السبت 30 نوفمبر 2024

انا هعيش بين كل دول

انت في الصفحة 29 من 44 صفحات

موقع أيام نيوز


كل ده لاني كنت عايزة انتقم لبابا وماما !
إزداد علو صوت بكائها ليتقطع قلب نادية شفقة عليها لكنها إكتفت بالخروج من الغرفة لتتركها لوحدها مع الندم الذي يأكلها وهي تسترسل 
_ يا ريتني سمعت كلام خالي ! أنا غبية ! حب الاڼتقام اعماني وكان السبب في الي انا فيه دلوقتي ! أنا .. هقول ايه لعيلتي 
همست بجملتها الأخيرة وعيناها تتسعان وكأنها تذكرت للتو العاړ الذي سيلحق بها وبعائلتها نظرت إلى السماء عبر نافذة الغرفة ودقاتقلبها تسارعت عندما خطرت ببالها فكرة مچنونة ستحميها حتى من ألم التفكير لذا وبدون تفكير مطول وقفت من مكانها وأطفأت نور الغرفةثم إتجهت ناحية النافذة وفتحتها ورغم الظلام الذي منعها من رؤية شيء إلا أنها كانت تقفز عبرها دون تردد حين إستنتجت أنها بالدورالأول وليس الأرضي مقررة إنهاء حياتها واللحاق بوالديها في هذه اللحظة ..

تجلس كلتاهما بقاعة الجلوس إحداهما على يمينه والأخرى على يساره ويرمقان بعضهما البعض بنظرات مشټعلة وكأنهما في تحد .. قلبرسلان عينيه بملل منهما ثم وقف سريعا قبل أن تبدآ وصلة العراك وإتجه إلى غرفته موقنا بأن مريم ستتبعه بالتأكيد فهي قد جاءت بسببطلبه لها .
وبالفعل وقفت مريم هي الأخرى لتتبعه تاركة بدور تطالع أثرها بغيظ ثم تفارق مكانها أيضا وتصعد الدرج خلفهما قاصدة غرفة يامن .
طرقت الباب حتى إستمعت إلى الإذن بالدخول فدخلت سريعا ونظرت إلى يامن ثم إلى أدم الجالس بجانبه لتتفاجأ بوجهه الذي كان يحملبعض الكدمات .
_ ايه ده يا ادم مين الي عمل فيك كده 
قوس أدم شفتيه وأجاب وهو يشير إلى يامن 
_ هو ده .
رمقه يامن بعدم إهتمام ثم عاد ينظر أمامه حتى إستمع إلى بدور التي سألته بفضول 
_ هو انت خطفت البنت ليه يا يامن 
_ عشان اديها كرامتي تلعب بيها وارجع أنا من غيرها !
قالها يامن بسخرية فرفعت بدور حاجبيها بعدم فهم منتظرة منه شرحا لما يقول لكنه أردف بشرود بدل ذلك 
_ هو المفروض اعمل ايه عشان اكسب قلبها من غير ما اخسر كرامتي 
طالعه كل من أدم وبدور بغباء ثم فتح أدم فمه يهم بالحديث لكن يامن رفع كفه له يوقفه عن ذلك وقال 
_ انت بالذات مش عايز منك نصيحة والا ناسي انك انت الي اقترحت عليا اخطڤها واني ضيعت كرامتي بسببك 
قوس أدم شفتيه بتذمر مصطنع ولكنه لم يعلق بينما هتفت بدور بسخرية 
_ وهو انت ماشي ورا عقلك والا ورا كلام ادم هو في وحدة بتحب حد خطڤها أصلا 
تدخل أدم
مبررا سبب إقتراحه لتلك الفكرة 
_ ماهي مكنتش عايزة تديله فرصة عشان يتكلم معاها عشان كده قلتله يخطفها ويتكلم معاها ڠصبا عنها ويحكيلها هو حبها ازاي وشافهافين .. وانا متأكد انها لو سمعت قصة حبه ليها هتحبه بس هو معملش كده !
قاطعه يامن بملامح متذمرة 
_ مانا كنت هحكيلها بس كنت عايز ابينلها الاول اني عارف عنها كل حاجة وفتحت التلفزيون على كرتونها المفضل وكنت هجيبلها كل حاجةبتحبها بس أنا أصلا طلعت معرفش عنها كل حاجة وهي طلعت بتحب 
قاطعته بدور فجأة بفضول وحماس 
_ ثواني ثواني ! هي ايه قصة حبك ليها وازاي عارف عنها كل حاجة انت بتعرفها من امتى اصلا 
تبادل أدم ويامن النظرات ثم إبتسم أدم بحماس قائلا 
_ دي قصة طويلة بس هنحكيهالك .
_ هاا الرواية فين بقى 
تساءلت مريم وهي تجلس على سرير رسلان وتمد له يدها فأخرج لها كتابا من أحد الأدراج وقدمه لها وهو يلوي شفتيه بقرف ويتمتم 
_ دي تعتبر رشوة على فكرة !
أمسكت الكتاب بحماس وقلبت صفحاته بسعادة قائلة 
_ مش مهم المهم ان الرواية دي بقت عندي خلاص ! شكرا يا احلى اخ في الدنيا !
قالت جملتها الأخيرة وهي تترك الكتاب وتهب لمعانقته فبادلها العناق بإبتسامة صغيرة شعرت بها مريم فهتفت بفرحة وهي تبتعد عنه 
_ ايه ده انت بقيت بتبتسم كتير الفترة دي هي عرفت تغيرك بالسرعة دي 
كانت تقصد بدور بكلامها ورغم أنها لا تطيقها إلا أنها سعدت برؤية البسمة على وجه أخيها والفضل يعود لها .. سكتت لثوان وهي تراهيحاول منع بسمته من الإتساع فتساءلت فجأة 
_ بس مقولتليش نصايحي فادوك معاها والا لا 
رفع رسلان كتفيه مجيبا بجهل 
_ معرفش أنا طبقت اتنين منهم بس لسه مشفتش النتيجة .
_ طبقت انهي منهم بالضبط 
تنحنح رسلان ثم تحدث ببعض الإحراج 
_ مش انت قلتيلي ان البنات بيحبوا لما حد يشاركهم حاجة بيحبوها أنا بقى لاحظت انها بتقعد برة ساعات وبتتفرج على الغروب والنهاردةلما شفتها قاعدة قعدت جنبها وفضلت اتفرج عليه معاها ..
_ واتكلمتوا 
_ شوية .
قال ذلك ثم أضاف بتذكر 
_ اه وكمان اديتها الجاكيت بتاعي لما حسيت انها سقعانة زي ما بيعملوا في الافلام والروايات .
ضحكت مريم بخفة وهي تتخيله يقوم بحركات رومانسية كهذه ولم تنتبه إلى أن ضحكها جعل فمه يتقوس بتذمر وجنتيه تتوردان بشكلمضحك ولطيف بسبب الإحراج .
حاول مداراة حرجه بإفتتاح أي موضوع ثان فأخرج أول ما خطړ على باله قائلا 
_ بنت عمة بابا هتجي عندنا بكرة وممكن تفضل هنا أسبوع .
_ طيب 
_ خالد قالي انها ممكن تساعدني عشان اخلي بدور تغير عليا ..
نفت مريم برأسها سريعا وهتفت برفض 
_ لا دي حركة رخيصة ومحدش من البنات بيحبها اياك تسمع كلام خالد ده ! أنا بنت زيها وعارفة البنات بتحب ايه اكتر منه .
_ طب ما تديني نصايح تانية 
زفرت مريم بضيق وتمتمت 
_ لاحظ اني مش بطيقها وان النصايح الي ادتهالك في الاول كانت عشان تشتريلي الرواية مش عشانها !
_ هشتريلك رواية تانية طيب .
إبتسمت مريم بإستحسان ثم هتفت 
_ إذا كان كده ماشي !
بدأت تجوب المكان بتفكير وهي تفتح درجا وتغلق آخر وتفتش محتويات الغرفة فهذه طريقتها في التفكير .. لكنها توقفت عندما فتحت أحدالأدراج ورأت جميع تلك القصاصات المرمية به بشكل عشوائي .. إلتفتت إلى رسلان وتساءلت پصدمة 
_ ايه ده 
إنتبه رسلان إلى فتحها لذلك الدرج المخصص لقصاصات بدور فأجاب ببساطة 
_ دي اه دي الطريقة الي بدور شقطتني بيها ! جلست على المقعد المجاور لمقعد والدها حول طاولة الطعام لتناول الإفطار وهي ترمق تلكالجالسة بين رسلان وعائشة بغيظ جلي في ملامحها .. إلتفتت إلى والدها وتساءلت بهمس 
_ هي مريم بتعمل ايه هنا ع الصبح 
أجابها أكرم وهو يقلب عينيه بملل 
_ نامت امبارح هنا جنب عائشة .
زفرت بدور بضيق وهي تتمتم بكلمات متذمرة لم يستطع أكرم أن يفهم منها شيئا لكنه قاطعها مغيرا مجرى الحديث 
_ على فكرة عندنا ضيوف النهاردة .
طالعته
بدور بإهتمام وتساءلت 
_ مين 
_ بنت عمتي جاية هي وبنتها وبنتها هتفضل هنا أسبوع .
هتفت بدور بإبتسامة حماس _ بجد طب إسمها ايه وعندها كام سنة احنا هنبقى صحاب أكيد !
قوس أكرم جانب شفتيه وتمتم ساخرا 
_ لا أكيد هتبقوا صحاب اوي وهتحبيها أكتر من حبك لمريم .
لم تصل تمتمته إلى بدور ولم تهتم بسماعها فقد بدأت بتناول الإفطار وهي تفكر في تلك الفتاة الجديدة التي ستنضم إلى قائمة صديقاتهاكما تظن فهي وبالرغم من كل ما مرت به مع خالها إلا أنها كانت تهرب من مشاكلها عبر تكوين صداقات مع هذه وتلك وهذا ما جعلهافتاة إجتماعية أكثر حتى من دينا .
وعلى ذكر دينا تذكرت بدور أنها لم تحادثها منذ الأمس لذا أنهت تناول إفطارها سريعا وإستأذنت لتصعد إلى غرفتها وتهاتفها وتتساءلعن أخبارها .. دخلت الغرفة وهي تبحث عن هاتفها حتى وجدته لكنها تفاجأت بعدد الإتصالات
الواردة والتي كانت جميعها من دينا .
شعرت بالقلق وإتصلت بها سريعا حتى أتاها صوتها من الطرف الآخر يقول 
_ صباح الخير .
هدأت بدور عندما سمعت صوتها ونبرتها الهادئة فأجابت بإبتسامة إرتياح 
_ صباح النور عاملة ايه يا دودي 
أجابتها دينا پغضب مخالف لنبرتها التي تحدثت بها لأول مرة 
_ مش كويسة خالص وكله بسبب ابن عمك !
ضحكت بدور بخفة ثم قالت بغباء مصطنع قاصدة إستفزاز صديقتها 
_ ليه هو عمل ايه ده حتى ولد غلبان وقع مع واحدة مش بتحس ..
تحدثت دينا بنبرة ساخرة 
_ بصوا مين الي بيتكلم .. البنت الي شايفة الراجل الي بتحبه زي أخوها .
زفرت بدور بضيق وقالت 
_ ممكن متجيبيش سيرة الموضوع ده تاني 
_ حاضر بس لما تفكيني من سيرة ابن عمك انت كمان .
هزت بدور رأسها سريعا تريد إنهاء الموضوع قائلة 
_ تمام تمام انت اتصلت كتير امبارح ليه أنا قلقت لما لقيت كمية الإتصالات دي !
_ كنت هسألك لو كنت عارفة مكان هناء لأنها اتأخرت امبارح اوي .
عقدت بدور حاجبيها بقلق وتساءلت بلهفة 
_ لا معرفش هي مرجعتش لحد دلوقتي 
_ ايوة بس هي بعتت مسج امبارح قالتلنا فيه منقلقش عليها لانها عايزة تفضل لوحدها .
سكتت لثوان قبل تردف 
_ بس أنا قلقانة عليها بصراحة مش عارفة هي ممكن تبات فين .. حتى ماما وخالو وجدو اتجننوا لما اختفينا احنا الاتنين ورا بعض .
فكرت بدور قليلا قبل أن تهتف 
_ أنا هطلب من أخواتي يدوروا عليها هما أكيد هيعرفوا يلاقوها !
أنهت المكالمة معها بعد دقائق ثم خرجت من غرفتها لتنزل إلى الأسفل ثانية لكنها تراجعت وهي ترى الدرجات الكثيرة التي ستضطر لنزولهافتكاسلت عن ذلك .
قادها فضولها إلى غرفة رسلان مستغلة وجوده بالأسفل وحالفها الحظ هذه المرة فوجدت غرفته غير مقفلة كالعادة .. إبتسمت بإتساع ثمدخلت ببطء وهي تراقب الرواق بحذر حتى لا يمسك بها أحدهم متلبسة .
أغلقت الباب فور دخولها ثم تنفست براحة قبل أن ترفع نظرها وتجول به حول الغرفة محتارة من أي نقطة ستبدأ .
إستنشقت هواء الغرفة الممتلئ برائحة عطره التي
يستخدمها فبحثت بعينها تلقائيا عن زجاجة العطر حتى وجدتها على مكتب صغير يحملبعض الأدراج .. إتجهت نحوه ومدت يدها إلى زجاجة العطر لكنها توقفت وهي تنتبه إلى ذلك الدرج بالمنتصف والذي لم يغلق بإحكام .
غيرت مسار يدها نحوه وفتحته بفضول لتتسع عيناها وهي ترى القصاصات التي كانت تضعها أسفل باب غرفته كل ليلة مرمية جميعا به .. رمشت بعدم تصديق تحاول التأكد من أن ما تراه حقيقي وليس مجرد وهم رسمه خيالها فقد كانت تظن بأنه يلقي بهم بعد قراءتهم بعدمإهتمام وذلك بسبب تجاهله لطلبها الدائم له بالإبتسام .
أعاد ذلك الحوار بعقلها فجأة ذكرى قريبة ظهر فيها وهو يخبرها بأنه سيبتسم في حالة واحدة وهي موافقتها وكان ذلك قبل معرفتها بأنهتقدم لطلب يدها .. ولكنها كانت تفكر في الرفض .
توقفت عند تلك النقطة وهي تسأل نفسها سؤالا لطالما تهربت من طرحه على نفسها .. لماذا لم توافق هل هي حقا تعتبره أخا لها كباقيإخوتها أم أنها
 

28  29  30 

انت في الصفحة 29 من 44 صفحات