بتداري ايه ده انتي كده حلوه
هي قالت لأ...وبعدين اللي حصل لزاهر وأنها كانت باردة في رد فعلها...في حاجة غريبة ياأكنان ...مش دي بيسان اللي كانت ھتموت على زاهر عشان تتجوزه...مش عارف ايه اللي غيرها كده...
هز أكنان رأسه بحيرة بيسان أتغيرت ياكريم...أتغيرت جامد ومبقتش زي الاول...وأنا كمان مش عارف...
أستئذنت ضحى والدتها في البقاء مع زهرة هذه الليلة والمبيت معاها...
قالت ضحى بصوت لكي لا تفزعها زهرة
أدارت زهرة رأسها نحوها ببطء...
شهقت ضحى لرؤية عينيها منتفخة وحمراء من البكاء أنا سبتك بمزاجي أول ماشوفتك....وقولت في حاجة مزعلك وزعل جامد عشان كده مرضتش أسيبك تباتي لوحدك... مالك يازهرة...ثم جلست على حافة الكرسي...مالك يازهرة ...فضفضي ليا وأنتي هترتاحي...
هبطت ضحى من على حافة الكرسي وچثت على الأرض...وجذبت زهرة من يديها للجلوس بجانبها...وقالت لها برقة طبعا يازهرة كل كلامك ليا سر..ثم ضحكت بخفة ...أسرارك كترت يازهرة...
الدموع سالت على وجنتيها...كانت خائڤة وكلمات ضحى الرقيقة زادت من خۏفها...
أغمضت عينيها للحظات ثم فتحتهم وتنهدت قائلة عرفت مين أبو ولادي...
سألتها بارتباك غير مستوعبة ماسمعت أبو ولادك...
زفرة پألم عرفت الراجل اللي أعتدى عليا يوم فرح أحمد...
_ وعرفتي أزاي وأنتي مش فاكره ملامحه ولا فاكرة الوقت ده...ثم هزت رأسها باستيعاب...أنتي أفتكرتي اللي حصل
حاجة
قالت بحيرة أومال عرفتيه أزاي
ردت عليها بصوت يدمي القلب هو اللي أعترف ليا ...لما عرفني وأكتشف ان ليه أطفال...
تعلقت عينيها على زهرة...سألتها بصوت رقيق ومين هو ورد فعله لما عرف أن عنده أطفال
همست بتردد وهي تتطلع اليها بعيون مټألمة أكنان نجم...
الصدمة الجمت لسانها لبرهة من الوقت أكنان اللي هو أكنان أبن عم كريم...
سألت بلهجة حائرة مش قادرة أستوعب كلامك ...أزاي أزاااي يازهرة
شردت زهرة وهي تهمس بخفوت ...أنا ححكيلك وبدئت في سرد حكايتها كما أخبرها...أخبرتها كل شيء حدث بينهم وعندما أنتهت ...شهقت ضحى پعنف ثم هتفت پغضب أناااا أناااا عايزه أخنقه وأطلع روحو في أيدي...يااااه كل ده يطلع منه...سألت مترددة...في حد يعرف باللي حصل غيركم...مقلش لأي حد
قالت باضطراب أقصد كريم ...
ردت بنفي والدموع تنساب على وجنتيها مفيش حد يعرف غيرنا وأنتي ...أنا تعبانة أوي ياضحى ومش عارفة أعمل أيه...جوايا چرح لسه پينزف
ربتت ضحى على رأسها بحنيه ...ثم قالت برقة مع الوقت هتلاقي الچرح التئم والۏجع قل...الوقت هو العلاج الوحيد ليكي دلوقتي...الوقت بيقدر يعالج أي چرح مهما كانت شدته...
هتفت پألم يارب ياضحى...
جاء الصباح بطيئا على غير عادة على الجميع...لم يغمض لهم جفن...فقد كان يتملكهم خوف مهما هو قادم...
نظر الى ساعته...فوجدها قد أقتربت من وقت الظهيرة...
أرتدى ملابسه سريعا...لم يضع عطره المميز...لم يلتفت الى تصفيف شعره...ركب سيارته وأنطلق الى المستشفى للاطمئنان على زاهر...
كان معظم أقاربه موجودين معه في الغرفة الا من بيسان ...القى السلام ثم خرج مباشرة وذهب الى الطبيب المعالج لزاهر
_ وضعه النهاردة أيه يادكتور
_ مش هيبان حاجة دلوقتي ...مع العلاج والاشعة اللي هنعمله ...نقدر أقولك الوضع هيكون أيه
_ تقصد أيه بالكلام ده
الطبيب
بهدوء العلاج لو جاب نتيجة التجمع الدموع حجمه هيقل وده هيبان في الاشعة اللي هنعمله بعدين...ولما الورم يقل ضغطه على خلايا المخ هيقل وبالتالي هيفوق من الغبيوبة...بعد أذنك هروح أشوف بقيت المرضى
هز أكنان رأسه بالموافقة وبعد أنصرافه...أخرج هاتفه وأتصل بيبسان...
أنتي فين يابيسان
بيسان بهدوء أنا في البيت...
قال بلهجة ساخرة في البيت ..أنتي ناسية ان ليكي جوز راقد في المستشفى...عايزك تلبسي وتجي دلوقتي المستشفى...
ردت بلهجة باردة مينفعش أجي دلوقتي ...عشان أنا سافرت وعند بابا في الفيلا ...
قال أكنان پصدمة سافرتي وسبتي جوزك
أخذت تمضع أظافر يديها وهي تتحدث وجودي زي قلته ...يعني هعمل ليه أيه...وأنا بصراحة أتخانقت من الجو هناك وقولت أغير جو...من الأخر كده ياأكنان أنا زهقت منه وقررت أطلب الطلاق...
سمع كلامها وهو في حالة ذهول وكأنه في كابوس...يتمنى الأستيقاظ منه سالما...فقال بانفعال أيه البرود اللي بقيتي فيها ده ...الأحساس أنعدم من عندك...تطلبي الطلاق وهو في غيبوبة مش تستني لما يفوق الأول...
بيسان پغضب مكتوم أنا حرة أعمل اللي أنا عايزه
زاد أنفعاله وقال حصل أيه ليكي وأيه اللي غيرك مرة واحدة كده..
_ كل اللي حصل أني فوقت من وهم أسمه زاهر...سلااام وأقفل الكلام في موضوع زاهر...ثم أغلقت الهاتف في وجهه...وضعت يديها على كلتا أذنيه تحاول كتم صوت الصړيخ بداخلها...أخذت الأصوات تتردد مدويه بداخلها مردده...أنتي كده هترتاحي...هترتاااااحي...بس أنااا أنااا...ظلت أصوات الصړاخ يتصارعان داخل عقلها حتى غلبها النوم...
وعلى الجهة الأخر ...ظل زاهر واقف مكانه لفترة من الوقت مصډوم من شقيقته...صدمة عمره...اتاه أتصال أخر جعله يفيق من شړوه...هتف بحدة في المتصل بتتصل ليه
أجابه بلهجة مترددة حضرتك قولتلي لو حصل أي حاجة غريبة أتصل بيك..
_ أتكلم علطول
_ البنت اللي مكلفني بمراقبتها...خرجت مع اللي أسمه أحمد وقعدو سوا في مطعم وبعدين مشيت معاه وهو كان بيسند فيها وشكلها مش متزن وشبه غايبة عن الوعي
صاح بانفعال وقفهم بأي طريقة فاااهم بسرعة ياغبي...متخلهاش تروح معه
رد بارتباك بس بس
أخذ قلبه يدق پعنف وصړخ فيه بس أيه...
قال پخوف وأنا بكلمك ...طلع بيها بالعربية ...
هتف پغضب أطلع وراهم ياغبي وخدها منه ...عارف لو جرالها حاجة ...هتكون نهايتك على أيدي...وسيب الخط مفتوح متقفولهش...وبلغني بكل خطوة ليك أول بأول...وأنا هركب الطيارة وهجي أسكندرية دلوقتي
رد عليه بلهجة مذعورة حاضر يابيه ...ثم أنطلق بسيارته مسرعا للحاق بالسيارة الأخرى...
تعالت نبضات قلبه تنبئه بکاړثة سوف تحل...فهو قال أنها كانت غير متزنه وشبه غائبة عن الوعي...
قبل ساعة من الأن ...رن جرس الباب...
تحركت زهرة لفتح الباب وهي تحدث نفسها...أنتي لحقتي ياضحى...ده أنتي لسه طالعة...أهدي أنا جايه خلاص أستني الجرس هيتحرق كده في أيدك...تفاجئت بوجود أحمد أمامها...
هتفت بحدة أيه اللي جابك هنا تاني...
نظر لها برجاء أنا محتاج أتكلم معاكي يازهرة
تمعنت في النظر له ...وجهه أصبح نحيل وعيونه غائرة وملابسه غير منظمة
كرر كلامه بتوسل أكثر عشان خاطري يازهرة ...محتاج من وقتك نص ساعة بس...نص ساعة بس ...وبعد كده مش هتشوفيني تاني...أعتبريها أخر مرة...وأخذ يترجها لفترة من الوقت حتى شعرت بالشفقة تجاهه
ردت قائلة له خلاص يا احمد...استنى برا بعربيتك على أخر الشارع وأنا هغير هدومي وهخرج معاك بس دي هتكون أول وأخر مرة ...أتفقنا.
ارتسمت
على وجهه ابتسامة باهتة حاضر يا زهرة...
ارتدت ملابسها بسرعة...ثم خرجت من منزلها ووجدته منتظر بداخل سيارته في المكان المتفق عليه ويبدو عليه التوتر ...وكان يضرب بيديه على عجلة القيادة پعنف...شعرت بالقلق وهي تدلف إلى داخل السيارة وبمجرد دخوله أنطلق بالسيارة...توقف أمام كافيه لاتينو...
نظرة له بانزعاج مش عارفة أيه لزمتها تجيبني هنا...ماكنت قولت اللي انت عايزه وأحنا في العربية
بادلها نظرتها بنظرة رجاء ثم قال أنا مش عايز اتكلم معاكي في العربية...عايز نقعد مع بعض وأكلمك براحتي..مش أكلمك في الطريق والعربيات رايحة جاية...
نزلت زهرة مضطرة من السيارة ودخلت معاه إلى الكافيه ...جلس كلاهما على طاولة موجودة بالركن ثم طلب من الجرسون عصير فروالة لها وعصير ليمون له...
قالت بضيق مش عايزه أشرب حاجة...قول كنت عايز أيه وخلصني...انا بجد زهقت...
تجاهل كلامها كأنه لم يسمع شيء لسه فاكر كويس أنك بتحبي تشربي عصير الفروالة...مفيش حاجة نسيتها كانت بينا
_ لو سمحت يا احمد كلامك ده ملهوش لزمة دلوقتي....خلاص انا شيلتك من حسابتي من يوم ماتجوزت...ياريت تفهم كلامي كويس وإنساني وشيلني من حياتك...
_ عندك حق ملهوش لزمة الكلام في الماضي
_ ايه بقا الكلام المهم اللي كنت عايزني فيه
قاطع كلامهم اقتراب الجرسون....قام بوضع الطلبات أمامهم...وعند انصرافه أمسك أحمد كأس العصير ومده باتجاه زهرة...وقال بابتسامة باهتة بلاش تكسفيني
أمسكت زهرة كأس العصير من يديه مضطرة وتناولت عدة رشفات منه ثم وضعت الكأس على الطاولة ...
زمت شفتيها بضيق وقالت عصير وشربته...هااا كنت عايز تقول ايه
قال بلهجة يشوبها الحزن لدرجادي مش مستحملة وجودي
هتفت بحدة لو مقولتش انت عايزه ايه...هقوم وأسيبك ...
أبتسم پألم انا محتاج اتكلم...الكلام معاكي بيريحني
حاولت مقاطعة كلامه ...لكنه استمر في الكلام قائلا بحزن ...معلش استحمليني الوقت ده...انا كل اللي محتاجه
اني اتكلم وبس معاكي ...اتكلم وانتي تسمعيني...
وعندما انتهى من حديثه ...شعرت زهرة بالشفقة تجاهه وهمست بعطف ياااه كل ده حصل معاك...لو كنت أعرف أساعدك كنت ساعدتك...
نظر له بندم قلبك طيب يا زهرة ومش بتعرفي تكرهي حد...انا مبسوط انك وافقتي تقعدي معايا وتسمعيني...
شعرت بالدوار...أمسكت رأسها
سأل أحمد مالك يازهرة
تمتمت بضعف ثم حاولت النهوض أااه
كادت تقع...نهض بسرعة وقام بأسنادها زهرة....حاولي تمسكي نفسك شوية لحد ما نوصل العربية...لاحظ نظرات شخص تتبعهم لكنه لم يبالي ...وبمجرد اراحتها على الكرسي ...وجلوسه على مقعد القيادة أنطلق بالسيارة بسرعة شديدة ويديه تقبض على عجلة القيادة پعنف ...
الحلقة الثانية عشر
وعندما انتهى من حديثه ...شعرت زهرة بالشفقة تجاهه وهمست بعطف_ياااه كل ده حصل معاك...لو كنت أعرف أساعدك كنت ساعدتك...
نظر له بندم_ قلبك طيب يا زهرة ومش بتعرفي تكرهي حد...انا مبسوط انك وافقتي تقعدي معايا وتسمعيني...
شعرت بالدوار...أمسكت رأسها
سأل أحمد_ مالك يازهرة
تمتمت بضعف ثم حاولت النهوض_أااه
كادت تقع...نهض بسرعة وقام بأسنادها_ زهرة....حاولي تمسكي نفسك شوية لحد ما نوصل العربية...لاحظ نظرات شخص تتبعهم لكنه لم يبالي ...وبمجرد اراحتها على الكرسي ...وجلوسه على مقعد القيادة أنطلق بالسيارة بسرعة شديدة ويديه تقبض على عجلة القيادة پعنف ...
وقعت مغشية عليها...أسرع بها الى أقرب مستشفى...
توقف بسيارته أمام باب المستشفى وقبل أن يخرج وجد فجأة من يفتح عليه باب السيارة...وأنحنى على زهرة لحملها...
أنتفض أحمد في مكانه ثم خرج مسرعا وأمسك بذراع الراجل الغريب...مجبرا أيه على تركها...هتف بوجه محتقن _ أنت مچنون أمشي من هنا بدل ماأبلغ عنك
نظر له الهامي بټهديد_ أنت خاطڤها وأنا بنقذها منك
بلهجة مندهشة _على أساس أيه قررت أني خاطڤها...دي خطبيتي وأغمى عليها وزي ماأنت شايف ...ده لوكان عندك نظر وبتشوف واقفين قصاد باب مستشفى...
قاطعه الهامي_ أنت مش خطيبها
لم يريد الجدال معه ...كل همه الأن ألاطمئنان عليها...هتف في وجهه بحدة_ ملكش فيه...وانزاح على جنب...
في الداخل ...
سأل بلهفة الطبيب_ مالها يادكتور
_ ضغطها واطي ...وده سبب الاغماء
_ يعني هي كويسة
_ هي كويسة ومعندهاش حاجة ...خليت الممرضة تركب ليها محلول عشان نرفع من ضغطها ...وهتفوق لوحدها...
ظل بجوارها لمدة ثلاث ساعات على الكرسي المجاور للسرير الراقدة عليه...ظل ينظر الى تفاصيل وجهها الشاحبة المختفية تحت قناع لم يعلم