(في حاجه يادكتور)
يفتح الحقيبه و لم يلاحظ تلك التي إستعادت وعيها ببطئ فكان أول ما وقعت عيناها عليه هو ذلك الرجل الضخم يفتش في حقيبتها فصړخت پذعر قائله
حراميييييي!!!
أثناء الطريق توقف السائق أمام إحدي محطات الوقود و ترجل منها بعد أن استأذنهم و غاب لبعض الوقت ثم عاد حاملا أكياس كثيرة بها شتي
أنواع الحلوي و العصائر و المياة و ناولها لهم في الخلف فشعرت فرح بالخجل و أوشكت علي إخراج النقود من حقيبتها فأتاه صوته معاتبا
شعرت الفتاتان بالخجل من كرم ذلك العجوز اللطيف و شكرته فرح بلطف فنظر إلي جنة قائلا بحنو
لو حابه تقريله الفاتحه المقاپر علي أول البلد هنا
شعرت بخفقه قويه داخل قلبها و تدفق الدمع بمقلتيها فهزت رأسها بموافقه و يدها ن بطنها المسطحه فهي للآن لا تصدق بأنه قد ټوفي
خليكي يا فرح محتاجه أكون لوحدي معاه !
قالت كلمتها الأخيرة بضعف فتفهمت شقيقتها وضعها و تركتها بعد أن ارشدها السائق إلي مكان القپر فإرتعش سائر جسدها حين شاهدت إسمه المدون فوق تلك اللوحة الرخاميه التي إمتدت أصابعها تلامسها برفق و كأنها تلامسه و تساقط الدمع أنهارا يحفر وديان من الحزن فوق وجنتيها الشاحبه و لدقيقه لم تستطع الحديث بل أخذت تبكي و تبكي و كأنها تحاول ذرف ۏجعها بدلا من دموع بائسه لم تستطع التخفيف من حزنها أبدا
خرج الكلام متحشرجا من بين شفتيها المرتعشه و التي أضافت بإستنكار و عدم تصديق
معقول أنت هنا ! خلاص دا مكانك بعد كدا ! يعني مش هشوفك تاني سامحني يا حازم سامحني أرجوك
أختتمت جملتها و أجهشت في بكاء مرير نابع من قلب محطم دهسته الحياة تحت أقدامها بلا رحمه و لا شفقه و لم تكتفي بذلك فقط بل وضعتها أمام بركان ثائر يغذي الإنتقام نيرانه التي كانت قادرة علي سحقها في ثوان لولا وجود ذلك الجنين بين أحشائها و الذي منع يد الظلم من أن تطالها و لكنها كانت تتوعد بإذاقتها الچحيم ما أن تضع مولودها
أنهت كلماتها و تابعت وصلة نحيبها التي يغذيها آلام الذنب و الفقد و الظلم !
أنتشلها من بئر العڈاب الخاص بها صوت اقدام بثت الړعب بأوصالها فرفعت رأسها لتصطدم ببركه من الډماء المحتقنه تحدق بها پغضب من يراها يقسم بأنها قد إرتكبت أعظم جرائم السماء و بأنها هالكه لا محاله
بأي عين جايه تزوريه
!
أقتحمت لهجته الباردة صراعها الداخلي فاهتزت حدقتيها لبرهه قبل أن تحاول رسم قناع القوة و الجمود علي ملامحها و قالت بصوت مبحوح
و إيه يمنعني آجي أزوره
لاحظ محاولتها لرسم قوة واهيه لا تتمتع بها و أيضا بحه صوتها التي تظهر كم عانت حتي تخرجه و جسدها الذي كان يرتجف و كأنها ورقه شجر عصفت بها رياح خريفيه فزعزعتها من مكانها و لكن غضبه كان يطمس كل الحقائق أمام عيناه و لم ينتبه سوي لكلماتها التي جعلته يرفع إحدي حاجبيه و يقول بإزدراء واضح
تصدقي نسيت أن إلي زيك يعمل أي حاجه عادي
كان الإحتقار الذي يتساقط من بين كلماته ېقتلها فلم تكن
تكفيها معاناتها و حملها الثقيل حتي يأتي هو
ليزيده أضعافا مضاعفه ! لا تعلم ما مشكلة هذا الرجل معها و لكنها ستحاول مقاومه طوفان غضبه و لن تجعله ېهينها أبدا
و هنا إستعادت بعضا من صوتها الهارب و قالت بجمود
و مالهم إلي زيي !
هو يتابع محاولا تتضمين لهجته أكبر قدر من الإحتقار
ميعرفوش يعني إيه أدب و لا أخلاق و لا ضمير ! يقتلوا القتيل و ييجوا