الأحد 24 نوفمبر 2024

((العقد الثمين))

موقع أيام نيوز

قال فتمولت وأصبحت بخير حال فجاءوني يوما وقالوا لي  
إن لدينا فتاة يتيمة نريد أن نزوجك بها وألحوا علي في ذلك فوافقت فلما أدخلوني عليها رأيت على صدرها عقدا من اللؤلؤ فلم أتمالك نفسي من إمعان النظر في ذلك العقد وأنا في حال من الذهول والعجب إذ أنه هو ذات العقد الذي وجدته بمكة فبينما أنا أنظر في العقد إذا بالفتاة تخرج باكية منتحبة وهي تقول 

إنه لا يريد أن ينظر إلى وجهي فهو لا يرفع بصره عن العقد الذي على صدري .
فلما صليت بهم صلاة الفجر ذكروا لي ذلك فأخبرتهم أنني قد وجدت هذا العقد قبل كذا وكذا ملقى على الأرض في صرة من حرير ببيت الله الحړام وقد أعدته لصاحبه فكبروا جميعا حتى ارتج المسجد بتكبيرهم ثم أخبروني أن صاحب العقد هو والد هذه اليتيمة وليس لديه سواها وقد كان يؤمهم في الصلاة بهذا المسجد وأنه ټوفي قبل مدة ولكنه منذ أن عاد من الحج لم يفتأ يدعو بهذا الدعاء ونحن نؤمن من خلفه 
اللهم إني لن أجد أحدا مثل صاحب العقد اللهم لقني به حتى أزوجه وحيدتي وها قد أستجاب الله تعالى لدعائه فجاء بك وزوجك من ابنته ولو بعد مۏته وهذا جزاء الأمانة وعفة النفس.
مرآة الزمان في تاريخ الأعيان اختصرها الذهبي 
ثم قال ابن رجب رحمه الله 
وقد تضمنت هذه القصة أنه لا يجوز قبول الهدية على رد الأمانات لأنه يجب عليه ردها بغير عوض وهذا إذا كان لم يلتقطها بنية أخذ الجعل المشروط. .
وقد نص الإمام أحمد رحمه الله على مثل ذلك في الوديعة وأنه لا يجوز لمن ردها إلى صاحبها قبول هديته إلا بنية المكافأة .
قال الحافظ ابن رجب هكذا ساق هذه الحكاية يوسف بن خليل الحافظ في معجمه .