السبت 30 نوفمبر 2024

(في حاجه يادكتور)

انت في الصفحة 66 من 377 صفحات

موقع أيام نيوز


أن أوشك علي إجابتها حتي سمع شهقه آتيه من الخارج جمدته في مكانه 
يتبع  
الفصل الثاني عشر
لم أنل شيئا مما تمنيت و لكن نال كل شئ مني . و إزدادت الغصات بقلبي حتي أصبحت أكثر من نبضاته . حاولت أن أصارع خۏفي و لكنه كان يهاجمني من أكثر نقاطي ضعفا و حين قررت أن أبوح لليلي بآلامي و أحزاني أهلكني صمته الذي إمتد أمامي كطريق مظلم لا نهايه له. و حينها أدركت بأن الأيام تمضي و العمر يتضائل بينما ما زال القلب عالقا عند لحظه ما ولم يستطع تجاوزها أبدا ...

نورهان العشري 
خرج سليم مهرولا إثر سماعه شهقه قويه آتيه من الخارج و لكن عندما خرج لم يجد أحد فأخذ ينظر حوله لمعرفه من الذي أستمع إلي حديث والدته الكارثي و لكنه وجد الممر خال من أي بشړ فلعڼ بداخله ثم دخل إلي الغرفه و أغلق الباب خلفه بقوة أهتزت لها جدران القصر و إلتفت إلي والدته بعينان تتقدان بنيران الڠضب الذي تجلي في نبرته حين قال
عاجبك كدا . أقدر أعرف أستفدتي إيه من إلي عملتيه دا 
ظهر التوتر الجلي علي ملامح أمينه قبل أن تقول بلهجه حاولت أن تجعلها ثابته 
أنا مش هستني لما يتحرق قلبي مرة تانيه . البنتين دول مش ناويين علي خير و أختها قالت بعضمه لسانها أنها بعد ما جنة تولد هتاخدها و يمشوا من هنا . عايزني أستني إيه تاني يا سليم 
أبتسم بمرارة قبل أن يقول ساخرا
و أنت كدا بتقنعيها عشان تفضل معاكي هي و الولد !
قاطعته بحدة 
مش محتاجه أقنعها . واحده زي دي كل إلي يفرق معاها الفلوس و دا إلي عرضته عليها !
تجمد للحظات حين سمع حديث والدته و تأهبت جميع حواسه بينما حبست أنفاسه حين تحدت بترقب
و قالتلك إيه 
تراجعت لتجلس علي مقعدها قبل أن تقول بإختصار 
المتوقع منها !
إلي هو إيه 
أمينه بتريث
رفضت و إنهارت و طلعت تجري زي ما شفتها !
كانت تراقب وقع كلماتها علي ملامح وجهه الذي بد جامدا و لكن صفاء عينيه عكس مدي إرتياحه لما حدث لذا أخذ نفسا عميقا قبل أن يقول بخشونة 
يوم ما وصلوا هنا متحملتش معاملتنا ليها . تعبت و ودناها المستشفي و هناك الدكتور قال إننا معرضين نفقد الجنين في أي لحظه و إن حالتها غير مستقرة و حذرنا من أي ضغط نفسي أو عصبي . عشان كدا فضلت أسبوعين نايمه في الملحق و كان الأكل بيروحلها هناك. دي كانت أوامر الدكاترة مش زي ما سالم قالك أنه إجهاد من السفر . 
تغيرت تعابير أمينه التي غزا الخۏف ملامحها و شعرت بنغزات قويه في قلبها و خاصة حين رأته يتوجه إلي باب الغرفه و من ثم إلتفت إليها متمتما بجفاء 
لو فعلا مش عايزة قلبك يتوجع مرة تانيه يبقي متتعرضيش ليها بأي سوء .
كانت سماتدور في غرفتها كمن مسه الجنون فهل ما سمعته لتوها كان صحيحا ! هل تلك الفتاة كانت عشيقته أم هي فتاة كان يعبث معها و غافلته لتحمل بهذا الطفل حتي يكون الطريق الذي يجعلها تستمتع بأمواله ! 
دخلت همت الغرفه لتجد سماعلي حالتها الغريبه فسألتها بإهتمام 
مالك يا سما حصل حاجه و لا إيه 
سما بتفكير
دا حصل و حصل و حصل . 
همت بعدم فهم 
حصل إيه يا بنتي 
سما بغل
الزباله إلي كانت بتعايرني من شويه و بتذلني بحبه ليها طلعت مجرد واحده صا.... كان بيقضي وقت معاها . 
قطبت جبينها و لم تفهم شي من هذيانها لذا ألتفت تقف أمامها و هي تقول بنفاذ صبر 
بت أنتي أقعدي كدا و فهميني في إيه بدل مانتي عماله تهرتلي كدا .
طاوعتها سما و جلست علي الأريكه خلفها و قصت عليها تلك المحادثه التي حدثت بينها و بين جنة صباحا و من ثم أخبرتها بما دار بين أمينه و سليم لتنهي سردها قائله پقهر 
عايرتني أنه محبنيش و أنه اختارها هي. بس ربنا أراد يكشفلي قد إيه هي واحده رخيصه و حقېرة . 
أنهت جملتها ثم وجهت أنظارها إلي همت قائله بفرح يتنافي مع عبراتها

المتساقطه و ضجيج قلبها الملتاع
طلع مكنش بيحبها يا ماما . حازم كان بيحبني أنا و أنا واثقه من دا . 
ناظرتها همت پألم علي فلذه كبدها التي طال قلبها الۏجع و لكنها أحكمت تعاطفها و تأثرها بحال صغيرتها و قالت بهدوء 
و بعدين يا سما . هعتبر أن كلامك صح و أنه فعلا مكنش بيحبها . إيه إلي أتغير 
تقصدي إيه 
همت بتعقل 
كسبتي أنتي إيه من كل دا 
لم تستطع الإجابة علي والدتها فاخفضت رأسها پألم و قد زال فرحها الواهي و عادت أمام عيناها حقيقه مرة و هي أن حازم لم يعد موجودا من الأساس و لكنها وجدت يد والدتها التي إمتدت ترفع رأسها المنكث و هي تناظرها بحنان تجلي في نبرتها حين قالت
حازم كان صفحه في حياتك
 

65  66  67 

انت في الصفحة 66 من 377 صفحات