائلا
بشمهندس كرم اتفضل
على مكتبك لو سمحت
هز رأسه قائلا بسخرية
تحت أمرك يا آنسه ريهام
ثم خرج مسرعا
جلس الأصدقاء الثلاثة معا فى مكتب عمر فهتف كرم قائلا
ايه يا جماعة السكرتيرة اللى انتوا جايبينهالى دى أنا عايز بس أفهم حاجه واحدة هو انتوا مشغلين السكرتيرة دى عندى
ولا مشغليني أنا عندها
سأله عمر مبتسما
ليه ايه اللى حصل
قال كرم وهو يضرب كفا بكف
أقولها اقفلى الباب تقولى خلوة أقولها ابتسمى تقولى أنا كده مبتسمش أقولها اعمليلي قهوة تقولى أنا سكرتيرة مش خدامه
ضحك ايمن و عمر فهتف كرم قائلا
لا استنوا خدوا لقتيها بتزعقلى وكان هاين عليها تاخدنى ألمين عشان اتاخرت عن معادى أنا خاېف أروح بكرة الشغل ألاقيها جيبالى دفتر حضور وانصراف
ابتسم عمر قائلا
أختها برده معلمانى الأدب
هى أختها برده سكرتيره
لأ دكتورة بيطرية
ابتسم أيمن قائلا
والله بنتين ميه ميه
نظر كرم الى ساعته ثم قام لينصرف فسأله عمر
على فين
نظر اليه قائلا بسخريه
استراحة الغدا خلصت خاېف أروحلها متأخر تخصملى يوم من مرتبي
قال ذلك ثم انصرف الى مكتبه
الفصل الخامس والعشرين الى الثامن والعشرون
Part 25
هبت نسمات الصباح
لتداعب وجه ياسمين الجالسه على جذع شجرتها أصبح هذا المكان الصغير هو عالمها الخاص الذى تشعر فيه بالراحه والسکينه كانت تستيقظ باكره وتأتى اليه قبل الذهاب الى عملها كأن بينهما موعدا أبديا لا ينقطع جلست فى ذلك اليوم تفكر ترى كيف ستنتهى قضيتها وهل ستنتهى بالفعل من الجلسة الأولى التى من المقرر أن تكون بعد ثلاثة أيام أم ستضطر الى الإنتظار جلسات أخرى كانت لا تستطيع تحمل الإنتظار فترة أطول من ذلك لتتخلص من ذذلك المدعو زوجها وتلقى بذكرياته فى بئر عميق وتردم فوقه التراب لتمحيه من ذاكرتها تماما وكأنه لم يكن ثم عادت لتفكر ترى ماذا يفعل مصطفى الآن أمازال يبحث عنها أمازال يتوعدها بالإنتقام أمازال يرغب فى أذيتها وعودتها اليه كانت سابحه وسط كل تلك الأفكار عندما قفزت صورته فجأة الى رأسها صورة عمر تذكرته عندما ساعدها فى ولادة المهره ابتسمت لتلك الذكري لم تكن تتوقع أنها ستراه يوما فى هذا الوضع بدا طيبا حنونا يرغب فى مساعدتها ولا يتذمر أو يتأفف بدا لها شخص متواضع للغاية جعلها للحظات تنسى من هو وماذا يملك انه مجرد شخصا بسيطا مثلها شعرت أن ذكرى هذا اليوم محفورة فى ذاكرتها ولن تنساه أبدا تذكرت وقت العودة عندما أصر على السير بسيارته خلفها مازالت فى حيره من أمرها لماذا فعل ذلك أمن المعقول ان كل ما يفعله لأجلها فقط لأنها صديقه زوجة صديقه أم بسبب تلك الحاډثه حدثها قلبها بأن هناك سببا آخر سببا يلقى صداه فى قلبها أمعقول أنه توقفت عن الاسترسال فى أفكارها عند تلك النقطة كانت تحاول بقدر الإمكان تجاهل مشاعرها وما يعتمل داخل صدرها هى لم تخرج بعد من تجربة كادت أن تدمرها لا تريد ترك نفسها لتنساق خلف تجربة أخرى غير واضحة المعالم لن يتأذى فيها الا قلبها وقلبها لم يعد يحتمل الألم نهضت لتتوجه الى عملها وعندما اقتربت من المبنى تسمرت فى مكانها كان واقفا هناك يضع يديه فى جيب بنطاله ويعبث بشئ على الأرض بطرف حذائه شعرت بالحنق على تلك النبضات التى تتسارع كلما رأته نظرت أمامها وسارت بهدوء وكأنها لا تراه رفع رأسه فرآها ابتسم لها لم تبادله الابتسام عندما اقتربت منه أوقفها قائلا
صباح الخير
قالت بصوت خاڤت
صباح النور
همت بأن تواصل طريقها لكنه أوقفها بإشارة من يده قائلا
استنى لو سمحتى عايز أسألك عن حاجة
قالت وهى تتوجس منه خيفه
اتفضل
بدا مترددا قليلا ثم قال
معاد قضيتك اتحدد أنا عرفت من أيمن الجلسه بعد 3 أيام
شعرت بالدهشة لإهتمامه بمعرفة معاد الجلسة أم أن أيمن هو الذى تطوع وأخبره أكمل قائلا
انتى هتروحى مع والدك أكيد مش كدة
أومأت برأسها قائله
أيوة ريهام هتفضل هنا
نظر عمر اليها قائلا
أنا حابب آجى معاكوا
نظرت اليه بدهشة قائله
ليه
ابتسم بحنان قائلا
عشان مش هطيق أستحمل أعد هنا وعشان كمان ما تتبهدلوش فى المواصلات لوحدكوا
قالت له