الإثنين 25 نوفمبر 2024

خليكي عارفه انا مش عايزك وتقدمتلك وتدبست فيكي

انت في الصفحة 16 من 69 صفحات

موقع أيام نيوز

قولتي والدك مصرى ازاي يقبل بحاجة زى كدة 
مررت يدها فى شعرها وجذبت بعض خصلاته كعادتها ان توترت خفضت رأسها للحظات قبل ان تهمس فى حزن لم يعد يهتم بتفسير تأثيره عليه 
ممكن اقولك بعدين 
وأحكمت الشال اكثر على جسدها وهى تقاوم ارتجافة ألمت بجسدها فجأة 
وفى مكان آخر نهضت ايتن من جوار ايلينا لترد على هاتفها تركتها وحدها لتشرد فيما حدث منذ أيام فؤاد ابن عمها قد تجاوز حدوده بالفعل ظهر في البداية مطالبا بالمنزل الذى يقيمان فيه فالطابق باكمله عبارة عن شقتين مملوكتين للعائلة والذى لايعلمه فؤاد هو أن جده قد كتب هذا المنزل باسم سمير قبل ۏفاته كتعويض له فهو لم يرث أي شىء من أمواله الطائلة التى استولى عليها اخوته بتوكيل عام حرره لهم فى مرضه عاد فؤاد بعد زمن يطالب بحقه فى المنزل رغم عدم حاجتة اليه فقد أورثه أبوه الكراهية لعمه مع المال الطائل الذى تركه له ولكن كل شىء تغير حين رأى ايلينا بقوتها وتحديها له فتغيرت وجهته تماما اليها هي وطلب من عمه الزواج بها ولكنها رفضت بقوة لتبدأ ملاحقاته ومضايقاته لينال موافقتها غير مبال بخطبتها لاخر 
سرحانة فى ايه 
شعرت بصوته فرفعت رأسها اليه تجيبه فى حزن 
ولا حاجة متخدش فى بالك 
قطب جبينه فى اهتمام نافيا اجابتها 
ولا حاجة ازاي شكلك متضايق لو عندك مشكلة قولى يمكن اقدر اساعدك 
نهضت لتقف أمامه تخبره بما تتمنى أن ينكره 
عايز تفهمنى انه هيفرق معاك اصلا انت ما بتصدق تلاقى حاجة تضايقنى 
تراجع خطوة للخلف لقد توقف عن مضايقتها توقف عن اغراقها فى العمل كعادته علاقته بها لم تكن كأى خطيبين ولكن كانت هناك هدنة على الاقل في الوقت الحالي أشاح بوجهه يهمس في ألم 
للدرجادى ايلينا شايفانى انسان وحش 
تنهدت فى عمق وهي تهمس في حب لم تشعر بمعانقته لنبرتها 
لو كنت شايفاك انسان وحش مكنتش ارتبطت بيك يا يوسف 
ابتسم فى شرود 
وبعد اللى عرفتيه عني بتشوفينى كويس 
ابتسمت قائلة 
احساسى قالى انك ممكن تتغير واحساسى مش هيكدب عليا ابدا 
الټفت لها بابتسامة صافية فبادلته ابتسامته لأول مرة دون تهكم او اصطناع أو تحدى أو أي شىء من هذا القبيل ابتسامة كانت كافية لتجعل قلب يوسف يستجيب لنبضاته لأول مرة دون مقاومة 
زين زين 
قالتها سمر في عڼف فالټفت لها زين الذى كان لازال شاردا فى الطريق الذى رحلت منه صوفيا رد فى ضجر وهو ينظر الى سمر الذى أصبح يعاملها بجفاف منذ ما كادت ان تتسبب به بينه وبين والده 
نعم فيه حاجة 
كټفت ذراعيها وردت فى حدة 
الخواجاية دى كانت عايزة منك ايه 
تراجع فى دهشة فواصلت 
نظراتها ليك طول الوقت مش مريحانى
والنهاردة كمان كانت 
قاطعها هذه المرة فى حدة قائلا 
كفاية يا سمر صوفيا ضيفتنا عيب تتكلمى عنها كدة 
اقتربت منه خطوتين وهمست في رقة اعمل ايه يازين بحبك وبغير عليك 
زفر زين في حنق من أين جاءت تلك الفتاة بكل تلك الجرأة بل الوقاحة لم يعهدها هكذا مطلقا فهتف فى استنكار 
تانى احنا مش قفلنا الموضوع ده خلاص 
ردت فى اصرار غريب 
تانى وتالت ورابع زين ارجوك ادينى فرصة مادام مفيش حد فى حياتك 
وفجأة لاحت صورة حوريته أمامه وكأنها تنفى ما قالته سمر نفيا قاطعا ولكنه تجاهل هذا ليخبرها فى جديه 
شوفى يا سمر انتى بنت عمى وعارفة انا بعزك اد ايه انتى اختى ومفيش اخ
بيتجوز اخته ولا ايه 
ردت والدموع تلمع بعينيها 
حرام عليك يا زين ليه تعمل فيا كدة 
تنهد زين في نفاذ صبر 
لاحول ولا قوة الا بالله سمر افهمينى هيبقا حرام عليا لو اتجوزتك وظلمتك معايا انتى بكرة ربنا هيكرمك بحد يحبك ويقدرك 
ردت وصوتها ېتمزق من النحيب 
انا مش عاوزة غيرك انت يا زين حتى لو هتظلمنى انا راضية بالظلم مادام هبقا معاك 
كان لايدرى حقا ماذا يفعل لها هي اخته ولا يمكن ان ينظر اليها الا هكذا فهتف فى قسۏة متعمدة 
الموضوع منتهى يا سمر ومش هنفتحه تانى فاهمانى 
نظرت له فى خيبة امل وانطلقت تركض من امامه تاركة داخله اسئلة شتى هل كان الأمر سيتغير لو لم تظهر صوفيا فى حياته هل كان رد فعله سيختلف لم يكن يخطط ابدا للزواج عن حب كان سيتزوج زواجا تقليديا بحسابات العقل فقط وربما ترك الأمر برمته لأمه لتبحث له عن الزوجه المناسبة ولكن كل هذه الموازين قد انقلبت فى لحظة فلم يعد العقل وحده كافيا لاقناعه القلب الذى يتحدى المنطق وكأنه يختار الصعاب ليعشقها عاد الى نظرة الحزن فى عينى صوفيا فزادت حيرته وتمنى لو عرف عنها الكثير والكثير وبالفعل فى الصباح كان على مكتب ايلينا يتحجج بمراجعة بعض الملفات أخذ يدور فى الحديث ولا يعرف من أي زاوية ينفذ الى غرضه حتى وجدها فتسلل منها 
بس صوفيا مش شبهك خالص يا ايلينا حاسس ان انتو الاتنين اتربيتو بطريقة مختلفة رغم انكو قرايب 
شعرت ايلينا باهتمامه بصوفيا كما شعرت بميلها اليه وفى نفسها تمنت لو كان كل منهما للاخر فزين بالفعل قادر على انتشال صوفيا مما هى فيه ردت وهى تعرف انه يدور حول السؤال ليس اكثر فعلا 
حك ذقنه بسبابته قائلا 
هيا اهلها فين وازاى سايبينها كدة 
شبكت ايلينا اناملها امام وجهها تخبره في حزن 
دى حكاية طويلة وتوجع القلب بجد توجع القلب بجد يازين 
فى تلك اللحظة كان يوسف يخرج من مكتبه واخر ماسمعه هو عبارة ايلينا الاخيرة ورأى اخاه ينظر لها فى تأثر واضح وتركيز وهو يكاد يلتهم ملامحها بعينيه او هكذا خيل له ليضرب بداخله هذا الاعصار أعاصير ونيران وزلازل وكل الكوارث الطبيعية التى تصيبه حين يراها تحادث اى رجل حتى وهو يوقن انها لاتتجاوز اى حدود مشاعره تصيبه بالدهشة مالذى يتطور بداخله تجاهها ماهذا الشعور السخيف الذى الم به وهو يراها تحادث زين ربما لأنه يرى زين هو الانسب لها او يشك انها تراه كذلك تنحنح حتى لايظهر عليه الانفعال وقال 
ازيك يا زين كنت عاوز حاجة 
نهض زين وهو ينظر الى ايلينا يابتسامة زادت من سخط يوسف حين بادلته اياها كأنه قد اتخذ فرمانا بحكر ابتسامتها عليه 
لا خلاص شوية ملفات وراجعتها مع ايلينا وماشى بعد اذنكو 
تابعه يوسف وهو يزمر شفتيه حتى اختفى لينظر الى ايلينا پغضب لم تعرف مصدره وهو يسألها في غيظ مكتوم 
مش ملاحظة انك مزوداها معاه 
ردت في استنكار واضح 
مع مين وقصدك ايه 
رد فى تهكم وهو يشير برأسه حيث خرج زين 
مع زين وعارفة انا اقصد ايه كويس 
نهضت من مقعدها فى ڠضب لتهتف في فى شراسة 
انا عمرى ما اتجاوز حدودى مع حد ومسمحلكش بتلميحات من النوع ده 
تابع وكأنه لايسمعها 
لما هوا عاجبك كدة متجوزتيهوش ليه من الاول بدل ما اتدبس انا فيكى 
وكعادته فى غضبه لاينتبه ابدا لما يتفوه به وهى لم تستطع ان تبتلع اهانته هذه المرة حبها له منعها من مواصلة تلك اللعبة التى تأخذ كثيرا من كرامتها وهى تفرض نفسها عليه مرة بعد مرة بل الأدهى يتهمها بعلاقة مع أخيه يعرف جيدا برائتها منها فقط ليتملص من ارتباطهما فى الماضى تحملت ولكن الان وهى تعى تماما حقيقة مشاعرها لم تستطع رفعت رأسها فى شموخ تخبره 
انا بقول كفاية لحد كدة لما توصل للدرجادى يبقى كل حاجة بينا تنتهى احسن 
قالتها وهى تنتظر منه اى رد اى كلمة تدل على تمسكه بها ولو لمرة واحدة 
زاد حنقه عليها من تظن نفسها أهو مجرد لعبة بين اصابعها تلهو بها كما تشاء ابتلع ريقه فى ڠضب قائلا وهو يرفع كفه الايمن 
على فكرة انا اصلا ملبستش دبلتك لانى عارف من الاول ان المهزلة دى لازم تنتهى 
لم تتوقع ابدا ان يكون بهذه القسۏة وقتها علمت أنها تعيش حبه وحدها وهولايبالى بها فكان قرارها التى اتخذته في حينها 
رأى صډمتها جلية فى عينيها ودمعة تحجرت كصخرة صلبة فيهما تشتهي بعضا من ضعفها لتتفتت وينحدر حطامها على وجنتيها ولكن كبريائها المعهود يحمي صلابتها ويحفظ قوتها كالمعتاد 
طالعته للحظات عاجزة عن الرد أخفض رأسه يتحاشى نظراتها أدرك أخيرا وقاحة ما نطق به 
رفعت رأسها في شموخ لتخبره في حسم حررت به نبرتها المخټنقة 
فعلا مش لازم تستمر ولازم يكون لها نهاية ودلوقتي 
تنهد في عمق وهم أن يعتذر عما تفوه به لولا دخول والده المفاجىء وهو يلهث بشده ووجهه يبدو عليه الاضطراب 
يوسف مبتردش على تليفونك ليه 
والټفت الى ايلينا وهو يقول 
عمك سمير تعب شوية ونقلناه المستشفى 
احتضنت صوفيا كف ايلينا بين راحتيها وهي تقول فى حنان 
اهدى يا ايلينا عمو محمود هيبقى كويس ان شاء الله 
التفتت ايلينا فى ألم الى علي الجالس جوارها مطرقا فى حزن معاتبة 
تبقا عارف يا علي وما تقوليش 
رد علي فى هدوء 
دى كانت رغبته يا ايلينا 
هتفت فى ضيق 
رغبته 
اقترب حينها محمود ليربت على كتفها فى رفق مواسيا 
ايوة يا ايلينا باباكى مكنش عايزك انتى بالذات تعرفى حاجة عن مرضه 
والټفت الى يوسف الذى وقف يستند الى الحائط ليحثه باشارة من عينيه على النطق بأي شىء ولكن ناظريه المعلقين بايلينا لم يلتقطا اشارته بل تابعاها في صمت تؤلمه دموعها الحبيسة ېقتله حزنها وخۏفها فى وجوده كم تمنى لو أزاح صوفيا جانبا واحتواها بين ذراعيه حتى تهدأ كم تمنى لو ضغط كفها بين كفيه يمنحها الأمان والعطف يشعر أنه أحق منهم جميعا بها في تلك اللحظات 
يعلم جيدا انها لن تقبل منه اى كلمة بعد ما تفوه به فى الصباح وهو لا يعرف حقا كيف يعتذر كلمات المواساة والاعتذار كلاهما تجمد على لسانه 
خرج الطبيب من عند سمير فهرع الجميع اليه ليضع يده فى جيب معطفه ويتحدث بعمليه بحته 
الاستاذ سمير حالته متأخرة للاسف الجراحة هيا الحل الوحيد رغم انها فى سنه هتبقى مغامرة بس مفيش اختيار تانى 
اقتربت ايلينا وهى تمسح دمعة لم يعطها قلقها على أبيها الرفاهية في محاولة اخفائها 
انا هتمسك بأى امل يرجع بابا لينا 
رد الطبيب وهو يهز رأسه فى تفهم 
الجراحة هتتكلف حوالى 300الف والأمل برضه مش كبير 
هنا تدخل يوسف وقد تضايق من لهجة الطبيب المحبطة مادام فيه امل هنتمسك بيه والفلوس مش مشكلة خالص شوف الأنسب ايه واعمله 
هز الطبيب رأسه ليستأذن الذهاب فنظرت ايلينا الى يوسف تخبره فى حدة 
محدش هيدفع مليم واحد فى علاج بابا 
نظر يوسف ومحمود الى بعضهما البعض فواصلت في حسم 
انا هبيع الكافيه وبابا عنده رصيد كويس فى البنك ولو وصلت هبيع البيت كمان بس مح 
قاطعها محمود وهو يقطب جبينه فى استنكار 
ايه يا ايلينا الكلام الفارغ ده عايزة تبيعى اللى وراكي واللى قدامك واحنا لزمتنا ايه 
واصل يوسف الحديث غير مكترث بما قالته 
سيبك منها يا بابا انا هجهز الفلوس وهتابع كل حاجة بنفسى 
هنا قطبت ايلينا حاجبيها وهتفت فى
15  16  17 

انت في الصفحة 16 من 69 صفحات