خليكي عارفه انا مش عايزك وتقدمتلك وتدبست فيكي
قولتي والدك مصرى ازاي يقبل بحاجة زى كدة
مررت يدها فى شعرها وجذبت بعض خصلاته كعادتها ان توترت خفضت رأسها للحظات قبل ان تهمس فى حزن لم يعد يهتم بتفسير تأثيره عليه
ممكن اقولك بعدين
وأحكمت الشال اكثر على جسدها وهى تقاوم ارتجافة ألمت بجسدها فجأة
وفى مكان آخر نهضت ايتن من جوار ايلينا لترد على هاتفها تركتها وحدها لتشرد فيما حدث منذ أيام فؤاد ابن عمها قد تجاوز حدوده بالفعل ظهر في البداية مطالبا بالمنزل الذى يقيمان فيه فالطابق باكمله عبارة عن شقتين مملوكتين للعائلة والذى لايعلمه فؤاد هو أن جده قد كتب هذا المنزل باسم سمير قبل ۏفاته كتعويض له فهو لم يرث أي شىء من أمواله الطائلة التى استولى عليها اخوته بتوكيل عام حرره لهم فى مرضه عاد فؤاد بعد زمن يطالب بحقه فى المنزل رغم عدم حاجتة اليه فقد أورثه أبوه الكراهية لعمه مع المال الطائل الذى تركه له ولكن كل شىء تغير حين رأى ايلينا بقوتها وتحديها له فتغيرت وجهته تماما اليها هي وطلب من عمه الزواج بها ولكنها رفضت بقوة لتبدأ ملاحقاته ومضايقاته لينال موافقتها غير مبال بخطبتها لاخر
شعرت بصوته فرفعت رأسها اليه تجيبه فى حزن
ولا حاجة متخدش فى بالك
قطب جبينه فى اهتمام نافيا اجابتها
ولا حاجة ازاي شكلك متضايق لو عندك مشكلة قولى يمكن اقدر اساعدك
نهضت لتقف أمامه تخبره بما تتمنى أن ينكره
عايز تفهمنى انه هيفرق معاك اصلا انت ما بتصدق تلاقى حاجة تضايقنى
للدرجادى ايلينا شايفانى انسان وحش
تنهدت فى عمق وهي تهمس في حب لم تشعر بمعانقته لنبرتها
لو كنت شايفاك انسان وحش مكنتش ارتبطت بيك يا يوسف
وبعد اللى عرفتيه عني بتشوفينى كويس
ابتسمت قائلة
احساسى قالى انك ممكن تتغير واحساسى مش هيكدب عليا ابدا
الټفت لها بابتسامة صافية فبادلته ابتسامته لأول مرة دون تهكم او اصطناع أو تحدى أو أي شىء من هذا القبيل ابتسامة كانت كافية لتجعل قلب يوسف يستجيب لنبضاته لأول مرة دون مقاومة
قالتها سمر في عڼف فالټفت لها زين الذى كان لازال شاردا فى الطريق الذى رحلت منه صوفيا رد فى ضجر وهو ينظر الى سمر الذى أصبح يعاملها بجفاف منذ ما كادت ان تتسبب به بينه وبين والده
نعم فيه حاجة
كټفت ذراعيها وردت فى حدة
الخواجاية دى كانت عايزة منك ايه
تراجع فى دهشة فواصلت
والنهاردة كمان كانت
قاطعها هذه المرة فى حدة قائلا
كفاية يا سمر صوفيا ضيفتنا عيب تتكلمى عنها كدة
اقتربت منه خطوتين وهمست في رقة اعمل ايه يازين بحبك وبغير عليك
زفر زين في حنق من أين جاءت تلك الفتاة بكل تلك الجرأة بل الوقاحة لم يعهدها هكذا مطلقا فهتف فى استنكار
ردت فى اصرار غريب
تانى وتالت ورابع زين ارجوك ادينى فرصة مادام مفيش حد فى حياتك
وفجأة لاحت صورة حوريته أمامه وكأنها تنفى ما قالته سمر نفيا قاطعا ولكنه تجاهل هذا ليخبرها فى جديه
شوفى يا سمر انتى بنت عمى وعارفة انا بعزك اد ايه انتى اختى ومفيش اخ
بيتجوز اخته ولا ايه
ردت والدموع تلمع بعينيها
حرام عليك يا زين ليه تعمل فيا كدة
تنهد زين في نفاذ صبر
لاحول ولا قوة الا بالله سمر افهمينى هيبقا حرام عليا لو اتجوزتك وظلمتك معايا انتى بكرة ربنا هيكرمك بحد يحبك ويقدرك
ردت وصوتها ېتمزق من النحيب
انا مش عاوزة غيرك انت يا زين حتى لو هتظلمنى انا راضية بالظلم مادام هبقا معاك
كان لايدرى حقا ماذا يفعل لها هي اخته ولا يمكن ان ينظر اليها الا هكذا فهتف فى قسۏة متعمدة
الموضوع منتهى يا سمر ومش هنفتحه تانى فاهمانى
نظرت له فى خيبة امل وانطلقت تركض من امامه تاركة داخله اسئلة شتى هل كان الأمر سيتغير لو لم تظهر صوفيا فى حياته هل كان رد فعله سيختلف لم يكن يخطط ابدا للزواج عن حب كان سيتزوج زواجا تقليديا بحسابات العقل فقط وربما ترك الأمر برمته لأمه لتبحث له عن الزوجه المناسبة ولكن كل هذه الموازين قد انقلبت فى لحظة فلم يعد العقل وحده كافيا لاقناعه القلب الذى يتحدى المنطق وكأنه يختار الصعاب ليعشقها عاد الى نظرة الحزن فى عينى صوفيا فزادت حيرته وتمنى لو عرف عنها الكثير والكثير وبالفعل فى الصباح كان على مكتب ايلينا يتحجج بمراجعة بعض الملفات أخذ يدور فى الحديث ولا يعرف من أي زاوية ينفذ الى غرضه حتى وجدها فتسلل منها
بس صوفيا مش شبهك خالص يا ايلينا حاسس ان انتو الاتنين اتربيتو بطريقة مختلفة رغم انكو قرايب
شعرت ايلينا باهتمامه بصوفيا كما شعرت بميلها اليه وفى نفسها تمنت لو كان كل منهما للاخر فزين بالفعل قادر على انتشال صوفيا مما هى فيه ردت وهى تعرف انه يدور حول السؤال ليس اكثر فعلا
حك ذقنه بسبابته قائلا
هيا اهلها فين وازاى سايبينها كدة
شبكت ايلينا اناملها امام وجهها تخبره في حزن
دى حكاية طويلة وتوجع القلب بجد توجع القلب بجد يازين
فى تلك اللحظة كان يوسف يخرج من مكتبه واخر ماسمعه هو عبارة ايلينا الاخيرة ورأى اخاه ينظر لها فى تأثر واضح وتركيز وهو يكاد يلتهم ملامحها بعينيه او هكذا خيل له ليضرب بداخله هذا الاعصار أعاصير ونيران وزلازل وكل الكوارث الطبيعية التى تصيبه حين يراها تحادث اى رجل حتى وهو يوقن انها لاتتجاوز اى حدود مشاعره تصيبه بالدهشة مالذى يتطور بداخله تجاهها ماهذا الشعور السخيف الذى الم به وهو يراها تحادث زين ربما لأنه يرى زين هو الانسب لها او يشك انها تراه كذلك تنحنح حتى لايظهر عليه الانفعال وقال
ازيك يا زين كنت عاوز حاجة
نهض زين وهو ينظر الى ايلينا يابتسامة زادت من سخط يوسف حين بادلته اياها كأنه قد اتخذ فرمانا بحكر ابتسامتها عليه
لا خلاص شوية ملفات وراجعتها مع ايلينا وماشى بعد اذنكو
تابعه يوسف وهو يزمر شفتيه حتى اختفى لينظر الى ايلينا پغضب لم تعرف مصدره وهو يسألها في غيظ مكتوم
مش ملاحظة انك مزوداها معاه
ردت في استنكار واضح
مع مين وقصدك ايه
رد فى تهكم وهو يشير برأسه حيث خرج زين
مع زين وعارفة انا اقصد ايه كويس
نهضت من مقعدها فى ڠضب لتهتف في فى شراسة
انا عمرى ما اتجاوز حدودى مع حد ومسمحلكش بتلميحات من النوع ده
تابع وكأنه لايسمعها
لما هوا عاجبك كدة متجوزتيهوش ليه من الاول بدل ما اتدبس انا فيكى
وكعادته فى غضبه لاينتبه ابدا لما يتفوه به وهى لم تستطع ان تبتلع اهانته هذه المرة حبها له منعها من مواصلة تلك اللعبة التى تأخذ كثيرا من كرامتها وهى تفرض نفسها عليه مرة بعد مرة بل الأدهى يتهمها بعلاقة مع أخيه يعرف جيدا برائتها منها فقط ليتملص من ارتباطهما فى الماضى تحملت ولكن الان وهى تعى تماما حقيقة مشاعرها لم تستطع رفعت رأسها فى شموخ تخبره
انا بقول كفاية لحد كدة لما توصل للدرجادى يبقى كل حاجة بينا تنتهى احسن
قالتها وهى تنتظر منه اى رد اى كلمة تدل على تمسكه بها ولو لمرة واحدة
زاد حنقه عليها من تظن نفسها أهو مجرد لعبة بين اصابعها تلهو بها كما تشاء ابتلع ريقه فى ڠضب قائلا وهو يرفع كفه الايمن
على فكرة انا اصلا ملبستش دبلتك لانى عارف من الاول ان المهزلة دى لازم تنتهى
لم تتوقع ابدا ان يكون بهذه القسۏة وقتها علمت أنها تعيش حبه وحدها وهولايبالى بها فكان قرارها التى اتخذته في حينها
رأى صډمتها جلية فى عينيها ودمعة تحجرت كصخرة صلبة فيهما تشتهي بعضا من ضعفها لتتفتت وينحدر حطامها على وجنتيها ولكن كبريائها المعهود يحمي صلابتها ويحفظ قوتها كالمعتاد
طالعته للحظات عاجزة عن الرد أخفض رأسه يتحاشى نظراتها أدرك أخيرا وقاحة ما نطق به
رفعت رأسها في شموخ لتخبره في حسم حررت به نبرتها المخټنقة
فعلا مش لازم تستمر ولازم يكون لها نهاية ودلوقتي
تنهد في عمق وهم أن يعتذر عما تفوه به لولا دخول والده المفاجىء وهو يلهث بشده ووجهه يبدو عليه الاضطراب
يوسف مبتردش على تليفونك ليه
والټفت الى ايلينا وهو يقول
عمك سمير تعب شوية ونقلناه المستشفى
احتضنت صوفيا كف ايلينا بين راحتيها وهي تقول فى حنان
اهدى يا ايلينا عمو محمود هيبقى كويس ان شاء الله
التفتت ايلينا فى ألم الى علي الجالس جوارها مطرقا فى حزن معاتبة
تبقا عارف يا علي وما تقوليش
رد علي فى هدوء
دى كانت رغبته يا ايلينا
هتفت فى ضيق
رغبته
اقترب حينها محمود ليربت على كتفها فى رفق مواسيا
ايوة يا ايلينا باباكى مكنش عايزك انتى بالذات تعرفى حاجة عن مرضه
والټفت الى يوسف الذى وقف يستند الى الحائط ليحثه باشارة من عينيه على النطق بأي شىء ولكن ناظريه المعلقين بايلينا لم يلتقطا اشارته بل تابعاها في صمت تؤلمه دموعها الحبيسة ېقتله حزنها وخۏفها فى وجوده كم تمنى لو أزاح صوفيا جانبا واحتواها بين ذراعيه حتى تهدأ كم تمنى لو ضغط كفها بين كفيه يمنحها الأمان والعطف يشعر أنه أحق منهم جميعا بها في تلك اللحظات
يعلم جيدا انها لن تقبل منه اى كلمة بعد ما تفوه به فى الصباح وهو لا يعرف حقا كيف يعتذر كلمات المواساة والاعتذار كلاهما تجمد على لسانه
خرج الطبيب من عند سمير فهرع الجميع اليه ليضع يده فى جيب معطفه ويتحدث بعمليه بحته
الاستاذ سمير حالته متأخرة للاسف الجراحة هيا الحل الوحيد رغم انها فى سنه هتبقى مغامرة بس مفيش اختيار تانى
اقتربت ايلينا وهى تمسح دمعة لم يعطها قلقها على أبيها الرفاهية في محاولة اخفائها
انا هتمسك بأى امل يرجع بابا لينا
رد الطبيب وهو يهز رأسه فى تفهم
الجراحة هتتكلف حوالى 300الف والأمل برضه مش كبير
هنا تدخل يوسف وقد تضايق من لهجة الطبيب المحبطة مادام فيه امل هنتمسك بيه والفلوس مش مشكلة خالص شوف الأنسب ايه واعمله
هز الطبيب رأسه ليستأذن الذهاب فنظرت ايلينا الى يوسف تخبره فى حدة
محدش هيدفع مليم واحد فى علاج بابا
نظر يوسف ومحمود الى بعضهما البعض فواصلت في حسم
انا هبيع الكافيه وبابا عنده رصيد كويس فى البنك ولو وصلت هبيع البيت كمان بس مح
قاطعها محمود وهو يقطب جبينه فى استنكار
ايه يا ايلينا الكلام الفارغ ده عايزة تبيعى اللى وراكي واللى قدامك واحنا لزمتنا ايه
واصل يوسف الحديث غير مكترث بما قالته
سيبك منها يا بابا انا هجهز الفلوس وهتابع كل حاجة بنفسى
هنا قطبت ايلينا حاجبيها وهتفت فى